الجمعة   
   05 12 2025   
   14 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 09:31

قصفٌ إسرائيلي يطال ريفي درعا والقنيطرة

شهد الجنوب السوري أمس الخميس توتّراً ميدانياً جديداً، بعد أن استهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي مناطق في ريفي القنيطرة ودرعا بعدد من القذائف، في إطار سلسلة اعتداءات متواصلة على الأراضي السورية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية سانا.

وبحسب الوكالة، فقد توغّلت دورية إسرائيلية مؤلفة من 3 سيارات عسكرية في طريق سدّ المنطرة بريف القنيطرة الجنوبي. كما توغّلت دورية أخرى بالمواصفات نفسها نحو مدخل قرية الصمدانية الغربية، حيث قامت بنصب حاجز لتفتيش المارة على الطريق الواصل إلى قريتي الرواضي والعجرف.

وفي موازاة ذلك، نقلت قناة الإخبارية السورية أنّ المدفعية الإسرائيلية أطلقت 4 قذائف على أطراف بلدة كويا في ريف درعا الغربي، من دون أن تتضح حتى الآن حصيلة الخسائر أو طبيعة الأضرار الناتجة عن القصف.

ويأتي هذا الاعتداء في سياق الخروقات المتكررة للسيادة السورية، رغم الإدانات الإقليمية والدولية، والمطالبات المستمرة بوقف الانتهاكات واحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وسط هذه التطورات، برز موقف للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا في تدوينة على منصته “تروث سوشيال” قبل أيام إلى المحافظة على “حوار قوي وحقيقي” بين إسرائيل ودمشق، مشدداً على ضرورة تجنب أي خطوات قد تعرقل مسار سوريا نحو “الاستقرار والازدهار”، وفق تعبيره.

وتشير معلومات متداولة إلى أنّ الأشهر الماضية شهدت لقاءات إسرائيلية سورية هدفت إلى مناقشة ترتيبات أمنية قد تؤدي إلى انسحاب الاحتلال من أجزاء من المنطقة العازلة التي دخلتها قواته في كانون الأول/ديسمبر 2024.

تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية تطال مواقع للجيش السوري، وتؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير بنى عسكرية ومخازن أسلحة وذخائر. ولا يزال الاحتلال يسيطر على هضبة الجولان منذ عام 1967، وقد وسّع حضوره بعد انهيار الوضع الأمني خلال الحرب السورية ليشمل مناطق داخل المنطقة العازلة وجبل الشيخ.

وتتذرع إسرائيل بحجج متعددة لتبرير هجماتها، فتارة تقول إنها تستهدف جماعات مرتبطة بحزب الله، وتارة أخرى تدّعي حماية الأقلية الدرزية أو الحفاظ على جنوب سوريا منزوع السلاح. لكن دمشق ترى في هذه المزاعم ذريعة لعدوان مستمر يهدف إلى تكريس الاحتلال وفرض وقائع جديدة في الجنوب السوري.

ومع استمرار القصف والتوغلات، وغياب أي مؤشرات على خفض التصعيد، تبقى المنطقة الجنوبية مرشّحة لمزيد من التوتر، في ظل وضع إقليمي شديد الحساسية واحتمالات مفتوحة على أكثر من سيناريو.

المصدر: الأناضول