أكد الامام السيد علي الخامنئي أن “ما انجزته الدورية 86 للقوة البحرية الايرانية في الابحار حول العالم، كان فخرا كبيرا”، قائلاً، في خطاب أمام قائد وكوادر هذه الدورية الأحد، “لقد اثبتم أن البحار الحرة ملك للجميع وأن ما يقوله الأعداء بأننا لن نسمح لسفن دولة ما بالعبور من بعض المضائق حماقة كبيرة”.
ورأى سماحته أن “المهمة الباعثة على الفخر والناجحة لهذه الدورية في الابحار حول العالم هي ثمرة الهمة العالية، والإرادة الراسخة، والثقة بالنفس، وقوة التخطيط، والمعرفة العسكرية المتقدمة، والإدارة الفعالة، والشجاعة والتحمل في مواجهة المصاعب”.
ووجه السيد الخامنئي “الشكر الخالص لقادة وقوات الدورية 86 (المكونة من المدمرة دنا والسفينة اللوجستية العملاقة مكران)، وقائد القوة البحرية وكل من لعب دورًا في تصميم ودعم وتنفيذ هذه العمليات الكبرى”، قائلاً إن “انجازكم اليوم هو ثمرة لاجراءات وجهود الجيش والحرس الثوري في العقود الأخيرة في مجال البحر، ولا سيما تضحيات شهداء القوات البحرية الشامخين وأفراد أسرهم الكريمة، والتي يجب أن تكون موضع تقدير من قبل الجميع”.
كما رأى أن “الإبحار لمسافة 65 ألف كيلومتر في حوالي 8 أشهر حول العالم فخرا غير مسبوق في تاريخ الملاحة البحرية الإيرانية”، موضحاً أنه “لا ينبغي النظر إلى هذا الانجاز العميق وذي الدلالات الكبيرة على أنه مجرد حدث عسكري وبحري، ذلك لأن كل عامل من عوامل تشكيله يستحق الاهتمام والتعلم منه”.
هذا ولفت السيد إلى أن “الشعور بالضعف والتردد والسلبية يشجع العدو على الهجوم والمبادرة، ولكن عندما يرى الاستعداد والقدرة، فإنه سيحسب حساب ما يفعله”.
كما وصف الامام الخامنئي التواجد البحري في المناطق البعيدة والمحيطين الهادئ والأطلسي بأنه “تواجد داعم لامن البلاد”، مضيفاً أن “الهيمنة في القضايا الإنسانية العامة هي من سمات أميركا والقوى العظمى، وإذا استطاعت، فإنها ستسجل حتى البحار باسمها لمنع الآخرين من الاستفادة منها، لكنكم بحضوركم ومواجهتكم لاجراءاتهم الرامية لافشال أو تخريب الرحلة قد اثبتم أن البحار الحرة حق للجميع”.
وفي إشارة إلى بعض المعوقات الأميركية في النقل البحري، قال إن “قولهم إننا لا نسمح للسفينة الفلانية بالعبور من المضيق الفلاني حماقة كبيرة، لأن المياه الحرة ملك للجميع، ويجب ضمان امن الملاحة البحرية والنقل والشحن البحري للجميع”.
وفي السياق، قال الامام إن “الأميركيين يقومون بالتعرض لناقلات نفطنا ويساعدون عصابات التهريب البحري في منطقتنا ومناطق أخرى، وهو انتهاك كبير وخرق للقوانين الدولية والإنسانية”.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى حصة النقل البحري البالغة 90٪ في التجارة العالمية، وسواحل البلاد البالغة عدة آلاف من الكيلومترات من الحدود البحرية في شمال وجنوب البلاد، قائلاً “ما زال لم يتم إيلاء الاهتمام اللازم بالبحر في البلاد. بالطبع ، بدأت حركة في هذا المجال منذ بعض الوقت ، لكن يجب على المسؤولين البدء بحركة أوسع بالتصميم والتخطيط لاستغلال فرصة البحر وتوفير المصالح الوطنية”.
يُذكر أنه في بداية هذا اللقاء، أعلن قائد القوة البحرية الأدميرال شهرام إيراني، في كلمة له أن “مهمة الدورية 86 بمثابة انجاز تاريخي يعود إلى إيمان الشباب بالقدرات المحلية، والدبلوماسية النشطة، والاستفادة من مختلف المنظومات والمعدات المحلية المتطورة الأمر الذي زاد من العمق الاستراتيجي، ورسالة عدم العزلة وعدم الخضوع للعقوبات، والتعريف بإيران كقوة مستقلة، وتعزيز بنك المعلومات البحري”.
المصدر: وكالة فارس