أكد حزب الله على لسان عدد من نوابه ومسؤوليه أن المقاومة لن تسمح للعدو بالتمادي وكل اعتداء سيقابل برد سريع ومباشر، وأن التصعيد الميداني لا يغيِّر في موقف المقاومة واستعداداتها وتأهبها للدفاع عن شعبنا وأرضنا ووطنا مهما تكن الاحتمالات القادمة.
سنحسم خيارنا في مواجهة ستُسقط العدو
رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أنّ “العدوّ الإسرائيلي الآن يخبِطُ خَبطَ عشواء ويُثقل في أذاه ويشعِرنا بالألم ويقتل منّا أعزّ أبنائنا، لكن الصّبر في مواجهة هذا العدوّ مع عدم الإنجرار إلى حيث الأسلوب الذي يُريده ويختاره لنا في المواجهة هو طريقنا إلى تحقيق النّصر” .
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” للشهيد على طريق القدس حسين علي زهور في حسينية بلدة يحمر الشقيف، في حضور مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في الحزب علي ضعون، شخصيات وفاعليات، علماء دين، عوائل الشهداء والأهالي، قال رعد “هدفنا بكلّ بساطة هو الضغط على العدوّ من أجل أن يوقف عدوانه على غزة وممنوعٌ على العدوّ أن ينتصر ويجب أن تبقى المقاومة قائمةً وفاعلةً في غزة، لأنّ بقاءها يهوّن على كلّ مقاومةٍ في العالم أن تستمر وتبقى”.
أضاف “إنّ تمكّن هذا العدوّ من أن يقضي على المقاومة في غزة، فسيتجرأ الطواغيت على أنّ يُمارسوا نفس الأسلوب في كلّ مرّة مع كلّ بلدٍ وشعب لإنهاء كلّ مسارٍ للمقاومة في دنيا هذا العالم”.
واعتبر أن “لا أحد يستطيع أن يحقّق هدف إزالة الطّغيان في العالم وفي منطقتنا بالضّربة القاضية، بل نحن نتصرّف بمنتهى الحكمة والرؤية الواضحة ونعرِف حجم إمكانات العدوّ وقدرته على التصرّف بإمكاناته، ونُحضّر له ما يجعلنا في مأمنٍ من أن ينال منّا ويمنعنا من أن نحقّق هدفنا في الضغط عليه ووقف عدوانه وسيتوقف العدو عن هذا العدوان”.
ورأى أن “ما نشهده اليوم توزيع للأدوار بين العدوّ والإدارة الأميركية التي تمثّل الوكيل الحصري الآن عن كلّ دول الشرّ والطغيان في العالم، وهي التي تتولى رعاية الكيان الصهيوني وتوجّهه وتبعث أهم جنرالاتها إلى غرفة عملياته من أجل أن تخطط له وتنصحه وتتقاسم معه الأدوار”.
أضاف “لا تصدقوا أنّ الإدارة الأميركية تُريد وقف إطلاق النار في غزة، بل هي أحرص من العدوّ الإسرائيلي على مواصلة إطلاق النار في غزة، لكن تريد من العدوّ أن لا يُكثِر في إحراجها بإرتكاب المجازر ضدّ المدنيين لأنّ هذا الإحراج يؤثر إنتخابياً على بايدن المرشّح للرئاسة في المرحلة المقبلة”.
وقال النائب رعد “هم يتوزعون الأدوار حول إدارة القتال، لكن يتفاهمون على أنّ الهدف هو القتل واستمرار إطلاق النار”. وشدد على انه “عندما نَجبُر ونُرغِم العدوّ الصهيوني على وقف إطلاق النار، فإنما نلوي ذراع حتى الإدارة الأميركية”. وختم “عندما يحين وقت الإنقضاض الذي يوصلنا إلى هدفنا بأيسر سبيل وبأقل كلفة وأسرع طريق، لن نتردد في أن نحسم خيارنا في المواجهة التي تُسقط العدوّ وتمنعه من تحقيق أهدافه في المعركة”.
كل اعتداء سيقابل برد سريع ومباشر
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أن المقاومة تعرف كيف تنتصر لغزة، وكيف تحمي لبنان وتدافع عنه، ونحن لن نفرّط بهذه القدرة والقوة التي نملكها، لأنه لولا المقاومة، لفعل بنا هذا العدو هنا في لبنان أكثر مما فعل في غزة، ولذلك لا يوجد ضمانة سوى ما نملك من قدرة للدفاع عن أنفسنا، وإلاّ نذبح ويضحوّن بنا لأجل إسرائيل والصهاينة.
كلام النائب عز الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيدين على طريق القدس محمد إبراهيم الزين وإبراهيم أنيس الزين في مجمع الأنبياء ببلدة شحور الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
ولفت النائب عز الدين إلى أن بعض ما تقوم به المقاومة في لبنان، هو من أجل أن تعيد العدو لينضبط في الميدان، وكي لا يتجاوز الخطوط التي إذا ما تجاوزها وشن حرباً، فإنه لن يعرف كيف سينهيها.
واعتبر النائب عز الدين أن ما يقوم به العدو من ضربات في العمق في بعلبك أو صيدا أو حلب أو أي مكان، تبقى ضربات محدودة ونقطوية، بحيث أن المقاومة لن تسمح له بالتمادي في عدوانه واعتداءاته، لأن كل اعتداء أينما كان سيكون الرد عليه مباشراً وسريعاً وحاسماً وقوياً، وهذا ما حصل في الفترة الأخيرة.
وختم بالقول إن أي تدمير سيقابل بتدمير أشد، وأي اعتداء لن يمر دون أن يكون هناك رد أشد مما قام به، والنصر النهائي للميدان، وهذا الميدان بيننا وبينه، والذي يحسم النصر هو القتال فيه وليس القتل خارجه.
التصعيد لا يغيِّر في موقف المقاومة واستعداداتها
بدوره، شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض على أن الجبهة الجنوبية تشهد تصعيداً إسرائيلياً ملحوظاً، بحيث بات أكثر تمادياً في استهداف القرى في المنطقة الحدودية وخارجها، وفي استهداف المراكز الاجتماعية والصحية، وفي تنفيذ عمليات عدوانية في عمق الأراضي اللبنانية، وكأنه يريد أن يوصل رسالة مفادها أن لا خطوط حمر ولا قواعد أمام عملياته العسكرية العدوانية، وتزامن هذا التصعيد مع تسريبات لقادته العسكريين ولوزير حرب العدو، تشير إلى مزيد من التصعيد وتحضيرات ميدانية توحي بعمل عسكري واسعٍ وشيك.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، قال النائب فياض إننا في المقاومة وأمام هذا التصعيد الميداني المصحوب بكل هذا الضجيج والنبرة المرتفعة، سواء أكان تخويفاً بهدف الضغط أم واقعاً يؤشر إلى مزيد من التدحرج في المجريات الميدانية، فإنه لا يغيِّر في موقف المقاومة واستعداداتها وتأهبها للدفاع عن شعبنا وأرضنا ووطنا مهما تكن الاحتمالات القادمة، لأن معركتنا هذه ليست خياراً بين خيارات، بل هي واجبٌ بين ضرورات، وهي تتقاطع جميعها عند حقنا في مقاومة من يحتل أرضنا وينتهك سيادتنا، وفي الدفاع عن أهلنا الذين يستهدفهم العدو في أرواحهم وأرزاقهم، ولا يتوقَّعن أحد أنه يمكن للمقاومة أن تقف على الحياد متفرجة على العدو وهو يخوض باستفراد وتركيز معركة الإبادة التي يمارسها بحق أهلنا وإخواننا في غزة، كي تتوفر له الفرصة والظروف لتصفية حساباته لاحقاً مع المقاومة في لبنان.
واعتبر النائب فياض أن العدو ولغاية اللحظة قد خسر كل رهاناته، وتحيط به تعقيدات وتحديات وتهديدات ويعاني من إخفاقات وخيبات غير مسبوقة في تاريخه، وإن اندفاعه إلى الأمام هو رهانه الأخير للخروج من المأزق، ولكننا نعتقد، أن اندفاعه التصعيدي هذا سيفاقم من مأزقه، وسيرفع مستوى المخاطر التي تتهدده إلى مستويات شديدة الخطورة.
وأشار النائب فياض إلى أن موافقة الإدارة الأميركية على تزويد الكيان بأحدث ما لدى الأميركيين من طائرات وصواريخ مدمِّرة، إنما يكشف على نحوٍ جلي هذا النفاق الأميركي، ويجعل من كل هذه التصريحات والمواقف الأميركية الخلافية مع نتنياهو، مجرد خواء لا قيمة له سوى ذر الرماد في العيون أمام الرأي العام العالمي الذي يعترض على حرب الإبادة في غزة، كما أنه يضع الإدارة الأميركية في موقع الشراكة الكاملة والمسؤولية التامة، عن كل الدماء التي تسقط والدمار الذي يحدث في غزة ولبنان.
التهديد بالدخول إلى رفح ولبنان هو من قبيل المكابرة والهروب إلى الأمام
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي شدد على أن العدو الصهيوني اليوم يعيش أزمة وجودية، ورغم مضيّ ستة أشهر على الحرب الظالمة والمتوحشة على غزة وأهاليها، لم يستطع أن يعلن عن تحقيق أي نصر عسكري في أي من محاور القتال التي دخلها في غزة رغم كل الدعم الغربي والأمريكي.
كلام النائب جشي جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله والمديرية العامة للدفاع المدني للشهيد على طريق القدس المسعف كامل فيصل شحادة في حسينية بلدة الرمادية الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وأشار النائب جشي إلى أن الأزمة التي تعصف بالكيان أصبحت واضحة، بل إنّ بعض القادة الصهاينة والسياسيين يصرّحون بذلك، فمثلاً رئيس الأركان الإسرائيلي السابق “موشي يعالون” يقول إن إسرائيل تعيش أخطر أزمة منذ تأسيسها، وأما رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى “يورا سالتس” يقول بأن إسرائيل فقدت قوة الردع وغير قادرة على استعادتها، ووزير الأمن الإسرائيلي السابق “أفيغدور ليبرمان” يقول، لقد فقدنا كل أوراق المساومة من أجل الضغط على حماس لتحرير المخطوفين، وبدلاً من الحصول على النصر الكامل، حصلنا على المذلة الكاملة، فيما القناة 13 الإسرائيلية توضح بأن الجنود متعبون والألوية الثلاثة “غفعاتي” و”الكوماندوس” و”السابع” مستنزفون من القتال الصعب، والألوية الثلاثة تقاتل بقوة شديدة في خان يونس ولكن ليس هناك أي تقدم.
وأضاف النائب جشي “أمّا الأمريكي الذي يدير الحرب من منذ الأيام الأولى بعدما أتى بأساطيله ومدمراته، وهو لا يزال يدعم العدو الإسرائيلي بكل الإمكانات المتاحة، وصل مع ربيبته إسرائيل إلى حائط مسدود أمام الصمود الأسطوري الذي أذهل العالم للمقاومة في غزة ولأهاليها الشرفاء، فالإسرائيلي يخسر كل يوم من جنوده ومن تآكل قوة وهيبة جيشه، والأمريكي يقف عاجزاً وفق تصريحاته أمام مواجهة أبطال اليمن الشجعان، وهو يقول إنه ليس لديه الوسائل الناجعة لوقف هجمات اليمنيين، بل وإنّ مصداقية الأمريكي لجهة الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان أصبحت في الحضيض على مستوى الرأي العام العالمي، بل إنّه يشعر مع الإسرائيلي بعزلة تامّة، وهذا بدا واضحاً على مستوى قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي”.
وقال النائب جشي “على الإسرائيلي المتوحّش والمجرم أن يتراجع عن الأهداف التي وضعها أوّل الحرب التي شنها على غزّة، وأن يوقف إطلاق النار ويقبل ضمناً بما مُني به من هزائم ويستجيب لشروط المقاومين، وإلّا عليه أن يتحمل المزيد من الخسائر المادية والبشرية والمعنوية على مستوى الداخل الصهيوني، وأيضاً لجهة انكشاف صورته البشعة على مستوى العالم”. ورأى النائب جشي أنّ التهديد بالدخول إلى رفح من جهة والدخول إلى لبنان هو من قبيل المكابرة والهروب إلى الأمام، وهو يعلم تماماً أنه لن يستطيع القضاء على المقاومة المظفّرة في غزة، وإنّما سيزداد غرقاً في وحول غزة.
وختم النائب جشي بالقول إن تجارب العدو في لبنان ماثلة أمام عينيه وهزائمه في لبنان لا تزال تحفر عميقاً في وجدان الصهاينة، وليعلم العدو بأنّ في لبنان رجالاً أشدّاء ذوو بأس شديد جاهزون وحاضرون في كل ساح وواد لو حملوا على الجبال لأزالوها، ومستعدون للمنازلة وينتظرون العدو بفارغ الصبر ليذيقونه مرارة الهزيمة الكبرى التي ستغيّر وجه المنطقة بإذن الله تعالى.
من يفتري على المقاومة لا يعبّر عن انتماء وطني
من جانبه، أكد الوزير السابق محمد فنيش أن مشاركة المقاومة منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى لمساندة شعب غزة، هي مشاركة للدفاع عن قضية إنسانية، وبالتأكيد أيضاً هي مشاركة من أجل الدفاع عن مصالح بلدنا، لأنه لا يمكن أن نترك هذا العدو يعُد العدة ويتخذ التوقيت والقرار ونحن نقف مكتوفي الأيدي ومتفرجين.
كلام فنيش جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيدين على طريق القدس علي محسن عقيل وعلي عباس يزبك في مجمع الشهيد القائد الحاج عماد مغنية ببلدة طيردبا، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وشدد فنيش على أن ما قامت به المقاومة هو عمل رسالي إنساني مبني على حسابات المصالح الكبرى والبعيدة، سواء على المستوى الإقليمي ومعادلة الصراع، أو على مستوى المصلحة الوطنية، وبالتالي لا يمكن للبعض أن يقارب ما يجري اليوم بلغة الماضي أو بحسب قوالب تفكير عفى عليها الزمن وأثبتت التجربة وتاريخ الصراع مع هذا العدو، أنها ما حمت لبنان، ولم توفّر الأمن لأبنائه، والدليل أن أهالي القرى الحدودية خصوصاً المتاخمة لفلسطين المحتلة، يعانون مع هذا العدو منذ أن غُرس كيانه على أرض فلسطين، ولم تشهد قرانا طيلة مرحلة الصراع مع هذا العدو بعد نشأته على أرض فلسطين، حالة أمن واطمئنان، وكان الأهالي يتخطّفون من أرضهم وبيوتهم، ويُمنعون من الوصول إلى مزارعهم، وكان العدو يستبيح كل شيء، وهذه حقائق ووقائع لا ندّعيها، بل يشهد عليها كل من تابع ويتابع ويعرف ما حصل ويحصل على مستوى لبنان والمنطقة.
وقال فنيش إن “من يريد إعادتنا إلى مرحلة أن قوتنا في ضعفنا، وأن ندفن رؤوسنا في الرمال حتى نتجنّب المخاطر، عليه أن يعلم أن هذه سياسات عقيمة، وثبت أنها ما حمت البلد، بل مهّدت ليفكر العدو الإسرائيلي بتحقيق غاياته في لبنان بعد غزو عام 1982، ولولا المقاومة وهذه الثقافة الإيمانية وهؤلاء الشباب والبيوت العامرة بالإيمان والتضحية، لما استعاد لبنان أرضه”.
وأضاف فنيش إن “الذين يعقدون مؤتمرات وينشرون مواثيق وبيانات، علهم أن يقاربوا الواقع من خلال قراءة التحولات ومعرفة الحقائق، وبالتالي، فإن أي مقاربة وأي دعوة لحوار حول مستقبل البلد لا تنطلق من خطر العدو التوسعي على لبنان، ومن تهديده لأمن لبنان وللنموذج اللبناني ولمصير وثروات لبنان، هي مقاربات بعيدة عن الواقع، ولن تنتج سوى ثرثرة كلام”.
وأكد فنيش أننا لن نستدرج إلى سجالات كلامية، فنحن أهل الحوار، والمقاومة صاحبة منطق وحوار وحُجة، وتملك الدليل، وهي تدلي بدلوها، ومستعدة ومنفتحة على كل مكونات المجتمع اللبناني، من أجل أن نبحث في كيفية حماية منجزاتنا وأمننا، لا أن يكون هناك في هذه المواجهة المحتدمة اليوم التي نشتبك فيها مع العدو الإسرائيلي، من يقف هناك ليفتري على المقاومة، ويدّعي أحداثاً لم تحصل، ويتهم ويشكك ويزوّر، فهذا لا يعبّر لا عن انتماء وطني ولا عن تقدير ولا عن خدمة للمصلحة الوطنية”.
المصدر: موقع المنار