عند تجولنا في الحديقة، ربما يلاحظ البعض منا أشياء لا نُلقي لها بالاً في العادة، حيث نشاهد الفراشات تطير في المكان، وفي الجهة المقابلة نرى تحليق حشرات أخرى مثل النحل أو الذباب أو غيرهما. لكن هل تساءلت عن السر في طريقة طيران الفراشات المغايرة لجميع الحشرات؟ أو حتى لماذا لا تطير الفراشة في خطوط مستقيمة طبيعية؟
الفراشات والعثث تستخدم أجنحتها لأغراض كثيرة، مثل الطيران، وللإعلان عن مدى سُميتها، وأيضاً لخلق أنماط تمويهية.
إذ إن عملية الطيران الغير منتظمة للفراشة هي في الواقع تكتيك تطوري يجعل من الصعب على أي حيوان مفترس آخر التنبؤ بمسار طيرانها. كما أن الفراشات الأكثر سُمية لا تحتاج إلى تنفيذ هذه المناورات المراوغة، نتيجة لذلك تميل إلى الطيران باستقامة أكبر، وهكذا يمكن التميز بين الفراشة السامة من غيرها.
أظهرت محاكاة ديناميكا الموائع التي تم إجراؤها في جامعة كيوتو في اليابان العام الماضي، أن الفراشات تستطيع القيام بأسلوب طيرانها هذا عن طريق توليد الكثير من الاضطرابات الإضافية مع كل رفرفة جناح. ووجدت دراسات التصوير فائق السرعة في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، الولايات المتحدة الأمريكية، أن الفراشة تضبط باستمرار مركز الجاذبية عن طريق تحويل وضعية جسمها وأجنحتها.
المصدر: مواقع