أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية أنّ الحركة استطاعت مواجهة الاحتلال وكسر إرادته وإفشال مخططاته، على الرغم من الألم الكبير والأعداد المتزايدة من الشهداء والجرحى والمهجرين قسرًا من بيوتهم، والذي آلمنا وأخذ منا جميعًا، من عوائلنا وأهلنا، خيرة أبنائنا وإخواننا شهداء، وهو بلا شك ضريبة الحرية والتحرير والاستقلال واستعادة الحقوق والمقدسات”.
وفي كلمة مُتلفزة، قال هنية: “من هذا الموقع في الصمود والإرادة القوية تمّ التوصّل بفضل الله إلى الاتفاق حول الهدنة وتبادل الأسرى”.
العدو نزل عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا
وتابع “لقد راهن العدو على استعادة المحتجزين والأسرى لدى القسام والمقاومة في غزة عبر فوهة البنادق والقتل والإبادة الجماعية، وكل أشكال الإرهاب التي لم يعرف التاريخ لها مثيلًا، وأعلن بأنه لن يقبل بوقف إطلاق النار، ورفض في هذا السياق تطبيق قرار مجلس الأمن الذي صدر مؤخرًا والذي نص على الهدن الإنسانية، لكنه وبعد قرابة خمسين يومًا من جرائمه ووحشيته وأمام صمود شعبنا ومقاومته التي واجهته في كافة محاور القتال بكل ثبات وبسالة، نزل العدو عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا الأبيّ، مما أدى إلى التوصل لاتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الجزئي الذي دخل حيز التنفيذ الساعة السابعة صباح اليوم الجمعة 24/11/2023 وسيستمر أربعة أيام”.
وأضاف هنية “لقد خُضنا برعاية الأشقاء في قطر ومصر مفاوضات صعبة وشاقّة على مدار الأسابيع الماضية، وبالتشاور مع فصائل المقاومة، سعيًا منّا لحماية أبناء شعبنا وتحقيق احتياجاته في مواجهة سياسة التجويع والحصار والخنق، وأدرنا هذه المفاوضات بمسؤولية عالية، وبتوازن دقيق جمع بين الحرص على التخفيف عن شعبنا ووقف آلة القتل والمجازر الوحشية، وبين ألا نسمح للعدو بفرض أجندته أو الهروب من استحقاقات هذه الهدنة، بل فَرض رؤيتنا وأولوياتنا”.
وشدد على أنّ حركة “حماس” تؤكّد “إلتزامها بتنفيذ الاتفاق وإنجاحه، طالما التزم العدو بتنفيذه، كما ترحّب الحركة باستمرار المساعي الحميدة مواصلة الجهود لإنهاء العدوان الصهيوني على شعبنا مقرونًا برفع شامل للحصار عن غزة وتبادل الأسرى ووقف الاعتداء على المسجد الأقصى، وتمكين شعبنا من ممارسة كافة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير”.
وأكّد هنية الاستعداد لاستمرار العمل مع مصر وقطر “لتحقيق الوقف الشامل للعدوان على غزة، وإغاثتها العاجلة بكل حاجاتها المعيشية والطبية، وحماية شعبنا في القدس والضفة، مع أهمية استمرار الجهود العربية والإسلامية والدول الصديقة وفي مقدمتها روسيا والصين، لتمكين شعبنا من إنجاز تطلاعاته في الحرية والعودة والاستقلال وضمان عدم تهرب الاحتلال من استحقاقات هذه المعركة، وإن الإفراج بموجب اتفاق الهدنة عن الأسيرات والأطفال من سجون العدو هو أول الغيث، وأول الغيث قَطرٌ ثم ينهمر”.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”: “الحركة لن تغادر مواقعها ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة، نؤكد تمسكنا بوحدة الأرض والشعب والمصير”.
وأشاد بـ “الموقف العربي والإسلامي بخصوص رفض أي تدخل بمصير القطاع بعد إنهاء العدوان، ورفض التهجير وخاصة من دولتي مصر والأردن الشقيقتين والذي كان واضحاً وحاسماً في خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس في المهرجان المصري الحاشد”.
وتابع هنية إنّ “شعبنا يخوض معركة التحرر الوطني وعبر جبهة متراصة في غزة والقدس وفي كافة أماكن وجوده، وإننا نشيد بالبطولات التي يسطّرها أبناء شعبنا ومقاومته في الضفة الباسلة في مواجهة مليشيات المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يقوم بإرهاب منظم ضد أهلنا وأسرانا في الضفة والقدس”.
بموازاة ذلك، حيّا رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” أهل غزة “الذين شكّلوا بصمودهم ومقاومتهم العنصر المركزي والمحوري في تحقيق هذا التراجع في موقف العدو وحلفائه، كما نحيي شعبنا في الداخل والخارج، وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، والأحرار في كلّ عواصم ومدن العالم، ونشيد ونقدّر عالياً مواصلة حراكهم وتضامنهم وفعالياتهم الجماهيرية المشرّفة التي تنتصر لغزَّة ومقاومتها، ومعركة فلسطين نحو الحرية والتحرير، وندعو إلى مواصلة هذا الجهد المقدر وتصعيده بكل الوسائل، وفي كل الساحات والميادين”.
ووجّه التحية إلى المقاومة الإسلامية في لبنان، “الذين يواجهون على طول جبهة الجليل الفلسطيني المحتل وقدموا في سبيل ذلك عشرات الشهداء، إلى جانب شهداء شعبنا الفلسطيني في لبنان، والذين كان آخرهم الشهيد القسامي البطل خليل حامد الخراز”.
كما حيّا هنية “الإخوة في اليمن الشقيق الذين عبروا بقوة واقتدار عن غضبهم تجاه العدو الصهيوني وعن تضامنهم مع أشقائهم في غزة وفلسطين على طريقتهم الخاصة، والشكر للمقاومة العراقية التي تشارك في هذه المعركة برجولة وشهامة”.
وختم بالقول: “نقف بكل إجلال وإكبار أمام عوائل الشهداء والجرحى والأسرى الذين سطروا أروع دروس الصبر والتضحية والفداء، وشكلوا مع كل أبناء شعبنا الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات العدو وإفشال مخططاته”، و”تحية لأبطال القسام وفصائل المقاومة بقيادة الأخ المجاهد محمد الضيف قائد أركان المقاومة وقيادة غزة وفي مقدمتهم الأخ المجاهد يحيى السنوار وهم مع كل أبناء شعبهم الثابتون الراسخون صناع المجد التليد”.
النخالة: أجبرنا العدو على التفاوض بشروطنا… ونعتز ببطولات المقاومة في لبنان
بدوره أكد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة أن “المقاومة أجبرت العدو على قبول التفاوض لتبادل الأسرى”، معلناً أنه “لن يخرج بقية أسرى العدو دون الإفراج عن أسرانا”.
وفي كلمة له اليوم الجمعة، تعقيباً على بدء سريان وقف اطلاق النار في قطاع غزة، قال النخالة “يدخل وقف إطلاق النار بعد شهر من العدوان البري بشعارات كبيرة رفعها العدو”، متابعاً “تم عقد اتفاق كان يرفضه العدو دون قيد أو شرط”.
وأشار النخالة إلى أنه “بصمود مقاتلينا سنجبر العدو لاحقاً على عملية تبادل تضمن إخراج أسرانا جميعاً بعنوان الجميع مقابل الجميع”، مؤكداً أن “العدوان الذي شنّه العدو لم يكن رداً على فعل المقاومة في 7 تشرين الأول/أكتوبر فقط، لكنه مرتبط أيضاً بترتيبات جديدة للشرق الأوسط”.
من جهة ثانية، أكد الأمين العام لحركة الجهاد أن “الأهداف الصهيونية التي رفعها العدو ما زالت قائمة وعلينا الاستمرار في القتال لمواجهته”، لافتاً إلى أنه “لن ننكسر ولن نستسلم وسنقاتل وهو خيارنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى”.
وأعلن أنه “بعد أن توصلنا لأيام من وقف القتال الذي لم ينتهي، أقول إن الأهداف الصهيونية التي رفعها العدو منذ بداية العدوان ما زالت قائمة، وهي إنهاء المقاومة وكسرها وإعادته أسراها”.
ورد على من يتحدث عن السيطرة على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، قائلاً “بهذه المناسبة أقول لهؤلاء الذين يتحدثون عن حكم غزة وإدارتها، كفوا عن الثرثرة، والتفتوا للدفاع عن شعبكم، فهذا هو الطريق إلى الحرية، وليست التساوق مع الأعداء”.
وأكد النخالة “إننا لن ننكسر، ولن نستسلم، وسنقاتل ونقاتل، هذا هو خيارنا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، وشعبنا بعد كل هذه التضحيات المشهودة واستمرارها، يؤكد أنه يعبر عن إرادته كل الأحرار في العالم”.
نعتز ببطولات المقاومة
ورأى الأمين العام لحركة الجهاد أن “ما تقوم به المقاومة أصبح مثار فخر واعتزاز لكل شعوب العالم”. كما علّق النخالة على عمليات حزب الله في جنوب لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، قائلاً “نعتز بما تقوم بها المقاومة في لبنان دعما لإخوانهم في فلسطين”.
وفي السياق، شكر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي “المقاتلين في حزب الله والعراق واليمن وسوريا، لمساندتهم المقاومة الفلسطينية عبر عملياتهم من بلدانهم، ضمن معركة طوفان الاقصى”.
وأضاف النخالة “من المهم أن أذكر إخواننا في حزب الله الذين يشاركوننا القتال والمواجهة من جنوب لبنان، ومقاومتهم الشجاعة والباسلة التي تقاتل العدو على مدار الوقت، وتوقع به الخسائر الكبرى، وتجبر مستوطنيه بعشرات الآلاف على الرحيل ومغادرة مستوطناتهم، والذين يدفعون بأبنائهم البواسل في ميدان القتال على طريق القدس، دفاعاً عن فلسطين، وعن القدس ومقاومتها وهويتها”.
وتابع “كذلك إخواننا المجاهدين في العراق، الذين بحضورهم في ميدان المقاومة وضربهم القواعد الأمريكية، وبمقاومتهم وبشهدائهم يعيدون للعراق حضوره الذي افتقدناه طويلاً. وكذلك سوريا واليمن التي تسجل حضوراً مميزاً بمشاركتها الفعالة في الدفاع عن فلسطين ومقاومتها”، موضحاً أنه “علينا أن نستمر بالقتال لكسر العدوان، وكسر أهداف العدو، لأن العدو لن يتوقف عن عدوانه بعد أيام التهدئة، ومن المتوقع أن يكون العدوان أكثر دموية وأكثر إجراماً. وفقط المقاتلون الشجعان من أبناء شعبنا في غزة والضفة، وإخوانهم من كل الساحات، هم الذين يستطيعون تغيير مسار الحرب ومسار العدوان، وخلق وقائع جديدة تجبر العدو على التراجع”.
أبو حمزة يحيي المقاومة في حزب الله واليمن والعراق والضفة: بوركت سواعدكم ونشد على أيديكم
من جانبه أعلن المتحدث باسم سرايا القدس في المقاومة الفلسطينية ابو حمزة الالتزام بوقف العمليات العسكرية خلال فترة الهدنة الإنسانية، مؤكداً أنه ساري المفعول ما التزم العدو، وأن أي خرق سيقابَل بالرد المناسب. ومشروعنا الجهادي لن يتوقف حتى تحرير كامل فلسطين”. واكد ان المقاومة لن ترفع الراية البيضاء وقال: “لن نخرج من المعركة إلا منتصرين”. وقال: وقف شعبنا ومقاومته يواجهون أعتى جيوش المنطقة وأكثرها ظلماً وفتكاً للحجر والبشر.
وفي كلمة مصورة اليوم الجمعة، قال أبو حمزة إن “مشروعنا الجهادي لن يتوقف حتى تحرير كامل فلسطين”، مشيراً الى أن “المقاومة لن ترفع الراية البيضاء ولن نخرج من المعركة إلا منتصرين”.
واضاف أنه “على مدار 48 يوماً دكت سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية المدن والبلدات المحتلة بمئات الصواريخ وقذائف الهاون التي أعادت جنود وضباط الاحتلال إلى المشافي والمقابر والمصحات الفلسطينية”.
وتابع أبو حمزة: قوات النخبة الباسلة اقتحمت على الموت بالموت وقدمت خيرة الأبناء في معركة التي حضرت فيها وحدة الساحات. وقال: وقف شعبنا ومقاومته يواجهون أعتى جيوش المنطقة وأكثرها ظلماً وفتكاً للحجر والبشر.
وذكر أن “المقاومة الإسلامية في لبنان وجهت للعدو ضربات مميتة والقادم أعظم، وفي العراق توجه الضربات للقواعد الأمريكية، واليمن السعيد الذي دك أم الرشراش بالصواريخ والمسيرات وأعاد لنا بحرنا العربي الأحمر لحاضنته العربية وقال للعدو إن حق التصرف القانوني لنا وليس لكم ولن يكون، بوركت هذه السواعد المباركة ونشد على أيديكم فاستمروا على بركة الله.”
وقال انه “في ضوء المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة التي نفرج فيها عن عدد من أسرى العدو نبارك لأسرانا وأسيراتنا ونقول لهم إنكم تستحقون من مقاومتكم وشعبكم أكثر وأكثر ونحن قوم لا نترك أسرانا في أيدي الغاصبين ولن نبرح معركتنا حتى تحقيق كل أهدافنا.”
المصدر: موقع المنار