الأحد   
   22 06 2025   
   26 ذو الحجة 1446   
   بيروت 04:36

عراقجي لـ”الترويكا” الأوروبية: القدرات الدفاعية الإيرانية ليست محلّ تفاوض

أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أثناء الاجتماع مع “الترويكا الأوروبية في جنيف عن قلقه العميق “إزاء امتناع الدول الثلاث عن إدانة العدوان الصهيوني”، مشدّداً على أنّ “إيران ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس”.

وأكّد عراقجي، أنّ “القدرات الدفاعية الإيرانية ليست محلّ تفاوض”، في حين طالبت “الترويكا” الأوروبية طهران بـ”دراسة التفاوض”، قبل وقف العدوان الإسرائيلي.

واجتمع عراقجي، في جنيف، اليوم، بوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب الممثّلة الأعلى لـ”الاتحاد الأوروبي”.

وقال عراقجي، في بيان، إنه أعرب أثناء الاجتماع عن قلق بلاده العميق “إزاء امتناع الدول الثلاث عن إدانة العدوان الصهيوني”، مشدّداً على أنّ “إيران ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس، بشكل جادّ وحازم، لوقف العدوان ومنع تكراره”.

وفي تصريح آخر اتهم عراقجي” إسرائيل بشنّ عدوان مباشر على بلاده دون أي استفزاز”، معتبرًا أن الهجوم شكّل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية.

وأكد عراقجي أن “إسرائيل استهدفت منشآت نووية إيرانية ذات طابع سلمي تخضع للرقابة الدولية”، مشددًا على أن بلاده “لن تسمح لهذا العدوان الجائر بأن يمرّ دون ردّ، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات قلب الأمور رأسًا على عقب”.

وأضاف: “نحن عازمون على الدفاع عن سيادتنا بكل السبل المشروعة، ولن نرضى أن يتحوّل المعتدي إلى ضحية أمام أنظار المجتمع الدولي”.

ودعا الوزير الدول الموقعة على اتفاق جنيف النووي إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي الخطير”، مؤكدًا أن “الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”.

و في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي،اعلن عراقجي رفض بلاده الدخول في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دام العدوان الإسرائيلي على إيران مستمرًا.

وقال عراقجي: “لقد وجّه الأميركيون رسائل متكررة يعربون فيها عن رغبتهم الجدية في التفاوض، لكننا أوضحنا أنه ما دامت الاعتداءات متواصلة، فلا مكان للدبلوماسية ولا للحوار”.

وأكد أن بلاده لا تنوي التفاوض مع أي طرف “في ظل استمرار العدوان من قبل الكيان الصهيوني”، وذلك قبيل توجهه إلى جنيف لعقد محادثات مع نظرائه الأوروبيين.

واعتبر عراقجي أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يُشكّل “خيانةً” للجهود الدبلوماسية التي كانت تُبذل مع الولايات المتحدة، وذلك قبيل اجتماعه مع “الترويكا” الأوروبية.

وقال عراقجي، أمام “مجلس حقوق الإنسان” التابع لـ”الأمم المتحدة” في جنيف: “هوجمنا في وسط عملية دبلوماسية”، في إشارةٍ إلى المفاوضات التي كانت جارية بين واشنطن وطهران، مؤكداً أن الهجوم الإسرائيلي هو “عمل عدواني شنيع”.

وأشار عراقجي إلى اللقاء الذي كان مقرّراً مع “الأميركيين في 15 حزيران لصوغ اتفاق واعد جداً لحل سلمي للقضايا التي تمّ اختلاقها بشأن برنامجنا النووي السلمي”، واصفاً العدوان بأنه “خيانة للدبلوماسية وضربة غير مسبوقة لأسس القانون الدولي”.

كما شدّد عراقجي على أن “الهجمات على المنشآت النووية تشكّل جرائم حرب خطيرة”، معرباً عن توقّع بلاده بأن تقف الدول المجتمعة “إلى جانب العدالة وسيادة القانون”.

في المقابل، طالب السفير الإسرائيلي لدى “الأمم المتحدة”، دانيال ميرون، وزراء خارجية أوروبا باتخاذ “موقف حازم”، خلال المحادثات المرتقبة مع عراقجي.

وقال ميرون، للصحافيين خارج قاعة “مجلس حقوق الإنسان”:” نتوقّع من وزراء الخارجية الأوروبيين أن يتخذوا موقفاً حازماً تجاه إيران ويطالبوها بالتراجع الكامل عن البرنامج النووي، وتفكيك ترسانة الصواريخ البالستية وبرنامجها، ووضع حد للأنشطة الإرهابية الإقليمية التي تمارسها ودعمها النشط لوكلائها الإرهابيين”،بحسب تعبيره.

بدوره، حذّر رئيس “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، رافايل غروسي، من أن أي هجوم إسرائيلي على محطة “بوشهر”النووية جنوب إيران قد يؤدي إلى كارثة إقليمية، مشيراً إلى أن “تداعيات الهجوم ستكون الأكثر خطورة”.

وقال غروسي، في جلسة “مجلس الأمن الدولي” المخصصة لمناقشة الحرب بين إسرائيل وإيران، “لقد تواصلت معي دول من المنطقة بشكل مباشر خلال الساعات القليلة الماضية للتعبير عن مخاوفها، وأريد أن أوضح بشكل قاطع وكامل أنه في حال وقوع هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، فإن ضربة مباشرة ستؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة للغاية من النشاط الإشعاعي”.

وأوضح أن الهجوم، إن حصل، «سيتسبب بقطع الخطين الكهربائيين اللذين يغذيان المحطة، ما يمكن أن يؤدي إلى ذوبان قلب المفاعل، ما يعني تسرّب مستويات كبيرة من الإشعاعات في البيئة» المحيطة.

وفي أسوأ الأحوال، قد يتطلب السيناريوهان، بحسب غروسي «اتخاذ تدابير وقائية، مثل إجلاء السكان إلى الملاجئ، أو الحاجة الى تناول مادة اليود، لمسافات تراوح بين بضعة كيلومترات ومئات الكيلومترات»، معرباً عن قلقه إزاء مخاطر تنفيذ هجوم على مفاعل الأبحاث في طهران، والذي «قد تكون له عواقب وخيمة، ربما على أقسام كبيرة» من المدينة وسكانها.

إلى ذلك، لفت رئيس الوكالة إلى أن الهجمات الإسرائيلية على إيران «لم تتسبب في تسرّب إشعاعي يؤثّر على الناس في هذه المرحلة»، ولكنه نبّه إلى «خطر حدوث ذلك».

وأكّد أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» قادرة على ضمان عمليات تفتيش مستقبلية «مُحكمة» للبرنامج النووي الإيراني، مشدّداً على أن «الحل الدبلوماسي ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية. وقد تمّت مناقشة عناصر الاتفاق. ويمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تضمن من خلال نظام تفتيش محكم عدم تطوير أسلحة نووية في إيران».

المصدر: قناة العالم