الإثنين   
   20 10 2025   
   27 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 12:03

الشرطة الفرنسية تلاحق منفذي سرقة حلي “لا تقدّر بثمن” من متحف اللوفر في باريس

تواصل الشرطة الفرنسية، اليوم الإثنين، عمليات البحث عن أربعة لصوص نفذوا عملية سرقة استهدفت حليًا “لا تقدّر بثمن” من متحف اللوفر في باريس يوم الأحد، في واقعة وُصفت بأنها تحمل بصمة الجريمة المنظمة.

ووقعت السرقة في وضح النهار داخل أكبر متحف في العالم، الذي يستقبل سنويًا نحو تسعة ملايين زائر، ويضم 35 ألف عمل فني على مساحة 73 ألف متر مربع. وأثارت العملية اهتمامًا عالميًا واسعًا وجدلاً سياسيًا في فرنسا، إذ أعادت النقاش حول ضعف إجراءات الأمن في المتاحف، بحسب ما قال وزير الداخلية لوران نونيز.

ويتابع القضية نحو 60 محققًا من فرقة مكافحة الجريمة (BRB) التابعة للشرطة القضائية في باريس، ومن المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية.

ووفق التحقيقات، فقد جرت السرقة بين الساعة 9:30 و9:40 صباحًا (7:30 و7:40 بتوقيت غرينتش)، حين استخدم اللصوص شاحنة مجهزة برافعة توقفت قرب رصيف نهر السين، وصعدوا بواسطتها إلى نافذة في الطابق الأول، ثم حطموا الزجاج بجهاز قص محمول، ودخلوا إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي، حيث هشموا واجهتين محميتين وسرقوا محتواهما.

وأوضحت وزارة الثقافة الفرنسية أن اللصوص سرقوا ثماني حلي “لا تقدّر بثمن تراثيًا”، مشيرة إلى أن قطعة تاسعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابوليون الثالث، سقطت أثناء فرارهم.

وقالت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، إن اللصوص الأربعة كانوا ملثمين وفرّوا على دراجات نارية، مؤكدة أن عمليات البحث عنهم ما زالت جارية.

ومن بين الحلي المسروقة عقد من الياقوت يعود إلى الملكة ماري-إميلي زوجة الملك لوي-فيليب الأول، يتكون من ثماني أحجار ياقوت و631 ماسة، وفق موقع اللوفر الإلكتروني. كما سُرق عقد من الزمرد من طقمٍ عائدٍ إلى ماري لويز، الزوجة الثالثة لنابوليون الأول، ويضم 32 حجر زمرد و1138 ماسة، بينما يحتوي تاج الإمبراطورة أوجيني على نحو ألفي ماسة.

وأكد الوزير نونيز أن عملية السرقة استمرت سبع دقائق فقط، مشيرًا إلى أن المنفذين “لصوص محترفون” قد يكونون أجانب، وسبق أن تورطوا في عمليات مشابهة. وأضاف أن موظفي المتحف تدخّلوا بسرعة، ما دفع اللصوص إلى الفرار تاركين معداتهم خلفهم.

ورجحت المدعية العامة احتمالين وراء العملية: إما أن اللصوص نفذوها لصالح جهة محددة، أو أنهم يخططون لتفكيك الحلي واستخدام الأحجار الكريمة في عمليات غسل أموال.

وتعد هذه أول عملية سرقة في متحف اللوفر منذ عام 1998، ما أعاد فتح النقاش في فرنسا بشأن أمن المتاحف التي أصبحت هدفًا للمجموعات الإجرامية نظرًا لقلة إجراءات الحماية مقارنة بالمصارف.

وكانت متاحف فرنسية أخرى قد تعرضت مؤخرًا لعمليات مشابهة، منها سرقة عينات ذهب بقيمة 600 ألف يورو من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس منتصف أيلول/سبتمبر، وسرقة قطع خزفية بقيمة 6.5 ملايين يورو من متحف ليموج وسط فرنسا الشهر ذاته.

وعند سؤاله عن خلل محتمل في أنظمة المراقبة باللوفر، قال نونيز إن أمن المتاحف هشّ، مؤكدًا أن وزارة الثقافة أطلقت خطة أمنية شاملة تشمل المتحف.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تعهد في كانون الثاني/يناير الماضي بترميم وتوسيع متحف اللوفر، بعدما أعربت مديرته عن قلقها من تردي أوضاعه.

وأشارت وزارة الثقافة إلى أن أجهزة الإنذار في النافذة والواجهتين انطلقت فور وقوع العملية. وأثارت السرقة موجة انتقادات سياسية، إذ وصف جوردان بارديلا، زعيم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الحادث بأنه “إهانة لا تحتمل”، فيما قال لوران فوكييه، زعيم حزب الجمهوريين، إن “فرنسا نُهبت، ويجب حماية تاريخها”.

وتعهد ماكرون بأن السلطات ستتمكن من استعادة المسروقات وتقديم الجناة إلى العدالة.

المصدر: أ.ف.ب.