تحت شعار “لمّ الشمل”، تحتضن الجزائر في الأول والثاني من تشرين الثاني/نوفمبر القمة العربية الواحدة والثلاثين. القمّة التي يتوقع أن يحضرها خمسة عشر من القادة العرب والتي حالت جائحة كورونا دون انعقادها لمدة ثلاث سنوات (المرة الأخيرة كانت في تونس عام 2019)، يعوّل القيمون عليها على الخروج منها بنتائج يُبنى عليها في ظل التحديات التي يشهدها العالم العربي، خصوصاً التطورات في الداخل الفلسطيني وتصاعد وتيرة المقاومة في الضفة الغربية، إضافة إلى المصالحة الفلسطينية التي تحققت في الجزائر، ومن جهة ثانية التغيرات الدولية والعالمية على رأسها الحرب الدائرة في أوكرانيا.
القمة التي تستضيفها الجزائر للمرة الرابعة (سبقتها قمة عام 1973، قمة طارئة عام 1988، وقمة عام 2005)، والتي سبقتها تحضيرات باجتماع المندوبين الخميس الماضي، ثم وزراء الخارجية، لم يعلن رسمياً عن أسماء الحاضرين والمتغيبين عنها من القادة العرب، في وقت سيشارك فيها بعض القادة للمرة الأولى:
- عبدالمجيد تبون: ستكون هذه القمة الأولى التي يشارك فيها الرئيس الجزائري الحالي الذي تم انتخابه نهاية 2019
- قيس سعيد: يشارك الرئيس التونسي لأول مرة منذ انتخابه في تشرين/أكتوبر 2019
- الأمير الحسين بن عبدالله الثاني: يترأس ولي العهد الأردني وفد بلاده
- الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح: يشارك ولي العهد الكويتي نيابة عن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح
- عبداللطيف رشيد: يحضر الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد الذي شغل المنصب منتصف الشهر الجاري
- عبد الفتاح البرهان: يشارك رئيس مجلس السيادة السوداني حيث إنه تولى منصبه بعد آخر قمة في 2019
- رشاد العليمي: يشارك رئيس المجلس الرئاسي اليمني الذي لم يكمل 6 أشهر في منصبه
- محمد المنفي: يحضر رئيس المجلس الرئاسي الليبي الذي جرى انتخابه مارس من العام الماضي
- نجيب ميقاتي: ينوب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان عن الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون
- عادل عبد الرحمن العسومي: يشارك رئيس البرلمان العربي لأول مرة بعد انتخابه أكتوبر 2020
- حسين إبراهيم طه: يحضر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لأول مرة في القمة منذ انتخابه أمينا عاما في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.
وفي السياق، حصر سفير الجزائر في الجامعة العربية الدبلوماسي عبد الحميد شبيرة خلال اجتماع للمندوبين العرب الخميس الماضي، جدول أعمال القمة العربية في عدة ملفات، مؤكداً أن القضية الفلسطينية “ستكون بموقع جوهري ومحوري”. ومن أبرز الملفات المطروحة أيضاً ملف الأزمة الليبية الذي صنفه المسؤول الجزائري في خانة “الأهمية الكبرى”، بالإضافة إلى ملف إصلاح الجامعة العربية. وكان لافتاً أيضاً بروز ملف أزمة سد النهضة (بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى)، بناء على تقرير لدولة مصر، بحسب الدبلوماسي شبيرة.
من جهته، أشار الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى أن “الظروف الدولية الراهنة تستوجب من الدول العربية صياغة مواقف قوية”، لافتا إلى الأزمات في ليبيا واليمن وسوريا من خلال دعوته إلى “ضرورة التوصل لتسويات تُنهي مسلسل الدم”.
“قمة لمّ الشمل” ستطغى عليها أيضاً الملفات الاقتصادية، عبر 24 توصية رُفعت إلى قمة القادة العرب، تصدرها “الأمن الغذائي”. وأكد خبراء جزائريون أن “إدراج ملف إصلاح الجامعة العربية في أجندة القمة المقبلة هو في بحد ذاته نتيجة توافقات بين مختلف الدول العربية التي كانت تدعمه ولكنها تحفظت على مناقشته في القمم السابقة”، وتوقعوا أن تُفضي قمة الجزائر إلى “الحد الأدنى من الإصلاح” على الأقل.
وفي هذا السياق، يدور نقاش عما إذا كان الإصلاح الذي سيناقشه القادة العرب متعلقاً بتدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي كان مطلبا للجزائر ودول عربية أخرى في العقدين الأخيرين، أم يشمل هياكل وآليات عمل الجامعة العربية؟
المصدر: موقع المنار