اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب انّ” الازمات المتفاقمة التي يعاني منها اللبنانيون وصلت الى حد كبير يصعب تحمل تداعياته الاجتماعية التي تهدد الاسر في علاقات افرادها، وهو يحتاج الى هبة إنقاذية على مختلف الصعد والمستويات، بدءاً من مكافحة الاحتكار والتضخم وصولاً الى توفير مقومات العيش الكريم الذي يفتقده غالبية اللبنانيين مع بدء العام الدراسي وقرب حلول فصل الشتاء، فالمعالجات تستدعي تحمل الدولة لمسؤولياتها في التخفيف عن مواطنيها الذين ضاقت بهم السبل فراحوا يبحثون عن فرص عمل في الهجرة المحفوفة بالمخاطر والنكبات التي شهدنا فصلا منها الأسبوع الماضي، نأمل ان لا تتكرر هذه الفاجعة”.
وقال سماحته في خطبة الجمعة : “نطالب السياسيين ان يبادروا الى تشكيل حكومة تتصدى للانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي، ولا سيما ان المجلس النيابي اقر الموازنة العامة للدولة، التي نرى فيها منطلقاً لتصحيح الوضع المالي وعودة لانتظام العمل المؤسساتي الذي يحتاج الى انجاز الاستحقاق الرئاسي بروح توافقية يجسد من خلالها السياسيون تعاونهم وتشاورهم لانتخاب رئيس يحظى بتوافق الجميع، كنا نأمل إنجازه في جلسة المجلس النيابي التي انعقدت لهذه الغاية، ونتمنى ألا يتأخر هذا التوافق للحؤول دون حصول الفراغ القاتل”.
وتابع: “ونحن إذ نرى في اعلان بدء العام الدراسي الجديد بارقة امل بعودة الطلاب الى مقاعدهم الدراسية، فإننا نطالب بتعزيز القطاع التربوي وتوفير الحد الأدنى المطلوب لنجاح العملية التربوية ومكافحة التسرب المدرسي ورفع المستوى الأكاديمي، على ان وضع الجامعة اللبنانية يستحق المزيد من الاهتمام والدعم لأنها تشكل المؤسسة الجامعية التي رفدت لبنان والعالم العربي بالطاقات والنخب وأسهمت في النهوض الوطني، وعلى خريجيها تبنى امال المستقبل. ونرى في المساعدات المالية التي اقرتها الموازنة خطوة ناقصة ما لم تستكمل بتعديل سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع والخاص بما يحقق الحد الأدنى من العيش الكريم، ويمنع من هجرة الادمغة والكفاءات التي يحتاجها لبنان في مسيرة النهوض والتعافي”.
ودعا الشيخ الخطيب الى “حل أزمة البحرين بما يؤدي الى رفع المظالم عن الشعب البحريني ويعيد الامن والاستقرار الى ربوع هذا البلد العزيز، ونطالب بإطلاق سراح العلامة الفاضل الشيخ عبد الجليل المقداد وإخوانه المعتقلين من سجناء الرأي الذين عبّروا عن مطالبهم بطرق سلمية، وندعو الى إطلاق حوار وطني بين الحكومة والمعارضة بما يفضي الى حل وطني يخرج البحرين من هذا الواقع المرير”.
وأكد “انّ الكيان الغاصب لا يزال مصدر الازمات والنكبات في منطقتنا، ولا يزال الشعب الفلسطيني في موقع الصمود والتصدي لغطرسة العدو الذي ندين انتهاكاته المتكررة بتدنيسه لحرمة المسجد الأقصى ومحاولة فرض أمر واقع، ونطالب المنظمات الدولية بإدانة هذه الانتهاكات التي تثبت عنصريته ووحشيته وعدم التزامه بالقوانين والشرائع الدولية. ونحن إذ نحيي هذا الشعب البطل على انتفاضاته المتجددة التي تبعث على التفاؤل بان فلسطين لن تضيع، طالما ان شعبها متمسك بحقوقه المشروعة في تحرير أرضه وحماية مقدساته من رجس الاحتلال بما يبذله من دماء وشهداء على هذا الطريق، ومقتضى الوفاء لقضية فلسطين أن لا يتخلى عنها أبناؤها العرب والمسلمون ويقفوا بوجه التطبيع ويقوموا بواجبهم في نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه بكل الوسائل والامكانيات لينال هذا الشعب حقوقه المشروعة في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف بعد عودة اللاجئين الى ديارهم في فلسطين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام