الإثنين   
   20 10 2025   
   27 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 12:03

الصحافة اليوم: 20-10-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 20 تشرين الاول 2025 العديد من المواضيع المحلية والاقليمة والدولية…

الأخبار:

أميركا تتبنّى طلب إسرائيل وعون يوافق: انسوا الـ1701 وفاوضوا إسرائيل!

السؤال الذي طُرح منذ وقت طويل، وكان أحد محاور «الامتحانات» التي أجراها الأميركيون للمرشحين إلى رئاسة الجمهورية، ركّز على سبل التطبيع مع إسرائيل. اليوم، يعود هذا السؤال ليطلّ برأسه مجدّداً، لكن من زاوية مختلفة، تتصل بتأثّر لبنان بالمشروع الأميركي الأشمل لإرساء تسوية بين إسرائيل والعرب في كل المنطقة، والذي كان مؤتمر شرم الشيخ واتفاق غزة أحد فصوله، على ما يعتقد الأميركيون.

والجديد في المشهد، أن المعنيين بالملف في لبنان يتعاملون مع الأمر هذه المرة على أنه الخيار الوحيد المُتاح. ومع ذلك، لا تزال الروايات والآراء متضاربة حول حقيقة ما يجري، ومدى جدّية الاهتمام الدولي بلبنان، وطبيعة النقاش الدائر داخله على المستوييْن الرسمي والسياسي.

آخر الأخبار الواردة من العاصمة الأميركية تفيد بأن واشنطن لم تعد ترى حاجة إلى إيفاد مزيد من المبعوثين إلى لبنان، وقد قرّرت عملياً إسقاط اتفاق 27 تشرين الثاني من التداول، معتبرة أن الأحداث تجاوزته. وتشير مصادر في مستويات مختلفة من الإدارة الأميركية إلى أن التطورات التي أعقبت وقف إطلاق النار في لبنان، دفعت بملف تنفيذ القرار 1701 إلى خارج دائرة الاهتمام الجدّي، وأن على لبنان أن يُدرك هذه الحقيقة ويتعامل معها بوصفها أمراً واقعاً.

ويروي مصدر مطّلع على هذه الاتصالات جملةً من الوقائع التي تُظهر طبيعة المقاربة الأميركية والأوروبية والإسرائيلية لملف لبنان، تضاف إليها مواقف بعض الأطراف العربية البارزة، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي تشعر بأن واشنطن تعوّل عليها للاضطلاع بدور محوري في لبنان خلال المرحلة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة.

وبحسب المصدر، فإن هذه الوقائع يمكن تلخيصها على النحو الآتي:

أولاً: بات الموفد الأميركي إلى لبنان، توم برّاك، ومعه المبعوثة المتخصّصة بالملف العسكري مورغان أورتاغوس، يتبنّيان رأياً رسّخه السيناتور ليندسي غراهام، المعروف بتأييده المطلق لإسرائيل. ومضمون هذا الرأي أن تجربة الأشهر الثمانية الماضية أظهرت أن المسؤولين اللبنانيين، على اختلاف مواقعهم، يفتقرون إلى الرغبة أو القدرة على إطلاق مبادرة جدّية لمعالجة مسألة سلاح حزب الله. ويرى هؤلاء أن غياب أي إمكانية لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض يجعل الاستمرار في البحث وفق الآليات السابقة أمراً بلا أفق. وعليه، فإن الحلّ، بحسب هذا المنطق، بات محصوراً في محادثات مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، ذات طابع سياسي، تُديرها الولايات المتحدة منفردة من دون أي شراكة أو وساطة دولية، وبالتحديد من دون دور للأمم المتحدة.

ثانياً: خلصت المراجعة التي أجرتها الإدارة الأميركية لمهمة برّاك إلى أن القيادات الرسمية في لبنان تُجيد تضييع الوقت والتهرّب من تحمّل المسؤولية المباشرة، وأن ما يجري على الأرض لا يمكن اعتباره تقدّماً فعلياً في مسار بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. وبناءً على هذه الخلاصة، ترى واشنطن أنه لا داعي لأي تواصل أو زيارة جديدة من قبل مبعوثيها إلى لبنان، قبل أن يقدّم اللبنانيون أنفسهم إشارة واضحة تُعبّر عن استعدادهم للانخراط في المسار الجديد من المفاوضات.

ثالثاً: وجد الأميركيون، في اللقاءات التي عُقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ثم في مؤتمر شرم الشيخ، ومع تصاعد الضغوط المتعلّقة بمطالب الإصلاح الداخلي، فرصة لإبلاغ أركان السلطة في لبنان بأنّ بلادهم لم تعد ضمن دائرة الاهتمام الفعلي. وشكّل استثناء الرئيس جوزيف عون من الدعوة لحضور مؤتمر شرم الشيخ مؤشراً إضافياً إلى هذا الموقف، رغم ما قد يُقال عن أن لبنان ليس معنياً مباشرةً بذلك المؤتمر، إذ إن قادة من دول بعيدة عن المنطقة شاركوا فيه، انطلاقاً من تصوّر واشنطن لدور دولهم في خطتها للمنطقة.

وقال الأميركيون إن ردّة فعل لبنان الرسمي جاءت بعد قمة شرم الشيخ مباشرة، عندما تعمّد رئيس الجمهورية الحديث عن الحاجة إلى سلوك طريق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لتثبيت اتفاق الهدنة وترسيم الحدود البرية.

العين الأميركية على بعبدا

رابعاً: أوضح الأميركيون أنهم كانوا يتوقّعون هذا الموقف من عون، مدركين أن الدستور يمنحه صلاحية التفاوض باسم الدولة، وهم يريدونه أن يتولّى هذا الملف بنفسه، ليس فقط من موقعه الدستوري، بل أيضاً استناداً إلى موقفه خلال محادثات سابقة مع الأميركيين قبل انتخابه رئيساً، وإلى علاقاته الخاصة بالمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، ونفوذه الواسع على القيادات التي تتولى إدارتها اليوم. وقد سارع مسؤولون في واشنطن إلى الإشادة بتصريح عون حول التفاوض مع إسرائيل، لكنهم ينتظرون منه خطوة ثانية تتضمّن تصوراً مبدئياً يتيح إطلاق مسار جديد للمفاوضات. ومع ذلك، كان الموقف الأميركي واضحاً في هذا السياق: واشنطن تريد ممثّلاً شخصياً لعون في هذه المفاوضات، باعتبار أن الملف ذو طابع سياسي بحت، لا عسكري أو تقني.

خامساً: تعمّد الجانب الأميركي، مدعوماً من دولٍ أوروبية، توجيه اللوم إلى الجيش اللبناني خلال آخر اجتماعات لجنة الـ«ميكانيزم»، انطلاقاً من قناعة مشتركة مع إسرائيل بأن الجيش لا يؤدي الدور المطلوب منه. وقد كرّر عدد من الدبلوماسيين الأجانب في بيروت هذا الموقف في الفترة الأخيرة، ولا سيما بعد إقرار الحكومة للخطة العسكرية الهادفة إلى حصر السلاح بيد الدولة. وأشار الأميركيون إلى أن ما يُروَّج له عن «إنجازات» يحققها الجيش اللبناني لا يعكس، في نظرهم، حقيقة الواقع على الأرض.

سادساً: سارع الجانب الأميركي، بدعم من جهات أوروبية وعربية، إلى ترداد ما تسوّقه أجهزة استخبارات إسرائيلية حول إعادة حزب الله ترتيب صفوفه وتفعيل مؤسساته المدنية والشعبية، وقد أظهر ذلك في مناسبات عدة أخيراً، مؤكداً أن نفوذه على قرارات الدولة لا يزال كبيراً، كما تجلّى في الخلاف مع رئيس الحكومة نواف سلام. لكنّ اللافت أن هذا الخطاب استخدم مفردات جديدة تشير إلى قيام حزب الله بعملية واسعة لإعادة بناء قوته العسكرية.

ولم يكن صدور تقرير في صحافة العدو حول هذا الموضوع في الأيام الأخيرة مجرد صدفة، بل جاء بعد أن امتلأت الأوراق الدبلوماسية والأمنية الخارجية، وكذلك في لبنان، بالمعلومات التي تفيد بأن إسرائيل وأميركا على علم بأن الحزب يقوم بعملية واسعة لإعادة بناء قدراته العسكرية في كل مناطق لبنان، وأن الجيش اللبناني يتساهل معه إلى حدّ كبير.

تضييق مالي وأعمال أمنية

سابعاً: ينقل الأميركيون أيضاً أن أحداً لا يمكنه إقناع إسرائيل بوقف العمليات العسكرية التي تنفّذها، وأن جميع الاتصالات الجارية تهدف فقط إلى منع اتساع رقعة هذه العمليات. والجديد أن الأميركيين يتلقّون نصائح من دوائر استخباراتية مفادها أن هذا النوع من العمل العسكري وحده لن يكون كافياً لمحاصرة حزب الله أو تقييد قدراته، وأن ثمة حاجة إلى البحث عن بدائل. وفي هذا السياق، يُشير المسؤولون علناً إلى فرض مستوى جديد من الحصار المالي على لبنان، وتفعيل آليات لوقف ما تقول أميركا وإسرائيل إنه تدفّق مالي كبير لمصلحة حزب الله من مصادر مختلفة.

ثامناً: يبدو أن ما كشفته المقاومة عن محاولة إسرائيل تنفيذ عمليات أمنية فتّاكة يعكس نمطاً من العمل قد تعتمده تل أبيب في المرحلة المقبلة. فمثل هذه التفجيرات، لو وقعت، لن تُنسب مباشرة إلى إسرائيل، بل سيُسوّق لها على أنها أعمال انتقامية من خصوم حزب الله.

ويهدف العدو أيضاً إلى خلق حالة توتر فعلية مع السلطات الجديدة في دمشق، لدفعها نحو اتخاذ قرار الصدام مع لبنان عبر حدوده الشرقية.

والتدقيق في طبيعة العملاء الذين جنّدتهم قوات الاحتلال ضمن الشبكة المذكورة يعطي مؤشراً واضحاً إلى نوعية الاستهداف والدعاية التي كانت سترافقه، علماً أن إسرائيل سبق أن نفّذت عمليات تفجير كبيرة في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، وخرجت منظمات وهمية لتتبنى المسؤولية وتضعها في سياق الحرب الأهلية، قبل أن تؤكد الوثائق الإسرائيلية المُسرّبة خلال العقد الماضي أن الموساد كان وراء هذه العمليات التي نُفّذت آنذاك تحت شعار «تحرير لبنان من الغرباء».

موقف عون ودور الآخرين

في هذه الأثناء، يبدو أن الرئيس عون كان أول من تلقّى الرسائل الخارجية القاسية. وفيما يدور نقاش حول مشاكل تواجه فريقه الاستشاري في ما يتعلق بعلاقته مع الأميركيين، لا يخفي رئيس الجمهورية امتعاضه من سلوك وزير الخارجية يوسف رجّي الذي وُجّهت إليه في بعبدا انتقادات قاسية لغياب أي دور له في الاتصالات الخارجية، وعدم حضوره لقاءات نيويورك.

وهو أمر له أثره على موقف رئيس الجمهورية الذي يقول إنه يبحث في الأمر مع الرئيس نبيه بري بشكل خاص. أما علاقته مع الرئيس نواف سلام، فتظل في إطارها البارد، فيما يشير سلام إلى أن كل ما يتعلق بملف سلاح حزب الله متروك لرئيس الجمهورية الذي تُعدّ المفاوضات من اختصاصه. وفي هذا السياق، أخذ سلام مسافة، بينما يواصل عون البحث عمّن يعينه في هذه المهمة. ولم يتضح ما إذا كان قد أعاد الاعتبار إلى دور مستشاره للشؤون الأميركية، طوني حداد، الذي ابتعد خلال الأشهر الأخيرة نتيجة تباينات مع فريق المستشارين السياسيين في القصر.

ونُقل عن عون قوله لبري إن الأمور جامدة على كل الصعد، والملف الإصلاحي عالق أيضاً، وليست هناك إشارة إلى استعداد أي جهة في العالم للتعاطي معنا، أو إظهار الاهتمام بلبنان. بالتالي، وبعيداً عن الضغوط الأميركية وغيرها من الطلبات، قال عون صراحة إن «المفاوضات باتت حاجة لبنانية لكسر الجمود الحاصل»، من دون أن يوضح مقاصده ولا تصوّره لهذه المفاوضات.

ولا يزال الغموض يحيط بكيفية مقاربة الرئيس عون للملف: هل ستكون المفاوضات محصورة بالشقّ التقني، على غرار ما جرى في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية؟ أم أن هناك توجّهاً نحو ترسيم واضح ونهائي للحدود البرية مع ترتيبات جديدة؟ أم أن الهدف هو إحياء اتفاقية الهدنة بشروط مختلفة؟ وحتى الآن، لا يُظهِر مسار النقاش الدائر بين عون وسائر الأطراف أيّ مؤشرات إلى جوابه على السؤال الأميركي المباشر: ماذا ستفعل مع سلاح حزب الله؟

أوّل اختبار لوقف إطلاق النار: إسرائيل تريد فرض قواعدها

استغلّ جيش الاحتلال وقوع «حدث أمني» في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لفتح بوابة النار مجدّداً على القطاع. وتباينت الروايات التي نقلها المراسلون العسكريون بشكل كبير؛ إذ زعم الإعلام العبري في البداية أن قوة من «كتائب القسام» كانت في طريقها لتنفيذ إغارة على مخبأ العميل ياسر أبو شباب في رفح، ففوجئت بقوة عسكرية إسرائيلية، وقامت بإطلاق صاروخ مضادّ للدروع أو تفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية من نوع «باجر»، ثم الاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، ما أدّى إلى مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.

غير أن تلك الرواية فنّدتها «كتائب القسام» في تصريح صحافي، أكّدت فيه أنه لا علم لها أو علاقة بـ«الحدث الأمني» الذي أعلنه العدو. وقالت «القسام»: «نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تمّ الاتفاق عليه، وفي مقدّمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، ولا علم لنا بأيّ أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث إن هذه المناطق حمراء، تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقّى من مجموعات لنا هناك، منذ عودة الحرب في آذار من العام الجاري».

في المقابل، دعا كلٌّ من وزير «الأمن القومي» إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى العودة المكثّفة إلى الحرب حتى تحقيق أهدافها المتمثّلة في القضاء على حركة «حماس» وتهجير الفلسطينيين من القطاع، وضمان أن لا تشكل غزة أي تهديد أمني على إسرائيل. وبينما كانت الطائرات الحربية تشنّ غارات على أهداف متفرقة، أعلن مكتب رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إغلاق كلّ معابر القطاع في وجه المساعدات الإنسانية حتى إشعار آخر.

على أن علامات الاستفهام التي تحيط بصدقية وقوع الحدث المُفترض، تعزّزت مع بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر من ليل أمس، حذّرت فيه من «هجوم وشيك» ستنفّذه حركة «حماس» ضد «شعب غزة»، في إشارة إلى مجموعات العملاء التي تعمل تحت رعاية الاحتلال في مناطق الخط الأصفر. وممّا جاء في بيان الخارجية أنّ هذا «الهجوم المخطّط» ضد المدنيين الفلسطينيين سيشكّل «انتهاكاً مباشراً وجسيماً لاتفاق وقف إطلاق النار، وسيقوّض التقدّم الكبير المتحقّق عبر جهود الوساطة. وتطالب الدول الضامنة «حماس» بالوفاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار».

وهكذا، تقاطعت هذه التحذيرات مع الحدث الغامض الذي نفت المقاومة مسؤوليتها عنه، ومع بنك الأهداف الدسم الذي طاولته الغارات المكثّفة والمجهّزة سلفاً. وعزّز هذا التقاطع فرضية السيناريو المُعدّ مُسبقاً، والذي يوفّر فيه الأميركيون الغطاء السياسي للخطوات الميدانية الإسرائيلية على الأرض، من خلال صنع السردية التي ينطلق منها الفعل لتحقيق غايات سياسية داخلية وميدانية ملحّة.

وفي الساعات الأولى من بدء الغارات الإسرائيلية، تمكّن جيش الاحتلال من اغتيال قائد قوات النخبة في «كتيبة جباليا»، يحيى المبحوح، ونائبه مصطفى الصوالحة، واثنين من مساعديه، هما زكريا أبو حبل ومحمد أبو رفيع، وذلك في قصف نفّذته طائرة مُسيّرة استهدفهم أثناء وجودهم على شاطئ بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وإذ جاء الاستهداف في منطقة بعيدة عن نقاط التوتر والاشتباك، فهو بدا مستنداً إلى معلومة استخبارية دقيقة، علماً أن الشهداء الأربعة نجوا خلال نحو عامين من الحرب من عشرات محاولات الاغتيال، وشاركوا بفاعلية في معارك مخيم جباليا الثلاث.

وتلا هذا الاغتيال قصف جوي تصاعد على نحوٍ أعاد الحرب إلى أيام ذروتها؛ إذ أغارت طائرة مُسيّرة على خيمة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط مدينة غزة، ما أدّى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة آخرين. كما استهدفت الطائرات الحربية منزل عائلة عبد الهادي في مخيم البريج وسط القطاع، وقصفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي خانيونس جنوباً، ما أسفر عن استشهاد سيدة وطفلين وإصابة عدد من الجرحى. وفي منطقة الزوايدة في الوسط، استهدفت طائرة مُسيّرة مبنى تابعاً لـ«شركة فلسطين» للإنتاج الإعلامي، ما أدّى إلى ارتقاء الزميل الصحافي محمد مطير، ونجل الزميل الصحافي محمد الزعانين.

أمّا شمالاً، فأغارت الطائرات الحربية على تجمّع للمواطنين في محيط مستشفى «كمال عدوان»، ما أوقع شهيداً وعدداً من الجرحى، قبل أن تقصف طائرات الاحتلال تجمّعاً آخر للمواطنين في شارع أبو حصيرة غربي مدينة غزة، موقعة ثلاثة شهداء وعدداً من الإصابات.

وفي مدينة خانيونس جنوباً، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي حزاماً نارياً بأكثر من 120 غارة، زاعماً أنّه استهدف مسار أحد الأنفاق الذي كانت تستخدمه المقاومة في احتجاز أسرى إسرائيليين.

أمّا في مخيم النصيرات، فارتكب جيش الاحتلال مجزرة استهدف فيها «مدرسة السردي» التي تؤوي نازحين، ما أدّى إلى استشهاد ستة نازحين معظمهم من النساء والأطفال. كما أغارت الطائرات الحربية على منزل يؤوي نازحين في حي السوارحة في حيّ الزوايدة وسط القطاع، واستهدفت الطائرات المُسيّرة خيمة أخرى تؤوي نازحين في مخيّم النصيرات. وفي المساء، أغار الطيران الحربي على شقة سكنية في عمارة «باندا مول» غربي مدينة غزة، متسبّباً بارتقاء ثلاثة شهداء.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتقى 44 شهيداً وأُصيب العشرات من المواطنين، جرّاء استهداف نحو 120 هدفاً بمئات الغارات على طول القطاع، وذلك قبل أن يعلن جيش الاحتلال العودة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والتراجع عن إغلاق المعابر الحدودية أمام المساعدات.
وتحمل التطورات التي شهدها القطاع، أمس، جملة مؤشرات تدلّل على ما سيحكم المشهد في المرحلة المقبلة:

يجتهد جيش الاحتلال في تحديث بنك أهدافه، مستغلاً حالة التراخي الأمني التي رافقت الإعلان عن وقف الحرب.

يريد رئيس وزراء الاحتلال البعث بعدة رسائل: الأولى، إلى الداخل الإسرائيلي، لتوضيح ماهية الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه في شرم الشيخ، بوصفه يمنح إسرائيل فرصة دائمة لاستخدام النار كلّما سنحت الفرصة، ويعيد إنتاج «السيناريو اللبناني» في قطاع غزة على نحوٍ أكثر سوءاً. أما الثانية، فإلى حركة «حماس»، ومفادها أنها تجاوزت الخط الأحمر المسموح لها به في إعادة السيطرة على القطاع وبناء وقائع ميدانية تحفظ وجودها في المرحلة المقبلة.

حاول جيش الاحتلال من خلال هذه الجولة، طمأنة مجموعات العملاء التي تعرّضت لضربة معنوية عقب القضاء على بعض الحالات المسلحة التي مثّلت تحدياً أمنياً لـ«حماس» في غضون أيام، خصوصاً عقب تنفيذ المقاومة عمليات قنص طاولت العملاء في مناطق سيطرة جيش الاحتلال.

مثّلت جولة التصعيد اختباراً لدور الوسطاء وحدود المساحة المسموح بها أميركياً؛ إذ عاد جيش الاحتلال إلى الالتزام بوقف إطلاق النار مساء اليوم نفسه، فيما لم يستطع مكتب نتنياهو فرض إغلاق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية، ما تسبّب بسخط بن غفير الذي وصف الأمر بـ«المخزي».

اللواء:

برِّي يحمل ملف التفاوض والقلق الجنوبي إلى بعبدا

عون يبلِّغ البابا استعداد لبنان لاستقباله.. وحراك مسيحي في بروكسيل وواشنطن للتنافس على أصوات المغتربين

عشية الاسبوع ما قبل الاخير من الشهر الجاري، تنشط الحركة السياسية باتجاهات عدة» أبرزها إعادة تجديد المكتب التشريعي لمجلس النواب غداً، وجلسة لمجلس الوزراء الخميس، وسط «تموّجات» عسكرية وأمنية واقتصادية وسياسية في عموم دول الاقليم من آسيا البعيدة إلى آسيا الأمامية، ومن الاقاليم الاسلامية هناك إلى الاقطار العربية هنا في الشق الادنى.

وفي السياق، تحدثت المعلومات عن أن الرئيس نبيه بري سيزور قصر بعبدا اليوم، بعد عودة الرئيس جوزف عون من روما مساء أمس، بعد اللقاء الذي عقد في روما مع بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر الذي أكد زيارته إلى لبنان في الموعد المعلن عنه.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” ان انعقاد مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل امر محسوم ولفتت الى ان بعض الوزراء سيسأل عن المواقف التي صدرت بالنسبة الى موضوع التفاوض وعدم بقاء لبنان خارج مسار تسويات الأزمات وبالتالي قد تتم مناقشة الموضوع اذا كان المجال متاحا في هذا السياق.

واشارت الى ان موضوع التفاوض هو من ابرز البنود التي ستبحث في لقاء رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب في لقائهما المرتقب اليوم في القصر الجمهوري.

الى ذلك رأت ان ما قاله الرئيس عون امام وفد صحافي اقتصادي عن هذا التفاوض لا يزال محور استفسارات بالنسبة الى الشكل الذي سيعتمد والطريقة التي ستحدد.

إذاً، كان الحدث اللبناني أمس  في الفاتيكان، حيث شارك الرئيس عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، في القداس الاحتفالي الذي تم فيه اعلان الطوباوي المطران اغناطيوس مالويان من الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية ، قديسا على مذابح الكنائس الكاثوليكية. القداس الذي أقيم في ساحة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان، ترأسه البابا لاوون الرابع عشر في حضور عدد من الرؤساء والمسؤولين من مختلف دول العالم، إضافة إلى الكرادلة والبطاركة ومنهم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وكاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان  .

وقبل القداس استقبل البابا الرئيس عون والسيدة الاولى، حيث اكد رئيس الجمهورية ان لبنان بجميع ابنائه في انتظار زيارة قداسته نهاية الشهر المقبل  بفارغ الصبر وان كل الترتيبات اتخذت لنجاح الزيارة التي شكره على تلبيتها. ورد البابا مؤكدا على قيامه بهذه الزيارة التي يريدها زيارة سلام ورجاء . كذلك التقى الرئيس عون في مكان الاحتفال الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا، كما عقد لقاء مع البطريرك الراعي يرافقه النائب فريد هيكل الخازن والمونسنيور جورج آبي سعد المعتمد البطريركي الجديد ورئيس المعهد الماروني في روما والمونسنيور جوزف صفير الوكيل البطريركي في روما والمسؤول الاعلامي لبكركي المحامي وليد غياض .وخلال اللقاء اطلع البطريرك الراعي الرئيس عون على اجواء لقائه امس بالبابا ليوُن الرابع عشر، لاسيما في ما خص زيارته الرعوية المرتقبة إلى لبنان في نهاية الشهر المقبل ، كما تطرق الحديث بين الرئيس والبطريرك إلى مواضيع الساعة والتطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.

وكان الرئيس عون قد استقبل في مقر إقامته ، سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فادي عساف وأركان السفارة، وسفيرة لبنان في روما كارلا جزار وأركان السفارة، واطلع منهم على اوضاع السفارتين والعلاقة مع ابناء الجالية اللبنانية الموجودين في إيطاليا .وأفادت معلومات قناة «mtv» بورود مطالبات من قبل أهالي الجنوب، بزيارة البابا لاوون الرابع عشر للقرى الحدوديّة خلال زيارته لبنان الشهر المقبل، ولكن لا شيئ مؤكّداً نظراً لعدم اكتمال برنامج الزيارة حتّى الساعة.

التحضير لملف المفاوضات

وفي الشأن الداخلي،  مع عودة الرئيس عون مساء من روما، وبعد جولة الرئيس نواف سلام على الرئيسين عون وبري، بقي ملف التفاوض الذي اعلن عنه الرئيس عون موضع اهتمام داخلي وخارجي، حيث يرتقب ان يواصل رئيس الجمهورية اتصالاته بهذا الصدد لمعرفة التوجهات الاميركية التي تلحُّ على وجوب التفاوض مع كيان الاحتلال ومن دون تأخير. فيما استمرت التسريبات الاعلامية عن «ان واشنطن عازمة على اصدار حزمة من العقوبات القاسية على كل من لا يتعاون او يعرقل هذا المسار، مرجحة فرضها قبل نهاية الشهر الجاري، وقبيل وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الى بيروت»!.

وفي اسرائيل، ذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم»: أن مناقشات تُجرى في الأوساط العليا اللبنانية بشأن بلورة موقف موحّد بشأن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البرية الدائمة بين البلدين.

ويرتقب ان يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس في القصر الجمهوري، تردد انه سيطرح فيها   موضوع التفاوض غير المباشر للنقاش وليس للبت بأي قرار، وسط إجماع حكومي على ان هدف التفاوض سيكون كيفية الزام الاحتلال الاسرائيلي بتطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي أُبرم برعاية دولية – عربية منذ نحو سنة، وسط معلومات عن رفض لبنان الرسمي وحزب الله التفاوض تحت ضغط نار العدوان الاسرائيلي.

في السياق، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد خلال لقاء سياسي نظمته العلاقات العامة لـ»حزب االله» في بلدة الضليل البقاعية: اننا ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تؤدي واجبها الدبلوماسي والسياسي شرط ألا يأخذنا هذا العمل إلى مواقف أخرى. وخصوصاً أننا نسمع البعض يتحدث عن التفاوض المباشر مع العدو. نحن نؤكد أن لا تفاوض مباشر مع هذا العدو الصهيوني، فمهما طلب الخارج من لبنان الرسمي ولبنان الشعبي نحن نرفض هذا الطلب رفضاً قطعياً.

وفي السياق، اكد السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف، أن «القضية الجوهرية اليوم تتمثل في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ونعتبر أن السبيل الأساسي لمعالجة هذا الملف المعقد يتمثل في الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالاتفاقات السلمية المبرمة بين إسرائيل ولبنان، استنادا إلى القرار 1701 القرار حظي بدعم من جميع اللبنانيين بمن فيهم قيادة حزب الله نفسها، التي لا بد لها أن تقطع طريقا طويلا من التحول من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة.

ذكرت قناة العربية- الحدث ان لبنان تلقى عرضا بحصر سلاح حزب الله خلال زيارة الرئيس جوزاف عون إلى نيويورك مشيرة الى ان الرئيس اللبناني نقل العرض إلى حزب الله عبر الرئيس نبيه بري. وقالت: ان العرض الذي تلقاه لبنان بنيويورك حول سلاح حزب الله يُبحث على أعلى المستويات، لافتة الى صيغ متعددة مرتبطة بـ»سلاح حزب االله» مطروحة والأخير منفتح على بحثها .وكشفت ان حزب الله سيطلب «ضمانة» عربية بالمرحلة المقبلة لتسليم سلاحه وهو مقتنع بأن «عقيدة القتال» من أجل فلسطين انتهت.

على الصعيد الانتخابي، انشغلت القوى السياسية في التحضير للانتخابات النيابية والسعي لتحقيق اقتراع المغتربين، حيث افيد ان وفودا من النواب الـ 62 الذين قدموا اقتراح قانون يسمح بتصويت المغتربين للنواب الـ 128 سيجولون على رئيسي الجمهورية والحكومة لمعالجة المسألة عبر مشروع حكومي قدمه وزير الخارجية يوسف رجي، بعد رفض الرئيس نبيه بري اداراج الاقتراح على جدول اعمال جلسة تشريعية. ونقل عن بري ان لاتعديل لقانون الانتخاب وان الانتخابات جارية في موعدها في ايار المقبل.

وبالتوازي، واصلت القوى السياسية تعبئة جمهورها، كما فعل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في زيارتيه الى بلجيكا وفرنسا، وحث في لقاء مع مناصري التيار وأبناء الجالية هناك على المشاركة في العملية الانتخابية. واعتبر باسيل أن «حق التصويت وحق الترشح هما حقان مكتسبان للمنتشرين بموجب القانون الحالي، إضافةً إلى حقوق أخرى يجب العمل على تحصينها أو السعي لاكتسابها». وشرح «أهمية تخصيص نواب للانتشار يتولّون تشريع القوانين التي تُعنى بشؤون المنتشرين، ويتابعون همومهم وهواجسهم، ومنها على سبيل المثال موضوع غلاء بطاقات السفر من وإلى لبنان».

وكان اللقاء الجامع مناسبة لإطلاق «مجلس أوروبا» وهو هيئة تُعنى بالتواصل السياسي مع مراكز القرار في كل دولة من دول أوروبا، من سياسيين وبرلمانيين وصحافيين وجمعيات. وسيكون دور هذا المجلس إيصال أفكار التيار الوطني إلى هذه المرجعيات، بغية توضيح الصور الخاطئة التي قد تصل إليها، وتأمين الدعم اللازم للدفاع عن لبنان في هذه الدول الأوروبية.

وأطل رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع على المؤتمر السنوي لمقاطعة الولايات المتحدة في الحزب عبر تطبيق «Zoom»، داعياً جميع المغتربين إلى التهافت لتسجيل أسمائهم للإنتخابات المقبلة بكثافة، وإلى الصلاة على مسؤوليته من الآن «مرّة أبانا ومرّة سلام على روح المقاعد الستة، لأنه يمكنهم أن ينسوا هذه المسألة تماماً، إذ لن يكون هناك ستة مقاعد للمغتربين، فهذه المسألة انتهت ولن تُعتمد». وقال:  تأكّدوا تماماً ولا داعي لأيّ شكّ أن الانتخابات النيابيّة حاصلة في موعدها. وهناك نقطةٌ واحدة فقط لا تزال غير محسومة ويدور حولها صراعٌ كبير، وهي: هل سيقترع المغتربون من أماكن إقامتهم في الخارج أم عليهم المجيء إلى لبنان للمشاركة في العمليّة الانتخابيّة.

الجبهة الشمالية

وسط ذلك، ما تزال الجبهة الشمالية مفتوحة على احتمالات خطيرة، أقلها إبقاء المراوحة بين اللاحرب واللاسلم حتى نهاية العام الجاري..

وحسب المعلومات الدبلوماسية فإن اسرائيل لن تنسحب من الجنوب أو توقف هجماتها، قبل تسليم حزب الله سلاحه، او عبر اعادة النظر باتفاق وقف النار، والتوصل إلى ترتيبات جديدة.

يشار إلى أن جيش الإحتلال بدأ أوسع مناورة عسكرية له منذ هجوم 7 ت1 2023، بمشاركة الفرقة 91 التابعة للقيادة الشمالية، على طول الحدود مع لبنان، لاختبار قدراته الهجومية والدفاعية في مواجهة أي تصعيد محتمل مع حزب االله، وفق ما ذكرت صحيفة معاريف.

وذكرت صحيفة «معاريف» أن التدريب، الذي يستمر عدة أيام، يُعد الأكبر منذ الحرب الأخيرة على غزة، ويهدف إلى محاكاة سيناريوهات قتال متعددة الجبهات، تشمل هجمات صاروخية من لبنان ومحاولات تسلل إلى الداخل الإسرائيلي.

الجنوب: شهيد وقنابل

وفي سياق العدوان المستمر على الجنوب، نفذت مسيّرة إسرائيلية بعد ظهر السبت ثلاث غارات بين بلدتي دير كيفا وكفردونين جنوباً، ما ادى الى سقوط شهيد، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة.وامس، القت محلقة معادية قنبلة صوتية باتجاه منطقة «جميلة اللوزة» عند اطراف بلدة بليدا. واطلقت قوات العدو النار بإتجاه محيط كروم الزيتون في اطراف البلدة اثناء تواجد المزارعين لإبعادهم ..واطلق جنود العدو في موقعي الرادار  ورويسات العلم الرصاص ايضا نحو اطراف بلدتي شبعا و كفرشوبا .وظهر أمس القت مسيَّرة معادية قنبلة على حي المسلخ في مدينة الخيام.

كما توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية، نحو محلة بركة المحافر في بلدة عيترون، وعمدت الى وضع 4 بلوكات من الباطون، مع لافتة كُتب عليها «ممنوع العبور خطر الموت»، بهدف إبعاد المزارعين ومنعهم من الوصول الى اراضيهم.

هذا وعاش سكان سنتر بيدر في بلدة جويا – جنوب لبنان، حالة من الهلع عقب تلقّيهم رسالة تطالبهم بإخلاء منازلهم فورًا، حيث تم إخلاء المبنى احترازيًا، بينما عملت الأجهزة المعنية والمختصة على التحقق من مصدر الرسالة وصحتها.

وأعلن منسق «تجمع أبناء البلدات الجنوبية الحدودية» المهندس طارق مزرعاني، في بيان، أنه زار الرئيس  بري أمس، وسلمه لائحة بمطالب واقتراحات التجمع الذي يضم ممثلين عن معظم القرى الحدودية من الناقورة إلى شبعا، وأبرزها «المباشرة برفع الأنقاض وإطلاق ورشة الإعمار، فضلاً عن تقديم مساعدة للأهالي النازحين والعائدين».

وأِشار الى ان الرئيس بري، جدد القول «إن الرسالة الإسرائيلية وصلت منذ الغارة التي استهدفت تجمعا كبيرا للآليات والجرافات في المصيلح، مستنكرا ما تعرض له مزرعاني من تهديدات ورافضا كل تهديد واعتداء على العاملين في ملف الإعمار في الجنوب وكذلك على الأهالي الآمنين، وسأل الرئيس بري: هل قطاف مواسم الزيتون صار خرقا لاتفاق وقف النار؟» .

وشكر مزرعاني الرئيس بري على «تضامنه وتعاطفه وعمله الدؤوب لأجل حماية الجنوب والجنوبيين وإعادة الإعمار»، وقال: الرئيس بري وعد بمتابعة موضوع التهديدات وكذلك المطالب المحقة لأهالي القرى الحدودية.

تطويق إشتباك أمني

أمنياً، وقع اشتباك مسلح في الحي الغربي للمدينة الرياضية، وعلى الفور تحركت القوة الامنية لمعالجة الوضع، وملاحقة المتسببين بالحادث.

البناء:

تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة بضوء أخضر أميركي قبل العودة لوقف النار

الاحتلال يفرض قواعد اشتباك جديدة تضمن مواصلة الحرب على وتيرة منخفضة

لبنان مرتبك بالطروحات التفاوضية لواشنطن رغم الدروس السلبية للمسار السوري

مع أكثر من مئة غارة إسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أعاد جيش الاحتلال تذكير الفلسطينيين والحكام العرب والمسلمين الذين شاركوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ وتوّجوه زعيماً للمنطقة، أن حديث السلام مجرد كلام فارغ، وأن الهراوة الإسرائيلية هي أكثر تجليات الزعامة الأميركية للمنطقة وضوحاً وثباتاً، خصوصاً أن الغارات الإسرائيلية قد تمّ التمهيد لها بواسطة بروباغندا أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية تركزت في بيان رسمي، على اتهام حركة حماس بالتحضير لعمل عسكريّ يقول مسؤولون أمنيون عرب وأوروبيون وأتراك إنه اتهام محض افتراء بمثابة تمهيد إعلامي للعدوان الإسرائيلي لتبرئة «إسرائيل» من مسؤولية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، والهدف متفق عليه بين واشنطن وتل أبيب، وهو وضع ضوابط لقدرة حركة حماس على التحرك في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي، وتعثر تشكيل القوة الدولية ومجلس الوصاية الأجنبي، أمام عقد الاعتراض الإسرائيلي على مشاركة تركيا ومصر وقطر، ومطالبات عربية وأوروبية باعتماد تشكيل القوة والمجلس عبر قرار أمميّ، وربطهما بأفق قيام الدولة الفلسطينية، بينما تعتقد مصادر فلسطينية أن الأهداف الإسرائيلية تتجاوز ذلك لفرض قواعد اشتباك جديدة تشبه ما هو قائم على الجبهة اللبنانية مع مرور قرابة سنة على اتفاق وقف إطلاق النار، لفرض مناخ يتناسب مع الحاجة لحرب مستمرة على المقاومة لكن بوتيرة منخفضة، تضمن عدم عودة جبهة اليمن الى ساحة الاشتباك، لتفادي تأثيراتها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتضمن عدم إثارة الرأي العام العالمي الضاغط على حكوماته لصالح القضية الفلسطينية لفرض عقوبات على «إسرائيل»، والذي وصلت موجاته إلى الحزب الجمهوري والكنيسة الإنجيلية في أميركا وبات يهدّد البيئة الداعمة للرئيس الأميركي والمساندة تقليدياً لـ«إسرائيل».
في لبنان ارتباك رسميّ حول كيفية التعامل مع الطلبات والضغوط الأميركيّة المتصاعدة لجلب لبنان إلى طاولة التفاوض المباشر مع كيان الاحتلال، وكما كل مرة مع وعود جاذبة تصور التفاوض المباشر مجرد ثمن بخس لقاء الحصول على وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتحقيق انسحاب إسرائيلي شامل من الأراضي اللبنانية، وتقول مصادر شاركت بصياغة اتفاق وقف إطلاق النار قبل قرابة عام، أن الكلام الأميركي يومها قال إن قبول لبنان بمنح «إسرائيل» 60 يوماً للالتزام بوقف النار والانسحاب هو ثمن بخس أمام تحقيق وقف الاعتداءات والانسحاب، لكن لبنان قبل ولم يحصل على شيء، وأضافت المصادر أنه أمام لبنان تجربة سورية في التفاوض المباشر مع كيان الاحتلال، وهي مفاوضات متعثرة رغم أن ما يحوزه الحكم في سورية من دعم أميركي وعربي وتركي أكبر بكثير مما يمكن للبنان الحصول عليه، وعندما استجاب الحكم السوريّ لدعوات التفاوض المباشر قيل له الكلام ذاته الذي يسمعه لبنان اليوم وعندما قبل بالتفاوض كانت «إسرائيل» تحصل على ما تريد وهو التفاوض المباشر، بينما بقيت السقوف الإسرائيلية ذاتها بل إن بعضها ارتفع أكثر، علماً أنه ليس في سورية مقاومة وسلاح مقاومة يتخذه الإسرائيلي ذريعة للاحتلال والعدوان؟

تشهد المنطقة، بعد التطورات الأخيرة في قطاع غزة، تحولات غير مسبوقة في موازين القوى الإقليمية، ما ينعكس بشكل مباشر على لبنان وملف سلاح حزب الله. ووفق معلومات غربية، فإن لبنان تلقّى عرضًا يقضي بحصر سلاح الحزب ضمن إطار تفاوضي متعدّد المستويات، يتضمن خيارات تدريجية وآليات تنفيذية مرتبطة بضمانات عربية ودولية. إلا أنّ اللافت أن الحزب لم يُبدِ أي تجاوب مع هذا الطرح، متمسكًا برفضه القاطع لأي تفاوض مباشر مع «إسرائيل».
وفي هذا السياق، أكّد النائب علي المقداد أن لا تفاوض مباشر مع «العدو الصهيوني»، قائلاً إنّه «مهما طلب الخارج من لبنان الرسمي والشعبي، فنحن نرفض هذا الطلب رفضًا قاطعًا، لأننا لا نزال نحتفل بذكرى قادتنا وشهدائنا، ولا نزال نتعرّض يوميًا للعدوان والقتل. لا يمكن أن نعطي هذا العدو بالسلم ما لم يأخذه بالحرب، وهذا الضغط العدواني الإسرائيلي هدفه جرّ لبنان الرسمي والمقاومة إلى طاولة المفاوضات».
من جهته، شدّد المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان على أنّ إسرائيل «عدو مطلق»، معتبرًا أنّ أي مفاوضات مباشرة معها «ستفجّر البلد»، مضيفًا: «لم نخسر الحرب ولن نخسرها، ومن واجه الجيش الصهيوني بنفسه ودمائه على تخوم الخيام لن يعطي بالسياسة ما لم يُعطه بالحرب».
في المقابل، ترى أوساط دبلوماسية أنّ نهاية حرب غزة ستشكل نقطة تحوّل في المنطقة، إذ سيزداد الضغط على لبنان والعراق وإيران للسير في مسار سياسي جديد يقوم على مبدأ «السلام مقابل عدم التدمير»، وهو مبدأ يعكس إدراك القوى الإقليمية والدولية أنّ استمرار النزاعات المفتوحة يهدّد استقرار المنطقة ككل، ويعقّد جهود التنمية والإعمار، ويزيد من هشاشة الأوضاع الاقتصادية والأمنية.
وفي سياق متصل، أشار السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف إلى أنّ «القضية الجوهرية اليوم تتمثل في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية»، معتبرًا أنّ السبيل لمعالجة هذا الملف المعقّد يكمن في الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالاتفاقات السلمية المبرمة بين «إسرائيل» ولبنان، استنادًا إلى القرار 1701. وأوضح روداكوف أنّ القرار «حظي بدعم جميع اللبنانيين، بمن فيهم قيادة حزب الله، التي لا بد لها أن تقطع شوطًا طويلاً في التحوّل من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة»، مؤكدًا وجود «تعاون فعّال وبنّاء بين روسيا ولبنان في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة».
وفي ظلّ استمرار الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلن جيش الاحتلال مساء أمس، بدء تمرين عسكري واسع يمتد حتى الخميس المقبل على طول الشريط الحدودي مع لبنان، داخل البلدات وفي منطقة الشاطئ والجبهة الداخلية. وأوضح المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أنّ التمرين «يهدف إلى التدريب على التعاون متعدد الأذرع لمواجهة سيناريوهات مختلفة، من بينها حماية المناطق الشمالية والاستجابة للتهديدات الميدانية الفورية».
ميدانيًا، سُجّل تقدّم لوحدات إسرائيلية بمحاذاة حدود بلدة بليدا، حيث أطلقت النيران باتجاه محيط كروم الزيتون لإبعاد المزارعين، كما نفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط من موقعه في تلة رويسات العلم باتجاه أطراف بلدة كفرشوبا.
سياسيًا، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جولته الأوروبية، فشارك في اللقاء الأوروبي لهيئات التيار في بلجيكا، حيث حثّ أبناء الجالية اللبنانية على المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة المقرّرة في أيار، مؤكدًا أنّ حق التصويت وحق الترشح «حقان مكتسبان للمغتربين بموجب القانون الحالي»، مشددًا على أهمية تخصيص نواب للانتشار يتولون تشريع القوانين التي تُعنى بشؤون المغتربين. وبعد بلجيكا، توجّه باسيل إلى فرنسا، حيث عقد لقاءات مع الشباب اللبناني وأبناء البترون في المهجر، قبل أن يُلقي كلمة في لقاء نظمته جمعية الـRPL.
في المقابل، دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المغتربين إلى التسجيل بكثافة للانتخابات المقبلة، مؤكدًا أنّ «الاستحقاق النيابي حاصل في موعده»، مشيرًا إلى أن المسألة الوحيدة غير المحسومة هي ما إذا كان الاقتراع سيتم في بلدان الإقامة أم في لبنان.
وفي الشأن الرسميّ، يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس المقبل، على أن يوضع جدول أعمالها يوم الاثنين، ومن المنتظر أن يتضمن بعض التعيينات الإدارية.
من جهة أخرى، شارك رئيس الجمهورية جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت عون في احتفال إعلان قداسة المطران إغناطيوس مالويان في قدّاس ترأسه البابا لاوون الرابع عشر، حيث رُفع سبعة قديسين جدد على مذابح الكنيسة، بينهم الأسقف الشهيد مالويان. وحضر المناسبة وفد لبناني رسمي رفيع برئاسة الرئيس عون، الذي وصل روما معلنًا بدء التحضيرات لاستقبال البابا في زيارة مرتقبة إلى لبنان. وعند وصوله إلى العاصمة الإيطالية، زار الرئيس عون المدرسة الحبرية الأرمنية والتقى بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان الذي منحه وسام «صليب الإيمان»، وهو أعلى وسام في البطريركية.
وفي موازاة ذلك، عقد الرئيس عون لقاءً مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، جرى خلاله البحث في زيارة البابا المرتقبة إلى بيروت والوضع اللبناني العام. وفي ساحة الفاتيكان، جرى لقاء لافت بين البابا لاوون الرابع عشر والبطريرك الراعي، أكد خلاله الحبر الأعظم أنّ لبنان حاضر بقوة في قلب الكرسي الرسولي، وأن التحضيرات لزيارته تجري «بفرح أبوي كامل».

المصدر: الصحف اللبنانية