جربت المدينة كل شيء للحد من ارتفاع تلوث الهواء والكثير منه ناتج من عوادم السيارات. ففرضت حداً أقصى على السرعة وطلبت من سائقي السيارات وضع ملصقات تؤكد أن مركباتهم تفي بالمعايير البيئية وروجت للتنقل بالحافلات والقطارات.
ومازالت رائحة العوادم تملأ شتوتغارت وهي معقل صناعة السيارات في ألمانيا ومقر شركتي بورش ودايملر المصنعة لمرسيديس. وتقع المدينة في تجويف غالباً ما يحبس الجزيئات التي تشمل الأتربة والأوساخ والسخام والدخان والقطرات السائلة.
والآن فيما يبدو أنه إجراء ينم عن اليأس، تستنجد المدينة بالطبيعة؛ حيث تضع جداراً يبلغ طوله مئة متر في تجربة علمية للتخلص من الجزيئات الضارة في الهواء. وإذا نجحت ربما تصبح الطحالب جداراً بجانبك أيضاً.
وتقول سلطات شتوتغارت إن هذا السطح الهائل من الملايين من النبات الإسفنجي ذي الأوراق الضئيلة يجمع الجسيمات بخاصية الاستاتيكا الكهربية.
وتضيف أن الطحالب يمكنها امتصاص نترات الألومنيوم – التي تشكل ما يصل إلى 50 في المئة من الجسيمات – وتحولها إلى جزء من كتلة النبات. وقال يان كنيبرس وهو أستاذ في معهد الهندسة الإنشائية التابع لجامعة شتوتغارت: « إننا نهدف إلى تجربة ما إذا كان في إمكانها حقاً تحسين جودة الهواء في الشوارع «. وتم نصب قطاعين تجريبيين من جدار يبلغ ارتفاعه بضعة أمتار حتى الآن في تقاطع طريق رئيسي بالقرب من وسط المدينة. وبحلول آذار/مارس سوف يوضع الجدار المكتمل وهو عبارة عن إطار من الألومنيوم ثم وضع به حصيرة من الطحالب .
وعلى بعد أمتر عدة توجد محطة لقياس التلوث. وتجاوز التلوث في شتوتجارت الحد الأقصى الأوروبي للجسيمات العام الجاري كما هو الحال في السنين الأخرى إلى جانب غاز ثاني أكسيد النيتروجين الملوث للهواء .