حصلت اربعة احداث دراماتيكية خلال الاسبوع الماضي على الساحة اللبنانية تناولها الاعلام الفرنسي. الهجومان الارهابيان عبر اجهزة الاتصال ال بايجرات و اللاسلكي ثم القصف الارهابي على الضاحية الجنوبية . و ما بينهما خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
فيما يتعلق بالحدثين الاولين، سنبدأ هذه الفقرة بكلام لصحافي فرنسي علق وانتقد على معالجة الاعلام الفرنسي للعملية الارهابية الاولى التي حصلت من خلال البيجرات، و التي تحدث عنها بلغة الانجاز الالكتروني غير المسبوق، العملية الأكثر نجاحا للكيان.
اغلبية المقالات تحدثت بلغة منبهرة عنها فضلا عن محاولتها معرفة وتحديد كيف التفجير.
الصحافي “جان-ميشيل أفاتي” كان لديه هذا الرد عبر اذاعة RTL، نلاحظ انه تجنب ان يصف هذه الاعمال بأنها ارهابية رغم انه انتقدها.
ومع مداخلة أخرى خلال مقابلة اجراها تلفزيون LCI مع القائد السابق للقوات البحرية الفرنسية الاميرال جان-لويس فيشو Jean-Louis Vichot تناول فكرتين اساسيتين: الارهاب هو المبدأ المؤسس الذي قام عليه الجيش الاسرائيلي. كلام جرئء و لكن نسب الى اسحاق شامير وكأنه مبرر.
الاميرال يشك بأن هذه الطريقة ستكون ناجعة في تحقيق الهدف الاسرائيلي الا وهو عودة الاسرائيليين الى الشمال.
خطاب السيد نصر الله
هذه الفكرة ركز عليها الاعلام الفرنسي من خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، و الذي أكد خلاله بأن لا هذه الطريقة ولا غيرها لن تعيد المستوطنين الى الشمال.
لوفيغارو في نشرتها الاكترونية ليوم الخميس عنونت: “أسرائيل ستنال عقابا قاسيا” هكذا ترجمت “الحساب العسير والقصاص العادل”. في العناوين الداخلية اختارت: “الجبهة بين حزب الله واسرائيل ستبقى مفتوحة” حتى نهاية العدوان على غزة.” لا التصعيد العسكري و لا الاغتيالات و لا الحرب الشاملة ستعيد المستوطنين و سكانكم الى الحدود”.
ونقلت عنه قوله “فلنكن واقعيين لقد تعرضنا لضربة قوية من الناحية الامنية والانسانية”… لا سابق لها… و قوله “الاميركيون معهم، و الغرب و الحلف الأطلسي معهم”.
تجنبت الصحيفة نقل الفقرات التي اظهرت القوة و ان هذه الضربة لن تضعف المقاومة.
ظهر ذلك في تغطيتها للأحداث على الحدود لهذا اليوم حيث شنت المقاومة الاسلامية عدة عمليات على مواقع اسرائيلية المرج و بيت هلل وغيرها التي ادت الى مقتل جنديين اسرائيليين و جرح آخرين اكتفت لوفيغارو بالقول ان “الجنديان قتلا خلال القتال” في حدثين متفاويتين من دون اية تفاصيل.
مقاربة شبيهة نوعا ما لهذه الاحداث على الحدود اعتمدتها صحيفة لوموند عن مقتل الجنديين، من دون الاشارة الى طبيعة العمليات المقاومة التي ادت الى مقتلهما.
نقلت ان حزب الله قال انه هاجم قاعدتين عسكريتين ولكن من دون الاشارة انها هي التي ادت الى مقتل و جرح جنود. تناول تجزيئي، و لكنها نقلت عن الجيش الاسرائيلي انه هاجم 30 موقعا لحزب الله، ومنصات صواريخ و مبان عسكرية.
بالنسبة الى خطاب السيد، لوموند في موقعها الاكتروني اعتمدت عنوانا رئيسيا (مانشيت) اول: “رئيس حزب الله يتحدث عن “ضربة غير مسبوقة” “تخطت كل الخطوط الحمر” ثم اعتمدت (مانشيت) آخر: “زعيم حزب الله يؤكد ان المواجهات سوف تستمر حتى نهاية العدوان على غزة”. و في النص ” لن تتمكنوا من اعادتهم الى الشمال”.
قصف الضاحية
بالنسبة الى القصف الجوي الذي طال الضاحية الجنوبية عنونت لوموند في نشرتها الورقية ” لبنان: اسرائيل تقضي على قوات النخبة لحزب الله”وتحدثت المقالة عن القائد الشهيد ابراهيم عقيل، و نقلت الرواية الاسرائيلة بانه كان من الذين دمروا مقر المارينز واضافت عليه ايضا تفجير مقر المظليين الفرنسيين.
من الملاحظ في تغطية الاحداث على الحدود ان الاعلام الفرنسي لا يلاحظ بانه بعد هذه الضربات التي تعتبرها قاضية، ان عمليات المقاومة تستمر و تستعر من الجنوب. و ان كانت تتحدث عنها تمنحها مساحة ضئيلة من المقالة. لا تعتبر انها الدليل بأن الاعتداءات الاسرائيلية لم تؤت ثمارها. و لكنها تستفيض في نقل التهديدات الاسرائيلية. و لكنها لم تستطع اغفال ذلك بالنسبة الى أحداث ليلة السبت الأحد>
عنوان لوموند:” في شمال اسرائيل مئات آلاف الأشخاص في الملاجئ بعد اطلاق 115 صاروخ من قبل حزب الله”
عنوان لوفيغارو : “الاسرائيليون في الملاجئ على الحدود مع لبنان. الامم المتحدة تحذر من كارثة قادمة”
ثم اقدمت الصحيفة في موقعها الاكتروني الى تغيير العنوان :”اسرائيل وجهت الى حزب الله اللبناني “سلسلة من الضربات التي ما كان ليتخيلها” نقلا عن رئيس وزراء العدو”.
اذا كانت لوموند نقلت فحوى بيانات المقاومة بأنها قصفت قاعدة رامات داوود و مجمع الصناعات العسكرية رافايل لو فيغارو تجنبت نقلها.
المصدر: موقع المنار