أحدث النجاح الكبير لتطبيقات البثّ المباشر مثل «بيريسكوب» و «يوناو» و «ستريماب» تغيّرات في المشهد التلفزيوني التقليدي. تشهد هذه التطبيقات نموًا بفضل طابعها العفوي غير الاحترافي. وقد لاحظ الأمر الشاب الفرنسي ريمي بويزين (25 عامًا) الذي نقل مشاهد مباشرة عن حركة احتجاجية اجتماعية شبابية في باريس تابعها آلاف الأشخاص على مدى ساعات عبر هواتفهم.
ورأى رئيس شركة «ستريماب» أن نجاح خدمات النقل المباشر عبر الإنترنت يجب أن يدفع بقنوات التلفزيون التقليدية إلى مراجعة حساباتها في ظل التراجع الكبير في عدد متابعيها حول العالم.
من جهته يحظى تطبيق «بيريسكوب» التابع لـ «تويتر» بأكثر من عشرة ملايين مستخدم، صوّروا أكثر من 200 مليون تسجيل فيديو. ويشاهد مستخدِمو «بيريسكوب» يومياً ما يوازي 110 سنوات من خدمات الفيديو المباشرة عبر «بيريسكوب». وأوضح دان بيدل المسؤول عن عقود الشراكة في مجال الفيديو في الفرع البريطاني لـ «تويتر» أنه بات بالإمكان «تشغيل كاميرا «غو برو» وتسييرها عن بعد».
كذلك طوّرت «أمازون» خدماتها في هذا القطاع مع منصتها الالكترونية «تويتش» التي كانت مخصصة في البداية لألعاب الفيديو قبل أن تنوّع خدماتها. ويلجأ مستخدمو الإنترنت إلى هذه الخدمة لتصوير أحداث يوميّة. كما أطلقت «امازون» أخيرًا برنامجًا مباشرًا عن الموضة يحمل عنوان «ستايل كود لايف»، يبث حلقات يومية مدّة كل منها نصف ساعة، إضافة إلى قناة خاصة بالمطبخ.
من جهتها، أعلنت شركة «فايسبوك» أمس الأوّل إضافة تحسينات على خدمتها «لايف»، لتطوير استخدام تسجيلات الفيديو المصوّرة بواسطة الهواتف الذكية والتي تبث بشكل مباشر. وسيتمكّن مستخدمو الشبكة من مشاهدة تسجيلات الفيديو الأكثر شعبية عبر مساحة مخصصة لهذه الخدمة فضلاً عن البحث عن التسجيلات بحسب المواضيع أو إبلاغ أصدقائهم بها.
كذلك تحضر «غوغل» ردّها مع تطبيق تماثلي لخدمتها لتسجيلات الفيديو باسم «يوتيوب كونكت»، ستطلقه في أيار المقبل.
ومن اللاعبين الآخرين في هذا القطاع الصاعد شركة «ستريماب» الأميركية التي يتابعها 20 مليون مستخدم شهريّاً.
إلا أن تلك الخدمات الالكترونية لا تدر أرباحًا على أصحابها، رغم عزمها إطلاق نماذج قائمة على الرعاية أو الشراكات. وبذلك تسمح «ستريماب» و «تويتش» لمستخدمي الانترنت بتقديم تبرّعات. ويحظى أصحاب المقاطع المباشرة التي تحظى بأكبر قدر من المتابعة يتقاضون حوالي 250 دولاراً عن ساعة البث، بحسب رئيس «ستريماب». كذلك ثمّة نموذج آخر للرعاية يتمثّل بعقد شراكات مع قنوات تلفزيونيّة: فقد وقعت «تويتر» اتفاقات مع برامج تلفزيونية بينها «ذا فويس» للحصول على تصــريحات للنــــجوم في الكواليس عبر «بيريسكوب».
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية