الجبهة الثانية| للمرة الاولى.. الاعلام الفرنسي التقليدي يتحدث عن قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجبهة الثانية| للمرة الاولى.. الاعلام الفرنسي التقليدي يتحدث عن قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة

يمكن القول ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نجح في ابعاد موضوع الحرب على غزة عن المشهد السياسي و الاعلامي الفرنسي. منذ ان حل الجمعية الوطنية لأسباب واهية، واستدعى انتخابات تشريعية مبكرة ، هذه التغطية تلاشت تدريجيا حتى باتت شبه غائبة عن المشهد الفرنسي.

رئيسة تحرير موقع المنار الفرنسي ليلى مزبودي:

منذ انتهاء الدورة الثانية في 7 تموز يوليو، يمكن القول انني اطلعت على اغلبية الصحف الفرنسية التقليدية لوموند، لو فيغارو، لا كروا، لوبنيون، ليكسبرس، لو نوفل اوبس، لي زيكو، في اعدادها الورقية او ال pdf الصادرة في 10، 11، 12، و 13 تموز يوليو و لم اجد شيئا عن غزة.

اطلعت على 15 نشرة و لم اجد الا موضوعا واحدا عن الحرب على غزة.

في صحيفة ليبيراسيون بتاريخ الجمعة 12 تموز على صفحتها الأولى وبالعنوان العريض: “حماس اسرائيل: في هذا الوقت، في غزة” عنوان ملف ضم افتتاحية، مقابلتان، مقالتان حول الأوضاع على الارض.

و في الشابو: ” قصف قاتل، هجوم على الأرض، بينما الأميركيون والأوروبيون مستغرقون بأوضاعهم السياسية الداخلية، الجيش الإسرائيلي يزيد من حدة هجومه وحماس تواصل حربها في الشوارع”.

اخفاق فاقع لهدف نتنياهو

كرست (ليبيراسيون) لهذا الموضوع اليتيم في الصحافة الفرنسية افتتاحيتها “الجحيم” للكاتبة اليكساندرا شوارتزبرود.

من الامور الملفتة في المقالة بعد الحديث عن التدمير و القتل و حملات التهجير المتواصلة وسعي الفلسطينيين ان ينقذوا انفسهم عبر الانتقال ن مكان الى آخر، من الامور الملفتة والتي احسب انني قرأتها للمرة الاولى في الاعلام الفرنسي التقليدي قوله : “حرب شوارع حقيقية تحصل حيث الحركة الاسلامية تبدو اكثر استعدادا لأنها على معرفة حميمة بالأرض. كل يوم يمر يظهر الاخفاق الفاقع للهدف الذي حدده منذ 9 اشهر رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسرائيلي للقضاء على حماس. والتي لا تجد صعوبة في تجنيد المزيد من الشباب الفلسطيني المصر على الانتقام من الآلام التي تعرض لها. الى متى يستمر هذا الجحيم ، اشهر اضافية، عاما آخر.

في الوقت الذي يزداد فيه حجم المظاهرات في تل ابيب ضد السياسة المتطرفة العمياء لنتنياهو بينما لا يزال الرهائن ال 116 بيد حماس. خاصة و ان المستوطنين يستغلون الاهتمام المنصب على غزة من اجل سرقة مزيد من الأراضي في الضفة الغربية”.
حماس: قوة مشاة مهنية
و للمرة الأولى ايضا يتم الحديث عن قدرات حماس القتالية عبر مقابلة مع المؤرخ العسكري ميشال غويا و هو ضابط سابق في البحرية و ضابط في فرقة البحث حول نتائج التجارب في مناطق آسيا و الشرق الأوسط و الشرق الأدنى و صاحب كتاب صدر مؤخرا تحت عنوان: “الإشتعال: من اجل فهم تحديات حرب حماس-اسرائيل”.

سئل في المقابلة عن قدرات حماس للمقاومة بعد 9 اشهر من الحرب. “كلمة مقاومة”. يعتبر ان هذا الأمر ليس مفاجئا، ليس جديدا، ان “حماس منذ 2006 شكلت قوة مشاة مهنية، فعالة، منظمة و مجهزة”. قادرة على حماية منطقة مدنية على غرار (الدولة الإسلامية) في الموصل عام 2016 و حزب الله في لبنان عام 2006.

و بعد وصفه لأساليب المواجهة على الارض و من تحت الأرض التي تعتمدها حماس يصف المعركة بأنه “قتال بين الأشباح حيث الأعداء لا يرون بعضهم البعض الا في اللحظة الأخيرة عندما يقتل أحدهم الآخر”.

حول مصادر الأسلحة، يتحدث غويا ان حماس يمكنها “الإعتماد على الشبكة الشيعية مع حزب الله في لبنان اضافة الى ايران كما على شبكة الأخوان المسلمون في تركيا وقطر و مصر. يذكر انه في المرحلة التي حكم فيها الاخوان المسلمون في مصر ( 2012-2013) اسلحة عديدة تم تمريرها من ليبيا الى غزة عبر مصر. كما تحدث عن صناعة محلية للأسلحة لا يمكن تجاهلها وان المقاتلين قادرين على صناعة عبوات متفجرة عبر الحصول على مواد اولية اغلبها من ايران تمر عبر السيناء. و ان حماس خزنت كمية كبيرة من الذخائر يسمح لها بالقتال لفترة طويلة.

لم يتناول ان حماس والمقاومة يمكنها ان تستفيد من القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر.

مخاطر القنابل التي لم تنفجر

ولكن هناك مقالة ضمن الملف حول القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر تحت عنوان : “بين الأنقاض، الفخ الموقوت للقنابل التي لم تنفجر”.

ولكن قبل ذلك تحدثت عن مخلفات الدمار. ارقام مهولة نقلا عن  دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام. “39 مليون طن من الأنقاض على مساحة لا تتجاوز ال 41 كلم2”.

المنظمة غير الحكومية Handicap International تقول انه بالنسبة الى الأسلحة التقليدية ، يمكن القول ان قنبلة واحدة من بين 10 قنابل لا تنفجر.

المنظمة تحدثت عن “المخاطر على المدنيين من انفجارها المفاجئ و من نتائجها الصحية والبيئية المخيفة مع وجود 800 الف طن من الاميانت (الأسبتس الذي يستعمل في مواد البناء) في الانقاض وآلاف من الجثث فضلا عن المواد السامة من عضوية و كيميائية خاصة ان العديد من المستشفيات تعرضت ايضا للقصف و يمكن ان يكون من بين انقاضها مكنات أشعة و بيولوجية.”

لم يتم تناول انه يمكن للمقاومة الفلسطينية ان تستعملها من اجل صناعة العبوات و الصورايخ و ما الى ذلك علما ان حماس ذكرت اكثر من مرة انها استعملتها في بعض عملياتها.

فوز اليسار الفرنسي خبر سيء جدا لاسرائيل

انتقل الى فوز اليسار في التشريعية الفرنسية. و بالأخص الى التغطية التي حظي فيها في الإعلام الاسرائيلي الفرانكوفوني على وجه التحديد.

موقع اي 24 عنون في 8 تموز: “فوز الجبهة الشعبية الجديدة. خبر سيء جدا لإسرائيل”،  تحدث عن برنامج الجبهة الذي ينص على الاعتراف بفلسطين.

موقع تايمز اوف اسرائيل بالفرنسية ايضا في 8 تموز: تحت عنوان: “نتائج التشريعية: ردود افعال شخصيات يهودية فرنسية”.

نقلت عن رئيس الكريف يوناتان أرفي Yonathan Arfi قوله: “لا للتجمع الوطني و لا لفرنسا الأبية. الجبهة الجمهورية يجب ان تهزم التجمع من دون تسوية مع فرنسا الأبية.” قال ذلك قبل الانتخابات،  ثم قال بعدها: “لا مكان لفرنسا الأبية في الحكومة” “يجب على الديمقراطيين والجمهوريين ان يعملوا سويا حتى لا تحصل فرنسا الأبية على الفوز .

ينقل الموقع عن الليكرا، الرابطة الدولية ضد العنصرية و المعاداة للسامية،  قولها ان:” فرنسا قالت لا لشعبوية اليمين المتطرف وعليها ان تضعف شعبوية اليسار المتطرف”.

ينقل عن جمعية (سوف نعيش) « Nous vivrons » اليهودية التي انشئت غداة عملية الطوفان الأقصى التي وصفتها بال (بوغروم) قولها: ” على الجبهة الشعبية الجديدة ان تتحمل مسؤولياتها الجمهورية و ان تخرج فرنسا الأبية”.

ينقل عن اتحاد الطلبة اليهود في فرنسا قوله: “لا يمكن و لا يجب ان يحصل أي تحالف مع اولئك الذين يروجون لمعاداة السامية منذ أشهر”. كلام موجه الى الاشتراكيين. لاحظ الإتحاد ان عدد مقاعد (فرنسا الأبية) تراجع عما كان عليه في الجمعية الوطنية السابقة.

ينقل تايمز اوف اسرايل عن حاخام فرنسا حاييم كورسيا Haïm Korsia انه قال ل يهود فرنسا انه لا داعي للهلع. “الحكومة مهما كانت، سوف تشكل من أشخاص عقلانيين يدافعون من كل قلبهم عن قيم الجمهورية”.
وصف الانتخابات باحدى أكبر الحيل “حيث صرخت فرنسا الأبية انها انتصرت في الوقت التي حازت فيه على مقاعد اقل من الجمعية الوطنية السابقة”. اعتبر تمحور حملتها في الانتخابات الاوروبية في على “معاداة السامية وعلى غزة” بأنها “سرقة للديمقراطية”.

وذكّر الموقع  بأن ميلانشون كان وصف اليهود في خطاب عام 2017 بأنهم “اقلية متعجرفة تعطي دروس اخلاق للباقين”.

و من ردود افعال هذه المجموعات والشخصيات اليهودية الصهيونية يبدو واضحا انه فعلا محق: يعتبرون انفسهم انهم هم الجمهورية وهم الديمقراطية. وان الجمهورية والديقراطية لا يمكنها ان تتحمل وجود احزاب كل ما قامت به انها تنتقد الكيان الصهيوني.

موقف ماكرون شبيه بموقف اللوبي الاسرائيلي

على المستوى الداخلي الفرنسي، هناك حملة شعواء في الوسائل الإعلامية على اليسار وبالتحديد على حزب فرنسا الأبية، لخصتها صحيفة لومانتيه بالعنوان التالي في 12 تموز:”سيل من السموم من اجل استبعاد الجبهة الشعبية الجديدة”.

على مستوى الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون حتى الآن يرفض ان يسمي رئيس الوزراء من التحالف اليساري الفائز.  قال بعد صمته مدة ثلاثة ايام: “لم يفز أحد”… “كل الأحزاب خرجت اقلية”… “فقط القوى الجمهورية تمثل الأكثرية المطلقة”… “ما اختاره الفرنسيون هو الجبهة الجمهورية”.

تعتبر صحيفة لوفيغارو ان معاييره تستبعد التجمع الوطني كما فرنسا الأبية.

يلاحظ المتابع ان موقفه يشبه كثيرا ما يطالب به اللوبي الإسرائيلي مع نفس الأساليب الخبيثة التي تتلطى وراء قيم الجمهورية.

المصدر: موقع المنار