أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة له حول آخر التطورات والمستجدات، أنه ومع طول أمد العدوان على غزة ينحسر الاهتمام لدى الكثير على مستوى المتابعة للأحداث والتفاعل في الموقف والعمل.
وشدد السيد الحوثي على أنه من أخطر نقاط الضعف التي يحسبها الأعداء لصالحهم في واقع العرب والمسلمين ضعف التفاعل والاهتمام بالأحداث الخطيرة، وقال “ما يحصل في فلسطين ليس من الأحداث العادية التي يُبَرَر للإنسان اعتياد سماعها والبرود في متابعتها والتفاعل معها”.
وأضاف “ما يجري في فلسطين هو جريمة إبادة جماعية لشعب مظلوم ومسلم، ومسلسل دموي إجرامي بشع لا مثيل له”، وأن “الإنسانية في فلسطين تهدر وتستباح ولم يبق هناك أي اعتبار لدى العدو ولا قيمة لأي شيء من الحرمات”.
وقال إنه “من جرائم العدو الفظيعة إقدام جنود العدو على قتل امرأة مسنة بدهسها بجنازير الدبابات أمام أنظار أقاربها في حي الشجاعية”، وتابع “العدو الإسرائيلي يتباهى بجرائمه البشعة، ومن المؤسف تجاهلها التام من الأنظمة العربية”.
وأضاف السيد الحوثي “الأنظمة العربية ما تزال في أكثرها تصنف المجاهدين في فلسطين ولبنان واليمن بالإرهاب”، وقال “إرهاب العدو الإجرامي في فلسطين لا يدخل في حيز تصنيفات الأنظمة العربية ولا مواقفها”. وشدد أن جامعة الدول العربية أكدت هذا الأسبوع استمرارها في تصنيف حزب الله بالإرهاب، وقال “كان يفترض بالأنظمة العربية الرسمية أن ترفع التصنيفات المسيئة للمجاهدين في فلسطين كأقل القليل”.
وأضاف “الأنظمة العربية في وسائل إعلامها تراعي كيان العدو في التوصيف وتعتني في اختيار التعبيرات كي لا تجرح مشاعر الأعداء الصهاينة”، وتابع “الأنظمة العربية لا تمتلك الإرادة والمصداقية لأن يكون لها موقف جاد تجاه العدو الإسرائيلي وجرائمه”.
وقال السيد الحوثي “العدو الإسرائيلي في عدوانه الوحشي يستهدف الأطفال بشكل كبير جدا وأين هي حقوق الطفل والإنسان من ذلك؟!”، وتابع “الدول الغربية والأمم المتحدة تتحدث عن عنوان الأطفال في سياقات التوظيف السياسي والاستغلال للتشويه بالاستناد إلى دعايات كاذبة”.
وأكد السيد الحوثي “أطفال فلسطين من أكثر فئات المجتمع معاناة وتضررا ورغم الحقائق الواضحة لا يوجد أي اهتمام”، وتابع “أسلوب التجويع من أشد أنواع الظلم وأكبر انتهاكات حقوق الإنسان ومع ذلك يمارس العدو الإسرائيلي الإبادة الجماعية في غزة”.
وشدد السيد الحوثي “منذ احتلال العدو لمعبر رفح توقفت عملية إدخال المساعدات ولو بالنسب الضئيلة جداً”، وقال “المأساة كبيرة فيما يتعلق بالتجويع، والعدو يهدد حياة 300 ألف طفل بذلك وما يقارب 700 ألف فلسطيني في حالة معاناة كبيرة”.
وأكد السيد الحوثي “العدو يستمر في استهداف المخطوفين والأسرى من خلال التعذيب والتجويع بأسوأ الممارسات والأساليب”، وشدد على أنه “من جرائم العدو البشعة استخدامه لبعض المخطوفين كدروع بشرية أثناء توغله في أحياء غزة”. وأشار السيد الحوثي إلى أن “إقرار العدو لـ 5 مغتصبات في الضفة محاولة صهيونية لفرض واقع جديد وتجاوز للاتفاقات السابقة”.
الأمريكي مستمر في دعم العدو الإسرائيلي وبايدن يقر بمدى تأثير عملية طوفان الأقصى
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن “الأمريكي مستمر في دعمه وتعاونه مع كيان العدو”، وقال أن “مرشحي الرئاسة في أمريكا يتنافسون في حملاتهم الانتخابية على من هو الأكثر ولاء للصهيونية والأكثر دعما للعدو “، وأضاف “بايدن في مناظرته مع ترامب تباهى بحجم ما يقدمه من دعم للعدو الإسرائيلي بقوله انقذنا إسرائيل ونحن أكبر داعم لها”.
وأضاف السيد الحوثي أن “الأمريكي شريك أساسي ومسهم في بقاء إجرام العدو واحتلاله وعدوانه، وهذا ما أظهره بايدن في تصريحه”، وتابع “قول بايدن إنهم انقذوا إسرائيل يظهر حجم ومدى تأثير عملية طوفان الاقصى التي هزت العدو”.
وقال السيد الحوثي “نتيجة الإرباك والرعب الصهيوني الشامل في أعقاب عملية طوفان الاقصى تصدر الأمريكي الموقف وظهر كمن يدير المعركة بشكل كامل”، وإن “الأنظمة العربية التي تقلل في إعلامها من قيمة وأهمية عملية طوفان الأقصى عليها أن تسمع اعتراف بايدن”.
وأضاف “آثار عملية طوفان الاقصى ممتدة ولن يستطيع العدو التخلص منها أبدا مهما ارتكب من الجرائم”، وقال “بايدن وترامب في المناظرة الرئاسية تبادلا الشتائم والتوصيف بالإجرام وهو توصيف واقعي وكلاهما أصاب في هذه النقطة”.
وقال السيد الحوثي “الانحدار وصل بالأمريكي في محاولته التغطية على الإجرام الصهيوني إلى اعتماد قانون يمنع المؤسسات من تقديم إحصاءات الشهداء والجرحى في غزة”. وأضاف “عناوين الحرية الإعلامية والشفافية يحشدها الغرب للضغط على بلداننا لخدمة سياساتهم وتوجهاتهم”.
وقال السيد الحوثي “في أمريكا يمنعون باسم القانون تقديم أي إحصائيات عن أعداد الشهداء والجرحى في فلسطين لإخفاء الجرائم التي يشتركون فيها”.
وقال السيد الحوثي الحراك الطلابي في أمريكا وأوروبا، أصبح محارباً في التغطية الإعلامية، حتى في بلدان عربية وإسلامية”، وأكد أن “اسلوب الإجراءات التأديبية الظالمة أُستخدم في بعض الجامعات لمعاقبة الطلاب لموقفهم الإنساني”.
المجاهدون في غزة مستمرون بكل فعالية وانتقال العدو للمرحلة الثالثة هروب إلى الأمام
وشدد السيد الحوثي على ان المجاهدين في غزة مستمرون بكل فاعلية وتأثير وصمود في التصدي لقوات العدو في جميع محاور القتال، وقال “إن الملفت هذا الأسبوع أن المقاومة بثت فيديو لاستمرار عملية التصنيع العسكري خلال فترة العدوان”.
وقال السيد الحوثي “استمرار عملية التصنيع دليل إضافي مهم على قدرة المقاومة على الصمود والتكيف مع ظروف المعركة”، وأضاف “المقاومة الفلسطينية استخدمت صاروخ لطائرة “إف16” لم ينفجر لتفخيخ منزل وتفجيره بقوة صهيونية تحت عنوان “بضاعتكم ردت إليكم””.
وأضاف “تنوع أساليب المقاومة وإبداعها في التنكيل بجنود العدو يبرهن فاعليتها وتماسكها وثباتها”، وقال “إعلان العدو الانتقال “للمرحلة الثالثة” هروب إلى الأمام واستمرار للفشل الذي يطارده دون أي إنجاز”.
وقال “العدو يعلن السيطرة على منطقة معينة وتفكيك كتائب المقاومة تم لا يلبث أن يعود إلى نفس المنطقة ويتلقى فيها ضربات أعنف”، وأضاف “العدو ينتقل من منطقة إلى أخرى في دوامة من الفشل والإخفاق الواضح”.
وأضاف “عمليات حزب الله مستمرة بفاعلية وتأثير كبير على العدو”، وقال “الأمريكي فشل في إيقاف عمليات حزب الله أو الحد منها والتقليل من تأثيرها وفاعليتها”، وأن “الأمريكي يعترف بصعوبة المعركة في شمال فلسطين المحتلة ويعتبرها تهديدا يصعب السيطرة عليه”.
وقال السيد الحوثي “عمليات حزب الله في تصاعد كمي ونوعي، ولا جدوى ولا قيمة لحرب الإرجاف النفسية”، وإن “المقاومة العراقية مستمرة في قصف الأهداف الحيوية، والعمليات المشتركة مع الجيش اليمني مسار عظيم ومهم”.
الأمريكيون يدركون فعالية ضرباتنا والعمليات اليمنية أجبرت حاملات الطائرات الأمريكية على الهروب
وأضاف “عمليات الإسناد هذا الأسبوع لجبهة اليمن بلغت 12 عملية في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد”، وكشف “عملياتنا خلال الأسبوع الماضي نفذت بـ 20 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة وزورق على طول مسرح العمليات البحرية”.
وأعلن أن القوات اليمنية استهدفت “6 سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية عمليات الإسناد 162 سفينة”، وشدد السيد الحوثي على ان “معركة الأمريكي لإيقاف عمليات الجيش اليمني في البحر لم تكن عملية سهلة أو بسيطة”.
وأضاف السيد الحوثي أن “الأمريكي اعتاد أن يحسم معاركه أو أن يوقف أي طرف بتهديداته أو فرض العقوبات والإجراءات”، وشدد على ان “جيشنا وشعبنا ثابتون، وتطوير القدرات مستمر بفضل الله لتجاوز تقنيات الأعداء للحد منها”.
وافاد السيد الحوثي بان “الأعداء اعترفوا بتطور الصواريخ والمسيرات والزوارق البحرية من شدة ودقة الضربات الأخيرة”، موضحاً أن “قواتنا المسلحة تستفيد من تقييم الأعداء لعملياتها، في تطوير نفسها”، مشيراً إلى أن “معركة الأمريكي مع شعبنا كشفت عجز وضعف حاملات الطائرات الأمريكية رغم سمعتها التاريخية”.
وأشار السيد الحوثي إلى ان الولايات المتحدة كانت تستخدم حاملات الطائرات لإرهاب بقية الدول وإخافة الشعوب، وإلى أن العمليات اليمنية أجبرت حاملات الطائرات الأمريكية على الهروب.
وأكد السيد الحوثي أن المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات نظام قديم عفا عليه الزمن ولا يستحق التكلفة، وهذا إنجاز كبير لقواتنا، مشيراً إلى ان حاملات الطائرات الأمريكية لم تُخف بلدنا وشعبنا كما فعلت مع أنظمة وحكومات أخرى، وهذا من مظاهر تأييد الله.
وقال “ينبغي أن نقدر قيمة مثل هذه الانتصارات التاريخية ونتوجه إلى الله بالشكر له عليها”.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن “تهرب قطع الأمريكي البحرية الحربية في البحر الأحمر وتطارد بالصواريخ والمسيرات، وهي في حالة فرار بأقصى سرعة تستطيعها”، مشيراً إلى ان “الأمريكيون يدركون فاعلية ضرباتنا وأقروا بإبعادنا البحرية الأمريكية بأكملها، وهي بمثابة درس ثمين لهم”.
وأعلن السيد عبدالملك أن “الأمريكي بدأ يعيد النظر في إمكاناته وتكتيكاته وطريقة محاربته ومواجهته لهذا المستوى من التهديد والخطر”. ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى ان “أحد المسؤولين الأمريكيين اعترف بقوة وصلابة موقف الشعب اليمني وثباته المبدئي وقوة الدافع التي ينطلق منها”، وأضاف “موقفة وصلابة الشعب اليمني في مواجهة الأمريكي ثمرة الانتماء الإيماني والمواقف المبدئية”.
واكد السييد الحوثي “تحقق للأمريكي ما قلناه إن عدوانه سيسهم رغم أنفه في تطوير قدراتنا”. وأكد السيد الحوثي أن “ثبات شعبنا الذي ينبهر به الأعداء من مصاديق إنجاز الوعد الإلهي لعباده المؤمنين “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم””، لافتاً إلى “تقارير أمريكية تعترف بأن العمليات اليمنية في تصاعد وتطور، بعد أن أطلقوا حملة إعلامية تزعم تراجعها”.
وأوضح السيد الحوثي أن “الذي تراجع هو حركة السفن الأمريكية والبريطانية كما قلنا ذلك سابقا بكل وضوح وصدق”، وشدد على أن “استمرارية عملياتنا وتصعيدها بنجاح والتطوير هو الذي أدهش الأعداء وأقلقهم وأخافهم”.
وقال “مع كل الأحداث منذ الحرب العالمية الثانية يرى الأمريكي أن ما يجري في البحر الأحمر هو متميز وأكثر استدامة”.
الأمريكي يسعى لتوريط بعض الدول العربية بحربه وننصح الجميع بأن لا يتورطوا
وأعاد السيد الحوثي التأكيد على أن الأمريكي يسعى لتوريط الآخرين ليقاتلوا بدلا عنه أو يدخلوا في مشكلة معه مع ما أصبح يعانيه تجاه حاملات طائراته، وأنه يسعى لإقناع بعض الدول ومنها عربية ومجاور بفتح مجالها لتنفيذ غارات معادية ضد بلدنا.
ونصح السيد الحوثي كل الدول العربية والإسلامية بأن يحذروا من أن يتورطوا مع الأمريكي لاستخدام بلدانهم للاعتداء على بلدنا، وأكد أنه “من العار على أي نظام عربي أو مسلم في أي بلد أن يفتح مجاله للأمريكي في ظل مواجهة مع العدو الإسرائيلي”.
واوضح السيد الحوثي “حقيقة المعركة التي نخوضها كيمنيين هي معركة ضد العدو الإسرائيلي نصرة للشعب الفلسطيني”، وأكد أن “أي نظام ينتمي للإسلام يقف مع الأمريكي في إسناده للعدو الإسرائيلي، هو يقف مع هذا العدو بشكل مباشر”.
وقال “أي نظام يريد أن يورط نفسه في موقف مخزي وعدواني لخدمة العدو هو خيانة لله وارتداد على النهج الحق”، وأوضح “في حال تورط أي نظام مع الأمريكي لخدمة العدو فمن حق شعبنا أن يتخذ أي إجراء ضروري للرد على ذلك”.
وأكد “الأمريكي يسعى لتوريط السعودي للتصعيد في المجال الاقتصادي بما فيه الإضرار بشعبنا اليمني العزيز”، وأضاف “سنتحدث عن محاولة توريط الأمريكي للسعودي في المجال الاقتصادي في كلمة بداية العام الهجري الجديد”.
وكشف السيد الحوثي أن “الأمريكي دفع النظام السعودي لعرقلة عودة بقية الحجاج اليمنيين إلى صنعاء”.
المصدر: المركز الأعلامي لانصار الله