تجددت الاشتباكات ظهر اليوم في مخيم عين الحلوة ولا تزال مستمرة بين عناصر حركة فتح وجماعة جند الشام بعد فشل المساعي والاتصالات المكثفة التي اجرتها القيادات اللبنانية والفلسطينية لوقف الاقتتال بين الطرفين. جولة الاشتباكات الجديدة الدائرة تأتي في اعقاب رفض الطرفين المتقاتلين اخلاء المدارس التي يسيطران عليها.
جند الشام او ما يسمى بالشباب المسلم يسيطر على مدارس بيسان والصفد والناقورة وهي متاخمة لمعقله حي الطوارئ بينما تسيطر حركة فتح على مدرسة السموع وهي متاخمة ايضا لمكان تواجدها في حي البركسات، ومدرسة المرج في الصفصاف، وكل طرف يعتبر هذه المدارس هي خط الدفاع الاول له ولا يمكن التخلي عنها وهذا ما افشل خطة انتشار القوة الفلسطينية المشتركة التي كانت مقررة صباح اليوم في هذه المدارس وادت الى اندلاع الاشتباكات التي لا زالت على حالها في المخيم وتتركز في المحورين التقليديين البركسات والطوارئ بين فتح وما يسمى بالشباب المسلم ويتخللها استخدام قذائف الهاون و المدفعية.
المساعي والاتصالات اللبنانية والفلسطينية التي جرت على اكثر من صعيد لم تنجح في وقف الاشتباكات وربما نجحت في التخفيف عما كانت عليه فجرا وصباحا. في موازاة فشل المساعي والاتصالات نجحت الاطراف التي وقفت وراء هذه الاشتباكات في افشال خطة انتشار القوة الامنية الفلسطينية المشتركة التي كانت تقضي بالانتشار صباح اليوم في مدارس الاونروا التي تواجد فيها عدد من المسلحين.
هذه الاشتباكات التي اندلعت منذ مساء امس اسفرت عن سقوط حوالي 35 جريحا معظمهم اصيب بشظايا القذائف توزعوا على مستشفيات مدينة صيدا كما اصيب عدد من أعضاء لجنة حطين اثناء مساعيهم لوقف اطلاق النار وخلفت المزيد من الاضرار المادية واحتراق عدد من المحال والتسبب بموجة نزوح كبيرة من العائلات اللبنانية و الفلسطينية من احياء الاقتتال.
الا ان اللافت في هذه الاشتباكات سقوط عدد كبير من القذائف على مدينة صيدا بشكل غير مسبوق بحيث توزعت على محيط الجامعة اللبنانية والسراي الحكومي وحي الزهور والفيلات والميه ومية.
وأدى الرصاص الطائش الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه حيث تم نقله الى مستشفى حمود في صيدا وخضع لعملية جراحية عاجلة.
وكانت احدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحا على سطح مبنى سراي صيدا الحكومي ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب بإلحاق اضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السراي، الامر الذي ادى الى شلل تام في المدينة على نطاق واسع وقطع الطريق الرئيسي الذي يربط صيدا مع الجنوب فيما اقفلت فروع الجامعة والسراي الحكومي كما حدا الوضع بالجيش اللبناني اتخاذ اجراءات امنية في اماكن تواجده عند اطراف المخيم.
هيئة العمل الفلسطيني المشترك اكدت على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فورا وإفساح المجال أمام الهيئة في منطقة صيدا لأخذ دورها في تثبت الأمن والإستقرار وتعزيز دورها في معالجة الأحداث الأخيرة في المخيم.
حركة فتح اصدرت بيانا نفت فيه ما تم التداول به على وسائل التواصل الاجتماعي من كلام منسوب لأمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات ومفاده أن “مطلب الحركة تسليم القتلة الارهابيين للعدالة اللبنانية وإلا الخيار العسكري مطروح”.
وقال البيان ان المكتب الإعلامي لقيادة حركة”فتح” وفصائل م.ت.ف في لبنان ينفي نفيا قاطعا ورود هذه العبارة على لسان فتحي أبو العردات .
مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان كان اجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة نجيب ميقاتي وضعه خلاله بأجواء الوضع في مدينة صيدا في اعقاب تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة والتي طالت بقذائفها ورصاصها احياء ومبان سكنية ومرافق عامة في المدينة ، وتمنى عليه العمل بكل الوسائل المتاحة للضغط من أجل وقف هذا النزف الأمني لصيدا من خاصرتها الفلسطينية ، ولأن تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها في هذا المجال .
المصدر: موقع المنار