غالانت ينتقد نتنياهو من واشنطن… وماذا عن شحنة الأسلحة الأميركية؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

غالانت ينتقد نتنياهو من واشنطن… وماذا عن شحنة الأسلحة الأميركية؟

غالانت

فيما يستمر رئيس حكومة العدو نتنياهو في المراوغة والمماطلة بشأن استعداده للوصول إلى صفقة تبادل الأسرى، يدعي وزير حربه يوآف غالانت أن الكيان ملتزم بمقترح الصفقة التي عرضها بايدن؛ قائلاً إن “الخلافات بين تل أبيب وواشنطن يجب حلها في الغرف المغلقة”، كما يزعم إحراز “تقدم ملحوظ” بشأن شحنة الأسلحة الأميركية.

وفي هذا الاطار، وجه غالانت،انتقادات ضمنية لنتنياهو، على خلفية ما أشيع مؤخراً عن توتر في العلاقات بين الأخير وإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وذلك في إطار زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين في البيت الأبيض.

وتحدث غالانت في ختام زيارته عن إحراز “تقدم ملحوظ” على صعيد حصول الكيان على مزيد من شحنات الأسلحة الأميركية، فيما أفادت هيئة البث الإسرئيلية (“كان 11″) بأن الهجوم العلني الذي شنّه نتنياهو على إدارة بايدن أتى بـ”نتائج عكسية” وفاقم الأزمة مع البيت الأبيض بهذا الشأن، على حد تعبيرها.

وفي الآونة الأخيرة، اتهم نتنياهو إدارة بايدن بأنها “تظهر تباطؤاً في تسليم “إسرائيل” الأسلحة التي تحتاج إليها مع استمرار حربها على قطاع غزة المحاصر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي”؛ في موقف قيل إنه أثار استياء المسؤولين الأميركيين الذين نفوا ادعاءات نتنياهو مؤكدين أن واشنطن علقت فقط تسليم شحنة واحدة.

ونشر غالانت الذي يتواجد منذ أسبوع في واشنطن، مقطع فيديو باللغة الإنجليزية شكر فيه إدارة بايدن على دعمها لكيان الاحتلال، وأكد على أن الخلافات بين الجانبين يجب أن تحل، وذلك على خلفية الأزمة التي خلقها الفيديو الذي نشره نتنياهو الأسبوع الماضي، والذي اتهم فيه إدارة بايدن بوقف توريد الأسلحة إلى العدو، وأن  ذلك “يمنعه من تحقيق أهداف حربه على قطاع غزة”، وذلك وسط اتهامات داخلية لنتنياهو بأنه يعمل على إطالة أمد الصراع للبقاء في السلطة.

“نحل الخلافات في غرف مغلقة”

وفي تصريحات صدرت عنه قبيل الاجتماع مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، وهو الاجتماع الأخير الذي يعقده في واشنطن، شدد غالانت على أن “الأهداف والغايات في الحرب (على غزة) مشتركة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة”، مضيفاً أنه “أحيانا نختلف حول سبل تحقيقها، نحن نحل الخلافات في غرف مغلقة بطريقة مشتركة، وهذا أمر جيد”.

بدوره، سارع نتنياهو بالرد على غالانت، وذلك في تصريحات أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلاً عن “مقربين من رئيس الحكومة”، جاء فيها أنه “عندما لا يتم حل الخلافات (مع واشنطن) لأسابيع في الغرفة المغلقة، يحتاج رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى التحدث علناً لتحصيل ما يحتاجه مقاتلونا؛ وهذا ما حدث هذه المرة أيضًا”.

ولفت غالانت، بحسب ما جاء في بيان صدر عن ما يُسمى وزارة الأمن الإسرائيلية، إلى أنه عقد سلسلة طويلة من الاجتماعات مع نظيره الأميركي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وغيرهم من المسؤولين في الإدارة الأميركية؛ وقال غالانت “هذه اللقاءات مهمة للغاية ونحن الآن في مرحلة التلخيص”.

وتابع “سأدخل الآن للمشاركة في اجتماع مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، في البيت الأبيض، من أجل مناقشة سلسلة طويلة من الأمور كما يناقشها الأصدقاء؛ بما في ذلك لبنان وغزة وإيران، والقضايا المتعلقة بها وكذلك مسألة إمدادات الأسلحة الأميركية إلى “إسرائيل””. وشدد غالانت على أن “التحالف مع الولايات المتحدة هو أحد ركائز الأمن القومي الإسرائيلي”.

وقال غالانت “إننا نقدر الدعم العلني والسري الذي تلقيناه من الولايات المتحدة”؛ مضيفاً أنه “يرى الشعب الإسرائيلي والشعب الأميركي كجزء من عائلة واحدة”. واعتبر أنه “كما هو الحال في أي عائلة، هناك خلافات في بعض الأحيان، لكننا نحلها داخل المنزل ونبقى متحدين”.

وادعى غالانت أن كيانه “يدعم بشكل تام مقترح صفقة تبادل الأسرى الذي طرحه الرئيس بايدن في خطابه قبل بضعة أسابيع”. زاعماً أنه “على حماس قبول الصفقة أو تحمل العواقب”، حسب قوله، وأضاف “ملتزمون بإعادة جميع الرهائن إلى بيوتهم دون استثناء”، وذلك في ظل تصريح نتنياهو بأنه “مستعد للوصول إلى اتفاق جزئي مع حماس لاستعادة عدد من الرهائن”، حسب زعمه.

غانتس: نتنياهو يضر بالعلاقات الإستراتيجية مع واشنطن لأسباب سياسية

وفي بيان صدر عنه، اعتبر رئيس حزب “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، الذي انسحب مؤخراً من “كابينيت الحرب”، أن “الوزير غالانت على حق. لقد قمنا خلال الأشهر القليلة الماضية بحل العديد من المشاكل مع أصدقائنا في الغرف المغلقة، بما في ذلك مسألة التسليح”.

وأضاف “هذا ما فعلته خلال رحلتي إلى واشنطن في أوائل شهر آذار/ مارس الماضي، وهذا ما يفعله وزير غالانت في هذه الأثناء”، وتابع “الاحتكاك غير الضروري الذي يحدثه رئيس الحكومة لأسباب سياسية، قد يمنحه بعض النقاط لدى أنصاره، لكنه يضر بالعلاقة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة التي هي جزء لا يتجزأ من القدرات التي نمتلكها لكسب الحرب”.

ماذا عن شحنة الذخيرة محل الخلاف؟

وفي أعقاب انتهاء الاجتماع الذي عقده غالانت مع سوليفان، أفادت مصادر مطلعة أنه “جرى خلال اللقاء بحث سير القتال في قطاع غزة، وجهود إعادة الرهائن، وضرورة إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، والتعاون بين “إسرائيل” والولايات المتحدة في ما يتعلق بالتهديد الإيراني”، حسب قول المصادر.

وصرّح غالانت بعيد اللقاء أنه “أحرزنا خلال الاجتماعات (التي عقدها مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن) تقدماً ملحوظاً، وتم إزالة العراقيل ومعالجة مكامن الضعف بهدف الدفع قدما بجميع القضايا المطروحة، بما في ذلك مسألة إمدادات الأسلحة التي نحتاج إلى جلبها إلى “إسرائيل””.

بدورها، أفادت القناة 12 الإسرئيلية، في تقرير أوردته في نشرتها المسائية، بأن “إدارة بايدن أوضحت لنتنياهو أن “شحنة الأسلحة الأميركية الدقيقة التي جرى تعليقها، لن يتم تحويلها بالكامل إلى “إسرائيل” حتى بعد انتهاء العملية في رفح”، ورجحت القناة أن السبب الكامن وراء الموقف الأميركي هو فيديو نتنياهو وانتقاده إدارة بايدن.

وأشارت القناة إلى “مخاوف أميركية من أن يستخدم نتنياهو شحنات أسلحة إضافية إلى “إسرائيل” لفتح جبهة في الشمال”. وذكر التقرير أن تل أبيب حاولت طمأنة واشنطن عبر تقديم التزامات باستنفاد المسار الدبلوماسي قبل اللجوء للخيار العسكري، حسب زعمهم.

وتابعت “بناء على ذلك، فإن التزامات “إسرائيل” تجاه واشنطن، من أجل الحصول على شحنات أسلحة إضافية، هي التفاوض على حل سياسي في لبنان مع انتهاء العملية العسكرية في رفح واستخدام الأسلحة بشكل “مدروس”، بما يتلاءم مع المطلب الأميركي”.

في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) نقلا عن مصادر مطلعة أن شحنة الذخيرة التي قررت إدارة بايدن تعليقها بسبب العملية العسكرية في رفح “لا تزال معلقة”، علما بأن واشنطن كانت قد أوقفت شحنة أسلحة إلىالكيان  تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوغرامات)، و1700 قنبلة، تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوغرامًا).

وقالت مصادر مطلعة إن الشحنة التي تم تعليقها تتضمّن ذخائر من صنع شركة بوينغ، تحوّل القنابل الغبية إلى قنابل دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القطر (إس.دي.بي-1)، وقنابل (إس.دي.بي-1) عبارة عن قنبلة انزلاقية دقيقة التوجيه، تحتوي على 250 رطلاً (نحو 113 كيلوغرامًا) من المتفجرات.

المصدر: عرب 48