اعتبر النائب ينال صلح أن “لا سبيل لخلاصِ وطننا إلا بالحوار البناء، في حين أن المناكفات والأحقاد لن تصل بنا إلا إلى المزيد من التردي والتأزم وصولاً إلى السقوط المدوي”.
وخلال مأدبة إفطار اقامها في دارته في بعلبك، لفت صلح إلى أنه “منذ اليوم الأول لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية، كنا نقول أن لا سبيل إلى انتخاب رئيس للجمهورية إلا بالحوار والتفاهم، وأكدنا مرارا تعالوا لنتفق على رئيس في ما بيننا واتركوا الإملاءات الخارجية، وفكروا في المصلحة الوطنية من منظور وطني بحت وسيادي حقيقي، فهو رئيس جمهوريتنا نحن، ونحن مع بعضنا فقط من يختار الأنسب. لكن للأسف لم نلق آذاناً صاغية، ومن ثم ذهبنا إلى الورقة البيضاء لنقول أن يدنا ممدودة للجميع، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي”.
تابع: “يعاني لبنان منذ أعوام أزمات لم يشهد لها مثيلاً، على الصعيد الاقتصادي والمالي والسياسي والنقدي والاجتماعي والتربوي والصحي. وأسباب هذه الأزمات خارجية وداخلية، أما سببها الرئيسي والجوهري فيتمثل بالقرار الأميركي والحصار الأميركي المفروض علينا لأسباب لا تخفى على أحد”.
ورأى صلح ان “التخلص من الأزمات العاصفة بنا وبالوطن، يحتاج من الجميع التحلي بالوعي والمسؤولية والحكمة وتغليب لغة الحوار الوطني الموضوعي لمقاربة المشاكل التي تعصف بالوطن والمواطن”.
وأردف “نحن مع احترام المهل الدستورية لجميع الاستحقاقات، لكن الواقع الذي نعيشه على المستويات كافة، يجعلنا نختار بين أمرين أحدهما مر والثاني أمر، فنحن بين واقع الفراغ في المجالس الإختيارية والبلدية، وما ينتج عنه من انعكاسات سلبية من جهة، وواقع التمديد لهذه المجالس لتتابع عملها ولو في ظل إمكانات متواضعة من جهة أخرى، لذلك نتجه الى اختيار المر على الأمر، وهو التمديد لما فيه من مصلحةٍ عامة”.
وقال “من الجيدِ أن يكون هناك اهتمام خارجي إيجابي بلبنان، ونشكر كل من يسعى إلى مساعدتنا، لكن لا أحد يحك جلدك مثل ظفرك، ولن يكون هناك أحد أحرص عليك من نفسك”.
ورحب بـ”التلاقي العربي العربي، وهو ما يجب أن تكون عليه العلاقات المتبادلة من أجل المصلحة العربية المشتركة، كما نرحب بالتلاقي العربي الإسلامي، وهو ما يشكل مصلحة لأمتنا، ونأمل أن يكون لهذا التقارب تداعياتٍ إيجابيةٍ على لبنان، لكننا كلبنانيين علينا أن نكون مستعدين له وجاهزين لاقتناص الفرصة منه لما فيه خير لبنان واللبنانيين”.
أضاف: “للقضية الأم، لفلسطين أقول، اقترب الموعد، واللقاء ليس ببعيد، وفضل هذا يعود إلى صمود أبطالها ودعم الشرفاء الأحرار في العالم، وبفضل الدماء الزكية الطاهرة التي تُعبّد طريق تحرير فلسطين، من البحر إلى النهر، طريق تحرير القدس عاصمة فلسطين الأبدية. كما أننا نقترب اليوم أكثر فأكثر من تحقيق حلم تحرير كافة الأراضي العربية، فالمعادلات تبدلت والقادم القريب سيكون البرهان”.
وختم : “نؤكد استمرارنا في معركة مهمة من معارك التحرير، والمتمثلة بمعركة الوعي والثقافة، ثقافة المقاومة لدى شعوب الأمة العربية والإسلامية، فالأعداء حاولوا كثيراً انتزاع القضية الفلسطينية من عقولنا وقلوبنا، لكنهم فشلوا وفشلت رهاناتهم، وأثبتت الأيام أنهم مهما فعلوا لم ولن ينجحوا، لأن فلسطين تجري في عروقنا ومع دمائنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام