يتجه لبنان في الفترة المقبلة الى حوار وطني منتظر منذ فترة طويلة، فبعد ان رفضت أطراف عدة الذهاب الى الحديث والتفاهم مع الشريك في الوطن، سيدعو رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مطلع شهر تشرين الاول/اكتوبر المقبل حصرا حول الاستحقاق الرئاسي.
وفي التفاصيل، فقد أعلن الرئيس بري انه “سيدعو إلى الحوار حولَ الاستحقاقِ الرئاسي في أوائلِ تشرينَ الأول/اكتوبر المقبل إذا لم تَحدُث أيُ مفاجأة”. وأشار الى انه “سيديرُ الحوارَ وسيكونُ معه نائبُ رئيسِ المجلس النيابي الياس بوصعب”، معربًا عن ثقتِه “باحتمالِ الوصولِ إلى حلّ”. وشدد على “ضرورة مشاركة الجميع ليكونَ الحوارُ منتجًا ومثمرا”. وتابع “فلْنَنتظر مواقفَ القوى النّهائيّة، لنبنيَ على الشّيءِ مقتضاه”.
فالرئيس بري يصر على إجراء الحوار بحضور الجميع كي يصل الى نتائج مثمرة ومفيدة في الحلول لأزمة الملف الرئاسي، علما ان رئيس المجلس النيابي طالما حاول الذهاب الى طاولة الحوار لكنه كان يصطدم برفض بعض القوى، لكن مؤخرا وبالتحديد في خطابه خلال إحياء ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقه في 31 آب/اغسطس الماضي، عاد الرئيس بري وجدد إطلاق “صفارة الإنذار” بضرورة الذهاب للحوار لمدة سبعة أيام بدون شروط أو قيود أو معايير مسبقة، على ان تليها جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية، وقد لاقى طرح الرئيس بري استحسان شريحة كبيرة من الأفرقاء في لبنان، كما نال الدعم من البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، بالإضافة الى جهات خارجية على رأسها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته الى لبنان مؤخرا.
وبانتظار ان تعلن كل الاطراف اللبنانية مواقفها العلنية من هذه الخطوة المتقدمة تمهيدا للبدء العملي بالحوار، مع وجود الأمل بتراجع بعض من رفض الحوار سابقا عن مواقفهم والانصياع للرغبة الشعبية بضرورة التباحث فيما بيننا للوصول الى مخارج للأزمة القائمة، وحتى تبيان ذلك، لا بد من البحث ولو بشكل عام عن مواصفات الرئيس اللبناني العتيد الذي يحتاجه البلد، لا سيما خلال المرحلة المقبلة، فأي رئيس نحتاج في لبنان؟ وما المعايير التي يجب الركون إليها عند اختيار الرئيس الجديد؟
لا شك ان في لبنان ملفات ضاغطة اقتصادية مالية وسياسية واجتماعية وسيادية وفي مختلف الاتجاهات نتيجة الازمات المتتالية التي عصفت بالبلد منذ سنوات عدة وبالتحديد منذ خريف العام 2019، فمن انهيار قيمة الليرة اللبنانية الى ملف أموال المودعين المسروقة وصولا الى حماية سيادة لبنان بوجه العدو الاسرائيلي، ودعم التعليم وبشكل خاص الرسمي حيث العائلات باتت تلاقي صعوبات جمة لتعليم أولادها في ظل الغلاء الفاحش بأقساط المؤسسات التعليمية المدرسية والجامعية، وغيرها من الملفات الشائكة على الصعيدين السياسي والإنمائي.
كل ذلك يحتم إيصال رئيس حافظ لحقوق لبنان وثرواته وعناصر قوته امام الاعداء لا سيما العدو الاسرائيلي، وان يكون حافظا لثروات اللبنانيين في الداخل والخارج والعمل لاعادة ودائع الناس التي تصرفت بها المصارف بالتضامن والتكافل مع مصرف لبنان والدولة بدون وجه حق، على انه يجب ان يكون هذا الرئيس كـ”الأسد” بمواجهة كل من يحاول الاستمرار بسرقة تعب وثمرة أعمار الناس، وان يكون كذلك بمواجهة كل خطر محدق بالبلد من أي جهة كان وان يمنع الاعتداء على القيم الاخلاقية والاجتماعية للمجتمع ويحافظ على الوحدة الوطنية، ويدعم عناصر قوة لبنان وعلى رأسها معادلة “جيش شعب ومقاومة”.
وحول ذلك سبق ان قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “.. نريد رئيساً شجاعاً لا يخاف، يُقدّم المصلحة الوطنية على خوفه، وثانياً بصراحة أكثر نريد رئيساً لا يُباع ولا يُشترى.. نريد رئيساً لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها ولا يبيعها..”.
المصدر: موقع المنار