فرضت الهزات التي وقعت في لبنان في الايام الماضية بعد زلزال تركيا-سوريا ضرورة النظر بشكل اوسع في ملف الابنية القديمة او الضعيفة او المتصدعة واعادة صيانتها او امكانية اخلائها لا سيما ان البعض منها قد يكون معرضا للخطر سابقا حتى من دون زلازل وهزات، ويشهد على ذلك انهيار عدة مبان او اجزاء من المباني في الاشهر والسنوات الماضية ، في وقت يعاني الكثير من اللبنانيين من الاوضاع المادية الصعبة التي تجعلهم يقطنون في مبان قديمة او متهالكة.
واذا كانت بعض مؤسسات الدولة او الجهات البلدية تتابع مسبقا بعض الحالات المشابهة فإنه بعد الهزات صدرت قرارات رسمية واجراءات بلدية وضعت المزيد من هذه المباني تحت مجهر الفحص والمعالجة وهو امر ايجابي يتطلب المتابعة ضمن خطة شاملة متكاملة حرصا على السلامة العامة.
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال في خطابة الاخير “أعتقد أن هناك شيء مستعجل يجب أن تُبادر الدولة والبلديات اليه وهو الأبنية المتصدّعة، إذا تصدّعت نتيجة الهزّة أو نتيجة ظروف سابقة.. أنا لا أخفي عليكم وليس من باب المجاملة، عندما توقفت الهزّة أول شيء خطر ببالي وحضر بذهني طرابلس لأنه مسبوق في ذهني أن هناك أبنية وقعت، فأول امر أنا اتصلت بالإخوان ليستعلموا عن طرابلس إن حصل شيء أو وقعت أبنية حتى نرى إن كنا نستطيع مساعدتهم بشيء”…. واعتبر ان “هذا بحاجة إلى إعادة نظر حتى في القوانين التي لها علاقة بالبناء والتي لها علاقة بالتشدد بتطبيق القوانين من البلديات ومن الوزارات المعنية”. اضاف سماحته: “مسؤولية الدولة، نحن كلنا يجب أن نساعد، القوى السياسية يجب أن تساعد، الناس يجب أن يساعدوا”.
وكانت بلديات الضاحية الجنوبية واستجابةً لطلب المواطنين بدأت اعمال الكشف الهندسي على بعض المباني كاجراءٍ احترازي من الهزات الارتدادية.
نماذج عن ابنية متصدعة ومنهارة جزئيا ضمن حالات كثيرة متشابهة تتطلب سرعة المعالجة:
واليوم أفادت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت في بيان، أنه “ورد خلال الأسبوع الأول بعد الزلزال مئات الاتصالات يبلغ أصحابها عن أضرار في الابنية، والتي تبين من خلال الكشف عليها عبر المشاهدات البصرية دون إجراء اي فحوصات مخبرية أن الأغلبية الساحقة منها لا يشكل خطرا داهما على القاطنين والجوار، تابعت مصلحة الهندسة في بلدية بيروت الكشوفات الميدانية لحرصها التام على سلامة المواطنين علما أن قانون البناء رقم 646 الصادر في العام 2004 قد نص صراحة في المادة 18 منه سيما الفقرتين 8 و 9 لجهة مسؤولية المالك تكليف مهندس من قبله للكشف على البناء وإعداد التقرير اللازم”.
اضاف البيان “وفي إطار تحمل البلدية مسؤوليتها وفق القانون، حضرت خطة عمل وبروتوكول تعاون مع الاختصاصيين في هذا المجال نتج عنها إنشاء غرفة عمليات توفر التوجيه العلمي الصحيح، وتكون نظام معلومات يجمع كل الحالات التي تتطلب رعاية لاحقة، وتقدم مساعدة للمالكين الذين يحتاجون الى معاينة سريعة، سيما للمباني التي شيدت وفق الأصول وقد ظهرت فيها عيوب مستجدة على أن تزود مصلحة الهندسة بكل ما يلزم من معطيات فنية مساعدة للوصول الى أفضل إداء وتسهيل أمور المواطنين الذين يرغبون بتأهيل مبانيهم”.
وقال البيان : بناء عليه، ولحسن تنظيم العمل يُطلب من المواطنين الكرام والسكان في مدينة بيروت التواصل على الخط الساخن على الرقم 028964/71 فقط من خلال إرسال رسالة عبر تطبيق واتساب Whats app تتضمن ما يلي:
-اسم الشخص المتصل.
– رقم العقار والمنطقة العقارية.
– صور عن التشققات والتصدعات المستجدة.
– العنوان عبر خاصية تحديد الموقع share location.
وفي الايام الماضية جرى اخلاء بعض الابنية الضعيفة في بعض المناطق لا سيما شمال لبنان:
وبعد الهزة التي ضربت لبنان منذ اسبوعين جرى تكليف وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي من قبل رئاسة الحكومة اللبنانية، بالتواصل مع البلديات في مختلف المناطق اللبنانية بغية مسح المباني المتصدعة بشكل رسمي.
وأكد نقيب المقاولين في لبنان مارون الحلو ان “نسبة السلامة العامة عالية، والأبنية وخصوصاً الحديثة منها قادرة على مقاومة الزلازل”.
