اخر التطورات الميدانية في قطاع غزة
ودخل العدوان الصهيوني على غزة، والذي يرتقي إلى مستوى الإبادة، يومه الـ 43 على التوالي، بتكثيف الغارات، مع استمرار قصف المنازل على رؤوس قاطنيها، واقتحام مجمع الشفاء الطبي، ومواصلة جرائم الإبادة الجماعية.
وجديد مسلسل جرائم الصهاينة والابادة الجماعية المرتكبة في قطاع غزة، ارتكاب مجزرة مروعة في مدرسة الفاخورة شمال قطاع غزة ادت الى ارتقاء العشرات من الشهداء بينهم أطفال ونساء ممكن كانوا نازحين داخل المدرسة.
وقصف الجيش الإسرائيلي مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا التي تأوي نازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث سقط العديد من الشهداء بينهم أطفال، في مجزرة جديدة مع استمرار الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 43 على التوالي.
واظهرت مقاطع الفيديو عددا كبيرا من الشهداء والجرحى بعد استهداف مدرسة تابعة للانورا والتي نزح فيها الاف الفلسطينيين. كما نتج عنها كثير من المصابين والجرحى. واظهرت المقاطع جثث لاطفال ونساء واخرى متفحمة.
ويأتي ذلك، بعد ساعات من عملية إخلاء مجمع الشفاء في قطاع غزّة قسرًا بعدما أمهل الجيش الإسرائيلي المتواجدين داخله ساعة من الزمن لاخلائه.
عشرات الشهداء
واستشهدت ثلاث فلسطينيات وأصيب آخرون، مساء أمس الجمعة، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في حي القصاصيب شمال قطاع غزة. وأفادت مصارد صحافية باستشهاد ثلاث مواطنات شقيقات وإصابة آخرين من عائلة المطوق في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في حي القصاصيب في جباليا شمال القطاع. كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل مضيئة فوق مخيم جباليا.
وقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الفلاح التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، والتي تؤوي نازحين، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.
وأعلن مستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وصول جثامين 120 شهيدا من محافظتي غزة وشمال غزة، منذ ساعات صباح اليوم.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر فلسطينية، بأن الاحتلال ارتكب مجازر عدة في منطقة حي الصبرة بمدينة غزة وهناك مئات جثامين الشهداء ملقاة على الأرض، مع صعوبة كبيرة في الوصول للإصابات والشهداء.
وأكد منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة المحتجز في مجمع الشفاء الطبي استشهاد الطفل الرابع من الأطفال الرضع في مستشفى الشفاء، مشيرًا إلى أن هناك 5 في إعياء شديد.
كما أكد استشهاد 51 مريضًا وجريحًا داخل مجمع الشفاء الطبي منذ اقتحامه من قوات الاحتلال. واستهدف الاحتلال منزلا لعائلة اللحام في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى إن أكثر من 40 شهيدا و120 جريحا وصلوا اليوم إلى المستشفى في دير البلح، ولا نستطيع تقديم الخدمة الصحية اللازمة لهم بسبب افتقار المؤسسة للمستلزمات الطبية والأدوية والوقود.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مسجد التقوى بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة. ووصل عدد من الشهداء والإصابات لمستشفى الإندونيسي جراء استهداف مسجد أبو الخير بمنطقة جباليا البلد شمال القطاع.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الأخرس بمخيم الشابورة وسط مدينة رفح ونقل ثلاثة شهداء من المكان.
وأفادت مصادر إعلامية بقصف الاحتلال منزلا ومعرض سيارات لعائلة ضبان قرب مفترق عسقولة وسط مدينة غزة وارتقاء عدد كبير من الشهداء إلى جانب عشرات الإصابات واشتعال نيران كبيرة.
وشنت طائرات الاحتلال غارة في منطقة سوق الدنانير وسط خانيونس ما أدى إلى عدد من الشهداء والجرحى. وقصفت طائرات الاحتلال منطقة حي المنارة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، ومنزلاً شرق غزة فيما أطلق الطيران المروحي النار تجاه عدة مناطق.
العدو يخلي الشفاء قسرا
هذا وأجبرت قوات الاحتلال الصهيوني الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي على مغادرته قسرًا، تحت طائلة التهديد.
وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش في تصريحات صحافية إن “قوات الاحتلال طلبت مبكرًا إخلاء مجمع الشفاء من الطواقم الطبية والجرحى والمصابين والنازحين”، وذكر أن “الأمم المتحدة اتصلت وأبلغت أنها ستعمل على تنسيق إخراج الجرحى والمرضى الذين لا يستطيعون التحرك حيث ستعمل لإخراجهم”.
وأكد أن 120 مريضًا ومُصابًا بما فيهم الأطفال الخدّج بقوا في المشفى وإلى جانبهم 5 أطباء للإشراف على عملية تنسيق خروج الجرحى.
وقال: “الأطفال الخدّج ما يزالون داخل المستشفى ونحن على تواصل مع الصليب الأحمر بشأنهم”، وأشار إلى أنهم خرجوا من بين الدبابات وفوهات البنادق من قناصة الاحتلال، ومن بين وسط الدمار الهائل.
وذكر أن الاحتلال حدّد مسارًا للتحرّك من المستشفى عبر شارع الوحدة، ومن ثم التحرك باتجاه صلاح الدين للانتقال إلى جنوب قطاع غزة.
وقال إنهم بعد مغادرة المستشفى سيكون الخارجون مُخيّرون بين الانتقال للجنوب أو البقاء في غزة أو التوجه للشمال، مشيرًا إلى أنه شخصيًا سينتقل إلى المستشفى الإندونيسي.
بدوره، أكد مشرف الطوارئ في مجمع الشفاء الدكتور عمر زقوت لقناة “الجزيرة” أن جيش الاحتلال طلب مغادرة المستشفى ولم يتمكن الجميع من الخروج.
وذكر أثناء مغادرته مع المئات أنهم أجبروا على الخروج، والمشاهد في الطريق مؤلمة نتيجة الدمار ووجود جثث شهداء، ويطلب منهم رفع أيديهم للأعلى.
وأشار إلى أن وضع الكادر الطبي وحال المستشفى كان صعبًا جدًا والماء والكهرباء مقطوعان منذ أكثر من أسبوع.
وقال: “طُلب من النازحين التوجه إلى شارع الوحدة وكثير من الأطفال والكبار لم يتمكنوا من مواصلة السير”.
العدو يمهل الأطباء والمرضى والنازحين لإخلاء مجمع الشفار خلال ساعة
وكان مصدر طبي في مجمع الشفاء بمدينة غزة، قال صباح اليوم السبت، إن “جيش الاحتلال يمهل الأطباء والمرضى والنازحين لإخلاء مجمع الشفاء الطبي في غزة خلال ساعة”.
واكد رئيس قسم جراحة العظام بمجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور عدنان البرش، في تصريحات صحفية من داخل المستشفى، إن قوات الاحتلال أبلغتهم أن عليهم إخلاء المجمع من الموظفين والمرضى والجرحى.
وأضاف الطبيب البرش أن هناك حالة هلع وخوف شديدة، لكنه أكد أن الأطباء لن يغادروا المستشفى إلا مع المرضى.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، د. أشرف القدرة، إن “الوضع الإنساني في مجمع الشفاء كارثي، إذ أن المرضى يتضرعون جوعا وألما والنازحون لا يجدون كسرة خبز، علمًا أنه منذ 8 أيام لم تدخل أي إمدادات طعام ولا ماء”.
وأضاف أن “51 من المرضى في مجمع الشفاء ارتقوا شهداء بينهم 4 من الأطفال الخدج، إذ أن 1500 كادر طبي ومئات المرضى و7 آلاف نازح يواجهون الموت، ونحن متواجدون في ما أشبه بسجن كبير”.
حصيلة العدوان
وارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5000 طفل، و3300 امرأة، في حين زاد عدد المصابين عن 30 ألف، 70 % منهم من الأطفال والنساء، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
وقال مدير عام المكتب، إسماعيل ثوابتة في مؤتمر صحفي، مساء الجمعة إن إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال ارتفع إلى أكثر من 1270 مجزرة، في حي بلغ عدد المفقودين أكثر من 3750 مفقوداً، منهم 1800 طفلٍ لازالوا تحت الانقاض.
يذكر أن هذه الإحصاءات لا تشمل أعداد الشهداء التي ترتقي في مدينة غزة بعد خروج مشافي المدينة عن غزة بسبب العدوان الإسرائيلي. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي؛ بلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 200 طبيب وممرض ومسعف، كما استشهد 22 من رجال الدفاع المدني، واستشهد أيضا 51 صحفياً.
وذكر ثوابتة أن عدد المقرات الحكومية المدمرة بلغ 95 مقراً حكومياً، إلى جانب 255 مدرسة منها 63 مدرسة خرجت عن الخدمة. وبلغت عدد المساجد المدمرة تدميراً كلياً 76 مسجداً، و165 مسجداً تعرضت للتدمير الجزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس.
وأشار إلى خروج 25 مستشفى و52 مركزاً صحياً، عن الخدمة، واستهدف الاحتلال 55 سيارة إسعاف. وأكد ثوابتة أن جميع المستشفيات لا تقدم سوى الخدمة الصحية للمرضى والجرحى، وأن مزاعم الاحتلال “الإسرائيلي” بخصوص وجود مراكز تحكم وقيادة للفصائل الفلسطينية؛ هي مجرد قفزة في الهواء وأكاذيب زائفة لا تنطلي على أحد.
وطالب المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية بالضغط على أعلى المستويات من أجل تحرير مستشفى الشفاء المحتل من “الإسرائيلي” وإخراج الجنود والدبابات والطائرات من حرم وأجواء المستشفى وإمداده فوراً وبشكل عاجل بالوقود هو وجميع المستشفيات لكي تتمكن هذه المستشفيات من العودة إلى أداء مهمتها الإنسانية والطبية والصحية.
وحمّل الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية كامل المسؤولية عن سلامة طواقمنا الطبية وجرحانا ومرضانا وجميع النازحين المحاصرين داخل مجمع الشفاء الطبي، وفي كل مكان في قطاع غزة.
وطالب بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الطبية والإمدادات وإدخال الوقود لهذه المستشفيات في إطار إعادة تشغيلها وعودتها إلى العمل. وجدد التحذير من التداعيات الخطيرة والعواقب الوخيمة المترتبة على قطع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة.
الاحتلال يلقي مناشير فوق رفح يطالب فيها السكان بالإبلاغ عن أماكن الأسرى لدى حماس
ألقى طيران الاحتلال الإسرائيلي مناشير فوق مدينة رفح جنوب قطاع غزة يطالب فيها الأهالي بالإبلاغ عن مكان الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.
وكان جيش الاحتلال قد اقتحم مستشفى الشفاء شمال قطاع غزة بدعوى وجود منشآت عسكرية لحماس وأماكن لاحتجاز الأسرى تحت المستشفى، إلا أنه لم يعثر على أي من ذلك.
وفي حين يحاول الاحتلال استرجاع الأسرى من خلال العمليات البرية التي يجريها في شمال القطاع من دون أي نتيجة حتى الآن، تشهد “تل أبيب” تظاهرات حاشدة من قبل المستوطنين الذي يطالبون حكومتهم بالتوصل لاتفاق مع حركة حماس لتبادل الاسرى.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر مشاهد جوية تظهر غارات طائراته الحربية على أبراج سكنية ومناطق مأهولة في قطاع غزة، ضمن العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي تشنه قوات الإحتلال لليوم الـ43 على التوالي مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
ورغم انتقال زخم الحرب إلى العملية البرية، لا يزال طيران الإحتلال يلقي القنابل الثقيلة على القطاع المحاصر مخلفًا مجازر وضحايا بين المدنيين والأطفال، في ظل وضع صحي متردٍ ودخول شحيح للمساعدات الإنسانية، وانقطاع للمياه والوقود.
المصدر: موقع المنار + وكالات