تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 20-11-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
نتنياهو يجدّد استعراضه جنوباً: «الاتفاق الأمني» لا يعنينا
في خطوة استفزازية جديدة، واستباقاً لأيّ موقف أميركي مستجدّ حيال الأراضي السورية التي احتلّتها إسرائيل بعد سقوط النظام السابق، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بصحبة عدد من وزرائه، بينهم وزير الأمن يسرائيل كاتس ووزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس الأركان إيال زامير، جولة في المناطق المحتلّة من الجنوب، واطّلعوا على أوضاع قوات الاحتلال المنتشرة في أكثر من موقع.
وعلى الرغم من أن هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبقتها جولة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية التي احتلّتها إسرائيل عقب سقوط النظام السابق، غير أن توقيتها الحالي يجعلها بمثابة رسالة مباشرة إلى عدد من الأطراف الفاعلة في الملف السوري، خصوصاً الولايات المتحدة التي تسعى إلى دفع تل أبيب ودمشق نحو توقيع اتفاقية أمنية، وروسيا التي تستعدّ للعب دور أوسع في هذا الملف. وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس برّاك، قد عبّر، قبل زيارة نتنياهو، عن تفاؤله بقرب التوصّل إلى اتفاقية أمنية، بل ذهب إلى حدّ الحديث عن إمكان تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب. وتزامن ذلك مع تحضيرات لعقد لقاء بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين على هامش زيارة رئيس السلطة الانتقالية، أحمد الشرع، لواشنطن، حيث التقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض في العاشر من الشهر الجاري. وعلى هامش الزيارة نفسها التي جرى التنسيق لها بالتعاون مع تركيا، عُقد لقاء ثلاثي بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، للاتفاق على حلحلة جملة من القضايا، من بينها الاتفاقية الأمنية مع إسرائيل.
في موازاة ذلك، منح الانفتاح الروسي المتزايد على الإدارة السورية الانتقالية، بعد زيارة الشرع للكرملين الشهر الماضي، دفعاً إضافياً لإمكان لعب موسكو دوراً في الجنوب، استناداً إلى الخبرة التي راكمتها خلال فترة النظام السابق، خصوصاً أن هذه الزيارة تبعتها لقاءات عديدة بين مسؤولين عسكريين روس وآخرين من السلطة الانتقالية. وفي هذا السياق، أجرى وفد عسكري روسي – تركي مشترك، مؤلّف من 15 سيارة ترافقها نحو 10 سيارات تابعة لقوى الأمن، جولة ميدانية في الجنوب، الإثنين الماضي، انطلق خلالها من مدينة سعسع في ريف دمشق في اتجاه منطقة بيت جن (أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي والمحاذية لمحافظة القنيطرة)، وصولاً إلى التلول الحمر غرب البلدة، وهي نقطة عسكرية روسية سابقة، قبل أن يتوجه إلى ريف القنيطرة الأوسط. وفتحت هذه الزيارة الباب على مصراعيه أمام احتمال عودة الشرطة العسكرية الروسية إلى مواقع انتشارها السابقة، خصوصاً أن تسريبات عديدة سابقة تحدّثت عن طلب تقدّم به الشرع إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بهذا الخصوص.
في غضون ذلك، أعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» أن المفاوضات مع سوريا وصلت إلى «طريق مسدود»، مشيرة إلى أنّ تجميدها جاء بعد «خلاف» حول الانسحاب من الجنوب السوري. وأضافت أن إسرائيل تشترط توقيع «اتفاق سلام» مع سوريا مقابل الانسحاب من المناطق التي تحتلّها، وأنها «لا ترغب في التوقيع على اتفاق أمني» فحسب. ويأتي هذا الطرح الإسرائيلي بمثابة ردّ مباشر على تصريحات أدلى بها الشرع إلى وسائل إعلام أميركية، نفى خلالها إمكانية توقيع اتفاقية كهذه ما دامت إسرائيل تحتلّ أراضيَ سورية، بينها الجولان والمناطق التي دخلتها بعد سقوط النظام السابق، والتي تشمل تلالاً استراتيجية ومنابع المياه العذبة. كما يأتي بعد فرض إجراءات أمنية وعسكرية جديدة في تلك المناطق المحتلة، وفي ظل الدعم الإسرائيلي لإنشاء منطقة حكم ذاتي في السويداء، التي ترتفع فيها في الوقت الحالي الأصوات المطالِبة بالانفصال عن سوريا، فيما تدفع إسرائيل إلى فتح طريق يصلها بالأراضي المحتلة بذريعة «حماية الدروز».
وفي موقف نادر، دانت وزارة الخارجية السورية «بأشد العبارات الزيارة غير الشرعية التي قام بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومجموعة من مسؤوليه إلى جنوبي سوريا»، وطالبته، مجدّداً، بالعودة إلى اتفاقية وقف إطلاق النار الموقّعة عام 1974. واعتبرت أن هذه الزيارة تشكّل «انتهاكاً خطيراً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها»، وأنها «تمثّل محاولة جديدة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن». وإذ أكّدت أن «جميع الإجراءات التي يتخذها الاحتلال في الجنوب باطلة ولا يترتّب عليها أي أثر قانوني»، فهي دعت «المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته وردع ممارسات الاحتلال وإلزامه بالانسحاب من الجنوب السوري».
وبالرغم من التصعيد الإسرائيلي والحديث عن أفق مسدود، وتعمّد نتنياهو الاستعراض وزيادة الضغوط على دمشق، لا يمكن الحديث عن انهيار كامل لمسار الاتفاق، في ظلّ رغبة واشنطن ومعها دمشق في الوصول إلى اتفاق أمني، قد يفتح الباب أمام إمكانية تطبيع العلاقات. وهو مسار قد تجد دمشق نفسها مضطرة خلاله إلى تقديم تنازلات إضافية، خصوصاً أن الولايات المتحدة، حليف السلطة الحالية، كانت قد خالفت جميع القرارات الدولية واعترفت، خلال ولاية ترامب السابقة، بالجولان السوري باعتباره «إسرائيلياً»، كما غضّت الطرف عن جميع الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، في عهد هذه السلطة، بما فيها قصف مبنى الأركان ومحيط القصر الجمهوري.
إسرائيل تصعّد كلامياً وتقصف منازل في الجنوب | ضغط أميركي على الجيش: الفتنة الآن!
يبدو أن مشروع الدفع نحو مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني وحزب الله تحوّل اليوم إلى محور أساسي في البرنامج الأميركي – الإسرائيلي الذي بات يعتبر أن ضرب المقاومة غير ممكن من دون تفجير فتنة داخلية. وللمرة الأولى، يُظهِر الأميركيون اهتماماً صريحاً بدفع الجيش إلى الصدام مع المقاومة تحت شعار «تطبيق قرارات الحكومة بالقوة لا بالمُراضاة»، وهو ما سبق أن رفضه الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومعهما قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأبلغوا الأميركيين بوضوح أن الحرب الأهلية ليست ممراً إلزامياً لضمان أمن إسرائيل.
وفي هذا السياق، فإن التصعيد الميداني للضغط على بيئة المقاومة، رغم إدراك تل أبيب أنها عاجزة عن إنجاز مهمة القضاء على حزب الله بعدما جرّبت في الحرب الأخيرة أقصى ما يمكن أن تفعله ضد البنية العسكرية للمقاومة، يؤذن بدخول لبنان مرحلة جديدة من الضغوط الأميركية – الإسرائيلية على الدولة اللبنانية ومؤسساتها لتوفير مناخ داخلي يستجيب لمطالبها، تحت التهديد الدائم بأن «البديل هو الانهيار»، في ظل انقسام القوى الرئيسية بين فريق تقوده «القوات اللبنانية» يريد من أميركا وإسرائيل القيام بأيّ شيء للقضاء على حزب الله، وفريق آخر يتوافق أطرافه على أن كلفة أي عدوان تبقى أقل من كلفة حرب أهلية تقضي على أي أمل بقيام دولة مستقرّة.
وتندرج في هذا السياق الحملة الأميركية على قائد الجيش، وزيارة وفد الخزانة الأميركية لبيروت الأسبوع الماضي، وسط خشية من أن يكون هذا التشدّد الأميركي غير المسبوق إشارة الى انتهاء فترة السماح التي أُعطيت للعهد للبتّ في ملف السلاح.
وتزامن ذلك مع تصعيد العدو الإسرائيلي ضغوطه الميدانية في الأيام القليلة الماضية، باستهداف أماكن يدّعي بأنها تضم منشآت للمقاومة، ودفع الجيش إمّا للرضوخ لإملاءاته وتنفيذ طلباته بتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة بما يضعه وجهاً لوجه مع سكان القرى الجنوبية ويُظهِره كحرس حدود لإسرائيل، أو بإظهار قائد الجيش عاجزاً عن تنفيذ قرار نزع السلاح و«متعاوناً» مع حزب الله، وهو ما أشارت إليه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي رصد في الأسابيع الأخيرة تعاوناً بين وحدات من الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله، ونقل معدات تابعة للحزب بواسطة مركبات للجيش، وغضّ الطرف عن إدخال معدات هندسية إلى مواقع لحزب الله».
وكان أمس حافلاً بالاعتداءات الإسرائيلية، إذ سبقت سلسلة إنذارات استهداف منازل في بلدات شحور ودير كيفا وطيرفلسيه وعيناثا، زعم العدو أنّها «منشآت عسكرية». بعض هذه المنازل كان مأهولاً، ما اضطر أصحابها إلى مغادرتها على عجل. وليلاً، أصدر جيش الاحتلال خريطة لبلدة بيت ليف مدّعياً وجود 31 موقعاً ومنزلاً فيها تضم منشآت عسكرية، من دون أن يوجّه إنذاراً بالإخلاء أو القصف، ما أدّى إلى موجة من الذعر بين السكان.
وبعد مناشدة من رئيس بلدية بيت ليف عزات حمود، انتشرت قوة من الجيش في البلدة مع دورية مؤلّلة لـ«اليونيفل». وفيما تمّ تداول أخبار غير مؤكّدة عن طلب العدو عبر لجنة «الميكانيزم» تفتيش عدد من بيوت القرية، أشارت مصادر متابِعة إلى أن انتشار الجيش في بيت ليف «هو لمؤازرة الأهالي ورفض تهديدات العدو واستباحته البلدات الجنوبية»، مؤكّدة «رفض الجيش تنفيذ إملاءات العدو بتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة».
تواصل الاعتداءات الإسرائيلية جاء على وقع مجزرة عين الحلوة ليل الثلاثاء. وحتى ساعات بعد ظهر أمس، كانت فرق الإسعاف لا تزال تجمع الأشلاء من محيط مسجد خالد بن الوليد في المخيم.
وفيما تمّ التعرّف إلى هويات 13 شهيداً، تجري فحوصات جينية لتحديد هويات أشلاء نُقلت إلى مستشفى الهمشري. ودعت حركة حماس والفصائل الفلسطينية الى تشييع جماعي للشهداء اليوم، وغالبيتهم من عناصر كشافة الحركة، تزامن وجودهم في محيط المسجد عند استهدافه بثلاثة صواريخ، سقط اثنان منها على «هنغار» يُستخدم ملعباً وموقفاً للسيارات، وأصاب الثالث السيارات المتوقّفة في المَرأْب المحيط، ما أوقع ضحايا وجرحى بين المارة وسكان المنازل المجاورة.
ولدحض مزاعم العدو بأن الغارة استهدفت مركز تدريب ومنشآت عسكرية تابعة للحركة، فتح عناصر حماس المسجد والملعب والمَرأب أمام وسائل الإعلام وعدسات المصوّرين أمس.
تمدّد الهجمات الإسرائيلية وتوجيه ضربات مكثّفة داخل بيئات مدنية مكتظة، يؤشران بحسب مصادر إلى إسقاط إسرائيل مبدأ تحييد المدنيين عن مسار أي تصعيد إسرائيلي جديد يتجاوز ساحات المواجهة التقليدية. وفي قراءة لطبيعة الرسائل الإسرائيلية وخلفياتها الميدانية، تخوّفت المصادر من أن يكون الاعتداء في عين الحلوة صورة عمّا ينتظر مناطق أخرى في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وفي هذا السياق ذكرت قناة «كان» العبرية أن «المنظومة الأمنية ترى أن الضربات الموجّهة ضد حزب الله غير كافية، وأن هناك حاجة إلى خطوات أوسع»، مشيرة إلى أن «التنظيم يعيد ترميم قدراته العسكرية، والجيش الإسرائيلي قد يهاجم مناطق امتنع عن استهدافها حتى الآن».
إلى ذلك، قالت مصادر لـ«الأخبار» إن اتصالات تجري مع السفارة الأميركية في بيروت لتخفيف التوتر بعد إلغاء زيارة قائد الجيش لواشنطن، وإن الأسبوع المقبل قد يشهد اجتماعاً بين عون والسفير الأميركي المُعيّن حديثاً في بيروت ميشال عيسى، مؤكّدة أن «لا تواصل أبداً بين عون والمبعوثيْن توماس برّاك ومورغان أورتاغوس». وأشارت المصادر إلى أن «عون ينوي الكلام مع عيسى عن خطورة وقف دعم الجيش».
البناء:
ترامب وبن سلمان: احتفالية أميركية وتمويل سعودي وتعاون لوقف حرب السودان
تشييع ووداع وطني للخطيب… وعدة غارات إسرائيلية تستهدف تهجير الجنوبيين
حردان في احتفال حاشد لتأسيس «القومي»: لدولة فوق الطوائف وتحيّة للجيش وقائده
لليوم الثاني واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب احتفالية استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما واصل بن سلمان الإعلان عن المزيد من الاستثمارات في الاقتصاد الأميركي، وبينما أعلن ترامب عن منح السعودية صفة الدولة الحليفة من خارج الناتو، تمّ الكشف عن تعاون أميركي سعودي لوقف الحرب في السودان، وهو ما لاقى تأييد الحكومة السودانية التي سبق ورفضت دعوة المبعوث الأميركي للسودان مسعد بولس لإعلان وقف إطلاق النار.
في لبنان شهدت مدينة شحيم في قضاء الشوف تشييعاً ووداعاً وطنياً للنائب والوزير السابق زاهر الخطيب الأمين العام لرابطة الشغيلة، حيث شاركت وفود حزبية وشخصيات سياسية في وداع الخطيب، كان أبرزها وفد حزب الله الذي ضمّ الوزيرين السابقين محمود قماطي ومصطفى بيرم، ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ضم النائب بلال عبدالله والنائب السابق علاء الدين ترو إضافة لمشاركة النائبين أسامة سعد وحليمة القعقور، ومشاركة وفد قيادي من المرابطون، ونعى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان الخطيب.
حردان تحدّث في حفل استقبال حاشد في ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حضرته شخصيات سياسية وحزبية ونواب حاليون وسابقون، وسط حشود حزبية، فدعا إلى دولة تعلو على الطوائف، ودعم الجيش، وقال “نؤيد كل موقف يحصّن دوره، ويمكّنه من مواجهة أي عدوان، ونحن على ثقة بأنّ مؤسسة الجيش تشكل ضمانة لوحدة لبنان واستقراره وصون سيادته. واجبات الدولة أن تحتضن كل مواطنيها دون تلكؤ، وأن تسارع في إعادة إعمار ما دمّره العدوان تعزيزاً لصمود الشعب، وليست جائزة المساومة على هذا الحق خصوصاً لأبناء مناطق الجنوب والبقاع والضاحية. الإصلاح لا يُقاس بالنوايا بل بالفعل. والخطاب لا يُغني عن القرار. فالدولة حين تُحسن أداء وظائفها، وتنفّذ التزاماتها تجاه الشعب لا تجاه الخارج، وتُشرّع للحاضر والمستقبل، هي الدولة القادرة على النهوض بأبنائها، وتحصين وحدة المجتمع”. وقال: “لا يمكن للدولة أن تتقدّم وهي أسيرة النفوذ الطائفي والمذهبي أو محكومة بالإملاءات الخارجية. وفي ما خص القانون الانتخابي، نريده قانونا عصرياً يوحّد ولا يفرّق قائماً على الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسّعة، وعلى مبدأ النسبية الكاملة، والاقتراع من خارج القيد الطائفي”. وأضاف: “في لبنان أرضٌ لا تزال تحت الاحتلال الصهيوني. والمطلوب موقف جامع وحازم، برفض الاحتلال والعدوان واستباحة السيادة. وليس جائزاً لأي فريق أو شخصية تحريض الخارج على لبنان. ونعتبر أن فخامة رئيس الجمهورية قرع جرس الإنذار، وعلى القضاء التحرك عفواً لمساءلة المتورّطين في التحريض على لبنان واللبنانيين. دعوتنا للجميع، بأن تعالوا نرسم معاً خطاً بيانياً مرجعه الدستور، يوحّدنا في معركة الدفاع عن حقنا وأرضنا. فالوحدة الوطنية على مبدأ الحق ليست انكساراً لمن ضلّ هذا المبدأ، بل انتصار له على موروثات مشاريع التقسيم. دعوتنا للجميع، بأن ارتقوا في الخطاب السياسي ليصبّ في مصلحة اللبنانيين ووحدتهم. فالخطر على لبنان داهم، لأن قرار الحرب بيد عدونا، وقد رأينا كيف تضاعف هذا الخطر، رغم قرار وقف إطلاق النار والضمانات الأميركية والغربية”.
وقال حردان خلال إحياء الحزب عيد تأسيسه بإقامة حفل استقبال في فندق ميتروبوليتان ـ سن الفيل، بحضور رسمي وحزبي وشعبي حاشد «إنَّ الجرائم اليوميّة التي يرتكبها العدوّ الصهيونيّ في غزّة وفلسطين المحتلّة، وفي لبنان، ولا سيَّما في الجنوب والبقاع، هي جرائم موصوفة ضدَّ الإنسانيّة، تُرتكب تحت أنظار العالم وصمته»، وشدّدَ على أنَّ «هذا الصمت ليس بريئاً، بل هو تواطؤ يمنح العدوّ صكّاً مفتوحاً لمواصلة جرائمه».
وأكّد أنَّ «الانكفاء ليس حلاًّ، والاستسلام لا يُنقذ شعباً ولا يحمي وطناً. وحده الصمود يحمي ووحدها مقاومة شعبنا، تحفظ الحقّ والكرامة»، معتبراً أنَّ «تحصين الوحدة الوطنيّة، والسعي الجادّ لبناء دولة قويّة قادرة وعادلة، يتطلّبان معالجة جذريّة للأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وشروعاً جديّاً في تنفيذ الإصلاحات، وهذا مسار لا بدَّ منه. وعلى الدولة أن تستفيد من كلّ طاقات الشعب وقواها الحيّة، من أجل حماية السيادة وصون الكرامة، ومواجهة الاحتلال والعدوان بثقة واقتدار».
وشدّد حردان على «التمسُّك باتفاق الطائف وبالدستور المنبثق عنه، كنقطة ارتكاز لترسيخ الوحدة الوطنيّة. فلبنان لا يُحمى إلاّ بوحدته، وأيّ خروج عن مسار الطائف ودستوره، يعني الانزلاق نحو المجهول، وجعل البلد هشّاً، ضعيف البنيان والقرار»، مشدّداً على أنَّ «مسؤوليّة الدولة، بكلّ مؤسَّساتها، أن تطبّق الدستور لا أن ترفعه شعاراً للخطابات».
وأضاف: «مسؤوليّة الدولة أن توفّر كلّ الإمكانات المطلوبة للجيش اللبنانيّ. ونحنُ نؤيّد كلّ موقف يحصّن دوره، ويمكّنه من مواجهة أيّ عدوان، ونحنُ على ثقة بأنَّ مؤسَّسة الجيش تشكّل ضمانة لوحدة لبنان واستقراره وصون سيادته. وفي هذه المناسبة نحيي الجيش اللبنانيّ قائداً وقيادةً وضبّاطاً وأفراداً».
وبيّنَ أنَّ «واجبات الدولة أن تحتضن كلّ مواطنيها من دون تلكؤ، وأن تسارع في إعادة إعمار ما دمّره العدوان تعزيزاً لصمود الشعب، وليس جائزاً المساومة على هذا الحقّ خصوصاً لأبناء مناطق الجنوب والبقاع والضاحية».
وفي ما خصّ القانون الانتخابي، قال «نريده قانوناً عصريّاً يوحّد ولا يفرّق، نعم يوحّد ولا يفرّق، قائماً على الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسَّعة، وعلى مبدأ النسبيّة الكاملة، والاقتراع من خارج القيّد الطائفيّ».
وتلقى حردان رسالة من القصر الجمهوري تضمّنت شكر رئيس الجمهورية جوزاف عون على دعوته وتشديده على أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية.
إلى ذلك، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان، إلى أنّه «مرة جديدة يكرر العدو الإسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين والأطفال وطلاب المدارس والجامعات وآخرها اليوم في بلدة الطيري، مطمئنًا أنّه فوق الحساب والمحاسبة، لا بل للأسف بات لبنان الملتزم القرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في تشرين الثاني 2024 محط إدانة وانتقاد». وشدّد على أنّه «لا بد للبنان من مواصلة تقديم الشكاوى لمجلس الأمن الدولي، وهو اليوم مطالب بالدعوة إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لتكريس الحق اللبنانيّ والإدانة للخروقات الإسرائيليّة سواء باستهداف المدنيين أو ضم الأراضي».
ويُعَدّ استهداف مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الأول من نوعه منذ اتفاق 27 تشرين الماضي، ويهدف توسيع الإعتداءات الإسرائيلية، بحسب مصادر سياسية وعسكرية، إلى توسيع المدى الجغرافي للاستهدافات الإسرائيلية وخلق قواعد اشتباك جديدة وتوجيه رسالة لحزب الله وللدولة اللبنانية بأنه لم يعد هناك خطوط حمر للعمل العسكري الإسرائيلي في لبنان. وحذرت المصادر عبر «البناء» من أن توسيع العدوان بهذا الشكل هو مقدمة وتحضير لعدوان أكبر على لبنان قد يصل لأهداف أكبر مثل عمليات اغتيال أو أمنية خاصة وتوغلات داخل الأراضي اللبناني لاقتحام إحدى القرى الحدودية أو إنزالات أو توجيه ضربة جوية كبيرة في البقاع والجنوب والضاحية وربما العاصمة بيروت في التوقيت نفسه تحت ذرائع واهية (ضرب أهداف وبنى تحتية لحزب الله)، وذلك لبث الرعب والهلع داخل بيئة المقاومة وتهجير قسم كبير منهم إلى مناطق أخرى. كما تهدف وفق المصادر للضغط على الدولة اللبنانية للتراجع عن موقفها المتمثل بالرؤساء الثلاثة وقائد الجيش، برفض التفاوض المباشر مع «إسرائيل» وتوقيع اتفاقية سلام معها ورفض التفاوض تحت النار، والتنازل عن الحقوق السيادية، ورفض زج الجيش في مواجهة مع المقاومة وأهالي الجنوب.
ويربط مصدر سياسي اطلع على جانب من المحادثات والتواصل مع الأميركيين مؤخراً، بين التصعيد الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين والتصعيد الأميركي الجاري في وجه السلطة اللبنانيّة والجيش اللبناني في ضوء إلغاء زيارة قائد الجيش العماد ردولف هيكل إلى الولايات المتحدة، مشيراً لـ»البناء» إلى أن الأميركيين يديرون الحرب الإسرائيلية على لبنان على ساعة حساباتهم ومصالحهم ويوقتون الضربات الإسرائيلية ونوعها وحجمها وفق ضرورات الضغط على لبنان وبالتزامن مع زيارة المبعوثين الأميركيين إلى لبنان. وأوضح المصدر أن توسيع الضربات العسكرية باتجاه مدينة صيدا في مخيم عين الحلوة هو ردّ على موقف قائد الجيش وبياناته ضد «إسرائيل» وعلى مواقف رئيس الجمهورية الذي يتعرّض بدوره إلى حملة سياسية وإعلامية كبيرة داخلية وخارجية.
وكان الاحتلال الإسرائيلي صعّد عدوانه على الجنوب مستهدفاً مساء الثلاثاء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، ما أدى إلى استشهاد 14 وجرح آخرينً.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية أمس، سيارة في بلدة الطيري بصاروخين. وقد صودف مرور حافلة مدرسية لطلاب خلف السيارة المستهدفة، مما أدى استشهاد شخص يُدعى بلال شعيتو و11 جريحاً. كما استهدفت أحراج بلدة يارون بـ 3 قذائف إسرائيلية، ومنزلاً في بلدة بليدا ـ قضاء مرجعيون، بقذائف هاون عدة، أطلقتها مسيّرة إسرائيلية من نوع «كواد كابتر»، ما أسفر عن أضرار مادية في المكان دون تسجيل إصابات في الأرواح.
وأغارت مُسيّرات الاحتلال على مبانٍ سكنية في بلدتي شحور ودير كيفا جنوب لبنان، بعد كان هدّدها في وقت سابق ما أدى إلى نزوح عدد من الأهالي وخاصة سكان المباني المجاورة للمباني المهددة، بالإضافة إلى إجلاء طلاب المدارس في البلدتين. كما استهدف بعدد من الغارات مبنيين سكنيين في طرفلسيه وعيناثا جنوب لبنان.
وأعلنت وزارة الصحة في لبنان، أمس، عن ارتقاء شهيد وإصابة 11 مواطناً في عدوان للاحتلال الإسرائيلي استهدف بلدة الطيري، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان.
وأعرب «حزب الله»، في بيان، عن إدانته بـ»أشد العبارات المجزرة المروّعة التي ارتكبها العدو الصهيوني المجرم في مخيم عين الحلوة في صيدا. وشدّد على أنّ «الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف حازم وموحّد في التصدي لإجرام هذا العدو وردع عدوانه بكل الوسائل الممكنة، والتمسك بكل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان باعتبارها الضامن الوحيد لإسقاط مشاريع العدو وحماية سيادة لبنان وأمنه».
إلى ذلك بقيت الحملة الممنهجة التي تشنّها جهات سياسية وحزبية في الداخل ومسؤولون أميركيون في الخارج على الجيش وقائده ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تتصدّر المشهد السياسي، وعلمت «البناء» أن مجموعة لبنانيين من نواب حاليين وسابقين ووزراء سابقين ومسؤولين حزبيين يديرون حملة التحريض على رؤساء ومسؤولين لبنانيين عبر تواصلهم مع مسؤولين فاعلين في الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية والمخابرات الأميركية، إضافة إلى نواب في الكونغرس الأميركي من أصول لبنانية مثل دارين لحود وتوم حرب وغيرهم، والهدف تحريض الإدارة الأميركيّة لاتخاذ مواقف عالية السقف ضد الرئيسين عون وبرّي وقائد الجيش لأنهم بنظر هؤلاء لم يتخذوا قرارات جدّية لنزع سلاح حزب الله وتقييده مالياً وسياسياً.
وعلمت «البناء» أنّ قرار قائد الجيش إلغاء زيارته إلى الولايات المتحدة اطلعت عليه مرجعيات رئاسية، وتجري مشاورات رئاسية مع السفارة الأميركية في بيروت ومسؤولين في واشنطن، حول ما يمكن فعله لاحتواء الخلاف بين قيادة الجيش والأميركيين ولكي لا ينعكس على الدعم المالي والعسكري واللوجستي الذي تقدّمه الولايات المتحدة للجيش.
ولفت مصدر نيابي لـ»البناء» إلى أنّ الحملة على الجيش لدفع قيادته إلى تعديل سياستها وتوجهاتها باتجاه الضغط على حزب الله وأهالي الجنوب وخلق مناخ صداميّ تستفيد منه «إسرائيل» لتوسيع عدوانها أكثر، والولايات المتحدة للضغط أكثر على الدولة، بينما تستغلّ جهات حزبية لبنانية حالة الفوضى والانقسام لتنفيذ انتشار عسكريّ بداعي الدفاع عن النفس كمقدّمة لتحقيق مآربها السياسية.
واستدعى التهجّم على الجيش حملة مواقف سياسية داعمة له، حيث أشار النائب السابق وليد جنبلاط في تصريح له إلى «أننا نتمسك باتفاق الهدنة مدركين خطورة التراجع عنه ونؤكد على ضرورة بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الأسرى. وفي هذا السياق نحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل».
بدوره، أجرى رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان، اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، أعرب خلاله عن «دعمه الكامل للمواقف التي يعتمدها هيكل ونهجه في قيادة المؤسسة العسكرية»، مؤكّدًا «تضامنه مع الجيش ودوره الوطني في حماية الأمن والاستقرار». وأشاد أرسلان «بالإنجازات الأمنية الأخيرة التي حقّقتها المؤسسة العسكرية»، معتبرًا أنّ «الجيش يبقى الضمانة الأساسيّة للبنان ولكلّ اللبنانيين».
وفي وقت شيّع الجيش شهداء خلال عملية أمنيّة في إطار مكافحة المخدرات في بعلبك، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقدّم له التعازي باستشهاد العسكريّين خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك، ومتمنّياً الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى. وقال الرئيس عون: مرّة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبنانيّ من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة أخرى. لقد انضمّ شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاء لقسمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكريّة بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحدّ من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني شيء الجيش عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من أي جهة سواء من الداخل او الخارج.
على صعيد آخر، يعقد اجتماع اليوم في العاصمة الأردنية عمّان، بين وزراء الطاقة الأردني صالح الخرابشة واللبناني جو الصدي والسوري محمد البشير، للنقاش في استجرار الكهرباء والغاز من الأردن عبر سورية إلى لبنان، وفق ما نقلت قناة «إل بي سي اي».
وربطت أوساط سياسية بين الانفتاح الدبلوماسي – التجاري السعودي تجاه لبنان وبين التعاون الكهربائيّ الذي تبديه السلطات السوريّة، لافتة لـ»البناء» إلى أن خطوتين إيجابيتين على طريق إحياء العلاقات بين لبنان وكل من سورية والسعودية».
إلا أنّ مصادر نيابيّة وسطيّة تتواصل مع المملكة لفتت لـ»البناء» إلى أن الانفتاح السعودي خطوة إيجابية على الصعيدين التجاري والاقتصادي في لبنان، ومن المتوقع أن تنجح المباحثات السعودية – اللبنانية لفكّ الحظر عن الصادرات اللبنانيّة إلى السعودية والخليج وعن سفر السعوديين والخليجيين إلى لبنان في موسم السياحة والاصطياف، لكن لن ترقى إلى مستوى الاستثمارات وإيداع ودائع في البنك المركزي أو في المصارف اللبنانية، كاشفة أن هذا الدخول السعوديّ إلى لبنان من بوابة الاستثمارات والشركات الكبرى إلى لبنان للاستثمار في قطاعات العقارات والمشاريع وإعادة الإعمار مرتبطة ومشروطة بحصريّة السلاح وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها، وإنجاز الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي.
ووفق معلومات «البناء» فقد تمنّى الجانب اللبناني على الوفد السعودي تفعيل 21 اتفاقية الموقعة بين لبنان والمملكة على المستوى الاقتصاديّ والاستثماريّ والتجاريّ والثقافيّ والبيئيّ والإعلاميّ.
وأشار رئيس الحكومة نواف سلام، في الجلسة الختاميّة من مؤتمر «بيروت 1»، إلى أنّه «من دون الأمن والاستقرار سنفوّت فرصة النهوض أمام لبنان ولن تأتي الاستثمارات، والأمن هذا لن يتحقق إلا ببسط سلطة الدولة بقواها الشرعيّة على كافة الأراضي اللبنانيّة».
ولفت إلى أنّ «لبنان عاد إلى العالم العربيّ والعالم العربيّ بدأ يعود إلى لبنان ونأمل برفع الحظر عن الصادرات اللبنانية»، مضيفًا: «غدًا سيتمّ تدشين السكانيرز في مرفأ بيروت وأنا واثق بأن العرب سيعودون إلى لبنان».
على مقلب آخر، أعلن النواب الموقعون على عريضة حول قانون الحكومة للانتخابات النيابيّة في بيان من مجلس النواب «أن إجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها المحدّد في أيار المقبل هو التزام دستوري لا يحتمل أي تأخير، وأن الخطوة الأساسية لضمان هذا الالتزام تبدأ بـ إدراج مشروع القانون المُعجّل الذي أحالته الحكومة على جدول أعمال الهيئة العامة فوراً».
بدوره، دعا رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل المنتشرين غير القادرين على المجيء إلى لبنان للانتخاب ومن يرغبون بانتخاب نواب للانتشار بأن «يتسجلوا قبل نهاية المهلة في 20 تشرين الثاني حتى يحفظوا وحقهم بالانتخاب». وقال: «إذا كان يجب أن تتسجّلوا للانتخابات المقبلة أم لا أو إذا كنتم ستتمكنون من الانتخاب أم لا. وأنا حزين لرؤيتي السلطة المؤلفة من كل الكتل النيابية باستثناء تكتل لبنان القوي، كيف تتآمر على حقكم بالانتخاب لتطييره وتمتنع عن تنفيذ القانون على الرغم من وجود تقرير عن كيفية تنفيذه».
اللواء:
تكثيف الغارات الإسرائيلية لإرهاب الآمنين جنوب الليطاني
إتصالات لبنانية لإبقاء العلاقة مع واشنطن على السِّكة.. ولا تراجع عن الاتفاق مع صندوق النقد
كثَّفت إسرائيل من رسائل النار المدمِّرة تجاه قرى جنوبي نهر الليطاني، بإستهداف عمال البلديات والموظفين والأعضاء المنتجين، إمتداداً لتدمير منازل آمنة في ديركيفا وطيرفلسيه (قضاء صور)، الى تهديد قرى اخرى محاذية للحدود كـ«بيت ليف» (قضاء بنت جبيل) بذرائع لا تنطلي على احد، حتى على الاسرائيليين انفسهم..
ونار القتل والإقلاق لم تقتصر على الجنوب، بل طاولت مخيم عين الحلوة الذي لم يخرج من صدمته بعد، فيما عادت نار الطائرات المقاتلة والمسيَّرات الى عمق غزة، وكأن الحرب العدوانية عادت الى القطاع المنكوب.
ويحضر الوضع المتفجِّر في الجنوب، على وقع الغارات الاسرائيلية في جلسة مجلس الوزراء اليوم، فضلاً عن الوضع المستجد في ما خص الاتصالات لإعادة الامور الى السكة الصحيحة مع الولايات المتحدة واحتواء المسألة المتعلقة بتأجيل زيارة قائد الجيش التي كانت مقررة امس الى الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي طالب فيه الرئيس نبيه بري عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لادانة الاعتداءات، ووضع قضية الجنوب مجدداً امام المجتمع الدولي، عشية مراجعة المجلس لتطبيقات القرار 1701، في هذا الوقت، كان لبنان الرسمي يتحرك بسرعة لاحتواء تداعيات السلوك الاميركي المستجد تجاه الجيش اللبناني والسلطات الرسمية.
واستمرت طوال الساعات الـ24 الماضية الاتصالات مع واشنطن، يسمع المسؤولون جواباً واحداً: نفّذوا حصر السلاح وأقِرّوا القوانين المتعلقة بالفجوة المالية والاصلاحات المالية والمصرفية.
ولا تخفي المصادر المعنية اعتبارها ان الاستهداف يتناول القيادة السياسية، لا سيما رئيس الجمهورية والحكومة، وهي رسالة كبيرة، ايضا «للثنائي الشيعي» أن ما أقدم عليه هذا الثنائي لا يكفي.
وافادت المعلومات عن اتصالات مكثفة بين المسؤولين في لبنان ومع الجانب الاميركي لا سيما مع السفير ميشال عيسى، لتبيان خلفيات القرار او وجود معلومات مغلوطة او «نميمة» جديدة وصلت للاميركيين، ولو ان الحجة كانت اتهام الجيش اللبناني للكيان الاسرائيلي بخرق اتفاق وقف الاعمال العدائية ومنع استكمال انتشاره في الجنوب ووصفه كيان الاحتلال بالعدو الاسرائيلي وعدم الجدية في جمع سلاح حزب الله. لكن المصادر المتابعة افادت ان الحملة الاميركية على الجيش لم تأتِ من فراغ او من تحريض لبناني داخلي فقط، بل بدأت قبل اسابيع بحملة اسرائيلية ممنهجة على الجيش تتهمه بعدم تنفيذ مهامه لا سيما في جمع السلاح، ووجدت اصداءها لدى المتطرفين الاميركين المساندين لكيان الاحتلال.
وافيد ان الجانب الاميركي يراجع الموقف ايضاً، وهناك مساعٍ لترتيب دعوة للعماد هيكل لزيارة واشنطن مطلع العام المقبل.
وشيَّع الجيش أمس شهداء مكافحته المخدرات وعمليته لهذه الغاية في بعلبك، واجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالا هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقدم له التعازي باستشهاد العسكريين خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك ليل امس، ومتمنياً الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى.
وقال الرئيس عون:«مرة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة اخرى. لقد انضم شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاءً لقسمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الامنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحدِّ من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثنيَ شيءٌ الجيشَ عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من اي جهة، اي سواءٌ من الداخل او الخارج».
وبعد موقف الرئيس عون الداعم لقائد الجيش غداة الغاء زيارته واشنطن، كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط على منصة «أكس»: «نتمسك باتفاق الهدنة، ونؤكد بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الاسرى. ونحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل».
سلام: لا خروج من الأزمة بلا صندوق النقد
قال الرئيس نواف سلام في كلمة له امام مؤتمر «بيروت 1» الاستثماري: كنت أول من قلت شطبنا شطب الودائع والاقتراحات السابقة لرد الودائع بعشر سنوات، وأكثر مقبولة خصوصاً لاصحاب الودائع الصغيرة والجميع سيحصل على ودائعه وفي فترات منطقية.
وقال الرئيس سلام: لا تصلح اي من الخيارات الاخرى، وكل «تشاطر لبناني» يقول اننا قادرون على الخروج بلا صندوق النقد غير معقول والاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد هي التي نحن بحاجة اليها.
وقال: لبنان عاد الى العالم العربي وإن العالم العربي بدأ يعود الى لبنان، آملاً برفع الحصار عن الصادرات اللبنانية.
واضاف: وضعنا البلد على السكة الجديدة، وللمرة الاولى هناك عمل جاد لبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها وعلينا استكمال هذه المسيرة.
عريضة المعارضة لعقد جلسة حول التعديلات الانتخابية
نيابياً، قدَّم 14 نائباً من نواب «القوات اللبنانية» والكتائب، والتغييريِّين عريضة نيابية، طالبوا فيها بإدراج مشروع التعديل الضروري على بعض احكام قانون الانتخابات رقم 44/2017، وهو مشروع مرتبط بالانتخابات وحق المغتربين بالانتخاب.
الفجوة بين جابر والمصارف
مالياً، عقد وزير المال ياسين جابر اجتماع عمل مع وفد من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير، خُصِّص للبحث في المندرجات المرتبطة بقانون الفجوة المالية. تركز البحث على كيفية تعاطي كل من المصارف والدولة اللبنانية ومصرف لبنان في تغطية الفجوة الحاصلة، وفي إعادة تقييم وضع المصارف انطلاقاً مما ورد في قانون إعادة هيكلة المصارف وتحديد الخسائر التي تتكبدها، وقد ساد الاجتماعَ جوٌّ من التفاهم. واكد جابر حرص الدولة على القطاع المصرفي بقدر الحرص على اموال المودعين والمصرف المركزي، داعياً الى التشارك لايجاد حل عادل لاعادة الودائع الى المودعين.
ميدانياً، وسّع العدو الاسرائيلي من وتيرة عدوانه على لبنان عبر الغارات الكثيفة التدميرية على قرى الجنوب المسبوقة بتحذيرات لإخلاء المباني، وعبر اتصالات بالمواطنين في بيروت والضاحية الجنوبية لإخلاء مبانيهم ايضا.
بدأ العدوان صباحاً، حيث استشهد ابن بلدة الطيري بلال شعيتو في الغارة التي نفذتها مسيّرة معادية باستهداف سيارته من نوع «تويوتا» على طريق بلدة الطيري في قضاء بنت جبيل. كما اصيب 11 تلميذاً بجروح لحظة مرور حافلتهم المدرسية بالقرب من مكان الاستهداف، بالإضافة الى سائق الحافلة.حسبما افاد مركز طوارىء وزارة الصحة العامة.
وأدت الغارة ايضا الى احتراق السيارة المستهدفة، وعملت فرق من الدفاع المدني على اخماد النيران، فيما تم نقل الاصابات الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل.
واستهدف العدو فجر أمس، منزلاً في بلدة بليدا – قضاء مرجعيون، بقذائف عدة، أطلقتها مسيّرة معادية من نوع «كواد كابتر»، ما أسفر عن أضرار مادية في المكان دون تسجيل إصابات في الأرواح.
واستهدفت مدفعية العدو ايضاً قرابة الثامنة والربع صباح أمس، حرج بلدة يارون بعدد من القذائف، كما ألقت محلّقة معادية قنبلة صوتية انفجرت في أجواء بلدة عديسة.
الى ذلك، سُجِّل تحليق كثيف ومركّز للطيران المسيّر المعادي على علو متوسط، فوق بلدات بنت جبيل.
وبعد ظهر أمس، وجّه الاحتلال الإسرائيلي إنذاراً إلى سكان منطقتي ديركيفا وشحور بإخلاء بعض المراكز والنقاط تمهيداً لإستهدافها بالعدوان، وشمل التحذير نقطتين في شحور ونقطة في ديركيفا.. ما اثار الذعر في صفوف الاهالي وحصل اطلاق نار في الهواء لإنذارهم بأخذ الحيطة والحذر والاحتماء، وتم إخلاء المدارس وبعض المؤسسات من الطلاب والموظفين.
ولاحقاً دخل الطيران المسيّرأجواء صير الغربية وشحور وبعض قرى النبطية وصورعلى علو منخفض. ثم شن جيش العدو غارة تحذيرية على بلدة شحور تلتها غارة اكبر. ثم شن العدو غارة على ديركيفا.
وعصر أمس، وجَّه المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان بلدة طفرفلسيه وعيناثا، جنوب لبنان وخاصة في المباني المحددة بالأحمر وفق ما يُعرض في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له.
وقال المتحدث باسم الاحتلال في بيان: «إنذار عاجل إلى سكان قريتي طيرفلسيه وعيناثا قائلا: سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة، نتوجه إلى سكان المبنى المحدد بالأحمر في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من مبنى يستخدمه حزب الله الإرهابي. من أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلاء المباني فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر، البقاء في منطقة المبنى المحدد يعرضكم للخطر.
وبعد دقائق نفذ العدو تهديده بغارات على مناطق سكنية مدنية في طير فلسيه وعيناثا.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي انه: «دمّر في الغارات مستودعات أسلحة تابعة للوحدة الصاروخية لحزب الله جنوبي لبنان».
وتعليقاً على العدوان الإسرائيلي الذي طال صباح أمس الاربعاء بلدة الطيري، مسفراً عن إصابة عدد من طلاب الجامعات والمدارس. قال رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري: مرة جديدة يكرر العدو الإسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين والأطفال وطلاب المدارس والجامعات، وآخرها اليوم(أمس) في بلدة الطيري، مطمئناً انه فوق الحساب والمحاسبة، لا بل للأسف بات لبنان الملتزم القرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في تشرين الثاني 2024 محط إدانة وانتقاد.
وتابع بري : لا بد للبنان من مواصلة تقديم الشكاوى لمجلس الامن، وهو اليوم مطالب بالدعوة الى عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي لتكريس الحق اللبناني والادانة للخروقات الإسرائيلية سواءٌ بإستهداف المدنيين أو ضم الاراضي.
الى ذلك، أكد المتحدّث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» داني غفري، أنّ قوات حفظ السلام رصدت منذ بدء اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أكثر من 7300 انتهاك جوي إسرائيلي، إضافة إلى أكثر من 2400 نشاط نفّذه «الجيش» الإسرائيلي شمالي «الخط الأزرق».
وأضاف أنّ الانتهاكات الجوية والأنشطة العسكرية الإسرائيلية التي سُجّلت منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 تشكّل خروقات واضحة لهذا القرار.
وشدّد غفري على ضرورة امتناع «الجيش» الإسرائيلي عن أيّ أعمال عدوانية أو هجمات قد تطال قوات حفظ السلام أو تحدث في محيط انتشارها.
وناشد اهالي قرية بيت ليف بنداء عاجل قيادة الجيش اللبناني والرؤساء الثلاثة التحرك الفوري والقيام بواجبهم الوطني عبر الانتشار داخل البلدة، وتوفير الحماية للاهالي المدنيين العزّل، بعد الادعاءات الباطلة التي اطلقها العدو الاسرائيلي.
ودخل الجيش الى بلدة بيت ليف عند العاشرة الا ربعاً من ليل امس.
المصدر: الصحف اللبنانية
