أظهرت حادثة الكحالة بعد سلسلة من الأحداث المتنقلة ان هناك جهات تعمل لاتهام حزب الله في كل تفصيل بهدف تشويه صورته، وكأن ذلك يأتي في سياق إلهاء وإشغال المقاومة في الداخل وزيادة الضغط الشعبي عليها لبنانيا في مختلف الساحات ومن ضمنها الساحة المسيحية.
وفي هذا الإطار، تم استغلال حادثة الكحالة التي كان يفترض ان تكون كأي حادث مروري عادي وطبيعي، إلا ان هناك من عمل على افتعال المشكلة وصب “الزيت على النار” وتوتير البيئة المسيحية، للقول إن “غزوة” تجري على مناطقهم، وكان حزب “الكتائب” رأس حربة هذا الامر، حيث قام محازبون بالتهجم على الشاحنة بمجرد وصول الخبر انها للمقاومة، وركب الموجة بعد ذلك حزب “القوات اللبنانية” ولحقهم غيرهم من الاطراف التي وجدناها ترفع السقف ربما للمزايدة على “الكتائب والقوات” وربما لأسباب اخرى قد تكشفها الايام المقبلة.
وبنفس السياق، نقلت صحيفة البناء اللبنانية عن مصادر سياسية قولها إن “القوات اللبنانية لحقت بالكتائب وإن التيار الوطني الحر تحرك متضامنا تحت ضغط الإحراج، كما قال تصريح النائب سيزار أبي خليل، بخلاف مواقف عاقلة لكوادر التيار في الكحالة، إلى حين خرج موقف الرئيس العماد ميشال عون محذراً من خطر الفتنة واضعاً الأولوية للتهدئة، متحدثاً عن خطر سقوط الهيكل على الجميع، فوضعت الأمور في نصابها، أكثر مما فعلت بيانات التيار”.
في كل الأحوال عملت الأجهزة الأمنية على ضبط الشارع وسحب فتيل التفجير الذي كان يريده البعض في محاولة لاستثارة الغرائز الطائفية، وبالتوازي كان التعاطي العقلاني والهادئ من المقاومة وقيادتها وأهلها والحلفاء، حيث سجل انه خلال تشييع الشهيد أحمد قصاص لم يتكلم أي من سياسيّ حزب الله بل تحدث فيها مسؤول التبليغ المركزي السيد علي فحص.
وبانتظار ما ستظهره التحقيقيات من نتائج، تطرح سلسلة من التساؤلات الكثيرة منها ما يتعلق، بمن سرب الى بعض وسائل الاعلام الخبر ان الشاحنة تابعة للمقاومة؟ قبل ان تستغله بعض القنوات لإشعال الشارع وتوتيره في مسلسل مستمر بالتصويب وتأليب الشارع على المقاومة؟ ولماذا يتعمد بعض الافرقاء السياسيين استباق التحقيقات للتحريض على المقاومة من بوابة التجييش الطائفي والمذهبي وأخذ الموضوع الى مكان آخر ورفع السقوف؟ ولماذا كل هذا التحريض على الجيش اللبناني؟ هل يعتقد هؤلاء ان بذلك يحققون بعض المكاسب السياسية؟ وهل يغفلون ان كل ذلك لا يصب إلا في مصلحة العدو الاسرائيلي؟
وفي السياق، نقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية عما أسمته أوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده ان “لبنان تجاوز قطوعا كبيرا في الكحالة”.
فيما أبلغت اوساط سياسية واسعة الاطلاع الى “الجمهورية” ان “ما حصل في الكحالة وما تلاه من استثمار سياسي وطائفي هو نتاج نَزَق بعض الأطراف الداخلية والتنافس على الاستقطاب والشعبوية”. وأشارت الى ان “المزايدات بين بعض القوى الحزبية كادت تؤدي إلى فتنة لا تحمد عقباها”. وشددت على ان “المرحلة الحرجة تتطلب التحلي بأعلى درجات الحكمة”.
المصدر: موقع المنار