أدى المواطنون في غزة، اليوم الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك، على أنقاض المنازل المدمرة وفوق الركام، وزاروا مقابر الشهداء، وسط أجواء من الحزن على فراق الأحبة.
بدا عيد الأضحى في غزة هذا العام استثنائيا، فلا أضاحي ولا ملابس جديدة، ولا مأكولات ولا حلوى.. العيد في غزة حزين وشهيد. ويحل عيد الأضحى هذا العام في أتون الإبادة الجماعية والتي أسفرت عن ارتقاء 37 ألف شهيد، وأكثر من 80 ألف جريح، إضافة لعشرة آلاف مفقود.
وأقام الفلسطينيون صلاة العيد في مناطق مختلفة من قطاع غزة فوق الركام، وعلى أنقاض المساجد وفي العراء، مصطحبين أطفالهم وأبنائهم، في أجواء تغيب عنها مظاهر الفرحة بقدوم العيد، في ظل العدوان المتواصل للشهر التاسع على التوالي.
بالفيديو | أطفال غزة ينتزعون الفرح من الاحتلال وحرب التجويع والإبادة
فرغم كل تلك الظروف أقام الغزيون صلاة العيد على أنقاض المساجد المدمرة، وفي المستشفيات وفي أي ساحة يمكن أن يصلى فيها صلاة عيد الأضحى المبارك من شمال القطاع إلى جنوبه.
وأكد خطباء صلاة العيد، على ضرورة زيارة عوائل الشهداء والجرحى والأسر، وصلة الأرحام، مشددين على ضرورة ادخال الفرحة على وجوه الأيتام من أبناء الشهداء، وعلى أبناء الجرحى والأسرى.
بالفيديو | صلاة عيد الأضحى في الفالوجا شمال قطاع غزة
وشدد خطيب مسجد جباليا، على أننا “سندك العدو المتغطرس الذي يحيل بيننا وبين أداء شعائرنا الدينية”، وقال “عاد العيد على غزة وهي متمسكة بربها وتبذل أغلى الأثمان لاستعادة أرضها والدفاع عن مقدسات الأمة”.
وشدد على ان “الأثمان التي بذلناها وسنبذلها غالية لكنها تهون كونها في سبيل المقدسات”، وأضاف “العدو يحاول كسر عزيمة أهل غزة لكنه لن يفلح في ذلك”.
فسكان غزة المظلومون، المتعبون، الفاقدون، والصامدون.. لا تكسرهم الإبادة ولا تقهرهم آلة الموت الصهيونية وإن بطشت وقتلت وأرهبت.
وخرج الفلسطينيون في غزة من بين الركام، ومن خيام النزوح لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك. وتبادلوا التهاني والتبريكات رغم قلة من في اليد، وظروف الحرب القاهرة، ورائحة الموت المنبعثة من شوارع القطاع.
بالفيديو | من مراكز الإيواء ومن قلب الدمار.. أطفال غزة ينشدون للحجاج “وديلي سلامي يا رايح للحرم”
وبدت شوارع غزة خالية من الأضاحي، بعد قرار صلف من حكومة الاحتلال المجرمة بعدم إدخالها، كأسلوب لتركيعهم في أتون الإبادة. وبهذه الخطوة يظن المحتل أنه يمكنه كسر الفرح، وما علم أنه يواجه شعبا عنيداً لا يعرف للهوان والانكسار طريقا.
وقام عدد من ذوي الشهداء بزيارة أضرحة الشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم، وتوزيع حلوى الكعك والمعمول على المواطنين، لا سيما الأطفال.
المصدر: مواقع