حققت الصين في الشهر الماضي فائضا تجاريا تجاوز التوقعات وذلك مع زيادة الصادرات بنسبة تفوق التوقعات وانخفاض واردات النفط الخام.
وبلغت قيمة الفائض 82.62 مليار دولار، مقارنة بتوقعات وصلت إلى 73 مليارا، ومقارنة بحوالي 72.3 مليار دولار في أبريل (نيسان).
وفي الوقت نفسه ارتفعت صادرات الصين بمعدل أكبر من المتوقع في الشهر الماضي، لكن مقابل تباطؤ الواردات، حسبما أظهرت أرقام رسمية، في دليل على انتعاش متفاوت لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وسجلت شحنات البضائع إلى الخارج ارتفاعا بنسبة 7.6 في المئة على أساس سنوي بالقيمة الدولارية، وفق أرقام الإدارة العامة للجمارك، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 5.7 في المئة، مقارنة ب1.5 في المئة في أبريل (نيسان).
وأظهرت سلسلة من البيانات على مدى الأشهر القليلة الماضية أن قطاعات مختلفة من الاقتصاد البالغ حجمه 18.6 تريليون دولار تتعافى بسرعات متفاوتة مما يزيد من الضبابية حول النظرة المستقبلية له.
وكشفت بيانات التجارة الصينية زيادة قيمة صادرات السيارات، ومن بينها الهياكل، في الشهر الماضي بنسبة كبيرة بلغت 16.6 في المئة على أساس سنوي.
وتعتبر الصادرات بمثابة محرك اقتصادي مهم في الصين، مع تأثير مباشر لأداء المبيعات في الخارج على التوظيف لآلاف الشركات. لكن الآفاق التجارية للصين لا تزل تواجه رياحا معاكسة مختلفة، مع انخفاض تجارتها مع الولايات المتحدة بنسبة 1.4 في المئة في الشهر الماضي على وقع استمرار الخلافات الجيوسياسية بين القوتين العظميين.
وعلى العكس من ذلك فقد سجلت التجارة بين الصين وروسيا نموا بنسبة 2.9 في المئة الشهر الماضي، رغم انخفاض الصادرات الصينية إلى جارتها للمرة الأولى منذ 2020. كما أظهرت البيانات إرتفاع إجمالي واردات الصين من روسيا بنسبة 8.1 في المئة على أساس سنوي في مايو (أيار)، مقابل زيادة 8.4 بالمئة المسجلة في أبريل (نيسان). وعززت بكين وموسكو علاقاتهما الاقتصادية والسياسية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.
وكان تراجع واردات النفط الخام من أهم أسباب تراجع نمو الواردات الصينية في الشهر الماضي عما كانت عليه في الشهر المقابل من العام الماضي. وأظهرت بيانات الجمارك أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت بنسبة 8.7 في المئة في مايو (أيار) مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وذلك مع تقليص مصافي التكرير مشترياتها في ظل عمليات صيانة مكثفة لها، وتراجع أرباح الأرباح وضعف الطلب على المنتجات النفطية المكررة.
وكشفت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن واردات أكبر مشتر للنفط الخام في العالم بلغت الشهر الماضي 46.97 مليون طن، أو نحو 11.06 مليون برميل يوميا مقابل 12.11 مليون برميل يوميا قبل عام. وبلغ إجمالي الواردات خلال الفترة منذ بداية العام الحالي إلى مايو (أيار) 229.03 مليون طن، أو نحو 11 مليون برميل يوميا، بانخفاض 1.2 في المئة عن الفترة نفسها من 2023.
وذكر «لين يي» المحلل في شركة ريستاد إنرجي «بصرف النظر عن أنشطة الصيانة المكثفة لمصافي التكرير في أبريل ومايو، كان ضعف الطلب على البنزين والديزل السبب الرئيسي أيضا وراء ضغوط التشغيل. وانخفض الطلب المحلي على الديزل هذا العام عن المتوقع مع دخول شاحنات الغاز الطبيعي المسال سريعا بسبب أسعار الغاز الرخيصة نسبيا».
كذلك خفضت مصاف صغيرة ومستقلة في مركز التكرير بشرق شاندونغ الإنتاج لأن ارتفاع تكاليف النفط الخام قلصت أرباح التكرير واضطر بعضها إلى معالجة المزيد من زيت الوقود منخفض السعر.
المصدر: وكالات