إنه اليوم الـ 219 للعدوان على قطاع غزة. لا شيء جديد على صعيد اجرام العدو الاسرائيلي بحق أهل القطاع، بل إن الأخير واصل هجماته على المدنيين خاصة في رفح جنوباً وأحياء مدينة غزة حيث توغل في المناطق الشرقية لجباليا.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهداف تجمعات قوات العدو في “شارع 8” جنوب حي الزيتون في مدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل. وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت برشقة صاروخية حشود الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق رفح، فيما قالت كتائب عز الدين القسام خوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محور التقدم شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وأعلن كل من كتائب القسام وسرايا القدس استهداف تجمعات قوات العدو في “شارع 10” جنوب حي الزيتون بقذائف الهاون.
وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن “شعبنا الفلسطيني ومقاومته يقاتلون في غزة في معركة لم يواجهوا مثلها من قبل”، معلناً أنه “سنقاتل ونقاتل حتى النصر وأدعو الله أن يربط على قلوب شعبنا”.
يأتي ذلك في وقت سبق أن أفادت فيه “هيئة البث الإسرائيلية” بإصابة 3 صهاينة في عسقلان جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة في وقت مبكر اليوم الأحد. وكانت وسائل إعلام العدو قالت إن صاروخاً سقط في المدينة، والآخر أسقطته القبة الحديدية، حسب زعمها. كما “تم اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة باتجاه مستوطنة ريعيم في غلاف القطاع دون إطلاق صفارات الإنذار”، حسبما أفادت وسائل إعلام العدو.
استقالات جديدة على وقع خسائر الميدان… وحالات انتحار
سياسياً، لا تزال تداعيات الحرب المستمرة تلقي بظلالها على السلطة السياسية والعسكرية في الكيان، خصوصاً في ظل إخفاق العدو في تحقيق أهدافه المعلنة بعد الإخفاق الكبير في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، تحديداً لجهة إعادة الأسرى من خلال العمليات العسكرية، وتعنت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافشاله للمسار التفاوضي والذي كان آخر فصوله منذ أيام.
وفي هذا السياق، أفادت الإذاعة الإسرائيلية باستقالة المسؤول عن رسم الشؤون الإستراتيجية في ما يُسمى مجلس الأمن القومي يورام حامو، مشيرة إلى أن سبب الاستقالة هو “عدم اتخاذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرارات بشأن اليوم التالي للحرب وعودة العمليات شمال غزة”. يُذكر أن استقالة حامو سبقها الشهر الماضي استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون هاليفا، والذي توقعت وسائل اعلام العدو أن تجرّها سلسلة من الاستقالات في قيادة الجيش.
موقع واللا الإسرائيلي من جهته، قال إن هناك “تقديرات للجيش بأن الإنجازات في غزة قد تتآكل مع تعثر المفاوضات بشأن إعادة المختطفين”، وأن الجيش “يتهم حكومة نتنياهو بعدم استغلال الإنجازات العملياتية في غزة لتحقيق تقدم سياسي”، على حد تعبير الموقع.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم أن اللواء يوغاف بار ششت نائب مراقب المنظومة الأمنية أصيب خلال اشتباكات مع المقاومة في غزة يوم الجمعة. كما كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 10 ضباط وجنود للاحتلال انتحروا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جزء منهم خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة.
إبادة مستمرة
طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها العنيف اليوم على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى. وتواصل قوات الاحتلال توغلها البري في رفح مع استمرار احتلال معبر رفح الحدودي لليوم السادس مع الاستمرار في القصف الجوي والمدفعي وارتكاب المجازر ومنع إدخال المساعدات. كما تواصل قوات الاحتلال توغلها في حي الزيتون جنوب مدينة غزة لليوم الرابع، في حين بدأت الليلة الماضية توغلاً جديدًا في جباليا شمال غزة.
وفي التفاصيل، فقد قال مراسل قناة الجزيرة إن “قصفاً مدفعياً للعدو يتواصل على مبان سكنية في مخيم جباليا”، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تتوغل في محيط مراكز إيواء نازحين بالمخيم.
هذا وسبق أن أفادت مصادر إعلامية باستشهاد طبيبين في قصف للعدو مساء أمس السبت على دير البلح وسط القطاع. وقصفت مدفعية الاحتلال حيي الصبرة والزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وأطلقت آليات الاحتلال النار شرقي دير البلح والمغازي وسط قطاع غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال وسط مدينة رفح وشرقها. وشنت طائرات الاحتلال غارة على مدينة رفح. وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أن طائرات الاحتلال قصفت أكثر من منزل في حي الزيتون جنوب مدينة غزة بعضها مأهول بالسكان لعوائل عزام وعاشور.
وأضاف أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة الدحدوح على شارع صلاح الدين بالقرب من محطة دلول يوجد بداخله العديد من المواطنين ولا يعرف مصيرهم. وأكد وجود جرحى وشهداء محاصرون تحت الأنقاض ولا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول لهم نتيجة القصف الجنوني على مدينة غزة وشمالها.
وقصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة درويش في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وتمكنت طواقم الدفاع المدني في محافظة الشمال الليلة الماضية من انتشال عدد من الشهداء والإصابات من عائلة عكاشة بمنطقة القصاصيب بجباليا. واستهدف مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لجباليا شمال القطاع.
هذا وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة شمال غرب المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاشتعال النيران في مكان الاستهداف.
وقال الدفاع المدني في غزة إن “الاحتلال يواصل استهداف طواقمنا ويستخدم كل الوسائل المتاحة له لقتل الفلسطينيين”، متابعاً أنه “لا تتوفر أي خدمات طبية أو مساعدات إنسانية للنازحين شمال قطاع غزة، وخسرنا 80% من قدراتنا”.
أونروا: نحو 300 ألف شخص فروا من رفح الأسبوع الماضي
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت أنه “لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في قطاع غزة”. وتابعت أن “نحو 300 ألف شخص فروا الأسبوع الماضي من رفح مع استمرار التهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين”.
بلدية النصيرات: نفاد الوقود خلال 48 ساعة ينذر بحدوث كوارث
رئيس بلدية النصيرات أعلن أن “نفاد الوقود خلال 48 ساعة ينذر بوقوع أزمة إنسانية وحدوث كوارث صحية وبيئية خطيرة”، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي كارثة إنسانية ستقع في أي لحظة بسبب نفاد الوقود. كما طالب “كل المنظمات الدولية بالتدخل لتوريد الوقود لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي”.
غوتيريش يجدد الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
من جهته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوة العالم إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، داعياً ايضاً إلى “الإفراج غير المشروط عن الرهائن وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية”. وقال إن “الحرب في غزة تتسبب في معاناة إنسانية مروعة”، لافتاً إلى أن “وقف إطلاق النار لن يكون سوى طريق العودة من الدمار والصدمة اللذين خلفتهما الحرب”.
المصدر: مواقع إخبارية