أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال محادثات مع نظيره الايراني ابراهيم رئيسي في قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، أن “العلاقات السورية الإيرانية غنيّة بالمضمون، غنيّة بالتجارب وغنيّة بالرؤية التي كوّنتها”، موضحاً أنه “لأنها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة بالرغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط”.
ووصل رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، اليوم الأربعاء، إلى دمشق تلبيةً لدعوة رسمية من الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني إلى سوريا بعد 13 عاماً، إذ كان آخر رئيس إيراني زار دمشق محمود أحمدي نجاد في سبتمبر/أيلول 2010.
واستقبلت جموع غفيرة من الشعب السوري، صباح اليوم، الرئيس الإيراني لحظة وصوله إلى مطار دمشق، حيث إصطفّ المشاركون على طول اوتستراد المطار رافعين الأعلام السورية والإيرانية.
ويضم الوفد الوزاري المرافق للرئيس الإيراني كلا من وزير الشؤون الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ووزير الطرق وبناء المدن (رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة) مهرداد بذرباش، ووزير الدفاع محمد رضا آشتياني، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الاتصالات عيسى زارع بور، ورئيس مكتب رئيس الجمهورية غلام حسين إسماعيلي، وممثل عن مجلس الشورى الإسلامي عباس كلرو، ومعاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية محمد جمشيدي.
وسيناقش الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، خلال الزيارة، سبل تعزيز وتقوية العلاقات السياسية وتوسيع التعاون الاقتصادي مع كبار المسؤولين السوريين.
بعضٌ من تفاصيل الزيارة
وسيزور الرئيس الإيراني مقام السيدة زينب (عليها السلام) في ريف دمشق، كما سيزور المسجد الأموي ومقام السيدة رقية في وسط دمشق القديمة، وسيستقبله وزير الأوقاف السوري بصحبة علماء من البلاد. إضافة إلى ذلك، سيحضر السيد اجتماعاً مشتركاً بين رجال الأعمال الإيرانيين والسوريين، ويلتقي الإيرانيين المقيمين. هذا وسيلتقي الرئيس الايراني الفصائل الفلسطينية.
توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن “مصادر مطلعة” قولها في 28 نيسان/إبريل الماضي إنّ الزيارة “ستشهد توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم تشمل مختلف أوجه التعاون، لا سيّما في مجالات الطاقة والكهرباء”.
وأشارت إلى أنّ مفاوضات ستجرى “حول خط ائتماني إيراني جديد لسوريا، يتم استثماره في قطاع الكهرباء”، مضيفةً أنّ الجانب الإيراني “سيناقش إمكانية تقديم المساعدة لسورية في إصلاح وإنشاء محطات توليد طاقة كهربائية جديدة”، مشيرةً إلى أنّ الرئيس الإيراني سيجري جولات في عدد من المناطق في دمشق، ويلتقي رجال دين.
استمرار دبلوماسية الجوار
من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الإيراني سيزور سوريا اليوم، لافتاً خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى أنّ الزيارة تأتي في إطار “استمرار دبلوماسية الجوار”، مؤكداً أنّ محور الزيارة هو “تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا ومحور المقاومة”.
تجسيد انتصار الإرادة السياسية للمقاومة
من جهته، وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الزيارة المرتقبة لرئيسي إلى سوريا بأنّها نجاح لدبلوماسية الحكومة في استكمال عملية التكامل الاقليمي. ونشر أمير عبد اللهيان، الذي سيرافق رئيسي في هذه الزيارة، صورة تجمع الرئيس السوري بشار الأسد والشهيد القائد قاسم سليماني وكتب في تغريدة: “سأغادر قريباً إلى سوريا مع الدكتور رئيسي”.
وأشار إلى أنّ أهمية هذه الزيارة، من الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية، مشيراً إلى أنّها تجسيد انتصار الإرادة السياسية للمقاومة ونجاح دبلوماسية الحكومة في استكمال عملية التكامل الإقليمي.
سياسة التوجه إلى دول الجوار
وفي مقابلة تلفزيونية، تحدّث السيد رئيسي، عن عدّة ملفات سياسية، أبرزها تفاصيل التقارب الإيراني – السعودي، وانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي، والعلاقات بسوريا. وقال إنّ طهران أعلنت، منذ البداية، أنّ سياستها هي سياسة “التوجه إلى دول الجوار”، وقرارها هو إقامة علاقات جيدة وتعامل جيد مع دول الجوار، و”أن نستخدم طاقات بلدان المنطقة لرفع مستوى العلاقات” في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية كافةً.
المصدر: موقع المنار +مواقع