الأربعاء   
   15 10 2025   
   22 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 00:20

9820 مستوطنًا يقتحمون الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية الأخيرة

أكدت محافظة القدس أن المسجد الأقصى المبارك شهد خلال موسم الأعياد اليهودية الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة الاقتحامات، إذ بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا باحاته خلال الأعياد الأربعة – رأس السنة العبرية، يوم الغفران، عيد العُرش، وعيد بهجة التوراة – نحو 9820 مستوطنًا تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت المحافظة في بيان صحفي صدر اليوم الثلاثاء أن هذه الدورة من الأعياد شكلت منعطفًا خطيرًا في الانتهاكات الإسرائيلية، بعدما حوّلت الحكومة الإسرائيلية اليمينية هذه المناسبات إلى غطاء سياسي وديني لمشروع تهويدي يستهدف قلب المدينة المقدسة، في محاولة لفرض وقائع جديدة وتقويض الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد.

وبدأت الاقتحامات مع رأس السنة العبرية بين 22 و24 أيلول/سبتمبر الماضي، إذ اقتحم 1317 مستوطنًا باحات الأقصى على مدار ثلاثة أيام متتالية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية علنية، شملت الغناء والنفخ في البوق (الشوفار) وارتداء “لباس التوبة” الأبيض، وسط تشديدات عسكرية ومنع المصلين من الدخول، في حين دعت منظمة “بيدينو” الاستيطانية إلى اقتحامات جماعية لتحقيق رقم قياسي جديد.

وفي يوم الغفران (1 و2 تشرين الأول/أكتوبر)، اقتحم 547 مستوطنًا باحات الأقصى عشية العيد، وتبعهم 468 آخرون في اليوم التالي، وأدوا طقوس “كفارة الدجاج” قرب المسجد، فيما فرضت سلطات الاحتلال حصارًا مشددًا على المدينة وأغلقت الشوارع ونصبت الحواجز، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الحركة وإجبار أصحاب المحلات على الإغلاق القسري.

أما عيد العُرش اليهودي (6–13 تشرين الأول)، فقد شهد ذروة الاقتحامات، إذ اقتحم 7119 مستوطنًا المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية علنية تضمنت تقديم القرابين النباتية، وقراءة التوراة، والرقص والغناء الجماعي قرب المصلى القبلي. وشارك في هذه الاقتحامات مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير التراث عميحاي إلياهو وعضو الكنيست إسحاق كرويزر، وأطلقوا تصريحات عدوانية تزعم السيادة اليهودية على المسجد.

وفي صباح اليوم الثلاثاء، مع عيد بهجة التوراة، اقتحم بن غفير المسجد الأقصى للمرة الثانية خلال أسبوع، برفقة 369 مستوطنًا، وأدوا طقوسًا تلمودية علنية تحت حماية مكثفة من شرطة الاحتلال التي منعت المصلين من الدخول.

وأشارت المحافظة إلى أن سلطات الاحتلال أبعدت عشرات المقدسيين عن الأقصى قبيل موسم الأعياد، بينهم مرابطون وناشطون، مع استمرار أوامر الإبعاد وتجديد بعضها لفترات تمتد لأسابيع وشهور.

وأكدت المحافظة أن ما يجري يشكل تصعيدًا خطيرًا وممنهجًا يهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد وتغيير طابعه الإسلامي، محذّرة من أن استمرار هذا النهج العدواني قد يؤدي إلى انفجار شامل يهدد استقرار المنطقة.

واختتم البيان بالتأكيد على أن القدس ستبقى عربية الهوية وعاصمة أبدية لدولة فلسطين، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة.

المصدر: وكالة وفا