أقام “حزب الله”، في مناسبة 11 تشرين الثاني “يوم شهيد حزب الله” والذكرى السنوية ال 43 لعملية “فاتح عهد الاستشهاديين” الشهيد أحمد قصير، مراسم افتتاح النصب التذكاري للشهيد قصير في مكان تنفيذه العملية في محلة جل البحر في مدينة صور، في حضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، وعدد من قيادات الحزب وممثلي الفصائل الفلسطينية وعلماء وفاعليات وشخصيات.
وشدد الوزير فنيش على أن “هؤلاء الشهداء هم الأحياء والحاضرون في وجداننا وذاكرتنا وعقولنا وفي كل ما نشعر به من كرامة وعزة وأمن واستقرار، وهم صناع حاضرنا وبناة مستقبلنا، ومصدر عزنا وفخرنا، وهم من حطم أسطورة العدو، وكشفوا زيفه وعجز بعض الأنظمة وتخاذلها، وأثبتوا للأمة بأسرها أن المشكلة ليست في أن عدونا لا يقهر، بل في أنه ليس مسموحا لطاقات أمتنا وشبابنا أن يدخلوا في معادلة الصراع، وأن هناك من يكبل ويقيد وينشر ثقافة الهزيمة والتراجع والاستسلام”.
وأكد أن “مسيرة المقاومة لن تتوقف، وأنه مهما ظن الأعداء أنهم قادرون على إشعال الحرائق لإشغالها وإبعادها عن قضيتها الأساسية التي تكمن في تحرير ما تبقى من أرضنا، فضلا عن مواجهة المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، فإنهم لن يفلحوا، بل على العكس من ذلك، فالمقاومة تراكم المزيد من الخبرات، وستبقى دائما السد والحصن المنيع للدفاع عن سيادة الوطن، وعن حقوق الأمة والمقدسات”.
وشدد الوزير فنيش على أنه “لن يتمكن أحد من إبعاد المقاومة عن المضي في طريق التصدي للمشروع الصهيوني، ونصرة الشعب الفلسطيني وتحرير مقدسات الأمة وفلسطين، وهذا أمر بات واضحا للأعداء ولكل أبناء الأمة، وبالرغم أن هناك الكثير من محاولات التفرقة والتضليل وإبعاد أبناء الأمة عن هذا الخط والنهج، وتوسل الفتن الطائفية والمذهبية”، مشيراً الى ان “مشروع الفتنة بات ينحسر ويتراجع، وبدأت الحقائق تتكشف، وبات معلوما للقاصي والداني أن المقاومة لا تخوض حربا إلا مع أعداء الأمة، وأن مشروعها هو وحدة الأمة ونهضتها، فضلا عن الدفاع عن شعوب أمتنا وقضايانا، وعدم السماح لأعدائنا ولا سيما الإدارة الأميركية ومعها العدو الصهيوني أن يحاصروها أو يسقطوها في الفتن التي لا تزال بعض أنظمتنا العربية تمتهن وتستمر بهذا الدور في محاولة منع أي مشروع تحرري أو نهضوي على مستوى الوطن والأمة”.
بدوره رأى رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين ان “هذا اليوم هو يوم من أيام الله، فهو يوم من صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقاوموا العدو الصهيوني، وقدموا أنفسهم قرابين لله سيرا على نهج أبي عبد الله الحسين بحيث اضطر العدو لأن يخرج خائفا مترقبا من أرض جبل عامل، وقد تحقق هذا النصر بفضل دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين الذين خلفوهم ليكملوا الطريق، وها هم اليوم يثبتون على نفس الخط في مواجهة قوى الكفر والطغيان”.
وبعدها توجه الحضور إلى مكان تنفيذ عملية مدرسة الشجرة الاستشهادية، حيث أقيمت مراسم افتتاح النصب التذكاري لشهيد مدرسة الشجرة، وبعدما أزاح الوزير فنيش والحضور الستارة عن النصب التذكاري، وضعوا إكليلا من الزهر أمامه.