تماهت بعضُ أصواتِ الداخلِ معَ قلقِ هوكشتاين وشيا من مسيّراتِ المقاومةِ فوقَ منصةِ كاريش. ففي مقاربة الترسيم مع العدو، يشعرك البعض في لبنان، وكأننا نجالس حمامة سلام، أو حامل ورد، لا مع محتل، قاتل، مستوطن، لم يمنعه عن استباحة المنطقة كلها بثروتها، سوى منطق القوة والسلاح والمقاومة.
هذه التجربة، بالتاريخ والواقع، فيما البعض يذرف دمع التماسيح على فرض المقاومة رسالة المسيرات فوق بحر فلسطين المحتل .. يذرفها، على أنه الحريص الضنين على السيادة الممسوحة يومياً بكل أنواع الطائرات الحربية والاستطلاعية الصهيوني. إنه استثمار سياسي أوضح ما فيه أنه يتماهى مع قلق السفيرة شيا، وخوف المحتل الإسرائيلي.
على أي حال، عُقدت اجتماعات لبنانية رسمية، واتصالات دولية حول التطور. قبلها كاد الإسرائيلي أن يصل إلى جوف البحر المتنازع عليه، قبل أن يصرخ لبنان لهوكشتاين، المنزعج من طائرات المقاومة، والمرتاح جداً للابتزاز الصهيوني عبر السفينة اليونانية.
لا سابقاً، وحتماً ليس لاحقاً، كانت مسيرات المقاومة، وكل قدراتها، إلا درعاً عالياً، ومعادلة حامية .. ولينزعج المنزعجون.
المصدر: المنار