رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أنَّ “التوتر الحاصل في المنطقة إنما هو بسبب تمادي العدوّ “الإسرائيلي” في جرائمه وإصراره على مواصلة حرب الإبادة في غزّة، وهذا ما تتجاهله الولايات المتحدة الأميركية التي كان الأجدى بها أن تمارس ضغوطًا على نتنياهو الذي يحاول توريطها بمواجهة مع إيران والمقاومة، بدل الضغط على طهران وحزب الله، لثنيهما عن القيام بالرد على جرائم العدوّ الصهيوني”، مشدّدًا على أنّ “كل هذه الضغوط والتهديدات التي نسمعها، لن تثنينا عن القيام بالرد على العدوان ومواصلة نصرة غزّة”.
وخلال خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب (ع) في حارة حريك، قال إنّ “نتنياهو اليوم بات يشعر بأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، طالما هو خارج دائرة المحاسبة، بفعل الدعم الأميركي اللا محدود، فالولايات المتحدة الأميركية تقدم له مختلف أشكال الدعم، العسكري والسياسي والإعلامي والمالي”، مشيرًا إلى أنّ “أميركا وبعض الدول الغربية كبريطانيا وألمانيا وفرنسا تبرر له كلّ ما يقوم به، وتتبنى الروايات الكاذبة التي يدّعيها حول مجازره، بدل الضغط عليه للتوقف عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين”.
ولفت إلى أنّ “الولايات المتحدة تبنت، خلال ساعات، الرواية “الإسرائيلية” الكاذبة حول مسؤولية حزب الله عما حصل في مجدل شمس، وأعطت الحق لـ “إسرائيل” في العدوان على لبنان تحت عنوان الدفاع عن النفس، بينما في مجزرة مدرسة التابعين، اكتفت بالتعبير عن قلقها ولم تحمل العدوّ أية مسؤولية”، مشيرًا إلى أنّ “هذا السلوك جعل “إسرائيل” مطلقة اليد، بحيث تستطيع أن تقوم بكلّ ما تريد من دون أي تحرك من قبل ما يسمّى بالمجتمع الدولي، في حين أن أميركا والدول الغربية لأدنى شيء تسارع إلى تشكيل تحالفات دولية ضدّ بعض الدول غير الخاضعة لها تحت عنوان محاربة الإرهاب”.
وأضاف: “قمة النفاق الأميركي هو عندما يتحدث عن اهتمام كبير من الإدارة الأميركية بوقف إطلاق النار في غزّة وفي جنوب لبنان، بينما هو يزوّد العدوّ بالسلاح والقنابل الفتّاكة لضرب المدنيين في غزّة ولبنان”، مؤكّدًا أنّ “العدوّ الصهيوني لن يفلت من العقاب على جرائمه في لبنان، فقد ولّى الزمن الذي كانت تقوم به “إسرائيل” بالعدوان من دون أن تلقى الرد المناسب على جرائمها”.
وشدّد على أنّ “المقاومة على وعدها بالرد على جريمة الاعتداء على الضاحية واغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر”، لافتًا إلى أنّه “لا يمكن للمقاومة أن تسمح للعدوّ بفرض قواعد جديدة أو أن تتراجع عن قرارها بالرد، لأن ذلك سيشجع العدوّ على التمادي في اعتداءاته واستهدافاته، وأن يضرب من يشاء وفي أيّ منطقة يشاء، وسيصبح أكثر جرأة وتماديًا، ولذلك لا بد من رد مؤلم يردع العدوّ ويمنعه من التمادي ومواصلة هذا المسار، ويعيده إلى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل عدوانه على الضاحية”.
وختم الشيخ دعموش بالقول إنّ “ما نشره الإعلام الحربي في المقاومة اليوم عن منشأة عماد “4”، هو رسالة واضحة للعدوّ بأن ما تمتلكه المقاومة في لبنان من قدرات وإمكانات ومفاجآت هو أكبر بكثير مما يتصوره هذا العدوّ الأحمق، وأنّ أي مغامرة له في لبنان سيمنى فيها بهزيمة مدوية ستكون أشد مرارة من هزيمته في آب العام 2006″.
نص الخطبة
قبل اسابيع تحدثت عن الحياء وقلت ان الحياء هو سلوك اخلاقي يدفع الانسان الى اجتناب الظهور بالمساوىء والمعايب والرذائل والى الالتزام بالقيم الاخلاقية والانسانية والضوابط الشرعية
كما قلنا ان الانسان الذي لديه حياء يشعر بانقباض النفس وتغير الوجه عندما يظهر مساوئه او يصدر منه قول او فعل او سلوك معيب وقبيح او غير مناسب، كما لو صدرت منه كلمات بذيئة او قصر في اكرام ضيفه وزائره.
وفي هذه الخطبة أود ان اركز الحديث عن المجالات التي يتأكد فيها الحياء والموارد التي لا يستحسن فيها الحياء، اي المجالات التي يكون فيها الحياء ممدوحا او مذموما وذلك في عدة نقاط:
النقطة الاولى: انه عندما نعود للاحاديث الواردة في مجال الحياء سنجد ان المجالات التي ينبغي فيها الحياء او الاشياء التي يجب على الانسان ان يستحي ويخجل من فعلها وممارستها هي:
1-الحياء من فعل الحرام:
عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استحيوا من الله حقّ الحياء، أي: حياء ثابتاً ولازماً صادقاً قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: فان كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدُكم إلا وأجلُه بين عينيه، اي ليفكر الانسان باجله وكأن الموت قد دنى منه وليحفظ الرأسَ وما حوى، اي أن يحفظ راسه عن استخدامه في غير طاعة الله بأن لا تسجد به لغيرالله، ولا تصلي للرياء، ولا تخضع به لغير الله، ولا ترفعه تكبراً وان يحفظ وجميع ما فيه، العين والاذن واللسان عن الحرام وعما لا يرضي الله، بان والبطنَ وما وعى، اي ان تحفظ البطن عن أكل الحرام، “وما وعى” أي الاعضاء المتصلة بالبطن كالرجلين واليدين وغيرها عن المعاصي، بان تستخدمها في مرضاة الله سبحانه وتعالى،وليذكر القبر والبلى، يعني: تذكر انك ستصير في القبر عظاماً بالية ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا.
2- الحياء من بذاءة اللسان:
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحاشٍ بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قالَ، ولا ما قيل له. فإنّك إن فتّشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان. فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾.
3- الحياء من كشف الجسد:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أنّه نظر إلى رجلٍ يغتسل بحيث يراه الناس. فقال: أيّها الناس: إنّ الله يحبّ من عباده الحياء والستر، فأيّكم اغتسل فليتوارَ من الناس فإنّ الحياء زينة الإسلام
4- الحياء من خدش مشاعر الآخرين و التقصير في احترامهم والإحسان إليهم. فيستحي إن طلب منه احد حاجة او خدمة او شيئا يمكنه القيام به ان يرد طلبه ويفشله او يستثقل من تأديته له وإن كان ذلك يتعبه او فيه مشقة عليه او يحمّله عبأ، كما انه يستحي اذا اتاه ضيف مثلا في وقت راحته ان لا يستقبله او أن يقصّر في ضيافته.
النبي (ص) كان على درجة عالية من الحياء، وكانت “شيمته الحياء” و “مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ” وكان(ص) كما ورد في الاحاديث: ” أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ في خِدْرِهَا” وكان(ص) “حَيِيًّا لاَ يُسْأَلُ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَى” وكَانَ (ص)” لَا يَكَادُ يُوَاجِهُ أَحَدًا فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ” حتى لا يخدش مشاعره من شدة حيائه .
كان(ص) يتحمّل الاحراج والأذى من تصرفات بعض الناس بسبب حيائه، فقد كان بعضهم يأتي إلى دار رسول الله في كلّ وقت، ويدخل من دون استئذان، ويبقى عنده على الطعام، وبعد تناول الطعام يطيلون الجلوس على حساب وقته وراحته، وكان (ص) لحيائه يخجل أن يردّ أحدًا منهم أو يأمره بالخروج وإن طال بقاؤه، لذلك نزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾
وهذا كله من مجالات الحياء المطلوب والممدوح.
وطبعا الحياء خاصة الحياء من كشف الجسد او من الميوعة والبذاءة والتحلل الاخلاقي مطلوب من المرأة اشد من الرجل، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): الحياء عشرة أجزاء، فتسعة في النساء وواحد في الرجال .
النقطة الثانية: ان الانسان عندما تحدثه نفسه بان يرتكب عيبا او حراما او اي مجال من المجالات التي يجب فيها الحياء ان يخجل ويستحي :
اولا : من الله سبحانه تعالى:
جاء رجل الى النبيّ فقال له: أوصني يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم: “استحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك
وعنه (صلى الله عليه وآله): من لم يستح من الله في العلانية، لم يستح من الله في السر .
وعن الإمام الكاظم (عليه السلام : استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم
عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استحيوا من الله حقّ الحياء، قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: فان كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدُكم إلا وأجلُه بين عينيه.
وثانيا من المعصومين(ع):
عن أبي جعفر عليه السلام قال: “إنّ أعمال العباد تُعرض على نبيّكم كلّ عشيّة خميس. فليستحْي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح.
قال أبو عبد الله عليه السلام: “تُعرض الأعمال يوم الخميس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الأئمّة عليهم السلام
وثالثا من الملائكة:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ليستحِ أحدُكم من مَلَكيه اللذين معه، كما يستحْي من رَجُلَين صالحين من جيرانه، وهما معه بالليل والنهار .
ورابعا من الناس:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من لا يستحْي من الناس لا يستحْي من الله تعالى
عن علي عليه السلام: “شر الأصحاب (الأشرار) من لا يستحْي من الناس ولا يخاف من الله.
وعن الإمام العسكري (عليه السلام): من لم يتق وجوه الناس لم يتق الله.
وخامسا: ان يخجل من نفسه:
قال عليٌّ عليه السلام: “أحسن الحياء استحياؤك من نفسك
قال عليٌّ عليه السلام: “من تمام المروة أن تستحيي من نفسك
النقطة الثالثة: هناك موارد الحياء فيها مذموم فلا ينبغي الحياء فيها ، وذلك حين يكون الحياء مانعًا من فعل الخير، أو سببًا للوقوع في الشر.
فقد روى الإمام جعفر الصادق (ع) عن جدّه رسول الله (ع) أنه قال: “اَلْحَيَاءُ عَلَى وَجْهَيْنِ فَمِنْهُ ضَعْفٌ وَمِنْهُ قُوَّةٌ” القوة هو الحياء المطلوب والممدوح الذي ذكرنا موارده كالحياء من فعل الحرام ومن كشف الجسد ومن بذاء اللسان وغيرذلك، والحياء الضعيف هو الحياء الذي لا يكون في موضعه والذي في موارد ومجالات لا يستحسن فيها الحياء، وابرز هذه الموارد التي لا ينبغي فيها الحياء هي:
1-الحياء من التعلّم والتفقه:
عن علي (ع): ولَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَه.
وعن أبي عبد الله عن أبيه (عليهم السلام) قال: قال علي عليه السلام في كلام له: لا يستحْي الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلَّم.
وقالت عائشة: “نِعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهنّ الحياء أن يتفقهنّ في الدين”.
2- – الحياء من قول لا أعلم:
فلا للإنسان أن يجيب عن سؤال لا يعرف جوابه، ان ان يفتي بدون علم بسبب حيائه من أن يقول: لا أعلم او لا ادري .
يقول الإمام علي (ع): ولَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ، أَنْ يَقُولَ لَا أَعْلَمُ.
وعنه عليه السلام في نهج البلاغة: لا يرجونَّ أحدٌ منكم إلا ربّه، ولا يخافنّ إلا ذنبه، ولا يستحينَّ أحد إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول لا أعلم. ولا يستحينَّ أحدٌ إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه.
وعن الامام الصادق عن أبيه عليهم السلام قال: قال عليّ عليه السلام في كلام له(ع): لا يستحْيِ العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: لا علم لي به.
وفي هذا السّياق جاء في سيرة الإمام مالك أنّ رجلًا سأله عن مسألة، فقال لا أدري، فقال: سافرت البلدان إليك، فقال: ارجع إلى بلدك وقل: سألتُ مالكًا فقال: لا أدري.
3-الحياء من قول الحقّ:
قال عليٌّ عليه السلام: “مَن استحيَى من قول الحقّ فهو أحمق
4- الحياء من العمل وطلب الرزق:
عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: من لم يستحْيِ من طلب المعاش خفّت مؤونته، ورخى باله، ونعم عياله.
وعن الإمام علي (عليه السلام): الحياء يمنع الرزق .
وعنه (عليه السلام): قرن الحياء بالحرمان . والمقصود عندما يستحي الانسان من عمل ما لطلب الرزق فانه يعيش الحرمان
5ـ- من خدمة الضيف:
قال عليّ (عليه السلام): ثلاثٌ لا يُستحْيَى منهنّ: خدمة الرجل ضيفه، وقيامه عن مجلسه لأبيه ومعلّمه، وطلب الحقّ وإن قلّ.
6- من إعطاء القليل
قال أمير المؤمنين عليه السلام): البخل عارٌ، والجبن منقصة، كن سمحاً ولا تكن مبذراً وكن مقدرا ولا تكن مقتراً، ولا تستحِ من أعطاء القليل، فإنّ الحرمان أقلّ منه.
7- خجل الخلوة مع الزوج
عن الامام الصادق عليه السلام قال: “خير نسائكم التي إذا خلَت مع زوجها خلعت له درع الحياء، وإذا لبِسَت لبست معه درع الحياء .
8- من ذكر الله
عن عن الامام الصادق عليه السلام قال: “إنّ موسى عليه السلام قال: يا ربِّ، تمرّ بي حالات أستحيي أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى ذِكري على كلّ حالٍ حسن
عن زرارة ومحمّد بن مسلم عن الامام الباقر عليه السلام قال: “قلت: الحائض والجنب يقرءان شيئاً؟ قال: نعم ما شاءا إلا السجدة، ويذكران الله تعالى على كلّ حال.
وعن الامام الباقر عليه السلام أنّه قال له: “يا محمّد بن مسلم، لا تدعنّ ذكر الله على كلّ حال. ولو سمعت المنادي ينادي بالأذان وأنت على الخلا فاذكر الله عزّ وجلّ، وقل كما يقول المؤذّن.
ذكر الله مطلوب في مختلف الاوضاع والظروف لانه حصانة للانسان المؤمن وويبعث على الطمأنينة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ويسكن الافئدة ، فيزول بذكر الله كل خوف وقلق وفزع واضطراب ، وعندما يستمد الانسان القوة من الله فانه لا تسقطه الضغوط والازمات والمشكلات والتوترات والتحديات، ولا يبالي بالتهديدات التي يطلقها الاعداء من اجل اخافة الناس ودفعهم للتراجع عن خياراتهم ومواقفهم.
اليوم التوتر الحاصل في المنطقة انما هو بسبب تمادي العدو الاسرائيلي في جرائمه واصراره على مواصلة حرب الابادة في غزة، وهذا ما تتجاهله الولايات المتحدة الامريكية التي كان الاجدى بها ان تمارس ضغوطا على نتنياهو الذي يحاول توريطها بمواجهة مع ايران والمقاومة، بدل الضغط على طهران وحزب الله، لثنيهما عن القيام بالرد على جرائم العدو الصهيوني، وكل هذه الضغوط والتهديدات التي نسمعها لن تثنينا عن القيام بالرد على العدوان ومواصلة نصرة غزة .
اليوم نتنياهو بات يشعر بأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، طالما هو خارج دائرة المحاسبة، بفعل الدعم الامريكي اللامحدود، فالولايات المتحدة الامريكية تقدم له مختلف أشكال الدعم، العسكري والسياسي والاعلامي والمالي ، بل ان اميركا وبعض الدول الغربية كبريطانيا والمانيا وفرنسا يبررون له كل ما يقوم به، ويتبنون الروايات الكاذبة التي يدعيها حول مجازره، بدل الضغط عليه للتوقف عن إرتكاب المجازر بحق المدنيين.
الولايات المتحدة تبنت خلال ساعات الرواية الإسرائيلية الكاذبة حول مسؤولية “حزب الله” عما حصل في مجدل شمس، واعطت الحق لاسرائيل في العدوان على لبنان تحت عنوان الدفاع عن النفس، بينما في مجزرة “مدرسة التابعين” اكتفت بالتعبير عن قلقها ولم تحمل العدو اية مسؤولية.
هذا السلوك جعل اسرائيل مطلقة اليد بحيث تستطيع أن تقوم بكل ما تريد من دون أي تحرك من قبل ما يسمى “بالمجتمع الدولي”، في حين أن اميركا والدول الغربية لأدنى شيء تسارع الى تشكيل تحالفات دولية ضد بعض الدول غير الخاضعة لها تحت عنوان “محاربة الإرهاب”! .
اليوم قمة النفاق الامريكي هو عندما يتحدث الامريكي عن اهتمام كبير من الادارة الاميركية بوقف اطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان، بينما هو يزود العدو بالسلاح والقنابل الفتاكة لضرب المدنيين في غزة ولبنان.
وفي كل الاحول العدو الصهيوني لن يفلت من العقاب على جرائمه في لبنان، فقد ولى الزمن الذي كانت تقوم به اسرائيل بالعدوان من دون ان تلقى الرد المناسب على جرائمها, مشددا على ان المقاومة على وعدها بالرد على جريمة الاعتداء على الضاحية واغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر ، حتى لو حصل اتفاق على وقف اطلاق النار في غزة، لان مسار الرد منفصل عن مسار جبهة الاسناد لغزة. ولا يمكن للمقاومة ان تسمح للعدو بفرض قواعد جديدة او ان تتراجع عن قرارها بالرد، لان ذلك سيشجع العدو على التمادي في اعتداءاته واستهدافاته، وأن يضرب من يشاء وفي أيّ منطقة يشاء، وسيصبح أكثر جرأة وتمادياً. ولذلك لا بد من رد مؤلم يردع العدو ويمنعه من التمادي ومواصلة هذا المسار، ويعيده إلى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل عدوانه على الضاحية.
وما نشره الاعلام الحربي في المقاومة اليوم عن منشأة عماد اربعة هو رسالة واضحة للعدو بان ما تمتلكه المقاومة في لبنان من قدرات وامكانات ومفاجآت هو أكبر بكثير مما يتصوره هذا العدو الاحمق، وان اي مغامرة له في لبنان سيمنى فيها بهزيمة مدوية ستكون اشد مرارة من هزيمته في آب العام 2006
المصدر: بريد الموقع