حزب الله واليد الممدودة.. هل مِن متجاوب للتلاقي في منتصف الطريق؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

حزب الله واليد الممدودة.. هل مِن متجاوب للتلاقي في منتصف الطريق؟

خاص_حزب_الله_واليد_الممدودة_هل_يتخلى_البعض_عن_رهانته_الخارجية
ذوالفقار ضاهر

رسم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ملامح عمل الحزب في المرحلة القادمة، في كلمته يوم السبت 14-12-2025 حيث وضع خارطة طريق وبرنامج عمل متعدد النقاط، ما يؤكد حيوية الحزب وقدرته على العمل بزخم اكبر على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والانسانية وغيرها مما يرتبط بالشأن العام وجمهور المقاومة وبقية شرائح الشعب اللبناني، بالتوازي مع استمرار العمل المقاوم.

وأوضح الشيخ قاسم أن “برنامج عمل حزب الله في المرحلة المقبلة هو:

أولا: تنفيذ إتفاق وقف النار في جنوب نهر الليطاني‬‬‬‬‬‬.‬
ثانيا: إعادة الإعمار بمساعدة الدولة ‫المسؤولة عن الإعمار والتعاون مع كل الدول ‫والمنظمات والأشقاء والأصدقاء الذين يرغبون ‫في مساعدة لبنان على الإعمار‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬‬‬
ثالثاً: العمل الجاد لانتخاب رئيس الجمهورية في 9 ‫كانون الثاني لتنطلق عجلة الدولة‬‬‬‬‬‬.‬
رابعاً: المشاركة من خلال الدولة ببرنامج ‫إنقاذي، إصلاحي، اقتصادي، اجتماعي مبني على ‫المواطنة والمساواة تحت سقف القانون واتفاق ‫الطائف وفي مواجهة الفساد ومحاسبة المفسدين‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬‬
خامسا: الحوار الإيجابي حول القضايا ‫الإشكالية”.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وتحتاج كل نقطة من هذه النقاط الى قراءة منفردة للبحث في تفاصيلها وسبل إنجاحها بأفضل صورة، وكل منها تشكل محطة من المحطات المهمة، كما تشكل مجتمعة في هذا التوقيت محطة بارزة في مسيرة حزب الله بما يؤكد حضوره المتواصل لتحمل المسؤولية في شتى الظروف وعدم تخليه عن شعبه وأهله ووطنه.

وتحتاج هذه النقاط الى كثير من العمل والمتابعة الحثيثة لتصل بنتائجها للغاية المرجوة منها في خدمة المصلحة العامة للبنان واللبنانيين، على أساسٍ معياره التعاون بين مختلف القوى والاحزاب على تنوعها بدون أي اعتبار لأجندات مرسومة مسبقا، وبعيدا عن الكيدية السياسية التي يعتمدها بعضهم لا سيما ممن راهن على إنهاء حزب الله بواسطة العدوان الاسرائيلي، لتنتهي أوهامه الى لا شيء بعد فشل العدوان بتحقيق أي من أهدافه وعلى رأسها القضاء على المقاومة او فرض تغييرات سياسية معينة من بوابة لبنان للانطلاق الى بناء “الشرق الاوسط الجديد” الذي يسعى إليه.

وجاء حزب الله بخطابه الوطني الجامع ليقول إن أي انتصار ضد العدو لا مكان لصرفه داخلياً أياً كانت الاختلافات مع أي جهة. ويبقى الرهان الأنجع على التوافق المحلي والحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنيب لبنان الفتن أياً كان شكلها، وهذا هو عنوان هذه المرحلة وكل مرحلة لصون سيادة لبنان بتضحيات الشعب والجيش والمقاومة كما جرى مؤخرا.

وبالتالي، ينبغي على بقية الأطراف خاصة التي راهنت على إضعاف حزب الله أو رسمت مصالحها المستقبلية على هذا الأساس، النزول عن شجرة السقوف السياسية العالية التي لا توصل الى أي نتيجة والبحث عن مسارات للتواصل والتحاور وملاقاة حزب الله في منتصف الطريق، سواء عبر اعتماد الخطاب الوطني الهادئ البعيد عن الطائفية والمذهبية وإثارة الفتن أو التحضير لمراحل فاعلة من التشاور والحوار اللبناني الداخلي للبحث في أفضل السبل لإطلاق عجلة عمل المؤسسات الدستورية تحت سقف الدستور واتفاق الطائف. ولعل محطة جلسة المجلس النيابي التي عينها الرئيس نبيه بري في 9 كانون الثاني/يناير 2025 لانتخاب رئيس للجمهورية هي أولى هذه المحطات، وبعدها الانطلاق للعمل على حل بقية النقاط الهادفة لبناء الوطن بعيداً عن الفساد والمحاصصة.

وشدد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن في مقابلة مع المنار، أن الحوار بين المكونات السياسية في لبنان هو الوسيلة الناجحة لتحقيق نتيجة على صعيد حل الخلافات، وهو المدخل الطبيعي والحقيقي.

وتعتمد مختلف المسائل الداخلية، لا سيما ما يتعلق منها ببناء الدولة القوية القادرة وحلحلة مختلف القضايا الخلافية بين اللبنانية، على الحوار والتواصل بين مختلف الفرقاء بما يخدم المصلحة العامة، بدون تعمد انتظار كل فريق للآخر للتصويب عليه من باب تسجيل النقاط للاستثمار فيها شعبويا بغية زيادة بعض المكاسب الفئوية. وهذا كله يتطلب نوايا سليمة هدفها تحقيق مصلحة لبنان ووقف الرهان على متغيرات إقليمية معينة لإحداث تغييرات محلية، بما يمكّن الدولة في نهاية المطاف من العمل بشكل منتظم مع الاستفادة من الظروف الضاغطة لتحويل الأزمة الى فرصة، على أمل أن يترافق ذلك مع إستفادة لبنان من ثرواته الطبيعية لا سيما حقوقه النفطية بما يساعد على توفير الأموال اللازمة لإخراج البلد من مشاكله.

المصدر: موقع المنار