نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد الشاب مجاهد أحمد داود (31 عاماً)، الذي ارتقى متأثراً بإصابته السبت، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال غرب سلفيت، بالضفة المحتلة. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن الشهيد “هو امتداد لرحلة الدم المشتعلة في القدس وجنين ونابلس ورام الله والخليل، والتي لن تتوقف حتى النصر الحتمي على المحتل، مشددةً على أن الإرهاب الصهيوني بحق أبناء شعبنا لن ينال من إرادة أهلنا في القدس وعموم الضفة، الذين يسطرون أروع آيات الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين”.
وتقدمت حركة الجهاد “بخالص التعزية والمواساة من عائلة الشهيد ومن أهلنا في قراوة بني حسان، سائلين الله أن يجعل دمه لعنة على القتلة المجرمين وذخراً لشعبنا على طريق النصر والحرية”.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في رام الله، فجر الأحد، استشهاد أحمد محمد داود متأثرًا بجراحه الحرجة التي أصيب بها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكان مدير الإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية، محمد العواودة، قد أكد لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” أن إجمالي عدد الشهداء في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة جراء اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين منذ مطلع العام الحالي، بلغ 171 شهيدًا، 120 منهم في الضفة و51 في غزة.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، صباح الأحد أنّ كيان الاحتلال قرر بعد مشاورات أمنية في نهاية الأسبوع أجراها “رئيس الحكومة يئير لبيد”، الإبقاء على حالة التأهب والاستعداد الأمني إلى ما بعد الانتخابات “الإسرائيلية” العامة المقررة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
يأتي ذلك بعد أن كانت مصادر الاحتلال تتحدث عن إبقاء حالة التأهب والاستنفار الأمني إلى ما بعد فترة “الأعياد اليهودية”، التي تنتهي بعد غد الثلاثاء.
ونشرت قوات الاحتلال أكثر من ثلاثة آلاف عنصر مما يُسمى بـ “حرس الحدود والشرطة” في القدس المحتلة ومحيطها، مع استعداد مئات المستوطنين لاقتحامات المسجد الأقصى صباحاً بزعم “عيد العرش اليهودي”، بحسب ما ذكرت الإذاعة العبرية.
وكشف قائد في قوات الاحتلال، في مقابلة مع الإذاعة العبرية، صباح الأحد، أنّ قوات الاحتلال اعتقلت في القدس المحتلة، خلال اليومين الماضيين، 45 فلسطينياً بدعوى القيام بأعمال شغب، متوعّداً بأنّ قوات الاحتلال تعتزم مواصلة حملة الاعتقالات في المدينة.
وفي غضون ذلك، تفرض قوات الاحتلال الأحد، إغلاقاً كاملاً على الضفة الغربية المحتلة ومعابر قطاع غزة، من الرابعة بعد الظهر إلى منتصف ليلة غد الاثنين.
إلى ذلك، أورد تحليل للمحلل العسكري لصحيفة “يسرائيل هيوم” الأحد، أنه “على الرغم من التراجع في عمليات المقاومة، إلا أنّ الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة لا تزال قابلة للاشتعال، وأنه يمكن أي عملية تقع في الأيام المقبلة أن تشعل الأوضاع كلياً”.
وعلى الرغم من أنّ كيان الاحتلال جعل من جنين ومخيمها المحور الأساسي للعدوان، الذي أطلقه في الضفة المحتلة تحت عنوان “كاسر الأمواج” بهدف ضبط تحركات المقاومة، وتثبيت حكم السلطة الفلسطينية، إلا أنّ التقديرات الأمنية تبدي قلقاً أساسياً مما يحدث في مدينة نابلس، ولا سيما في ظل تنامي نشاط مجموعة “عرين الأسود”، وذلك بفعل الموقع الجغرافي لمدينة نابلس التي تستقر المجموعة فيها شمالي الضفة، وتنفيذها لعمليات عسكرية على محاور الطرق الرئيسية وسط الضفة، مهددةً بذلك عدداً كبيراً من المستوطنات “الإسرائيلية”، خلافاً لمحافظة جنين.
إغلاق حساب “تيك توك” الخاص بـ “عرين الأسود”
إلى ذلك، قال تقرير “يسرائيل هيوم”، إنّ سلطات الاحتلال تمكّنت، في اليومين الماضيين، بعد ضغوط كبيرة، من إغلاق حساب “تيك توك” الخاص بمجموعة “عرين الأسود” في نابلس، إذ يعتقد الاحتلال أنّ نشاط المجموعة على التطبيق، كان ولا يزال له أثر كبير في انتشار عمليات أفرادها من جهة، ومنحها شعبية واسعة في الضفة المحتلة، ولفت الأنظار إليها كمثال وقدوة لعشرات الشبان الفلسطينيين، من الفئة العمرية بين 18و25 عاماً.
ضغوط على السلطة لتشديد قبضتها في نابلس
واعتبر التقرير، أنّ الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على نابلس، الأسبوع الماضي، وفرض قيود شديدة على حركة الدخول إلى المدينة والخروج منها؛ ساهم في خفض حدة التوتر وتراجع العمليات، مشيراً إلى أنّ الضغوط الكثيفة التي مارستها دولة الاحتلال أيضاً على السلطة الفلسطينية، ساهمت في تخفيف حدة نشاط مجموعة “عرين الأسود”.
وذكر أنّ عشرة من أعضاء المجموعة سلّموا أسلحتهم للسلطة الفلسطينية، بعد وعود لهم بتجنيدهم في صفوفها، إلا أنّ كيان الاحتلال أوضح للسلطة الفلسطينية أنه لن يمنح أي حصانة لأي من عناصر أمن السلطة إن اتضح ضلوع هؤلاء في عمليات ضدها، حتى لو كانت امتنعت حتى الآن عن اتخاذ خطوات ضدهم، بحسب ادعاء الصحيفة.
وكشف التقرير أنّ جُلّ الجهد الاستخباراتي يتمحور الآن حول الوصول إلى نحو 25 إلى 30 عنصراً، يدعي الاحتلال أنهم ينتمون إلى مجموعة “عرين الأسود”، إذ أوضح كيان الاحتلال للسلطة الفلسطينية أنّها تعتزم اعتقالهم.
رفض تشديد قيود إطلاق النار
وأشار التقرير أيضاً إلى رفض قادة الأجهزة الأمنية وجيش الاحتلال لبعض الدعوات التي تطالب بتشديد قيود فتح إطلاق النار، أو تغيير الأوامر التي تجيز ذلك، بادعاء أنّ هذا مطلب شعبوي.
وبحسب التقرير، فقد انضم وزير حرب الاحتلال “بني غانتس” إلى رافضي هذا الأمر، مكرراً ادعاءه أنّ من يقرر أوامر فتح إطلاق النار هو رئيس أركان جيش الاحتلال، وهو الموقف نفسه الذي سبق أن أعلنه “غانتس”، في سبتمبر/ أيلول الماضي، رداً على توجهات أميركية بعد قتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة برصاص جنود الاحتلال في جنين، في مايو/ أيار الماضي.
المصدر: فلسطين اليوم