الكشف الإيراني “المُفاجئ” عن صاروخ فرط صوتي من إنتاجها، أثار مخاوف كبيرة في الكيان الصهيوني، الأمر الذي تزامن مع تنفيذ جيش العدو مناورة أركانية كبرى، “القبضة الساحقة”، وفي موازاة استمرار نبرة التهديدات تجاه إيران وحلفائها في المنطقة.
ردود الفعل الصهيونية على الإعلان عن صاروخ “فتّاح”، توزّعت على مستويات عديدة، فخرج وزير الحرب، يؤآف غالانت، مُطمئناً ومهدّداً، بأنّ لديه الحلول الناجعة لهذا النوع من الصواريخ من جهة، والقدرة على تسديد الضربة القاضية لإعدائه من جهة ثانية؛ غير أنّ تطمينات “غالانت” لم تلقَ آذاناً صاغية لدى الخبراء والمُعلّقين، مِمّن اتفق جلّهم على أنّ هذا النوع من الصواريخ يضع تحدّياً جدّياً أمام الكيان المؤقت ومنظوماته الاعتراضية كافّة، ولاسيّما بلحاظ سرعته المفرطة ومناورته المعقدة.
وفي سياق القراءة الإعلامية، التي جاءت واسعة، وجّه مُعلّقون انتقادات لجهاز الموساد، الذي غاب عن هذا المشروع، واعتبروا أنّ قدرات الموساد في مجال إحباط تطوير الصواريخ الإيرانية قليلة جداً إلى حدّ العدم.
أصداء الإعلان الإيراني عن صاروخ “فتّاح”، تردّدت بقوة لدى أوساط الخبراء والمُعلّقين الصهاينة، الذين خصّصوا مساحة واسعة للحديث عنه وعن خصائصه ومميزاته، وقدرته على تهديد أمن الكيان، ومدى توفّر الاستجابة الصهيونية الفعّالة للصواريخ الفرط صوتيّة.
ولعل أكثر ما شغل بالهم هو التحدّي الذي يضعه هذا النوع من الصواريخ لمنظومات الدفاع الصاروخي في الكيان، بطبقاتها كافة. وعلى الرغم من تطمينات وزير الحرب من أنّ الكيان يملك حلاً لهذا الصاروخ، أشار عدد من المُعلّقين إلى أنّه من الصعب اعتراضه أو تحديد هدفه، نظراً لسرعته الفائقة، وقدرته على المناورة. ولكن مع ذلك، أشار مُعلّقون إلى أنّ الحلّ يتمثّل في تفعيل عدّة منظومات اعتراض صاروخية على عدّة طبقات دفاعية: القبّة الحديديّة، مقلاع داوود، “حتيس 3” أو “حيتس 4” (وهي قيد التطوير).
كما أعرب مُعلّقون عن قلقهم من الاتصالات التي تُجريها إيران مع الروس لشراء طائرات حربية من نوع سوخوي 35، القادرة على حمل صواريخ فرط صوتية، وهي صواريخ قادرة بدورها على حمل رؤوس نووية.
ولم تخلُ القراءة الإعلامية من بعض الانتقادات التي وجهت لجهاز الموساد، الذي يتباهى دائماً بإحاطته المعلوماتية الوافية عن إيران، “كيف لم يعرف بهذا المشروع”؟! وأضافوا أنّ قدرات الموساد في مجال إحباط تطوير الصواريخ في إيران قليلة جداً إلى حدّ العدم.
وفي سياق متّصل، أشارت تقارير إعلامية إلى أنّ المؤسّسة الأمنية والعسكرية توجّهت، في أعقاب الإعلان الإيراني، إلى نظرائها في العالم، بُغية تحذير العالم من أنّ إيران لا تتطوّر نووياً فحسب، بل تحوّلت إلى قوّة عُظمى بتصنيع السلاح.
وما يزيد المصائب فوق رأس الصهاينة هو أنّ هذه التطوّرات العسكرية الإيرانية تأتي في ظلّ تحسُّن وضع إيران السياسي الإقليمي، لاسيّما مع السعودية، وأيضاً في ظلّ تقديرات متزايدة عن قرب توقيع اتفاق نووي مع إيران.
وعلى صلة بالملف النووي الإيراني، الذي عاد أخيراً ليتصدّر جدول الأعمال الصهيوني، تباينت التقديرات الإعلامية وغير الإعلامية، حول قرب التوقيع على اتفاق نووي مرحلي أو جزئي بين إيران والغرب.
وفيما كشف مُعلّقون عن تقديرات عبرية تشير إلى عدم نجاح واشنطن في التوصّل إلى اتفاق مع طهران، وذلك في أعقاب الاجتماعات الصهيونية – الأميركية التي عُقدت في واشنطن الأسبوع الماضي، أشار آخرون إلى أنّ المؤسّسة الأمنية والعسكرية في الكيان لديها انطباع بأنّ الأمور تتّجه بوتيرة أسرع من المتوقّع نحو التوصّل إلى توافقات في غضون أسابيع معدودة.
المصدر: موقع المنار