وأكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي أن الأمة تحتاج إلى الوعي والبصيرة تجاه الواقع والأعداء والمسؤولية والموقف فيما تحتاج إليه وما ينبغي أن تتحرك فيه، كما أنها تحتاج إلى الجهاد والوعي بالمسؤولية في التحرك في سبيل الله والجهاد في سبيله بفهم صحيح لهذه الفريضة المقدسة وما تعنيه للأمة.
وأضاف السيد الحوثي في كلمة له بمناسبة شهادة زيد بن الإمام علي بن الحسين عليه السلام، “ونحن نجد في معالم الطغيان في عصرنا في ممارسات الطغيان في زمننا الإساءة المباشرة للقرآن الكريم وبشكل متكرر”، وتابع “الأمريكيون والإسرائيليون يقودون حملة عدائية شاملة ضد الإسلام والمسلمين، وفي مقدمتها التشويه للقرآن الكريم، والعمل على نشر صورة سلبية بشكل عام والتحريض ضد رموز ومقدسات المسلمين”.
ولفت السيد الحوثي إلى ان “نفوذ اللوبي الصهيوني والأمريكي في أوروبا الغرب بشكل عام هو نفوذ معروف”، وأوضح “هم يعملون على أن تكون أوروبا ميداناً لتشويه الإسلام والقرآن والمسلمين بشكل عام وهذا أمر معروف في المجتمعات الغربية أن هناك حركة مكثفة لترسيخ حالة العداء الشديد ضد الإسلام والمسلمين بشكل عام”.
وقال السيد الحوثي “في المجتمعات الغربية لم يبق أي اعتبار أو حرمة لكل ما له صلة بالأنبياء والقيم العظيمة، وفتحوا المجال للإساءة إلى الله وجعلوه من المباحات”، وتابع ” فتحوا المجال للإساءة لكتب الله سواء بالكلام أو غيره بكل أنواع الإساءة بالسب والازدراء وكل أنواع التشويه فتحوا المجال لها تجاه الأنبياء بشكل عام”.
وأكد السيد الحوثي أن “الحالة في المجتمع الغربي هي انقلاب تام على المبادئ الإلهية وفتح للمجال في اتجاه مخالف تماماً”، وأن “والمستثنى عندهم في أوروبا وأمريكا هو الانتقاد لليهود، المجال مفتوح لسب الله وأنبياءه ورسله وأن يقول أولئك الأشرار ما يقولوه، لكن الممنوع الوحيد هو الانتقاد لليهود حتى لو كان مستندا بشيء معلوم، ويسمونه عندهم بمعادات السامية، وبموجبه يتصدون بكل أنواع التصدي”.
وأوضح السيد الحوثي أن هذا الأمر يبين أن الذي يمتلك النفوذ في أوساطهم هو اللوبي اليهودي الصهيوني الذي يتحكم بهم، أضلهم وانحرف بهم حتى لم يبق مقدس فيهم إلا هو، وأن هذا يكشف ما هم عليه من ضلال وباطل وسوء.
ولفت السيد الحوثي إلى أن الموقف الرسمي في مختلف البلدان العربية والإسلامية لم يرق إلى المستوى المطلوب من قطع العلاقات الدبلوماسية، داعياً إلى ان يكون الموقف من اللوبي اليهودي الصهيوني في العالم وأمريكا وإسرائيل يكون صارمًا وحازمًا وحاسماً، ثم ممن يتحرك معهم في العداء لرسل الله وأنبيائه”.
واوضح السيد الحوثي “عندما تهرب الكثير من الزعماء والأنظمة من قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية هذا يبين ضعف هذه الأنظمة”، وأضاف “إذا كان وصل الحال في كثير من الأنظمة إلى درجة التهرب من الموقف على هذا المستوى من قطع العلاقة والمقاطعة الاقتصادية، فهل هناك شيء آخر يمكن أن يغضبوا من أجله، لا يمكن أن يكونوا أوفياء بشيء يتعلق بأمتهم ودينهم”.
وقال السيد الحوثي “هؤلاء الحكام يكشفون عن عدم أهليتهم وعدم جدارتهم بموقع المسؤولية، فهم ليسوا أمناء على أمتهم ولا يستشعرون المسؤولية تجاه أمتهم ومقدساتها”.
وأضاف السيد الحوثي “في هذا العصر عندما نرى تحرك طغاة العصر وهم يعملون بكل وضوح في تدمير القيم والأخلاق وتفكيك المجتمع، مسؤوليتنا ونحن نستذكر من تاريخنا نهضة أولئك الأوفياء، مسؤوليتنا ونحن نرى طغاة العصر وهم يحملون لواء الرذيلة دون أي ذرة من الحياء، فيجاهرون لتنكرهم للأخلاق الفطرية”.
وأوضح السيد الحوثي “لديهم برامج وأنشطة وأعمال كثيرة سواء ما يتحركون به من خلال وسائلهم الإعلامية والتثقيفية والفكرية من كتابات وكتب ومقالات، ومن خلال أيضاً نشاطهم عبر المنظمات، وأصبحت هذه المسألة من ضمن الأولويات لدى المنظمات التي تتحرك بها لاختراق المجتمعات، محاولة لنشر الفساد وترويض المجتمعات والشعوب لتضييع القيم والأخلاق العظيمة”.
وقال السيد الحوثي “عندما أصبحوا يروجون لفاحشة الشذوذ الجنسي، هم بذلك أيضاً يستهدفون الأسرة، يستهدفون النسل البشري، هي وسيلة قذرة جداً لتفكيك المجتمعات البشرية، يهدفون إلى الوصول بها إلى أقل مستوى من الانحطاط للتحكم عليها”.
وأكد السيد الحوثي أن “الأمة الإسلامية استهدفت بالدرجة الأولى بالحروب والفتن والمشاكل والأزمات ونهب الثروات والخيرات سواء في العالم العربي أو في المناطق الأخرى في أسيا أو في أفريقيا، وهناك أيضاً على مستوى الاستهداف للمسلمين في مختلف الأوطان والبلدان بشكل أكبر”.
وأوضح السيد الحوثي أنه “في عالمنا العربي فلسطين ظلم على مدى عشرات السنين، من أسوأ أنواع الظلم، ومع ذلك يقف الغرب بشكل عام وبكل وضوح مناصراً ودافعاً ومحامياً وداعماً للعدو الإسرائيلي”، وأوضح “الغرب يتحدث عن حقوق الإنسان والحريات، لكن أين هي في الواقع الفلسطيني، أين تلك الحقوق التي تضمنتها مواثيق الأمم المتحدة، أي تلك العناوين التي يتغنى بها الغرب وهو يدعم العدو الإسرائيلي لقتل الشعب الفلسطيني والسيطرة على أرض فلسطين، يظلم شعبا بأكمله”.
وأشار إلى أنه “ما حصل في بقية البلدان العربية سواء على مستوى التاريخ في الماضي في الحروب الصلبية أو في مرحلة الاستعمار أو بعد ذلك كان نتيجتها إلحاق المآسي الكبيرة في مختلف البلدان ما فعلوه في سوريا وبلدان أخرى هو أمر معروف من قتل ومظالم متنوعة”.
ولفت السيد الحوثي “في أفريقيا نهب للثروات، في النيجر، تنهب فرنسا اليورانيوم وهو مادة مهمة من المواد الخام وثروة ضخمة يفترض أن يكون لصالح أبناء النيجر، ومع ذلك لا أثر لها على شعب النيجر”.
وأوضح السيد الحوثي “ما حصل عندنا في اليمن ويحصل بشكل مستمر عدوان شامل وحرب على مدى 8 سنوات، ونحن الآن في العام التاسع، قتل وجرائم بإشراف أمريكي وإسهام بريطاني وتنفيذ عملائهم في المنطقة السعودي والإماراتي، عدوان لا مبرر له أبدا، قتل الكثير من الناس، سيطرة مباشرة على ثروة شعبنا، الثروة الوطنية، على النفط والغاز، على منابع هذه الثروة في مأرب وحضرموت وشبوه وغيرها”.
وأشار السيد الحوثي إلى أنه وفي اليمن هناك ” حصار شامل وظالم تسبب بمعاناة كبيرة لشعبنا الكبير، تسبب في معانا الشعب في معيشته إلى أقصى حد لا زال شعبنا يعاني”.
وقال السيد الحوثي “أمام كل هذا يجب أن نعي مسؤوليتنا نحن، هم أولئك الأشرار بأهدافهم الشيطانية، يريدون أن يحتلوا يسيطروا ويذلوا شعوبنا.. علينا أن ندرك أهمية التوجه الجهادي، بوعي وبصيرة”، وأضاف “علينا أن ندرك أن تحركنا هو أمر ضروري على المستوى الديني ومستوى الواقع”.
وتابع السيد الحوثي “في ظل هذه الظروف الراهنة على شعبنا العزيز، ندرك أهمية هذه الفريضة المقدسة على أساس الوعي والبصيرة، والتحرك الواعي على مختلف المستويات”.
ودعا السيد الحوثي إلى أن “يكون تحركنا تحرك جهادي ثوري، عندما نتحرك في المجال الإعلامي والسياسي والفكري والثقافي والاقتصادي وفي مختلف المجالات وفي مقدمة ذلك المجال العسكري”.
وقال السيد الحوثي “عندما نتبنى الموقف الحق والتحرك الصحيح على أساس من انتماءنا للقرآن والإسلام الذي تضمن القرآن الكريم الحديث عنه كفرض مهم وتحرك أساسي لا بد منه في مئات الآيات التي تحدثت عن الجهاد في سبيل الله وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كفريضة أساسية ومسؤولية أساسية من مسؤوليات المسلمين”.
وأضاف السيد الحوثي “ندرك أهميتها كضرورة واقعية أنها هي الطريق الصحيح يمكن من خلالها إنقاذ الأمة، وعشنا ورأينا في واقعنا جدوى هذا التحرك في انتصاراته”، مؤكداً أن ما “ما حققه المجاهدين في فلسطين ولبنان وفي مختلف بلداننا أحرار الأمة، كلما ارتفع نسبة الوعي كلما زاد الاهتمام كلما كانت هناك فرص أكبر وانجازات أكبر، والله سبحانه وتعالى قدم وعده “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”.
وقال السيد الحوثي “عندما نقارن بين ما هو حاصل من ظلم وإجرام بمستوى المسؤولية، تجد أن المسؤولية كبيرة وأن التفريط فيها معصية كبيرة”، وشدد على ان “التحرك هو شرف وعزة، والتحرر من هيمنتهم بما هو عليهم من قبح وإجرام”.
وتابع السيد الحوثي “نحن شعب يمني في إطار ما نعانيه من جهة تحالف العدوان من إصرارهم على الاستمرار في حصارهم واحتلالهم لأجزاء واسعة من بلدنا ونشر الفتن بين أبنائه، نواجه ذلك من منطلق انتمائنا الإيماني، ونحن واثقون بنصر الله تعالى”، مضيفاً “تحالف العدوان يصر على الاستمرار في حصارنا واحتلال أجزاء واسعة من بلدنا وتفكيكه، وعلينا مواجهة ذلك من منطلق انتمائنا الإيماني وكضرورة واقعية”.
وأوضح السيد الحوثي “أمام المرحلة التي تشهد خفضًا للتصعيد وإفساحًا للمجال للوساطة العمانية إلا أننا لسنا في غفلة عن مساعي الأعداء لتحقيق أهدافهم الشيطانية”، وقال إن “مشكلة السعودي والإماراتي بالرغم مما كلفهم العدوان على شعبنا، أنهم خاضعون لأمريكا وبريطانيا”.
وأوضح السيد الحوثي “الأمريكي حريص على استمرار الاستهداف لبلدنا، وأنه إذا لم يتمكن من احتلال كل بلدنا أن يستقطع ما تم احتلاله منه”، وتابع “طالما بقي السعودي مرتهنا للأمريكيين ومتوجهًا ضمن إملاءاتهم فهذه مشكلة كبيرة عليه”.
واكد السيد الحوثي أنه “لا يمكن أن نسكت على استمرار هذا الوضع الذي يعاني فيه شعبنا معاناة كبيرة”، و”لا يمكن أن نسكت تجاه ما يريده السعودي والإماراتي من تنفيذ أجندات الأمريكي والبريطاني ضد بلدنا بالحرب والاحتلال والحرمان من الثروة الوطنية”.
واكد السيد الحوثي “لا يتصور السعودي بعد فشله في الحرب العسكرية أن بإمكانه الانتقال إلى الخطة “ب” في استمرار الحصار والتجويع وحرمان شعبنا من ثروته”، وتابع “لا يتصور السعودي أنه قادر على التهرب من إعادة الإعمار والانسحاب وإيقاف الحصار وأن ينسى شعبنا ما فعلوه به من قتل وتدمير”، وشدد على أنه “لا يمكن للحال الراهن أن يستمر بما هو عليه أبدًا، وعلى السعودي أن يعي هذه الحقيقة”.
ودعا السيد الحوثي السعودية إلى إدراك أن استمراره في تنفيذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية ستكون عواقبها الوخيمة عليه، وقال “لا يمكن أن يعيش السعودي في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات في نيوم وغيرها ثم يتسبب باستمرار الحصار والمعاناة والبؤس في واقع شعبنا”.
وقال السيد الحوثي “لا يتصور السعودي أن بلدنا سيبقى مدمرًا ومحاصرًا وشعبنا سيجوع ويعاني، ويبقى هو ناءٍ بنفسه عن تبعات كل ما فعله ويفعله”، مؤكداً أن “استمرار السعودي في السياسات العدائية والخاطئة والتدخل السافر في شؤون شعبنا لن يحقق له السلام”.
وشدد السيد الحوثي على أنه “لا يمكن للسعودي أن ينأى بنفسه عن التبعات والالتزامات نتيجة عدوانه الظالم على شعبنا لـ8 سنوات من العدوان والحصار”، موضحاً أن “الحصار مستمر والخراب مستمر والسعي لتفكيك البلد واستقطاع أجواء واسعة منه، لا يمكن أن تمر هذه الأمور”، وقال “لا يمكن أن نسكت عما هو حاصل طويلًا وقد أفسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي”.
وأكد السيد الحوثي أنه “إذا لم يحصل تطورات إيجابية ومعالجة للإجراءات الظالمة ولم يقلع السعودي عن استمراره في نهجه العدائي، فإن موقفنا سيكون حازمًا وصارمًا”، وتابع “لسنا غافلين خلال هذه المدة نسعى لتطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع من أجل هدفنا المقدس لتحرير وإنقاذ بلدنا وإلى أن يحصل شعبنا على الحرية والاستقلال التام”.
وقال السيد الحوثي “لا يمكن أن نسكت ولن نسكت تجاه الحرمان من ثروتنا، تجاه الاستمرار في العدوان والحصار، فإذا كنتم تريدون السلام فطريق السلام واضحة”، موضحاً “الحالة التي نحن فيها لا زالت حالة حرب وعدوان وحصار، نحن لا زلنا نعاني من العدوان والحصار، جزء كبير من بلدنا لا زال في حالة احتلال، يجب أن يكون كل اهتمامنا متجها نحو مواجهة الأعداء”.
وتابع السيد الحوثي “أتمنى أن يدرك الجميع أهمية العمل على الاستقرار الداخلي وإفشال كل مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن في الداخل تحت مختلف العناوين”، وأضاف “أولوياتنا واضحة ويجب أن يبقى اهتمامنا بالدرجة الأولى متجهًا للتصدي للأعداء والوصول لتحقيق سلامٍ عادل بكل ما تعنيه الكلمة”.
وأضاف “نأمل أن نعمل على إحداث تغييرات جذرية في الواقع الرسمي الذي نخضعه للتقييم وتشخيص الإشكالات ولديه الآن الكثير من الخطط”، وتابع “من الواضح أن الواقع الرسمي يتطلب إجراء تغييرات جذرية ونحن الآن في حالة تمهيد لذلك”.
المصدر: المسيرة نت