كشف علماء الفلك أن النشاط الشمسي يمكن أن يبلغ ذروته في أقرب وقت، أي قبل عامين من التاريخ الذي كان متوقعا سابقا وهو عام 2025.
وتتمتع شمسنا بدورة نشاط مدتها 11 عاما حيث يزيد وينقص نشاطها، وينقلب إذذاك المجال المغناطيسي للشمس، فيزداد النشاط على النجم في البقع الشمسية التي تضخ البلازما إلى الفضاء فينبعث منها إشعاع قوي. وهذا ما يسمى بـ”الحد الأقصى للطاقة الشمسية”، وهو الذي يقترب حاليا، وفقا للتقديرات، بسرعة.
وكان توقع العلماء سابقا أن الحد الأقصى للشمس سيحدث في وقت ما من عام 2025، لكن سلوك الشمس الأخير يشير إلى أن هذا سيحدث في وقت أقرب مما كان متوقعا، أي بحلول نهاية هذا العام.
وهذه الفترة من النشاط المتزايد، المعروفة باسم الحد الأقصى للطاقة الشمسية، هي فترة محفوفة بالمخاطر ستشهدها الأرض، حيث يتعرض كوكبنا للقصف من قبل العواصف الشمسية التي يمكن أن تعطل الاتصالات، وتضر بالبنية التحتية للطاقة، وتؤذي بعض الكائنات الحية (بما في ذلك رواد الفضاء) وترسل الأقمار الصناعية نحو الكوكب.
وقال أليكس جيمس، الفيزيائي الشمسي في جامعة كوليدج لندن، في حديث لموقع “لايف ساينس”: “حقل القوة العملاق الذي يشع من الشمس باتجاه الأرض يمكن أن يكون مشكلة إلى حد ماK ستبلغ ذروتها مبكرا، وستكون ذروتها أعلى من المتوقع”.
وعلى الرغم من أن الخبير الفيزيائي لاحظ أن “كل دورة مختلفة عن سابقاتها”، إلا أنه يقول إن مفتاح اكتشاف قوة الانفجار الشمسي هو النظر إلى البقع الشمسية.
الحد الأقصى للشمس هو الوقت الذي يكون فيه المجال المغناطيسي للنجم ضعيفا للغاية، وهذا ليس بالخبر السار للأرض.
ففي العادة، يعمل المجال المغناطيسي الشمسي كدرع، يقيد الإشعاع الشمسي ويقلل من مخاطر الأحداث الضارة المحتملة مثل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CME).
والتوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية أمثلة على العواصف الشمسية. فعندما تندلع العاصفة، فإنها تطلق جزيئات عالية الطاقة في الفضاء. وإذا اصطدمت هذه الجسيمات بالأرض، فإنها يمكن أن تسبب الكثير من الضرر.
في عام 2020، أصدرت لجنة وطنية من العلماء توقعا بأن تصل الدورة الحالية للشمس إلى ذروتها في عام 2025 مع ذروة تقارب 115 بقعة شمسية.
لكن منذ ذلك الحين، تفوقت البقع الشمسية على تلك التوقعات. وشهد شهر يناير أكثر من 140 بقعة شمسية، في حين لم يكن من المتوقع وجود أكثر من 92 بقعة، وفقا لقاعدة بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
كما أن التوهجات الشمسية تزداد تكرارا وتصبح أكثر قوة عاما بعد عام. فقد اجتاحت انبعاثات كتلية إكليلية “خلسة” الأرض، بشكل غير متوقع في 24 مارس، وخلقت عاصفة مغناطيسية أرضية قوية تاريخيا.
وتشير مجموعة من الظواهر الشمسية غير العادية الأخرى أيضا إلى الحد الأقصى المبكر للشمس، مثل ظهور دوامة على القطب الشمالي للشمس، و”شلال” بلازما، وبروز ملتو يشبه الإعصار، و”ثقوب” عملاقة تتشكل في الغلاف الجوي الخارجي للشمس.
وما يزال العلماء غير متأكدين حتى الآن من المدة التي يمكن أن تستمر فيها العاصفة الشمسية، على الرغم من أن التقديرات حول آخر عاصفة تقول إنها يمكن أن تتراوح ما بين سنة وسنتين.
وإذا استمرت العاصفة لفترة طويلة من الزمن، فقد يكون لها تأثير على موجات الراديو، حيث من المحتمل أن يتسبب انقطاع التيار الكهربائي مؤقتاً في حدوث أضرار كارثية.
المصدر: بزنس انسايدر