بقلم نائب وزير الإعلام اليمني هاشم أحمد شرف الدين
قبل 600 يوم من العدوان – أي في السبت 3 أغسطس (آب) 2013 م – وصل العميل عبدربه منصور هادي إلى (مملكة آل سعود) قادما من (أمريكا) بعد زيارة قصيرة التقى فيها (بالعديد) من المسؤولين الأمريكيين، وفي اليوم التالي عقد جلسة مباحثات مع (الملك السعودي) ب(قصر) الصفا بمكة المكرمة.
واليوم الموافق 14- نوفمبر (تشرين الثاني) – 2016م، أي منذ 600 يوم من العدوان ما يزال هادي يسكن بأحد (فنادق) آل سعود بالرياض مع مجموعة من العملاء أمثاله عاجزين عن العودة إلى اليمن والمكوث فيها.
اليوم وبعد 600 يوم من العدوان يتردى الوضع الاقتصادي للملكة بشكل غير مسبوق، وتضطر لدفع مليارات الدولارات لأمريكا في صفقات أسلحة فاشلة، وتسن أمريكا ضدها قانون “جاستا” لاستنزاف أموالها، كتعويضات لما يقال عن مشاركتها في أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، ويسقط “الحزب الديمقراطي” الذي أدار العدوان على اليمن، ويأتي “ترامب” رئيسا أمريكياً جديداً متوعداً النظام السعودي بالويل والثبور، ويتحرر فجأة الشعب الأمريكي ويثور، وربما تنقلب الطاولة وتتبدل الأمور..
إنها 600 يوم من الهزائم المتوالية للأمريكي والسعودي.. إنها 600 لعنة تلاحقهم منذ تورطوا في العدوان على اليمن، لعنات لم تكتف بإفشالهم في اليمن وحسب، بل أفشلت جميع مخططات تقسيم الدول العربية، وقضت على كل فرص إحداث فتنة طائفية بين المسلمين.
هناك في لبنان أعلنوها مدوية: “لبنان بلد مقاومة”، وأصبح العماد ميشال عون “الحليف البارز لحزب الله” رئيسا للبنان، رغما عن أنوف الأمريكي والسعودي والبريطاني.
في سورية بقيت العروبة وبقي العرين، وانهارت كل جهود أمريكا وآل سعود في اسقاط الرئيس الدكتور بشار الأسد.
أما العراق ففيه بدأ العد التنازلي لاحتضار داعش بثبات متين وإرادة لا تلين.
لكن الأبرز من كل ذلك هو ما يقابل مرور 600 يوم من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وهو تقديم الشعب اليمني أنموذج الصمود الأسطوري في وجه أعتى عدوان يستند إلى طغيان المال والسلاح.
اليوم إن كان لنا كلمة – كيمنيين وعرب ومسلمين – فنستطيع أن نقول: إننا برغم وحشية العدوان وشناعة الحصار إلا أننا عشنا 600 يوم من الانتصار، فيما عاش المعتدون 600 يوم من الفشل والانكسار، حيث لم يفوت أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية يوما واحدا منها دون توجيه الصفعات لوجوه المعتدين الذين إن شاءوا مزيدا فسيأتيهم المزيد، وحتى يوم القيامة.
على الله التوكل، وإليه التوجه، والثقة بنصره مطلقة، فهذا زمن التمكين، زمن انتصار المستضعفين.
المصدر: موقع المنار