في ظل الأزمات المتلاحقة التي مرّ بها لبنان، قدّمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى عقود سلسلة عروض دعم ومساعدات، تنوّعت بين عسكرية وتنموية وطاقوية، غير أن معظمها قوبل بالرفض من الحكومات اللبنانية المتعاقبة تحت ضغوط أمريكية وعربية، وفق ما يؤكده مسؤولون إيرانيون.
بدأ الدعم الإيراني للبنان مع انطلاقة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، عبر تزويد الشعب اللبناني بالسلاح الذي أسهم في تحرير الجنوب عام 2000. وقبل التحرير، لم تقتصر المساعدات على الجانب العسكري، بل شملت مشاريع تنموية في البقاع والجنوب المحرّر آنذاك، إضافة إلى مشاريع بنى تحتية في بيروت وضواحيها.
بعد التحرير، تواصل الدعم بمختلف أشكاله، وبلغ ذروته عقب حرب تموز 2006 من خلال إعادة إعمار ما دمّره العدوان، وإنشاء طرقات ومشاريع بنى تحتية واسعة في الجنوب وبيروت والبقاع.
كما بذلت طهران على مر السنين جهوداً لإقناع السلطات اللبنانية بدعم الجيش، لكن دون نتيجة. فبعد عدوان 2006، عرضت تزويد الجيش بأسلحة متنوعة، إلا أن الحكومة رفضت تحت ضغط أمريكي وعربي. وفي عام 2010، جددت إيران عرضها الرسمي خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إلى بيروت، إلا أن الرفض تكرر خشية “العصا الأمريكية”.
وخلال معارك “فجر الجرود”، عرضت إيران تسليح الجيش بصواريخ مناسبة للمعركة، لكن الحكومة اللبنانية رفضت مجدداً. وفي عام 2021، ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية، اقترحت طهران تقديم مساعدات غذائية ولوجستية للجيش، لكن العرض قوبل أيضاً بالرفض.
أما على صعيد الطاقة، فقد بدأت العروض الإيرانية منذ عام 2006 لتزويد لبنان بالمشتقات النفطية والكهرباء. وبين عامي 2010 و2015، اقترحت طهران تزويد لبنان بالفيول بأسعار تفضيلية، وإنشاء معامل لتوليد الطاقة، ومشاريع للطاقة البديلة، وشبكات سكك حديدية ومترو، لكن دون استجابة. وفي عام 2021، عرضت مجدداً المساعدة وسط العتمة التي شهدها لبنان، فقوبل العرض بالرفض.
وفي عام 2022، كسرت الجمهورية الإسلامية الحصار الأمريكي على لبنان بإرسال بواخر محروقات وُزعت على مختلف شرائح الشعب اللبناني.
ورغم تكرار هذه المبادرات، ظلّ معظمها مرفوضاً، في ظل ما يصفه مراقبون بهيمنة الخوف من العقوبات والضغوط الأمريكية على القرار اللبناني.
تقرير: علي الرضا برو
المصدر: موقع المنار