دعا وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للبتّ في قضية الإساءة للقرآن الكريم.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه عبد اللهيان مساء الجمعة مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، للبحث وتبادل وجهات النظر بشأن الإهانات المتكررة للقرآن الكريم في السويد.
واقترح وزير الخارجية الإيرانية ردًا على العمل المهين في السويد أن يُعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في أقرب فرصة ممكنة للتعامل مع هذه القضية المهمّة.
وقال عبد اللهيان “إذا لم تتخذ الحكومة السويدية إجراءات فعالة على الفور، فيجب على الدول الإسلامية الردّ بقوة على السويد بطريقة متماسكة على الاساءة للقرآن الكريم”.
بدوره، أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي هذا العمل المهين، وقدم تقريرًا عن الاتصالات والإجراءات المتّخذة بهذا الصدد، ووعد بوضع موضوع اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي على جدول الأعمال في المشاورات مع الدول الأعضاء.
كما أكد الجانبان أهمية اتخاذ إجراء حاسم ومنسّق من قبل الدول الإسلامية لمنع تكرار مثل هذه الأعمال المهينة.
من جهة أخرى، أعلنت إيران مساء الجمعة أنها لن تقبل بالسفير السويدي الجديد بعد انتهاء مهام سلفه ولن تعين سفيرا لها في ستوكهولم كذلك، في ظل خلاف بشأن سماح ستوكهولم بتنظيم احتجاجات تم فيها تدنيس نسخ من المصحف.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان للتلفزيون الحكومي “السفير السويدي في طهران انتهت فترة مهامه وقد أمر رئيس الجمهورية الإسلامية برفض السفير السويدي الجديد ما لم تتخذ الحكومة السويدية إجراءات جادة ضد الشخص المسيء للقرآن الكريم”، وفق ما نقلت وكالة أنباء فارس بالعربية. وأضاف “كما لن نرسل سفيرا إلى السويد”.
وجاء الإعلان الايراني بعد تظاهرة مسائية في العاصمة طهران شهدت تجمع الالاف أمام السفارة السويدية. وتحول الاحتجاج إلى اعتصام، وألقى الحشد البيض والطماطم على المبنى وتعهدوا البقاء في المكان حتى يتم طرد السفير السويدي من إيران، قبل أن يتفرقوا لاحقا.
وفي وقت سابق، تجمع متظاهرون بعد صلاة الجمعة وهم يلوحون بالأعلام الإيرانية ويحملون نسخًا من المصحف. وهتف المتظاهرون “فلتسقط الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والسويد”، فيما أحرق البعض في طهران العلم السويدي.
ونظمت تظاهرات مماثلة في مدن إيرانية كبرى أخرى من بينها تبريز في الشمال الغربي ومشهد في الشمال الشرقي وأصفهان في وسط البلاد. وجاءت المسيرات وسط توترات متصاعدة بين ستوكهولم والدول الإسلامية بشأن إقدام لاجئ عراقي في السويد على حرق صفحات من القرآن خارج المسجد الرئيسي في ستوكهولم الشهر الماضي.
وفي أحدث واقعة من هذا القبيل الخميس، داس اللاجئ سلوان موميكا على المصحف لكنه لم يحرقه. وقد أثار تصرفه إدانات جديدة في أنحاء العالم الإسلامي. وكانت إيران قد استدعت السفير السويدي الخميس للاحتجاج على سماح ستوكهولم بالتظاهرة على أساس حرية التعبير.
كذلك، تحدث أمير عبداللهيان مع نظيره السويدي توبياس بيلستروم هاتفيا الجمعة. وقال وزير الخارجية الإيراني أثناء المكالمة إنه “يجب إلقاء القبض على الشخص الذي ارتكب هذه الإهانة التي لا تغتفر ومحاكمته ومحاسبته على أفعاله”، وفق ما جاء في بيان لوزارته.
المصدر: وكالات