الخميس   
   09 10 2025   
   16 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 22:24

الكيان الصهيوني يرصد 145 مليون دولار لـ”تسليح” وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنّ حكومة العدو الصهيوني خصصت أكثر من نصف مليار شيكل (نحو 145 مليون دولار) في ميزانية عام 2025، لتنفيذ أكبر حملة دعائية رقمية منذ بدء عدوانها على قطاع غزة، عبر “تسليح” وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفي مقدّمها ChatGPT، للتأثير في الخطاب العالمي تجاه الكيان.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، استنادًا إلى وثائق مسجلة في سجل الوكلاء الأجانب الأمريكي (FARA)، استعانت وزارة خارجية العدو بشركة Clock Tower الأمريكية، التي يديرها براد بارسكال، مدير الحملة الانتخابية السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف توجيه الخطاب الإسرائيلي عبر الإنترنت ومحاولة التأثير على استجابات أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وGrok وGemini عند تلقيها استفسارات تتعلق بالكيان الصهيوني.

وأوضحت “يديعوت” أنّ المشروع الذي أُطلق عليه اسم “مشروع 545” يسعى لتحقيق نحو 50 مليون ظهور شهريًا، مع تخصيص 80% من المحتوى لجيل Z عبر منصات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.

كما كشفت الوثائق عن برنامجٍ موازٍ يحمل اسم “مشروع إستر”، يُعنى بدعم المؤثرين الأمريكيين عبر عقود مالية تصل إلى 900 ألف دولار للفرد الواحد، ضمن ميزانية شهرية تُقدّر بـ 250 ألف دولار. وتشمل الخطة في مرحلتها الأولى التعاون مع خمسة إلى ستة مؤثرين يُطلب منهم نشر ما بين 25 إلى 30 منشورًا شهريًا، قبل توسيع نطاق المشروع لاحقًا ليشمل وكالات تسويق أمريكية وشبكات من صُنّاع المحتوى الإسرائيليين.

وبيّنت البيانات أن المؤثرين المشاركين في الحملة يمكن أن يحققوا أرباحًا شهرية تتراوح بين عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الدولارات، في واحدة من أضخم الحملات الإعلامية المموّلة من تل أبيب في الخارج.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التقى مؤخرًا مجموعة من المؤثرين في نيويورك، حيث وصف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها “الجبهة الثامنة لإسرائيل“، معتبرًا أن “السلاح الأهم اليوم هو وسائل التواصل“.

وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنّ حكومة الاحتلال رصدت مبالغ مالية ضخمة لتوظيف عشرات المؤثرين الأمريكيين ضمن مشروع “إستر”، بالتعاون مع شركة Bridges Partners LLC المملوكة للمستشارين الإسرائيليين أوري شتاينبرغ ويائير ليفي، والتي حصلت في حزيران/يونيو 2025 على نحو 200 ألف دولار كبداية للعقود.

وتشير العقود إلى ميزانية إجمالية تُقارب 900 ألف دولار، تُوزّع على دفعات تشمل 60 ألف دولار كمقدم للتعاقد، و140 ألف دولار لمرحلة التطوير، و250 ألف دولار شهريًا للمؤثرين والإنتاج، إضافة إلى 50 ألف دولار لتغطية ختام الحملة.

وتُعدّ هذه الخطة، بحسب مراقبين، محاولة صهيونية جديدة لتلميع صورة الكيان في الغرب، وتبرير جرائمه ضد الفلسطينيين، عبر تجنيد الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي في خدمة الدعاية الإسرائيلية، في وقتٍ تتسع فيه دائرة الإدانة الدولية لجرائم الاحتلال في غزة.

المصدر: يديعوت أحرونوت