الأربعاء   
   27 08 2025   
   3 ربيع الأول 1447   
   بيروت 14:30

الولايات المتحدة تبدأ فرض رسوم مضاعفة بنسبة 50% على الصادرات الهندية

بدأت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، فرض رسوم جمركية تبلغ نسبتها 50% على العديد من الصادرات الهندية، أي ضعف التعرفات السابقة، في إطار سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لمعاقبة نيودلهي على شرائها النفط من روسيا.

ويُتوقع أن تزيد الحزمة الجديدة من الرسوم من التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، ما قد يدفع نيودلهي لتعزيز علاقاتها مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الرسوم ضمن سياسة ترامب في فرض رسوم مرتفعة على حلفاء ومنافسين على السواء منذ عودته للرئاسة في يناير الماضي، حيث تُعد نسبة 50% من أعلى المستويات التي يواجهها الشركاء التجاريون للولايات المتحدة.

مع ذلك، ستظل بعض القطاعات مستثناة من الرسوم الجديدة، بما في ذلك الأدوية والرقائق الإلكترونية والهواتف الذكية، فيما ستظل القطاعات التي سبق فرض رسوماً عليها مثل الصلب والألمنيوم والسيارات معفاة أيضاً.

وكانت الولايات المتحدة الوجهة الأولى للصادرات الهندية في عام 2024، حيث بلغت قيمتها نحو 87.3 مليار دولار. ويحذر محللون من أن هذه الرسوم تشبه الحظر التجاري، وقد تضر الشركات الصغيرة، فيما أكد مصدّرون في قطاعات مثل النسيج والمأكولات البحرية والمجوهرات تعرضهم لإلغاء طلبات أميركية وخسائر أمام منافسين من دول مثل بنغلادش وفيتنام، ما يثير مخاوف من اقتطاعات محتملة في الوظائف.

وقالت الحكومة الهندية إن خطوة واشنطن “غير عادلة وغير مبررة وغير معقولة”، فيما تعهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بخفض العبء الضريبي على المواطنين وتعزيز الاعتماد على الذات والدفاع عن مصالح الهند.

وأوضحت وزارة الخارجية الهندية أن شراء النفط من روسيا جاء بعد تحويل الإمدادات التقليدية إلى أوروبا لتعويض توقف الأخيرة عن استيراد الخام من موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، مؤكدة أن هذه الخطوة ساهمت في استقرار أسعار الوقود محلياً.

من جهته، كتب مستشار البيت الأبيض للتجارة، بيتر نافارو، أن “الهند تتصرف كمركز تصريف للنفط الروسي، إذ تحوّل الخام الخاضع للحظر إلى صادرات عالية القيمة بينما تمنح موسكو الدولارات التي تحتاجها”، متهماً إياها ايضاً بالتقارب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وأشارت ويندي كاتلر، النائبة الأولى لرئيس معهد سياسة آسيا، إلى أن الرسوم الجديدة تسببت بتآكل الثقة بين الولايات المتحدة والهند بسرعة، وقد يستغرق إعادة بنائها سنوات، مؤكدة أن الرسوم سيكون لها انعكاسات سلبية على الإصلاحات والانفتاح الاقتصادي الهندي.

وتأتي الرسوم في إطار استخدام ترامب للتعرفات الجمركية لمواجهة الممارسات التجارية غير العادلة ورفع العجز التجاري، واستهدفت دولاً عدة، بما في ذلك البرازيل، على خلفية محاكمة رئيسها السابق جايير بولسونارو.

المصدر: أ.ب.ف.