وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الاثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية تستمر حتى 22 آذار/مارس. الزيارة تأتي في سياق تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين، في ظل الحرب المستعرة في أوكرانيا، التي تشهد حالياً معارك ضارية في جبهة باخموت. كما تعد هذه أول زيارة من نوعها لزعيم عالمي في وقت أصدرت فيه المحكمة الجنائية الدولية يوم الجمعة الماضي، مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي “بتهمة ارتكاب جريمة حرب”، حسب تعبير الجنائية الدولية.
وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ، في الكرملين، عدداً من القضايا المهمة، ومن أهمها الخطة الصينية للتسوية في أوكرانيا. وأخبر بوتين، نظيره شي جين بيغ، أنه “اطلع بعناية على الخطة الصينية لتسوية الأوضاع في أوكرانيا”، مشيداً بموقف بكين “المتوازن في هذا القضية، وغيرها من القضايا الدولية”. كما أكد بوتين أن روسيا منفتحة على المفاوضات مع أوكرانيا، لافتاً إلى احترامه للمبادرة الصينية بهذا الصدد.
وهنأ بوتين نظيره الصيني شي جين بيغ، بإعادة انتخابه رئيساً للحزب الشيوعي الصيني، لولاية ثالثة. وقال بوتين، إن روسيا والصين “حققتا خطوات مهمة في تطوير العلاقات المشتركة على مدى 10 سنوات”، مشيرا إلى “ارتفاع حجم التجارة بين البلدين بأكثر من الضعف، ليصل إلى 185 مليار دولار”. وأضاف بوتين، أن “الصين تمتلك نظاماً اقتصادياً، ونظام حكم ذو كفاءة عالية، بخلاف الكثير من الدو””، مشيراً إلى أن الصين “حققت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، وأصبحت موضع اهتمام حقيقي في جميع أنحاء العالم”.
هذا وأكد بوتين، أن روسيا والصين لديهما الكثير من المهام والأهداف المشتركة.
من جهته، قال الرئيس الصيني، في مستهل اجتماع غير رسمي في الكرملين مع الرئيس فلاديمير بوتين، أنه “يجب أن تكون هناك علاقات وثيقة بين الصين وروسيا”. وقال الرئيس الصيني “يولي الجانب الصيني اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات الصينية الروسية، لأن هناك منطقا تاريخيا في ذلك، لأننا أكبر الدول في المنطقة، فنحن شركاء في التعاون الاستراتيجي الشامل. هذا الوضع هو الذي يحدد أنه يجب أن تكون هناك علاقات وثيقة بين بلدينا”.
ووصف الرئيس الصيني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بـ “صديق عزيز”، مشيرا إلى ازدهار روسيا في ظل حكم بوتين، وثقته بأن الشعب الروسي سيدعمه في الانتخابات المقبلة. وقال شي جين بينغ “عزيزي الرئيس بوتين، أنا اتصل بك دائما، فأنت صديقي العزيز”.
وأضاف رئيس جمهورية الصين الشعبية “أنا سعيد للغاية بدعوتك لي لزيارة دولة إلى روسيا مرة أخرى، خاصة بعد إعادة انتخابي كرئيس لجمهورية الصين الشعبية، وقد اخترت روسيا كأول دولة لأقوم بزيارتها”. وأشار الرئيس الصيني، إلى أنه “بفضل قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحرزت روسيا تقدما كبيرا في ازدهار الدولة، وسوف يدعم الشعب الروسي زعيم البلاد في القيام بمهام جيدة”. وقال شي جين بينغ لبوتين ” بفضل قيادتكم القوية، أحرزت روسيا تقدما كبيرا في ازدهار البلاد في السنوات الأخيرة، لديكم انتخابات قادمة العام المقبل وأنا متأكد من أن الشعب الروسي سيدعمكم فيها”.
وفي وقت سابق في تصريح فور وصوله إلى المطار، أكد الرئيس الصيني أن زيارته إلى موسكو “ستكون مثمرة وتعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات مع روسيا”. كذلك، أكد شي جين أن الصين “مستعدة للوقوف مع روسيا من أجل حماية النظام العالمي القائم على القانون”.
وقال الرئيس الصيني “أنا سعيد للغاية بالعودة إلى أرض جارتنا القريبة في زيارة دولة، بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين … بالنيابة عن الصين حكومةً وشعباً”. هذا ومن المتوقع أن تكون مسائل تطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين والوضع العالمي الراهن على رأس جدول أعمال الزعيمين.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الزعيمين سيتطرقان إلى مبادرة السلام الصينية بشأن أوكرانيا. ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس بوتين سيحيط الرئيس الصيني بموقف روسيا من التسوية للأزمة الأوكرانية، موضحاً أنه “سيكون هناك اليوم لقاء بين الرئيسين غير رسمي، ولكنه مهم للغاية بين بوتين وشي جين بينغ”. كما أفاد بيسكوف أن “يوم غد الثلاثاء ستُعقد لقاءات غير رسمية بين الرئيسين، وسيتم إعداد بيانات للصحفيين”.
ووفقا للخبراء، فإن الزيارة “ستضع الأساس لتنمية العلاقات الصينية الروسية في السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى تعميق التفاهم المتبادل بين موسكو وبكين حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية”. وتشهد العلاقات الروسية-الصينية تطورا مطردا، حيث حققت التنمية المستدامة للعلاقات الثنائية منافع للجانبين، وعززت الاستقرار في العالم المضطرب.
وأكدت روسيا والصين في أكثر من مناسبة أنهما تعارضان بقوة الهيمنة والحرب والدفع نحو حرب باردة جديدة، كما أنهما تلتزمان بشدة تعزيز عالم متعدد الأقطاب وعلاقات دولية أكثر ديمقراطية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى إحياء عقلية الحرب الباردة وفرض نظام وتوجه سياسي على الدول الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن أعضاء مجلس نواب الشعب الصيني (مجلس الشعب) أعادوا يوم 10 آذار/مارس بالإجماع انتخاب شي جين بينغ لمنصب رئيس الصين لولاية أخرى مدتها خمس سنوات، بالإضافة إلى ذلك، أعيد انتخاب شي جين بينغ بالإجماع كرئيس للجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية.
المصدر: موقع المنار