على وقع تطوُّرات أميركية داخلية، قد تؤثر- سلباً أو إيجاباً- على ملف الصفقة الثلاثية التي تسعى إدارة بايدن إلى تقديمها كدرّة الحملة الانتخابية الديمقراطية، تتابع الأطراف في “تل أبيب” باهتمام بالغ مجريات الأحداث الأميركية على هذا الصعيد
وبحكم تبدّلات المناخ السياسي الأميركي، فإنّ المزاج الصهيوني السياسي، لجهة تفاؤله أو تشاؤمه حيال مسارات الصفقة الثلاثية وعقباتها، هو بدوره يتبدّل أيضاً، خصوصاً أنّ الصفقة الأميركية تتضمّن هدية للكيان الصهيوني، تتمثّل في اتفاق تطبيع سعودي معها.
وتمثّل المستجد الأميركي الذي قد يُشكّل- بنحو أو بآخر- منعطفاً في مسار الصفقة، في إقالة رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي [جمهوري] ، الذي يمثل- برأي مُعلّقين صهاينة- فرصة وتهديد في الوقت عينه؛ وتتجلّى الفرصة- برأيهم- في توفير إلحاحية متزايدة لدى الإدارة الأميركية لتقديم إنجاز مهم، قبل الدخول في حمى حملة الانتخابات الأميركية القريبة؛ فيما تنبع الخشية من حقيقة أنّ إجراءات إمرار الاتفاق في مجلس الشيوخ ستتعقّد أكثر، إذ أنّ إقامة تحالف دفاعي أميركي مع أيّ دولة أُخرى يتطلّب موافقة ثلثي مجلس الشيوخ الأميركي.
وبحسب مُعلّقين صهاينة فإنّ إقالة مكارثي ستُضعِف فرص تمرير الاتفاق في مجلس الشيوخ، لأنّ رهان بايدن على دعم الاتفاق من قِبَل سيناتورات جمهوريين من محبّي الكيان سيتراجع. وعليه، يُقدّر مُعلّقون أنّ إقالة مكارثي ستقلّص فرص إقرار الاتفاق المطلوب في مجلس الشيوخ، سيّما في سنة انتخابات صعبة ومعتبرة للرئاسة.
في المقابل، يرى مُعلّقون أنّ ما يجري في الكونغرس لن يوقف العملية السياسية الكبيرة التي يقودها بايدن، لكنّه قد يستحوذ على اهتمام الأخير بهدف تحقيق الاتفاق الإقليمي مع الرياض، ويعتقد هؤلاء أنّ نافذة الفرص لدفع وإنجاز العملية مقلّصة جداً. حيث أنّ الحديث عن أشهر معدودة متبقّية لغاية بدء السباق الرئاسي الكبير، أو أنّ مهمّة إقناع السيناتورات بالتصويت مع الاتفاق يمكن أن تصبح مستحيلة.
وكان 20 سيناتوراً من الحزب الديمقراطي قد أرسلوا رسالة إلى بايدن، أعربوا فيها عن دعمهم لتحقيق تطبيع بين الكيان والسعودية لكن طلبوا ألا يتضمّن الاتفاق حلف دفاع أو موافقة على برنامج نووي مدني للسعودية. وذكّر السيناتورات بايدن بأنّ أيّ اتفاق مع السعودية سيتطلّب دعم الثلثين في مجلس الشيوخ، وهو تلميح بأنّ الأغلبية ليست في جيبه.
عين اميركية على المعارضة الصهيونية
إلى جانب التطوُّرات والعقبات الأميركية على طريق إنجاح ما بات يُعرف بالصفقة الثلاثية، ثمّة جهود وآمال أميركية بتحقيق دعم واسع للصفقة داخل المنظومة السياسية الصهيونية، وتحديداً في أوساط أحزاب المعارضة، لاسيّما إذا اقتضت تقديم “تنازلات” للفلسطينيّين.
وتتركّز الأنظار الأميركية، في هذا الشأن، على شخصيتَين مفتاحيتَين في المنظومة السياسيّة غير الحكومية: وهما يائير لابيد [رئيس حزب يوجد مستقبل] بصفته رئيساً للمعارضة ، وبني غانتس [رئيس قائمة معسكر الدولة] بوصفه المرشّح الأبرز لدخول الحكومة مع نتنياهو، إذا دعت الحاجة لتقديم “تنازلات” للفلسطينيين. لابيد من جهته زار واشنطن قبل بضعة أسابيع، وأوضح في محادثاته مع المسؤولين الأميركيين أنّه يعارض اتفاقاً يتضمّن موافقة أميركية على تخصيب يورانيوم على الأراضي السعودية. وبخلاف غانتس، الذي لا يزال يحافظ على بروفيل منخفض في الموضوع السعودي، لابيد صرّح علناً ضدّ مطلب النووي السعودي.
أمّا غانتس فقد أعلن مرّات عديدة أنّه في حال التوصُّل إلى اتفاق مع السعودية، فإنّ حزبه سيصوّت لصالحه في الكنيست لكنّه لن ينضمّ إلى الائتلاف الحكومي الحالي. وفي السياق عينه، يزور غانتس [حالياً] واشنطن، وقد اجتمع بمسؤولين في البيت الأبيض، وتناولت الصحافة العبرية هذه الزيارة على اعتبار غير مألوفة لم يُعلن مكتبه مسبقاً عن سفره إلى واشنطن أو عن لقاءاته المخطّطة. وأضاف مُعلّقون أنّ لقاءات غانتس في البيت الأبيض تأتي على خلفية جهود إدارة بايدن لدفع صفقة رزمة مع السعودية تتضمّن أيضاً اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
بالنسبة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فإنّ التطبيع مع السعودية يمثّل فرصة للخلاص من وضعه الصعب، حيث أنّه من الواضح أنّه إذا تمّ توقيع اتفاق مع السعودية، فإنّ مستقبله سيكون أكثر إشراقاً من المتوقّع له مع الحكومة الإشكالية التي يرأسها. فرصة نتنياهو هذه أوجدها- بحسب مُعلّقين- مزيج من المصالح الأميركية والسعودية لدفع خطوة دراماتيكية في الشرق الأوسط. ولإتمام الاتفاق، يحتاجون إلى الكيان .
الخلاصة
يجد الرئيسي الاميركي جو بايدن نفسه في دوامة يحاول الخروج منها ، فهو يعتمد على الاتفاق الثلاثي مع السعودية والكيان الصهيوني ليكون رافعة له في الانتخابات الرئاسية ، رافعة تقف العديد من العقبات في وجه تحقيقها ، اولها الموقف الصهيوني الداخلي الذي لا يزال معارضا لثلاث شروط سعودية رئيسية اولها البرناج النووي وهو ما ترفضه المعارضة الصهيونية وكذلك القيادة الامنية ، واما الشرط الثاني فهو تنازلات للفلسطينيين ولو شكلية يحاول نتنياهو تمريرها مصطدما بموقف حلفائه من اليمين المتطرف وهو ما لم يتحقق حتى الان ، واما الشرط الاخير فهو حصول المملكة على تكونولوجيا عسكرية متطورة وه وما تخشاه القيادة العسكرية الصهيونية ، اما على مستوى الداخل الاميركي فلا تزال الامور عالقة عند الاصوات التي سينالها الاتفاق في الكونغرس .
المصدر: موقع المنار