حذّر الملك الأردني عبد الله الثاني، من أن أفعال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تؤدي إلى إشعال حرب دينية في المنطقة، تمتد إلى ما هو أبعد من حدودها.
جاء ذلك في كلمة للملك خلال جلسة افتتاح الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أكد أن “إسرائيل تهدم أسس السلام، وحكومتها الحالية برئاسة نتنياهو لا ترغب فيه”.
وقال الملك عبد الله: “عام آخر ومرة أخرى أقف أمامكم لأتحدث عن القضية ذاتها: الصراع في الشرق الأوسط”، مضيفًا: “هذه ليست المرة الأولى التي تدفعني فيها التطورات على الأرض إلى التساؤل عن قدرة الكلمات على التعبير عن حجم الأزمة، ومع ذلك فإن الصمت يعني قبول الوضع الحالي والتخلي عن إنسانيتنا، وهذا أمر لا يمكنني القيام به”.
وشدد على أن “أفعال إسرائيل على أرض الواقع تهدم الأسس التي يمكن أن يرتكز عليها السلام”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التوقف عن “الاعتقاد الواهم بأن هذه الحكومة الإسرائيلية شريك راغب في السلام”.
وأكد الملك عبد الله أن استمرار القصف العشوائي للفلسطينيين وتشريدهم وتجريدهم من حقوقهم الأساسية يمثل “انتهاكًا صارخًا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان”، لافتًا إلى أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات على مدى عقود يشكل إخفاقًا مريعًا.
وأضاف أن “الدعوات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تنادي بما يسمى إسرائيل الكبرى، لا يمكن أن تتحقق إلا بانتهاك سيادة الدول المجاورة، وهذا أمر غير مقبول”، مشيرًا إلى أن الخطابات العدائية التي تستهدف المسجد الأقصى قد تشعل “حربًا دينية تتجاوز حدود المنطقة وتؤدي إلى صراع شامل لن تسلم منه أي دولة”.
وتطرق الملك إلى القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن قيام الدولة الفلسطينية “ليس مكافأة، بل حق لا جدال فيه”، داعيًا إلى تطبيق المعايير ذاتها على جميع الشعوب والاعتراف بحق الفلسطينيين في حياة كريمة وآمنة.
وأشار الملك إلى أن الأردن يمثل “المركز الرئيسي للاستجابة الإنسانية الدولية في غزة، ويعمل بكل الوسائل لتوفير الإمدادات الحيوية من مساعدات ومواد غذائية”، مشيدًا بدور الشركاء الإقليميين والدوليين في دعم الجهود الإنسانية.
المصدر: مواقع