الصحافة اليوم 19-6-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 19-6-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 19-6-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخبارالمقاومة تعرض على العدو بنك أهدافها مسبقاً: قادرون على ضرب بُناكم المدنية والصناعية والعسكرية والتجارية

لم يكد الموفد الأميركي عاموس هوكشتين يغادر بيروت، حتى نشرت المقاومة الإسلامية شريط فيديو «هو الأكثر خطورة» بحسب وسائل إعلام العدو.
وعلى مدى عشر دقائق، عرضت المقاومة مقاطع مختارة من صور جوية «حديثة جداً» جمعتها طائرات من نوع «الهدهد» الاستطلاعية، التي يمكنها العمل براحة لوقت طويل ضمن مساحة واسعة، وهي مزوّدة بكاميرات متطورة قادرة على التقاط صور ثابتة وأخرى متحركة، وبثّها مباشرة إلى غرفة الإدارة والتحكّم الخاصة بها.
واختارت المقاومة عرض جزء يخص منطقة حيفا، وقدّمت شرحاً مفصلاً لما تحويه من تجمعات سكنية ومراكز صناعية وتجارية وعسكرية، إلى جانب منطقة الميناء التي تضم المرفأ المدني وقاعدة عسكرية لوحدة «شيطيت» التي تدير زوارق قتالية متطورة، وتوجد قاعدة مماثلة لها في ميناء أسدود جنوب تل أبيب.
وقدّمت المقاومة في العرض شروحات حول عدد السكان وفصّلت المراكز الصناعية والتجارية، إضافة إلى أماكن تموضع منظومات الدفاع الجوي الخاصة بالقبة الحديدية ومقلاع داوود، وأماكن تموضع الرادارات الخاصة برصد المقذوفات الآتية من الجهات المعادية، إضافة إلى مواقع سريّة، منها المنطقة الصناعية العسكرية التابعة لشركة «رفائيل» ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي خصوصاً القبة الحديدية.
كما وثّق الفيديو سفناً حربية تابعة لجيش العدو منها «ساعر» 4.5 و 5 و 6، وسفينة دعم لوجستي «باتيام»، وزوارق «ديفورا»، إضافة إلى منطقة ميناء حيفا: رصيف الكرمل – رصيف مزراحي – محطة كهرباء حيفا – خزانات مواد كيميائية، منشآت بتروكيميائية، وقاعدة حيفا العسكرية المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية وهي القاعدة البحرية الأساسية في جيش العدو، ومطار حيفا حيث رصدت مخازن القبة الحديدية ومنصاتها وخزانات النفط. كما أظهرت اللقطات مدن وأحياء «الكريوت» الذي تبلغ مساحته نحو 20 كلم مربّعاً ويبعد عن الحدود اللبنانية 28 كلم.
صدمة العدو لم تقتصر على عدم توقف عمل المقاومة الاستطلاعي، وهو أمر خبره في الشهرين الماضيين، عندما وثّقت المقاومة بالصور أماكن انتشار قوات الاحتلال، خصوصاً المواقع المستحدثة.
وصوّرت هذه المواقع قبل استهدافها وبعده، وإنما في الرسائل التي وصلت إلى المستويات السياسية والعسكرية والأمنية وإلى الجمهور في كيان الاحتلال. وهي رسائل يمكن اختصارها بالآتي:

– تقول المقاومة لجمهور العدو إن حكومتكم مسؤولة عن وقوع أي مواجهة كبرى، وعليكم الاستعداد منذ اللحظة لتقدير نوع الضربات التي تنوي المقاومة توجيهها في حال لجأ العدو إلى شن عمليات واسعة ضد لبنان، سواء من خلال حملة جوية أو عملية برية.
إذا كان نتنياهو يعتقد بأن حرباً مع لبنان ستشكّل طوق نجاة له بعد فضيحة 7 أكتوبر والفشل في غزة، فإن المقاومة تعدّ له حبل المشنقة التي ستقضي عليه

– تقول المقاومة لجمهور العدو إنه بعد الخلل الهائل في قدرة حكومتكم على التعامل مع نزوح نحو مئة ألف مستوطن من قرى في الشمال، سيكون من المستحيل بالنسبة إليها إدارة عملية تهجير لربع مليون شخص (عدد السكان في المقطع الذي عرضته المقاومة)، علماً أن عدد السكان في كل المنطقة الشمالية يتجاوز مليوناً ونصف مليون شخص. وهي نقطة بالغة الحساسية لدى جمهور العدو الذي لمس فشل الجبهة الداخلية في توفير أعباء عملية إيواء النازحين من المستوطنات الشمالية.

-رسالة المقاومة إلى قيادة العدو العسكرية والأمنية هي أن بنك الأهداف الذي يفترض أنه موجود منذ وقت طويل لدى المقاومة تمّ تحديثه، لجهة تثبيت ما هو موجود وإضافة ما استجدّ، خصوصاً على صعيد منظومات الدفاع الجوي، كما أن بنك الأهداف هذا واضح ومحدّد نقطوياً، والمقاومة تملك الأسلحة المناسبة لضربها، سواء من خلال المُسيّرات أو الصواريخ الموجّهة التي استُخدمت أو تلك التي لم تظهر إلى العلن بعد، والتي بيّنت تطورات الأسابيع الماضية عدم قدرة العدو على إحباط أي عملية أو تعطيلها.

– تؤكد المقاومة للقيادة السياسية أن فكرة الهروب من مأزق غزة إلى حرب واسعة مع لبنان ليست في مكانها، وفي حال كان بنيامين نتنياهو يعتقد بأن حرباً كبيرة مع لبنان يمكن أن تشكّل طوق نجاة له بعد فضيحة 7 أكتوبر وفشل الحملة على غزة، فإن المقاومة تعدّ له حبل المشنقة التي ستقضي عليه تماماً.

– تقول المقاومة لقيادات العدو ولجمهوره، وكذلك للجهات الدولية الراعية له، مسبقاً وعلناً، بأن لديها بنك أهداف واضحاً سيكون عرضة لضربات غير مسبوقة في حال لجأ العدو إلى حرب واسعة، أو حتى إلى توسيع نطاق اعتداءاته على مدنيين في لبنان. كما تؤكد المقاومة لجمهورها بأنها على استعداد تام لأي مواجهة واسعة محتملة مع العدو، وأن بمقدورها توجيه ضربات موجعة له متى تطلّب الأمر.

ولم يمض وقت طويل على مطالبة قيادات إسرائيلية للجمهور بعدم تداول فيديو الإعلام الحربي، حتى كانت وسائل الإعلام الرئيسية تعرض مقاطع وتنشر تعليقات لمسؤولين عسكريين سابقين ومحللين، ركّزت على «خطورة ما يملكه حزب الله وما يمكنه القيام به في حالة الحرب الواسعة»، وتصرّف الجميع على أن «ما يجري هو جزء من حرب نفسية قاسية». لكن أبرز التعليقات جاء على لسان المرجع الأمني – العسكري السابق غيورا ايلاند الذي قال إن «حزب الله أثبت أنه جيش متطوّر لا مثيل له». وتحدّث البروفيسور أميتسيا بارام لـ«معاريف» واصفاً «المشكلة الاستراتيجية الواسعة التي تضطر إسرائيل الآن إلى مواجهتها والتي لم نفكر بها من قبل». وأضاف: «يوضحون في الفيديو أنهم يعرفون كل نقطة مهمة في الشمال. والرسالة الكبيرة هي أنهم يحاولون تحذيرنا من بدء حرب شاملة لأنهم يعرفون أين توجد المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية التي يمكن تدميرها بسهولة». واضاف: «الآن فقط، مع بداية القتال في الشمال، أضاءت كل الأضواء الحمراء».

المُسيّرات تلاحق دبابات العدو ومواقعه

حلّ الهدوء النسبي على الجبهة الممتدة من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة، منذ السبت الماضي، مع قرار حزب الله تجميد عملياته لتمرير مناسبة عيد الأضحى.
وهكذا كان، إذ ملأت الحشود البلدات الحدودية، وأدّى مئات الأهالي صلاة العيد في مساجد بلداتهم، ما أثار غضب المستوطنين الإسرائيليين الفارين من المستوطنات الشمالية، والذين حمّلوا حكومتهم وجيشهم مسؤولية الفشل في السيطرة على المشهد العام وفرض عودة آمنة لهم. وعبّر المراسل العسكري للقناة 14 العبرية عن ذلك بأن حزب الله «أثبت أنه هو من يفرض الأجندة في المنطقة، وهو الذي سيحدد متى تشتعل ومتى لا تشتعل».

وامس، استأنفت المقاومة الإسلامية عملياتها، واستهدفت دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين ‏بمُسيّرة انقضاضية، كما استهدفت موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وثكنة زبدين في مزارع شبعا.

ورداً على عملية الاغتيال ‌‏التي نفّذها العدو في بلدة الشهابية، شنّ حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات ‏الانقضاضيّة على ‏مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفةً نقاط تجمّع ‏ضبّاط العدو ‏وجنوده، و«أصابت أهدافها بدقّة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، إضافة إلى اندلاع حرائق في الموقع».‏ ورداً على الاعتداء ‏الإسرائيلي الذي طاول بلدة البرغلية، وبعد رصد مجموعة جنود في ‏ميدان الرماية، استهدفهم مقاتلو حزب الله بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية «محقّقين إصابات ‏مؤكدة». ‏

نحو نهاية مشوَّشة لمعركة رفح | جيش العدو لنتنياهو: فلْنعلن انتصارنا وكفى!

اقترح رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، على رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، مخرجاً للحرب على قطاع غزة، مستعيراً ما كان قد اقترحه السيناتور الأميركي، جورج آيكن، على الرئيس ليندون جونسون، في ذروة حرب فييتنام: «لِنخرج من هناك، ونعلن أنّنا انتصرنا». ويحمل اقتراح هاليفي الذي تسرب إلى الإعلام (يديعوت أحرونوت) أكثر من دلالة، وإن كان لا يحتمل الكثير من التفسيرات: إسرائيل تنزلق ببطء من دائرة «الإنجازات» التي حقّقتها، إلى دائرة فقدان المبادرة وحرب الاستنزاف، وهذا ما لا قدرة للجيش عليه. ويأتي ذلك فيما تتواصل، للأسبوع السابع على التوالي، معركة رفح، حيث اجتاحت إسرائيل نحو 60% ممَّا يحيط بالمدينة، فضلاً عن سيطرتها على شريط ملاصق للحدود مع الجانب المصري، بما يشمل المعبر وصولاً إلى البحر، وباتت تطوّق رفح من ثلاث جهات، شرقية وجنوبية وغربية، فيما أنهى جيش الاحتلال سيطرته على معظم الفلوات بين المدينة والحدود مع أراضي الـ 1948 شرقاً. ووفقاً لبيانات العدو، جرى تفكيك كتيبتَين ممّا يقول إنها أربع كتائب لـ«حماس» في منطقة رفح، وإنه في حال صدَر الأمر من المستوى السياسي، فسيكون بحاجة إلى بضعة أسابيع إضافية للسيطرة على المدينة.وتشكّل رفح آخر هدف ميداني لجيش الاحتلال، إذ سينتقل في أعقابها إلى الاستنزاف جنوبي القطاع، تماماً كما هو حاصل في شماله ووسطه، بعد أن يفقد آخر رافعة ضغط على المقاومة، لحملها على التراجع عن موقفها. وفي هذا الجانب، يمكن التقدير أن ثمة قلقاً لدى الجيش من اليوم الذي يلي تلك المعركة، إذ سيكون المقاومون أكثر تشبّثاً بموقفهم، مع انكفائهم من المواجهة المباشرة والمحاور المتقابلة، إلى العمليات وحرب العصابات والكمائن، أي باختصار استنزاف الجيش الإسرائيلي. ومن هنا، فاستعارة هليفي ترتبط بتقديره لِما سيأتي، وبرؤيته لضرورة الاحتفاظ بأوراق ميدانية يجري العمل على استغلالها من أجل تحسين المخارج السياسية، وفي الوقت نفسه الابتعاد أسرع ما أمكن عن حرب استنزاف أكدت عمليات الأيام القليلة الماضية أنها مرهقة ومكلفة، بعدما قُتل 15 جندياً وضابطاً في غضون يومين في منطقة رفح.

وكانت قد ربطت إسرائيل الانتصار على حركة «حماس»، بالسيطرة على منطقة رفح والقضاء على الكتائب الأربع المقاتلة فيها. وعلى هذه الخلفية، باتت المدينة تشكّل محطّة فارقة للقيادة السياسية كما العسكرية، وإنْ كانت الأولى هي التي ربطت انتصارها «المطلق» بالدخول إلى رفح، فيما يبدو أن الجيش يعمل على تكييف نفسه مع مطلب السياسيين، لينتقل منه، في حال أمكنه هذا، إلى إعلان نهاية الحرب التي لا يريد الاستمرار فيها، وذلك عبر الإعلان عن الانتهاء من تفكيك آخر كتائب المقاومة في قطاع غزة. ومن هنا، يدّعي جيش العدو، في بياناته، أنه فكّك كتيبتَين من أصل أربع في منطقة رفح، وأنه بحاجة إلى ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للانتهاء من تفكيك الكتيبتَين المتبقيتَين.

يمكن التقدير أن المؤسسة العسكرية تنقل عبء الحرب ونتيجتها إلى المؤسسة السياسية

ولكن، ماذا بعد «التفكيك»؟ هل هي معركة على الوعي، في الداخل الإسرائيلي أولاً، ولدى الآخرين ثانياً؟ الإشارات الواردة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تفيد بذلك، فيما يظهر أن الداخل في إسرائيل سيكون على موعد مع «جردة إنجازات» الحرب في قطاع غزة بعد عدة أسابيع، وهو ما يسبق أو يمهّد لإنهاء الحرب عقب إعلان الانتصار فيها. و«جردة الإنجازات» هذه، تتوافق مع النصيحة التي تلقّاها جونسون، والتي استعارها هليفي الآن. لكن، هل توافق المؤسسة السياسية على مثل هذا المسار؟ التباين يَظهر واضحاً بين المؤسستَين، والواضح أيضاً أن الجيش الإسرائيلي بدأ بتسريب معطيات وتقديرات، مكثّفة ومدروسة، ليقول إنه أنهى المهمّة، وإن النتيجة الحالية هي أقصى ما يمكن إنجازه عسكرياً، وإنه ينوي أن يقرن ذلك بعرض إنجازات الحرب في الأسابيع القليلة المقبلة، وفقاً لما أكدته مصادر رفيعة للإعلام، في محاولة للإيحاء، للإسرائيليين أولاً، بانتصار مشكوك فيه.

وعليه، يمكن التقدير أن المؤسسة العسكرية تنقل عبء الحرب ونتيجتها إلى المؤسسة السياسية، محاولةً القول إنه حان الوقت لتثمير الإنجازات العسكرية وترجمتها في شكل ترتيبات ومخارج سياسية للحرب نفسها. وبكلمات أخرى، يشدّد العسكر على البديل السياسي، باعتباره الخيار الوحيد المتبقّي، ليبدو وكأن المعركة الآن إسرائيلية – إسرائيلية، في حين أن المقاومة، وفي مقدمتها حركة «حماس»، لا تزال على تموضعها وشروطها. وإذا كان الآتي هو حرب روايات و«جردات إنجازات»، فسيكون الأسرى الإسرائيليون، بالدرجة الأولى، هم ما سيمنع الوعي الجمعي الإسرائيلي من تقبّل رواية تل أبيب الرسمية؛ إذ كيف يتفق حسم الحرب، والقضاء على آخر كتائب المقاومين، مع المطالبة باستئناف المفاوضات للتوصّل إلى اتفاق لتبادل الأسرى؟

مهمة هوكشتين: العدّ العكسي للحرب أو السلم

كانت زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أقل دبلوماسية من سابقاتها. فمع التشدد الإسرائيلي حيال الوضع الجنوبي، لم يعد كافياً الكلام عن رغبة أميركية في تحييد لبنان

للوهلة الأولى، كان يمكن النظر إلى زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين على أنها زيارة روتينية، ضمن سلسلة الزيارات التي قام بها للبنان منذ 7 تشرين الأول الفائت، وتدريجاً مع ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية. لكن ثمة مؤشرات مقلقة تجعل البعض ينظر إلى الزيارة على أنها تحمل أبعاداً مختلفة، إذ تأتي – كما يختصر متصلون بالإدارة الأميركية – في توقيت دقيق، لتكون «بمثابة العد العكسي للحرب أو السلم». فعلى كثرة الرسائل التي تصل إلى لبنان خشية انزلاق الوضع إلى حرب واسعة، وفي وقت ترفع إسرائيل وتيرة تهديداتها، تحمل زيارة الموفد الأميركي للبنان بعد إسرائيل رسائل أخرى، تتعدّى رغبة أميركية مستمرة منذ أشهر بتحييد لبنان.منذ الزيارة الأولى في تشرين الثاني، تبدّلت مهمة هوكشتين، وفق سير الأحداث والمفاوضات التي كانت دائرة بين واشنطن وإيران، وبين واشنطن والدول العربية حيال وقف النار ومستقبل غزة، وموقف إسرائيل من التهدئة واليوم التالي لوقف الحرب. المعطيات الميدانية تبدّلت منذ ذلك الوقت، ما كان مطروحاً من مبادرات حيال لبنان والكلام حول تفعيل القرار الدولي 1701 وتثبيت نقاط حدودية وطروحات لتراجع حزب الله أولاً إلى ثلاثين كيلومتراً ومن ثم سبعة كيلومترات، تبدّل كله بمرور الأشهر وسير المعارك وتبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله، وكذلك بفعل المفاوضات الدائرة في المنطقة، وأيضاً بفعل الموقف الإسرائيلي المتشدّد تجاه لبنان وحزب الله.

يتم التعامل لبنانياً مع زيارة هوكشتين على أنها حاملة لرسائل أميركية وإسرائيلية معاً. في حين أن ما تتبلّغه إسرائيل إنما تتبلّغه أولاً من دوائر رفيعة بدءاً بالرئيس جو بايدن ومن ثم وزير الخارجية أنطوني بلينكن. وهذه المرة لم تكن رسائل هوكشتين دبلوماسية بالمعنى المعتاد ، بل أقل دبلوماسية، إذ تحمل في طياتها موقفاً إسرائيلياً متشدّداً، بقدر ما تحمل رغبة أميركية في منع التصعيد، على أن يقابلها لبنان بالمثل. وكلامه كان بمثابة «رفع التحذير إلى مستوى أعلى مما كان عليه سابقاً. وتصريحاته العلنية كانت انعكاساً لما قاله خلال لقاءاته الرسمية من دون أن يخفي قلقه من أن هامش الوقت بدأ يضيق أمام لبنان».

من شأن إجماع الإسرائيليين على مشكلة الشمال أن يضاعف من رغبة نتنياهو في توسيع الحرب

وخشية الموفد الأميركي تتخطّى حرص واشنطن على منع الانزلاق نحو الحرب الواسعة، لتعطي إطاراً أشمل لما يحصل على الجبهة الإسرائيلية، حيث هناك تحضير لليوم التالي لغزة، أو بالأحرى كلام حول انتهاء هذه المرحلة، والتصويب نحو لبنان. ما يُنقل أميركياً، وقبله أوروبياً، أن النظرة إلى جنوب لبنان أصبحت أكثر حدّة من الأشهر السابقة، والتهديدات التي نُقلت سابقاً بدأت تتوسّع داخل الأطر الإسرائيلية التي تريد الذهاب إلى تصعيد أقوى في شكل مفتوح وموحّد أكثر من التعامل مع الحكومة حيال غزة والأسرى الإسرائيليين. ومن شأن توحّد الإسرائيليين حول شمال إسرائيل أن يضاعف من رغبة الحكومة الإسرائيلية في الذهاب إلى توسيع الحرب. من هنا كانت الأسئلة الأميركية حول ما يمكن للبنان أن يفعله. والسؤال الأبعد هل يريد حزب الله من معركة الإسناد إبقاءها مشتعلة ولو توقّفت حرب غزة؟ ولا سيما أن الموفد الأميركي لم يطرح هذه المرة أي تفاصيل تقنية أو مبادرات وطروحات تتعلق بترتيبات عملانية مؤجّلة إلى ما بعد انكشاف الرؤية حول الحرب أو السلم، علماً أن زيارته ترافقت مع معطيات أخرى تتعلق بما تريده إيران.

منذ أن بدأ هوكشتين مهمته قبل أشهر كانت الفرصة سانحة للكلام حول ترتيبات جنوبية، تحت سقف عدم رغبة إيران وحزب الله بتوسيع رقعة الحرب وحصر جبهة الجنوب بإطار محدد لإسناد غزة. لكن هذا الإطار بدأ يتبدل، مع المستجدات الإيرانية وانشغال إيران بالانتخابات الرئاسية، وتشدّد أوروبا في شأن الاتفاق النووي، والمفاوضات في شأن غزة عبر دول عربية، لأن الأسئلة تدور حول ما تريده إيران من جبهة الجنوب، وهل تستمر في اعتبارها جبهة إسناد أو تنقلها إلى جبهة مستقلة، مع كل ما قد يترافق ذلك من إطار لتبرير هذا الانتقال من مكان إلى آخر، ونوعية الصراع العسكري الذي تبدّل، ومحاولة القفز فوق ما تريده إيران من حرب غزة، يمكن أن يضاعف من المؤشرات المقلقة. وقد يكون ما تريده إيران مؤجّلاً أيضاً، لكن إسرائيل تقوم بكل ما يلزم من خطوات لتضييق هامش لبنان في عدم الأخذ بجدية التحذيرات الإسرائيلية، قبل الانتقال إلى المرحلة الأصعب من حرب واسعة. وهذا يضغط على الجميع، ولا سيما واشنطن وطهران كونهما الطرفين المعنيين والأكثر إمساكاً بالوضع، من أجل حسم مستقبل الصراع بين إسرائيل وحزب الله. ولا يبدو أن الموفد الأميركي كان حاسماً بإمكان نجاح المساعي الأميركية في لجم هذا الانزلاق نحو الحرب، لأن الكرة في ملعب لبنان – حزب الله، كما في ملعب إسرائيل.

اللواء:

صحيفة اللواءهوكشتاين لـ نتنياهو: نصرالله غير مستعد لوقف النار قبل وقف حرب غزة

البنتاغون: نعمل لحل دبلوماسي عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية .. و«فيديو حيفا» رسالة ردع

بين اليوم وغداً، تتبلور أكثر فأكثر صورة الموقف في جبهة المساندة: الجنوب، التي تقدّم الوضع العسكري الخطير فيها على ما عداه، لدرجة ان ارتباطه بالمواجهة العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، كانت الحاضر الابرز في لقاءات الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي بدأ لقاءاته في بيروت، بلقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون العائد حديثاً من زيارة الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث التقى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي، ضمن لقاءات متعددة تناولت التجهيزات والمساعدة الممكنة للقوات المسلحة اللبنانية، ثم التقى مدير المخابرات العميد جوزيف قهوجي، قبل ان ينتقل الى عين التينة، ويلتقي مع الرئيس نبيه بري، ثم التقى الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، والذي طالب بـ«وقف العدوان الاسرائيلي المستمر، والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية».

وقبل مغادرته بيروت الى تل ابيب حيث كان ينتظره رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب.
وفور وصوله الى تل ابيب التقى هوكشتاين نتنياهو، وابلغه ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله غير مستعد لوقف اطلاق النار في الشمال قبل وقف حرب غزة.

وطالب وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كآس بضربة تدميرية للبنان، وقال: نقترب من لحظة اتخاذ قرار تغيير قواعد اللعبة مع حزب الله.

وعلقت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» عن هجوم اسرائيلي محتمل في لبنان، مشيراً الى ان «لا احد يرغب في رؤية حرب اقليمية اوسع نطاقاً»، مشيراً الى «اننا نعمل مع شركائنا في الشرق الاوسط للتوصل الى حل دبلوماسي بشأن الحدود اللبنانية – الاسرائيلية».

وفي حين وصف البيت الابيض مباحثات هوكشتاين بأنها تهدف الى حل دبلوماسي على طول الخط الازرق، ذكرت المعلومات ان الجيش الاسرائيلي وافق على الخطط العملياتية للهجوم، مشيراً الى ضرورة استمرار الاستعداد للحرب ضد لبنان.

ونقل عن وسائل اعلان اسرائيلية ان الاميركيين يحاولون فعل كل شيء لمنع الحرب الشاملة مع لبنان.

يذكر ان هوكشتاين «طرح هدنة» بعدها يجري البحث بالحلول.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ«اللواء» ان لبنان لا يريد الحرب، وان «مسيَّرة الهدهد» التي وجهها حزب الله الى حيفا، هي عبارة عن رسالة ردع لاسرائيل بأن الحرب ليست بالعملية الهينة.

وقال المصدر ان «مسيَّرة الهدهد» تذكير بالمسيَّرات الثلاث التي اطلقها حزب الله فوق حقل كاريش قبل البدء بعملية ترسيم الحدود البحرية.

وقالت ‎مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة المسؤول الأميركي آموس هوكشتاين خرقت مشهد عيد الأضحى وأعادت ما كانت قد ركزت عليه عندما تمت في فترة سابقة لجهة الخشية من التصعيد في الجنوب، لكن هذه المرة بدا هوكشتاين أكثر توجسا مما اسماها حرب مفتوحة بين لبنان وإسرائيل.

‎وقالت هذه المصادر أن المساعي الأميركية متواصلة إنما تتطلب جهودا من جميع الأطراف، ورأت أن المسؤول الأميركي حمل تحذيرا من تطور الأمور خصوصا أن التطورات في الجبهة الجنوبية تأخذ منحى خطيرا.

‎إلى ذلك أشارت إلى أن الملف الرئاسي لا يزال يدور في دائرة المساعي المبذولة من أجل نقل الملف إلى موقع متقدم من البحث تحت عنوان التشاور، في حين ان حراك بعض الكتل يتواصل وهناك خطوة يقوم بها تكتل الاعتدال الوطني من جديد، اما بالنسبة إلى المعارصة فإن مطالبتها بسلسلة ضمانات في ملف التشاور على حالها.

وحسب ما ذكرت «الجديد» فإن هوكشتاين التقى مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، وقيل انه قال له إن «الوقت يضيق، ونحن امام فرصة يجب استغلالها لإنهاء الحرب».

وسمع هوكشتاين موقفاً واحداً من المسؤولين الذين التقاهم حرص لبنان على العودة، الى قواعد الاشتباك السابقة، والتمسك بالقرار 1701، وضرورة خفض التصعيد.

وفي عين التينة، اجتمع هوكشتاين مع الرئيس بري، واستغرق اللقاء ساعة وربع الساعة.
وصرح هوكشتاين بأن «حل الصراع سياسياً وبسرعة ممكن وضروري، وفي متناول اليد، وهو لمصلحة الجميع».

وابلغ هوكشتاين من التقاهم حرص بلاده على منع توسيع الحرب، لكنه تخوف من تفاقم الأمور في المرحلة المقبلة، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تسعى مع كافة الاطراف لإحتواء التصعيد ومنع التدهور، مؤكداً السعي لاستكشاف مزيد من الخيارات لمنع الحرب.

اضاف: «إننا نمر بأوقات خطيرة، ولحظات حرجة، ونحن نعمل معاً لنحاول ان نجد الطرق للوصول الى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد».

اذاً بين كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، في ذكرى اسبوع القيادي الشهيد طالب عبد الله، والذي استبقه باطلاق مسيَّرة الهدهد الى كل الشمال الاسرائيلي، في مهمة جمع معلومات لتحديد اهداف الرد على اية مغامرة اسرائيلية تجاه لبنان من بوابة الجنوب وموقف نتنياهو مما نقله هوكشتاين من لبنان لجهة اعتبار ان انهاء الحرب في غزة هو المفتاح لانهاء الحرب في جنوب لبنان، وهي اقصر الطرق لعودة الامن والاستقرار الى شمال اسرائيل لحل ازمة المستوطنين.

تتبور صورة الوضع في الجنوب في الايام الاخيرة من شهر حزيران الجاري.

تزامناً مع زيارة هوكشتاين الى بيروت، والرسالة عالية اللهجة التي حملها من اسرائيل، نشر الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، مقطع فيديو في غاية الأهمية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان «هذا ما رجع به الهدهد».

وفي مقطع مطول تجاوزت مدته 9 دقائق ونصف، عرض الإعلام الحربي لحزب الله مشاهد من استطلاع جوي لمناطق في شمالي «كريات شمونة» و«نهاريا» و«صفد كرميئيل» و«العفولة» وصولاً إلى حيفا ومينائها.

وتضمنت المشاهد معلومات استخبارية لمواقع إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، وأظهرت المشاهد وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة في حيفا من الميناء إلى مصافي النفط ومصانع عسكرية.
وتعليقا على الفيديو، ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ حزب الله أوصل رسالةً أنّه في حال بادرت إسرائيل إلى خطوة ضد لبنان، فإنّ بنك الأهداف ضدها لن يكون صغيراً.

وحسب المصادر الاعلامية القريبة من حزب الله، فإن مسيَّرة الهدهد وثّقت منطقة المجمع العسكري الصناعي التابع لشركة «رافاييل» ومنطقة الكربون وميناء حيفا.

القوات لجلسات انتخاب

رئاسياً، وبانتظار استئناف النشاط السياسي والرسمي طالبت «القوات اللبنانية» الرئيس بري بالدعوة الى عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات انقاذية اصلاحية.

وقال النائب زياد حواط بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع وفد قواتي انه «لا توجد اولوية تعلو على ضرورة ان يكون للبنان رئيس بحجم هذه المخاطر».

الوضع الميداني

ميدانياً، ردّ حزب الله على اعتداء اسرائيل على بلدة البرغلية، وقال في بيان له: بعد مراقبة دقيقة لقواته في موقع المنارة، وعند رصد مجموعة جنوب في ميدان الرماية، استهدف مجاهدو المقاومة هذا الموقع بالاسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية.

وذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان 3 صواريخ، سقطت في المنارة، وهي اطلقت من لبنان، كما استهدف حزب الله دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمسيَّرة انقضاضية.

البناء:

صحيفة البناءهوكشتاين وفرص التهدئة تنتظر التزام الاحتلال بالضوابط ووقف الحرب بعد غزة

فيديو «الهدهد» حلقة 1 : حيفا ومجمعاتها العسكرية والاقتصادية والسكانية أهدافاً

نتنياهو يلوّح بالحرب الأهلية بوجه المعارضة إذا هدّدت سلطته وحربه دستورياً

كتب المحرّر السياسيّ

سمع المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين في بيروت ما كان يتوقع سماعه مرة جديدة، وما كان مهيأ لسماعه، بل لتقبله بعدما قالت وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً تعليقاً على تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ «عملية عسكرية قوية» على لبنان، أن أي عمل عسكري كبير يمثل خطراً على أمن «إسرائيل» ومستقبلها، وأن وقف النار في غزة يتكفل بوقف النار على جبهة لبنان، وفيما شارك هوكشتاين محدّثيه، وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري القناعة بعبثية ولا جدوى البحث بوقف النار على جبهة لبنان، إلا بعد وقفها على جبهة غزة، حاول استكشاف إمكانية تخفيض التصعيد، خصوصاً أن مراحل التفاوض على مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن تبدو قريبة برأيه رغم كل مناخات الحرب المخيّمة على غزة، مشيراً إلى قرب نهاية عملية رفح، فسمع كلاماً أعاده الى تل أبيب، ومضمونه أن المقاومة لم تذهب الى التصعيد بقرار يتصل بفهمها لدور جبهة الإسناد الذي اختارته لجبهة الجنوب، فخطتها كانت ولا تزال بحصر المواجهة في المدى الجغرافي الأمامي الممتد من 5-10 كلم، وتصعيدها كان دائماً موضعياً رداً على انتهاك جيش الاحتلال لهذا المدى، لتنفيذ عمليات اغتيال أو لقصف المدنيين، كمثل اغتيال الشيخ صالح العاروري واغتيال القيادي أبو طالب أو القيادي وسام الطويل، أو غاراته على بعلبك او الغازية او سواها، وأن المقاومة لا تمانع بالالتزام بالمدى الجغرافي المقرّر من طرفها، ما لم يقم جيش الاحتلال بانتهاك هذا المدى. وعندما يفعل لن تكتفي المقاومة بالذهاب الى عمق الجغرافيا بل الى أنواع متناسبة من السلاح مع وظيفة الردع لعمليات العمق وطبيعة الأهداف التي تحددها لمهمة الردع.

المقاومة من جهتها لم تعلق على زيارة هوكشتاين، لكنها واكبتها على طريقتها فنشرت تسجيلاً مصوراً لجولة طائرة أو طائرات مسيّرة سمّته الهدهد الحلقة – 1 -، حمل رسائل ردع عالية السقف، ففيه منطقة حيفا، وضمنها مصانع رافاييل للأسلحة والمعدات الحربية والعديد من مواقع القبة الحديدية، وميناء تجاري أول ومطار ومجمعات سكنية ومقار الغواصات والقوات البحرية الخاصة والمدمرات ساعر، وخزانات النفط والمواد الكيميائية ومحطة توليد الكهرباء. وفي التسجيل ما يوحي عبر رسم صاروخ مجنّح أن الأهداف الواردة في التسجيل هي مشاريع استهداف بالصواريخ الدقيقة.

داخل كيان الاحتلال ارتفعت مجدداً التحذيرات من خطر الحرب الأهلية، لكن هذه المرة على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي اتهم المتظاهرين باللجوء الى العنف الذي يهدد بالحرب الأهلية، وهو ما رآه متابعون عن كثب لشؤون الكيان بداية تمهيد من نتنياهو إلى استخدام ميليشيات اليمين المتطرف لمواجهة المتظاهرين، منعاً لتدحرج كرة ثلج معارضة بدت تتعاظم، ما لم يمنع تعاظمها بالقوة، مستعيناً بما فعله وما يقوله صديقه وشبيهه دونالد ترامب، اللجوء إلى السلاح والمسلحين لمحاولة اغتصاب السلطة ورفض المسار الانتخابي، والتلويح بالحرب الأهلية إذا تمّ تهديد وصوله أو بقائه في السلطة.

لم تكن زيارة الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين الى لبنان على غرار زياراته السابقة، فهي حملت تحذيراً للبنان من احتمال «إسرائيل» شنّ حرب على لبنان بعد انتهاء عملياتها في رفح، وأن لا بدّ من العمل من أجل عودة الأمور الى ما كانت عليه في الايام الاولى للمواجهات بين حزب الله و»إسرائيل» والتي كانت الى حد كبير منضبطة ولم تتجاوز الخطوط الحمراء. في حين تبلّغ هوكشتاين من لبنان، بحسب مصادر مطلعة، لـ»البناء» أن الكرة بملعب «إسرائيل» لتجنب الحرب، في حين أن الوسيط الاميركي دعا القوى السياسية الى الضغط على حزب الله لتجنب التصعيد والالتزام بقواعد الاشتباك وأن لا تزال هناك إمكانية للتهدئة.

وكان هوكشتاين الذي غادر لبنان مساء أمس، انتقل مجددا الى تل ابيب حيث التقى رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت هيئة البثّ الإسرائيليّة في هذا الإطار، إنّ هوكشتاين قال لنتنياهو إنّ “حزب الله غير مستعدّ لوقف إطلاق النار في الشمال قبل وقف حرب غزة”.

وبحسب ما أشار البنتاغون فإن لا أحد يريد أن يرى حرباً إقليمية أوسع. ونحن نعمل مع شركائنا في الشرق الأوسط للتوصل إلى حل دبلوماسي بشأن الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إنّ الأوضاع على الحدود بين لبنان و”إسرائيل” متقلبة للغاية بشكل مثير للقلق.

وأضافت ليف أنّ وقف إطلاق النار في غزة سيُمثّل اختراقاً من أجل الوصول إلى حلّ على الحدود بين لبنان و”إسرائيل”. وتابعت: “نضغط على الشركاء الرئيسيين لفعل ما بوسعهم لحث حماس على قبول مقترح وقف إطلاق النار”.

وأكد هوكشتاين “أننا نريد تجنب مزيد من التصعيد بين “إسرائيل” ولبنان بدلاً من حرب مفتوحة”، مشيراً إلى أن “الوضع على الحدود بين لبنان و”إسرائيل” في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة”، معتبراً من عين التينة أن “الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 أيار 2024 والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفاً دائماً لإطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، هذا الاقتراح قُبِل من الجانب الاسرائيلي ويحظى بموافقة قطر، ومصر ومجموعة السبع، ومجلس الأمن الدولي. إن هذا الاتفاق يُنهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الاسرائيلية، فاذا كان هذا ما تريده حماس عليهم القبول به”. وأضاف “إن وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب، أو حل سياسي آخر ينهي الصراع على جانبي الخط الأزرق”.

والتقى هوكشتاين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أكد “أن لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية”. وقال: “إننا نواصل، السعي لوقف التصعيد واستتباب الأمن والاستقرار ووقف الخروق المستمرة للسيادة اللبنانية وأعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها “إسرائيل””. وشدّد على “أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة، وهو الأمر الذي يشكل أولوية لدينا ولدى كل أصدقاء لبنان”.

وأشارت أوساط حكوميّة شاركت في اجتماع هوكشتاين مع الرئيس ميقاتي، إلى أن الوضع قابل للتهدئة على الرغم من التصعيد الأخير بين حزب الله و”إسرائيل”… وأفيد أن الموفد الأميركي التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قبل مغادرته بيروت.

ومع ذلك واصلت “إسرائيل” تهديداتها للبنان. وقال وزير الخارجية العدو يسرائيل كاتس “نقترب جدّاً من لحظة اتّخاذ القرار بشأن تغيير قواعد اللعبة ضدّ “حزب الله” ولبنان”، في حين أصدر وزير الحرب يوآف غالانت تعليماته للجيش برفع درجة الاستعداد لحرب في لبنان.

الى ذلك ردّ حزب الله على زيارة المبعوث الأميركي، والتحذيرات التي نقلها باحتمال شن “إسرائيل” حرباً على لبنان حيث نشر الإعلام الحربي لحزب الله مشاهد مصورة بطائرة مسيّرة، تتضمن مسحاً دقيقاً لمناطق في مدينة حيفا وشمالي فلسطين المحتلة. وكشف الفيديو، الذي تجاوزت مدته 9 دقائق، صوراً عالية الدقة لميناء ومطار حيفا بالكامل، ومستوطنة الكريوت، ومواقع عسكرية ومنشآت بتروكيميائية حساسة.

المصدر: صحف