جرت مساء الثلاثاء المناظرة التلفزيونية الثانية والاخيرة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الايرانية في جولتها الثانية، مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، والتي تمحورت حول القضايا الاقتصادية.
وفي هذه المناظرة التلفزيونية التي تم بثها عبر القناة الاولى في التلفزيون الايراني مساء الثلاثاء واستغرقت اكثر من ساعتين ونصف، أكد المرشح الرئاسي سعيد جليلي على ضرورة تعزيز التعاملات مع دول العالم استمرارا لسياسة الحكومة الثالثة (حكومة الشهيد ئيسي).
جليلي
وشدد جليلي على ضرورة التصدي للحظر والعمل على افشاله، وقال “فيما يتعلق بالاتفاق النووي ليس من الصواب ان ننفذ نحن التزاماتنا فيما لا ينفذ الطرف الاخر التزاماته ويطلب منا في الوقت ذاته تقديم المزيد من التنازلات”.
وقال جليل “في موضوع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ومجموعة العمل المالي الدولية (فاتف) نحن الذين نطالبهم بحقوقنا. وفي مجال البدائل، يجب أن نكون فاعلين، لأنه إذا لم يعط الطرف الآخر نقاطاً، فيجب أن نتصرف بحيث تصبح أي عقوبات غير فعالة. لذلك، اعترف الأميركيون في فترة حكومة السيد رئيسي بالفشل الذريع للعقوبات وازدياد مبيعات البلاد من النفط”
وحول التضخم الاقتصادي قال جليلي “يجب دراسة مشكلة التضخم من جذورها وإيجاد حل لها”.
وقال المرشح للانتخابات الرئاسية “إذا حدث خلل في الموازنة ولم يتم توجيه الاموال سيحدث التضخم، ويتم حل مشكلة عدم التطابق عن طريق زيادة الموارد وتقليل النفقات”.
وأضاف “إذا تم هدر موارد الشعب، فيجب على الحكومة أن توقف ذلك، وينبغي أن تكون هناك شفافية مالية في رؤوس الأموال الكبيرة”.
واكد بانه سيتابع برنامج الرئيس الشهيد في مجال توفير السكن وتنفيذ الخطة المرسومة من قبل الحكومة الثالثة عشرة المتمثلة ببناء مليون وحدة سكنية سنويا وكذلك العمل على توفير مليون فرصة عمل سنويا في البلاد من اجل مكافحة البطالة.
بزشكيان
من جانبه اعتبر المرشح مسعود بزشكيان، الشهيد الفريق قاسم سليماني ، فخرا وطنيا وشوكة في عيون الاعداء. وقال “أنا أعتبره فخراً وطنياً وشوكة في عين الاعداء، فهو نموذج يمكن أن يقتدي به شبابنا ويسيرون على طريقه. نستطيع برؤيته أن نحل الكثير من مشاكل البلاد”.
واضاف “الشهيد سليماني كان في الخارج بطلاً ضد الظلم وفي الداخل صديقاً ومعينا للمظلومين، سواء كانوا متدينين أو غير متدينين، رحمه الله وعز ذكراه”.
واضاف “لقد قلنا منذ البداية أننا ننفذ السياسات العامة لقائد الثورة ولا يمكن عدم تطبيق ما هو قانون”. وفيما يتعلق بالاتفاق النووي أوضح بزشكيان “ان قانون مجلس الشورى الاسلامي نص على ان تنفذ الاطراف الغربية جميع التزاماتها أولا ومن ثم نعود نحن إلى الاتفاق النووي، لتصحيح هذه المسألة، يجب أن نتعاون مع البرلمان لايجاد حل لهذا الامر”.
وتابع قائلا “لا ينبغي لنا أن ندخل في المفاوضات بخيار واحد فقط، لان ذلك قد يؤدي إلى الفشل، والسياسة الناجحة هي أن تكون لديك عدة خيارات في متناول اليد”.
واضاف “لكي تزدهر بلادنا علينا تعزيز علاقاتنا أولا مع دول المنطقة ومن ثم مع العالم”، واكد ضرورة تحرير سعر العملة الاجنبية لتوحيد سعره بين السوق والمدعوم من الدولة. وقال “علينا توفير العملة الصعبة للسلع الأساسية والدواء والغذاء فيما تقوم السوق الحرة بتنظيم نفسها ولا داعي لتدخل الحكومة، ما يجب أن نتدخل فيه ولا نترك الناس يواجهون مشاكل هو دعم الدواء والسلع الاساسية”.
يذكر ان الانتخابات الرئاسية الايرانية جرت يوم الجمعة الماضية بين المرشحين الاربعة سعيد جليلي ومسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف ومصطفى بورمحمدي، ولم يتمكن اي منهم من الفوز باغلبية مطلقة، لتذهب الانتخابات الى جولة ثانية بين جليلي وبزشكيان ستجرى بعد غد الجمعة.
كيف يمكن قراءة نسبة الإقتراع في الانتخابات الايرانية؟
وأكد المحلل السياسي ياسر غندور في مقابلة مع قناة المنار، أن نسبة الاقتراع في الانتخابات الإيرانية، لا تعبر عن حجم تأييد الجمهور الايراني للنظام الإسلامي في الجمهورية، بل هي مؤشر واستفتاء على اداء الحكومة، وعلى الوضع المعيشي.
وشدد غندور على أن هناك مؤشرات عدة، غير نسبة الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، وأبرزها تشييع السيد ابراهيم رئيسي، وتشييع الحاج قاسم سليماني، بالإضافة إلى خروج الملايين في يوم القدس العالمي، تأكيداً على خيارات الجمهورية الإسلامية الخارجية بما خص الصراع مع العدو الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة.
وأشار غندور إلى أن هذه الملايين التي خرجت في تلك المسيرات المليونية، تعد بعشرات الملايين، وهي تأكيد على تمسك الشعب الإيراني بنظامه الإسلامي.
المصدر: وكالة ارنا