أقام مركز الاتحاد للتدريب الإعلامي UCMT الخميس ندوة إعلامية – حضورية وعبر الانترنت- بعنوان “الهوية الإعلامية بين النظرية والتطبيق”، من خلال كتاب “بناء الهوية الإعلامية”، وذلك بحضور مدير عام قناة المنار الحاج إبراهيم فرحات، واستاذ الاعلام وعلم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتور حسين رحال، ومؤلف الكتاب الدكتور ضياء أبو طعام.

وانقسمت الندوة الى ثلاثة محاور: الاول تطرق الى إمكانية بناء الهوية الإعلامية وخوض المنافسة العالمية، فأكد فيه الحاج ابراهيم فرحات على صحة وسلامة تأسيس الرسالة الإعلامية على قواعد واضحة الهوية والرؤية، لأن الإعلام أصبح يقود الأحداث والجمهور معاً. واشار الى انه بغضّ النظر عن نظريات المرسل والمتلقي وصانع المحتوى، وزمن التواصل الاجتماعي الذي أصبح فيه المرسل والمتلقي وصانع المحتوى هم شخص واحد، فإن نجاح الإعلام يقاس بالتأثير وليس بأي شيء آخر، وحين يترافق التأثير مع هوية واضحة حينها يتحول الإعلامي صاحب الهوية الى نموذج، وهكذا نفهم سبب حظر قناة المنار التي نجحت منذ العام ٢٠٠٠ في التأثير حتى على الجمهور في أوروبا.

في المحور الثاني ركز الدكتور رحال على الاحتياجات الاكاديمية والمهنية لتحويل فكر الهوية الإعلامية الى مسار تطبيقي. فلفت إلى أن قضية الهوية هي من القضايا الراهنة في الأروقة السياسية والأكاديمية والاجتماعية والثقافية في العالم، وليس في منطقتنا فحسب. لذلك – اضاف رحال – إن مراجعة أصولنا الإسلامية تكشف لنا أن هويتنا تنبع من صبغتنا التي فطر الله تعالى الناس عليها، ومَن أحسن من الله صبغة؟ “نحن نختلف عن الآخرين” في معاييرنا وصبغتنا ، لأن أدواتنا في الجذب والتأثير تراكمية لأنها تخاطب العقل، أما الآخرون فتأثيرهم سريع لأن أدواتهم غرائزية. العبرة في التأثير الذي يبقى ويدوم.

 اما المحور الثالث فتحدث فيه الدكتور ابو طعام عن كتابه “بناء الهوية الاعلامية” من التجربة الى التنظير، فركز على المسار الذي ينبغي أن يسلكه أي إعلامي يحقق نجاحا في عمل ما، وتطرق من خلال ذلك إلى قضية البارادايم وخطورتها، وهي سطوة التجربة الناجحة وتحولها إلى نموذج، وخصوصا عندما يتغلف هذا النموذج بغلاف ثقافي، فتصبح طريقة العمل منهج حياة ومن ثم ثقافة تنعكس في النهاية على تشكيل هوية المجتمعات..ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام.

وشارك في الندوة، التي ادارتها الإعلامية سارة سليم، عدد من الشخصيات الإعلامية ومديري القنوات، وتمت الإجابة على أسئلة الحضور والمشاركين أونلاين. واختتمت الندوة بتوزيع نسخ من كتاب بناء الهوية الإعلامية على المشاركين.