حذرت دراسة من أن السعي الحثيث للصين من أجل الحصول على التكنولوجيا الغربية المتقدمة يمكن أن تصبح مشكلة بالنسبة لألمانيا وغيرها من الدول الصناعية وأن تؤثر سلبا على النمو الاقتصادي.
وذكر التقرير الصادر عن «معهد ميركاتور للدراسات الصينية» ومقره في بكين أن خطة التصنيع الصينية المعروفة باسم «صنع في الصين 2025» تفرض على الاقتصادات الغربية الاستعداد لمواجهة تراجع في النمو الاقتصادي نتيجة هذه الخطة.
وأشار التقرير إلى أن الخطة الصينية تنطلق من رؤية ألمانيا المعروفة باسم «صناعة 4» وتركز على تشجيع ونشر «التصنيع الذكي» بهدف نهائي هو محاولة إحلال التكنولوجيا الصينية المتقدمة محل التكنولوجيا الأجنبية بشكل تدريجي في السوق الصينية.
وتستهدف الاستراتيجية الصينية صناعات التكنولوجيا المتقدمة، التي تساهم بقوة في النمو الاقتصادي للدول المتقدمة، مثل صناعة السيارات والإنسان الآلي والأجهزة الطبية وتكنولوجيا المعلومات.
وحذر التقرير من أن الدول الأشد عرضة للتداعيات السلبية للخطة الصينية هي الدول التي تساهم فيها التكنولوجيا المتقدمة بجزء كبير من النمو الاقتصادي، مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية.
وأضاف التقرير أنه رغم أن خطة التحديث الصناعي وصفقات الاستحواذ الصينية يمكن أن تحقق «أرباحا ضخمة» للشركات الدولية على المدى القصير، فإنها قد تنتهي بإقصائها من الأسواق في المستقبل.
وقال التقرير «عندما تنضج قدرات الصين في مجال التصنيع الذكي، من المحتمل أن تضع الدولة الصينية ممارسات وقيود تمييزية على الدخول إلى السوق الصينية في مجال التصنيع الذكي».
وخلال الفترة من كانون ثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر الماضيين، بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في الاتحاد الأوروبي 15 مليار يورو (16 مليار دولار)، ويمكن أن يصل إجمالي هذه الاستثمارات مع نهاية العام الحالي إلى 19 مليار يورو. كما استثمرت الشركات الصينية في الولايات المتحدة حوالي 17 مليار يورو خلال النصف الأول من العام الحالي.
ودعا التقرير الشركات الأوروبية والأمريكية وصناع السياسة إلى «تقديم إجابات ذكية لهذا التحدي»، واقترح تحركات مثل مراقبة الاستثمارات الصينية بصورة أكبر وتحديث نظم أمن المعلومات.
المصدر: صحف