حراك خارجي في الملف الرئاسي اللبناني في الساعات الماضية يدخل في اطار استمزاج اراء الاطراف السياسيين حول نظرتهم للحلول والمواصفات والاسماء، وبعد زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية الى فرنسا زار لبنان موفد قطري والتقى المسؤولين اللبنانيين ورؤساء وممثلي احزاب.. واذا كانت الاتفاقات الاقليمية تشيع اجواء ايجابية في المنطقة يستفيد منها اللبنانيون في ازماتهم او اذا الخارج سواء الاقليمي او الدولي يريد صادقاً المساعدة في اخراج لبنان من هذه الازمة فهو امر ترحب به الاطراف إلا ان الاساس يبقى في نقاش الاطراف اللبنانيين في ما بينهم بإرادة مستقلة عن التأثيرات الخارجية.
ففي ظل عدم التوجه نحو الحوار الداخلي بل تصعيد سقف الخطابات من قبل بعض الاطراف والاحزاب، لا يزال يظهر عدم امتلاك العديد من الاطراف قرارا بإحداث نقلة في هذا الملف مع استمرار الرهان على الخارج وانتظار اشاراته، بينما لو تحاور اللبنانيون واتفقوا في ما بينهم على حل او مخرج سواء في الموضوع الرئاسي او غيره فهذا يشكل الطريق الاسلم بل قد يكون دافعا للخارج لتغيير مواقفه.
كما يبدو ان الموقف الاميركي لا يزال بمواصلة الضغوط على لبنان وبعيدا عن الحلول السياسية والاقتصادية. وفيما هناك عدة سبل اقتصادية للانقاذ فالحل الوحيد برأي واشنطن هو الاتفاق مع البنك الدولي كما صرحت مساعدة وزير الخارجية وهو نوع من الضغط على لبنان سياسياً وشعبياً لفرض ارادتها في الملفات السياسية والاقتصادية وفرض شروطها المناسبة.
وكان سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال في خطاب له مؤخرا “لا تتوقعوا منا استسلاما وانصياعا وخضوعا”.
وطرح الامين العام لحزب الله حلا في الموضوع الرئاسي هو” الوصول إلى نقطة بإعلان كل طرف عن المرشح الحقيقي الذي يدعمه، ونتوجه إلى مجلس النواب. وبحال توفر النصاب يتم الانتخاب. وبحال لم يحصل، نعود إلى الحوار للبحث عن صيغة حل، فلا خيار آخر إلا الجلوس والحديث مع بعضهم البعض للوصول إلى تسوية أو علاج، وهذا الحل الوحيد”.
صحيفة الاخبار ذكرت اليوم انه “بين الحركة القطرية والتعثّر الفرنسي، تطرح معادلة جديدة في شأن الوضع اللبناني. انطلق الحوار حول سبل معالجة الأزمة، من نقاش مفصّل بين الدول الأربع التي شاركت في اللقاء الخماسي في باريس، وتشعّب لاحقاً مع المستجدات الإقليمية والمحلية نحو تفاصيل أكثر شمولية. ويأخذ الحوار مداه مع فرنسا التي ظلّت خارج ما يمكن أن يشكل قاعدة توافق بين الدول الأربع الأخرى، السعودية وقطر ومصر وواشنطن.
بحسب المعلومات التي نقلتها الصحيفة، فإن المطروح من الدول الأربع هو «تسوية متكاملة لا مقايضة». بمعنى تفصيلي، يعطي النقاش المتداول الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية بطبيعة الحال، وتعطي الدول الأربع مواصفات وتتحدث عمّا يمكن أن يتمتع به الرئيس الجديد للعبور بلبنان من أزمته الراهنة. لكن ما هو مطروح للنقاش، ولا تزال باريس تحاول التفلّت منه، هو أن تشمل التسوية المقترحة بمواصفاتها «رئيس الحكومة وأعضاءها».
المحلل السياسي فيصل عبد الساتر اعتبر في حديث لبرنامج “مع الحدث” ان “الواقع لا يشير الى انفراجات حتى في كسر الحواجز بين الاطراف وسط تصريحات مرتفعة السقف تؤدي الى مزيد الى التشنج والمشكلات”.
واشار ان “السعودية لا تزال تشكل حالة اعتراض واضحة بغض النظر عن الاتفاق الايراني السعودي الذي لا يمكن ان ينعكس آلياً”.
أمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر اشار في حديث لبرنامج “مع الحدث” اننا امام معادلة الفيتو المسيحي على بعض المرشحين وعدم الموافقة الاقليمية على اسماء معينة من جهة ثانية متسائلا هل هذه المعادلة ستختلف في المستقبل؟ واشار ان المسعى الفرنسي لناحية طرح الوزير فرنجية لا زال مستمرا.
وحول الطروحات التي تتحدث عن التقسيم وخطاب لكم لبنانكم ولنا لبناننا اكد رفض ذلك ورفض كلام “القوات” حول اعادة النظر بالصيغة.
وقد انطلقت اليوم الخلوة الروحية للنواب المسيحيين بدعوة من البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقال مقربون من بكركي بحسب صحيفة الاخبار إنّ الراعي «يراهن على خلق مناخ يسمح بالتفاهم بين النواب المسيحيين على ثوابت مشتركة، والتداول في خيارات رئاسية للخروج من المأزق الحالي، أو بالحدّ الأدنى منع الآخرين من تحميل المسيحيين مسؤولية الفراغ واعتبار الخلاف في ما بينهم مانعاً لانتخاب رئيس للجمهورية».