أعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني أن “دبلوماسية إيران الديناميكية والذكية والبراغماتية استخدمت كل قوتها وقدراتها في الأشهر الماضية لضمان الأمن في المنطقة وتعزیز العلاقات مع الدول الإسلامية”.
وقال کنعاني، في مؤتمره الصحفي الأربعاء، أن “الجمهورية الإسلامية الایرانیة لها ثقلًها في القضايا الإقليمية وتلعب دورًا مهمًا في سوريا”، مؤكداً أن “منطقتنا تحتاج إلى تعزیز الصداقة والتعاون بین دول المنطقة أكثر مما تحتاج إلى تحالفات وهمية ومزيفة يتم دفع تكاليفها الباهظة من جيوب دول المنطقة”.
وعلّق على ادعاء وكالة “رويترز” بشأن مفاوضات بين إيران ومجموعة 4 + 1، قائلاً “هذه مسألة تحظى باهتمام جاد لوسائل الإعلام والرأي العام وخلافاً لما يزعمه الجانب الأمريكي بشأن فشل المفاوضات النوویة بالدوحة في قطر، إن مفاوضات الدوحة كانت جيدة”. وأضاف “نتابع مسألة استئناف المفاوضات مع منسق الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل ونحن على تواصل دائم معه”، مؤکداً أن “الظروف متاحة للتوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي وعلى واشنطن اتخاذ القرار السياسي اللازم”.
وقال إن “الادارة الاميركية لا تريد دفع أثمان عودتها للاتفاق”، داعیاً واشنطن إلى اتخاذ قرارها وفقا لمصالحها وليس مصالح الکیان الصهیوني وكذلك إعطاء إيران ضمانات حقيقية يمكن التحقق منها”. وأضاف أن “إمكانياتنا النووية عالية وبرنامجنا ذو طابع سلمي وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مؤکدا أن “سياستنا الأساسية بشأن حيازة الأسلحة النووية لم تتغير ولا نسعى إلى امتلاك سلاح نووي”.
وبشأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الی طهران قال إن “أردوغان جاء إلى طهران لحضور الاجتماع السابع لقمة رؤساء الدول الثلاث (ايران وروسيا وتركيا) الراعية لمباحثات السلام في سوريا بصيغة استانا وتوقيع وثائق ومذكرات للتعاون الثنائي في اطار مشروع التعاون الشامل وطويل الأمد بين طهران الذي اقترحه وزیر الخارجیة الایراني أميرعبد اللهيان خلال زیارة نظیره الترکي داود جاويش أوغلو الی طهران بهدف تعزیز التعاون طويل الأمد بين البلدين”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، رداً على سؤال حول مزاعم الغرب بإرسال ايران طائرات مسيرة إلى روسيا، إن “مزاعم واشنطن بشأن بيعنا طائرات مسيرة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا تأتي في اطار أهدافها ودوافعها السياسية معتبرا هذه المزاعم بانها تفتقر الى المنطق”. وأشار الى الأزمة الاوكرانية، موضحاً أنه “سنوظف إمكانياتنا لحلها سياسيا، وان ايران اصبحت مركزا للتشاور لحل الازمة”.
ووصف الدبلوماسي الايراني القمة الثلاثية للدول الضامنة لمسار استانا بالـ “بناءة للغاية”، إذ قال “أكد المشاركون في القمة أن طهران تحولت الى تحالف ضد الارهاب ومواجهة التفرد والعسكرتارية”. وتابع المتحدث بإسم وزارة الخارجية إن “الدبلوماسية الذكية الناشطة التي اعتمدتها ايران في الاشهر الماضية كانت قائمة على استخدام كل طاقاتها وامكاناتها لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة وتوثيق عرى الاخوة والصداقة بين الدول الاسلامية الجارة”.
وأضاف ان “ايران تلعب دوراً مصيرياً في معادلات المنطقة بما فيها تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع سوريا”.
ورداً على سؤال حول زيارة بايدن للمنطقة قال “إذا كانت الولايات المتحدة تريد الأمن في المنطقة فعليها التخلي عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وعدم السعي وراء إقامة تحالفات رمزية”، مضيفاً “لطالما حاول الکیان الصهيوني تشكيل تحالف إقليمي للضغط على إيران”، مضيفاً أن “تشكيل هذا التحالف خلال زيارة بايدن إلى المنطقة باءت بالفشل”.
وبخصوص لقاء وزيري خارجية سوريا فيصل المقداد وتركيا داود جاويش أوغلو في طهران، قال إن “وزير الخارجية السوري زار طهران تلبيةً لدعوة من نظیره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان وجرت خلال اللقاء مشاورات بشأن الخلافات القائمة بین ترکیا وسوریا عن شمال سوريا ومخاوف تركيا بهذا الصدد، وإمكانية قیام أنقرة بشن عمليات عسكرية في هذه المنطقة”. وأضاف أن أمير عبد اللهيان “لعب دوراً فعالاً وهاماً في هذا المجال الدبلوماسي وأجرى محادثات مع نظيريه السوري والتركي، وأکد أن أي عمل عسكري شمال سوريا سيؤدي لتفاقم الأزمة والأوضاع الإنسانية ويجب احترام السيادة السورية ونتوقع أن تنهي واشنطن وجودها العسكري في أجزاء من سوريا وتتخلى عن توقف دعم الجماعات الانفصالية”.
وتابع أن “وزير خارجية بلادنا ، في حديثه مع السلطات التركية أكد أن الاتفاقات السابقة بين سوريا وتركيا ومفاوضات عملية أستانا هي أفضل طريق لحل الأزمة بین البلدین”.
وردا على سؤال حول المحادثات بين إيران والسعودية، قال “حتى الیوم، اجریت خمس جولات من المفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين والسعودية، والتي كانت إيجابية وأن إخواننا في الحكومة العراقية عملوا جادا في هذا المجال بحسن نية معتمدين على نهج بناء وتمكنوا من لعب دور إيجابي في عقد هذه اللقاءات”. واضاف “من الممكن أن تعقد الجولة المقبلة من الاجتماع الثنائي في بغداد على مستوى مناسب، ويمكننا أن نتخذ خطوة جادة وملموسة إلى الأمام بفضل الإنجازات السابقة”. واضاف ان نتائج المفاوضات مع السعودية “إلى الیوم جيدة وأجواء المفاوضات إيجابية، ونأمل في الوصول إلى نتيجة جديدة ونرحب بأي خطوات أو جهود إقليمية لتنمية العلاقات مع أشقائنا في المنطقة”.
ورداً على سؤال حول رغبة الإمارات في إرسال سفير إلى طهران، قال إن “رغبة كبار المسؤولين الإماراتيين في ايفاد سفير إلى إيران تؤشر علی تشكيل أجواء إيجابية في المنطقة”.
وبشأن إدراج البحرين في محادثات إيران الإقليمية، قال “تحظی منطقة الخليج الفارسي بأهمیة بالغة لایران وتواجد الأجانب وتدخلهم في شؤونها لا يساعد على ارساء الأمن بالمنطقة” مضیفا “ربما نشهد أحداثًا إيجابيا في العلاقات بين إيران والبحرين في ظل تعزیز وتحسين العلاقات بين إيران والسعودية”.
وبخصوص اعتقال ومحاکمة الدبلوماسي الايراني اسد الله اسدي في بلجیکا، قال “اعتقال الدبلوماسي الإيراني كان عملية غير شرعية تمامًا وانتهاكًا صارخًا لاتفاقية فيينا لعام 1961 ، ونطلب من الحكومة البلجيكية الافراج عنه”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي محادثات حول إنشاء سدود في تركيا، قال إن “المحادثات بين إيران وتركيا بشأن القضايا البيئية مستمرة دائمًا، وقد بدأت هذه المحادثات منذ الأشهر الماضية”.
المصدر: ارنا